الشاعر عمر بن ابي ربيعة
* هو ابو الخطاب عمر بن ابي ربيعة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ومخزوم احد فروع قبيلة قريش ويكنى بابي حفص وابي بشر ايضا و قيل يكنى المغيري .
ولد بالمدينة المنورة سنة \ 23 هجرية – 643 ميلادية في خلافة عثمان بن عفان من اسرة معروفة بثرائها وجاهها وكان ابوه في عهد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين واليا على اليمن.
وقيل ولد في الليلة التي توفي فيها عمر بن الخطاب فسمي باسمه وقال الناس بعد ذلك (زهق الحق وظهر الباطل) بسبب شعر عمر بن ابي ربيعة وتقى عمر بن الخطاب .
.
ورث عمر عن ابيه ثروة طائلة مكنته العيش في ثراء ورفاه ونعمة وحياة مترفة واسراف لذا شب الفتى على دلال وترف فانطلق مع الحياة منفتحة معه رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. و مع اللاهين وقد عرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة المكرمة ويطلبه في المدينة المنورة او في الطائف وغيرهما. لذا انصرف الى حياة اللهو والعبث و مطارة النساء وقد ساعدته البيئة ا لتي نشأ فيها على ذلك .
وقيل أنه كان يستغل موسم الحج فيقصد مكة والحرم المكي ليتحرش بالنساء الجميلات إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء المزينة بالقطوع والديباج. ويلتقى بالحاجّات الاتيات من الشام والعراق والمدينة المنورة وغير هذه الاماكن ليتعرف إليهن ويرافقهن ويتشبب بهن ويروي في شعره طرفا من مواقفه معهن. وشاقته هذه المجالس والمعارض حتى قيل انه كان يتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة.
و قد وصف في شعره النساء وطرائفهن في الكلام ولطائفهن وحركاتهن وبرع في استعمال الأسلوب القصصي والحوار و تتميز قصائده بالعذوبة والطابع الموسيقي وقد تغنى افضل المغنين بقصائده . وقد اصبح الغزل فنا مستقلا من بين فنون الشعر الاخرى .
وقيل ان الخليفة سليمان بن عبد الملك سأله:
- ما يمنعك من مدحنا؟.
فأجابه: أنا لا أمدح إلا النساء
عرف عمر بن أبي ربيعة انه كان شديد الإعجاب بنفسه. وفي العديد من قصائده يصور نفسه معشوقا لا عاشقا والنساء يتهافتن عليه ويتنافسن في طلبه و يتحدث عن شهرته لدى نساء المدينة وكيف يعرفنه من أول نظرة قائلا:
قالت الكبرى اتعرفن الفتى قالت الوسطى نعم هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر؟
يمتاز شعر عمر بن ابي ربيعة بقدرته على وصف المراة وعواطفها ونفسيتها وهواجسها وإنفعالاتها وميلها إلى الحب والغرام وكل ما يتعلق فيها وبجمالها وحسنها والتعبير الجاذب لها حتى قيل ما من امراة لحظت عمر بن ابي ربيعة يتقرب منها ويصف لواعج حبه لها الا وقعت في شراك حبه.
المتتبع لشعره وديوانه يتعجب من سرده لهذه المطاردات والقصص الماجنة في اغلبها وهو من سكنة المدينة النورة ولم يحب امرأة حبا صادقا انما ظل يطارد الجمال والدلال والغنج في النساء الجميلات اينما كا نت المطاردات والمغامرات الغرامية فيه حتى قيل انه كان يتخذ من مواسم الحج وقتا ملائما لمغامراته وترصده النسوة اللاتي يأ تين للحج او العمرة ومعرفة اوضاعهن والاتصال بهن فاشتهر كثيرا وكانت النسوة يتحاشينه للألا يقعن في حبائل حبه ومغامراته لجماله وحسنه وتمكنه من اصطيادهن بكلامه المعسول وشعره الرقيق حتى قيل انه خافت الاسر الشريفة والملتزمة على اعراضها منه وشكته لدى الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي نفاه في احدى المرات الى جزر البحر الاحمر ولم يسمح له بالعودة الا بعد توبته وقد تاب في اخر حياته وبعد زواجه من كلثوم المخزومية.
توفي عمر بن ابي ربيعة عام\ 93 هجرية –711 ميلادية .
اختص شعر عمر بالمرأة والتغزل بها في اغلبه ويمتاز شعره برقته و بقدرته على وصف المرأة وعواطفها ونفسيتها وهواجسها وانفعالاتها وميلها للتشوق والحب وذكر الجمال وكل ما يتعلق بها من رغبتها و حبها لوصف جمالها وحسنها والتعبير الرئع حتى قيل ما من امرأة لحظت عمر بن ابي ربيعة وهو يتقرب منها ويصف لواعج حبه لها الا وقعت في شرك حبه وعشقه.
لذا جاء شعره سهلا يثير الخلجات النفسية ويثير العواطف الكامنة لدى النساء . قريب من النفس قريب من القلب يتميز بالمعاني الرقيقة والعبارات المرهفة التي تلج القلب مباشرة وتعشش فيه من دون اسئذان مثيرة عواطف السامع والقارئ او المتلقي وخاصة الغزل المحسوس .
راجع كتابي ( الغزل في الشعرالعربي ) طبع دار دجلة - عمان -الاردن \2018
والشاعر جميل بن معمر او جميل بثينة والشاعر عمر بن ابي ربيعة كل منهما كانت قصيدته في الغزل فالاول قالها في الغزل العذري او الغزل البدوي العفيف والاخر قالها في الغزل الحضري الذي تشوبه المتعة الجنسية الرغبة الجسدية .
******************************