شـــــلال عـنـــوز
ولد الشاعر العراقي شلال عنوز سنة \ 1950 في قرية (التوثي ) احدى قرى ناحية ( غماس) احدى نواحي محافظة القادسية (الديوانية ) في منطقة الفرات الاوسط من العراق حيث تنفس هواء العراق الحبيب ممتزجا بشذى الارض الطيبة واريج شلب العنبر حيث يزرع هناك بكثرة وما ان ترعرع حتى انطلق بين حقول العنبر ومزارعه .وبين بساتين النخيل السامقة ولعله استمع الى اهازيج الفلاحين هناك وهم يدورون على بعضهم اشبه برقصات تسر القلب وتفتح الخيال فانعكس ذلك في حياته فنشأ متساميا بين شموخ متعال وعنفوان متوهج .
دخل المدرسة الابتدائية وتعلم حروفه الاولية في مدرسة( المكارم ) الابتدائية ولما اتمها بنجاح انتقل الى ( ثانوية غماس للبينين) فاكمل فيها دراسته المتوسطة , وبدا ت تتفتح نفسيته في هذه المرحلة للقراءة والمعرفة الادبية فقرأ بعض مؤلفات المنقلوطي وجرجي زيدان جبران خليل جبران وجورج جرداق وغيرهم كثير ممن كانت بعض مؤلفاتهم توجد في كتبة المدرسة فلفت اليه نظر مدرسيه وحاز على تشجيع بعضهم له وخاصة مدرسي اللغة العربية فبرز من بين الطلاب وتفوق عليهم خاصة في درس اللغة العربية .
انتقلت عائلته الى محافظة ( النجف )حيث يذكر انهم اصلا من محافظة النجف انتقلوا منها لغرض الفلاحة والزراعة فترة معينة ثم رجعوا اليها . فدخل ( اعدادية النجف للبنين ) لاكمال دراسته الثانوية
وقد ابهرته مدينة (النجف ) العامرة بمكتباتها الفخمة ونواديها الأدبية الرائعة وأدبائها وشعرائها وهي حاضرة من حواضر الثقافة العربية تمتاز برحابها الواسعة في الثقافة والعلم والادب و الفصاحة والبلاغة وتزدهر في روابيها قمم الابداع,منذ القدم فعكف على التردد الدائم الى مواسمها الأدبية وأماسيها الشعرية التي كانت تقيمها بانتظام (الرابطة الأدبية النجفية ) فاحب الادب وعشق الشعر وحلّق في عوالمه الرحبة واستمع الى فحول الشعر والأدب هناك مثل, الجواهري والشرقي والحبوبي ومصطفى جمال الدين وعبدالأمير الحصيري كثير. وزامل شعراءا مبدعين لايزالون يغنون الحركة الشعرية والأدبية وبدأ مشواره الشعري وأرتقى منصة الشعر لأول مرة عام 1968
ومن قصيدته في زمن الصبا والشباب ويذكر فيها قريته التي ولد فيها قرية (التوثي ) ويذكر بستان (مسار ) احد البساتين الكبيرة هذه القرية يقول:
نشأتُ مع الشقاء
مازلنا صُحبة
عشرونَ وتسعةُ أعوامٍ
فأنا السيّاب ُ الثاني
آهٍ ....آه
لو تستنطقَ هذا القلب
لهزأتَ حكاياتِ الدّنيا السّبع
فأنا...
قبطان الكَرب
طفلٌ قرويٌّ في (غمّاس)
مازالت صرَعاتُ البؤس
عالقةً بسنيِّ الستّة
ونخيلُ (التّوثيّ) قريني
عفواً...
بستانُك يا(كسّار)
رعيتُ الأبقارَ هناك
وحلمتُ بأحلامٍ شتّى
وتذكّرتُ حكاياتِ الجدّة
وكبُرتُ ...كبُرت
فاذا بي عنتر
أتبوّأُ في حَوفَةِ عَبلة
وصهيلُ حصاني الأدهم
يُسمع في كلّ الوديان
أشهَرُ سيفي
تتطايَرُ أعناقٌ سُمرٌ
أزبِدُ ..
صوتي رعدٌ
ملأ الدّنيا
عادَ سليمانٌ بالخاتم
حَكمَ الدّنيا
لكنّ خوارَ الأبقار
يوقظُني
أفتحُ عَينَيَّ بامعانٍ
فأرى في الدّنيا... أمثالي
سُمراً نصفَ عُراة
أشباحاً مَرئيّة
غرباناً أرّقَها الجوعُ
قوتهمُ تمرٌ وشعيرٌ
ونفوسٌ حُبلى بالفقرِ
أولئكَ جمهورُكَ ياعنتر
صعلوكٌ
زنجيٌّ
أسمر
بعد اكماله البكالويا وحصوله على الشهادة الثانوية انتقل الى ( بغداد ) لاكمال تعليمه الجامعي فتم قبوله في كلية العلوم احدى كليات الجامعة المستنصرية الا انه اعتقل لنشاطه السياسي ورقّن قيده من الدراسة فاضطر الى ترك الدرسة فشمله التجنيد الالزامي فالتحق بالخدمة العسكرية الالزامية فاكملها وتسرح منها وكان قد تخلى عن النشاط السياسي .
عيّن في وزارة الثقافة والاعلام/ الدار الوطنية للنشر والتوزيع والاعلان وتقلّد مناصب ادارية منها مايلي :
مدير الدار الوطنية للنشر والتوزيع والاعلان /النجف
مدير الدار الوطنية للنشر والتوزيع والاعلان /ذي قار
مدير الدار الوطنية للنشر والتوزيع والاعلان /القادسية
ثم نقل الى وزارة الصناعة والمعادن فعمل مديرا للتسويق في المنشأة العامة لصناعة الالبسة الجاهزة بوزارة الصناعة
ثم احيل الى التقاعد عام \ 1990بناءا على طلبه.
ثم بعد احالته الى التقاعد قرر ان يكمل دراسته الجامعية وهو من القلة الذين يسلكون هذا الامر والمثل الشعبي العراقي يقول ( عندما شاب ودّوه للكتاب ) أي دخل الدراسة بعد عمر الاربعين فدخل الى كلية القانون في جامعة الكوفة وموقعها في مدينة النجف الاشرف فاتمها بنجاح وحصل على شهادة البالوريوس في القانون . وبهذا اصبح محاميا ولا يزال يشتغل في مهنة (المحاماة ) الحرة في مدينة ( النجف الاشرف).
نشر قصائده ومقالاته في اغلب الصحف والمجلات العراقية والعربية والمواقع الالكترونية الراقية... وترجمت بعض اشعاره الى اللغة الكردية واللغة الانكليزية واللغة الفرنسية ونشرت في صحف ومجلات ومواقع عربية واجنبية. وكُتبت عنه وعن شعره عدة دراسات نقدية ونشرت في الصحف والمجلات المحلية والعربية والمواقع الالكترونية المتخصصة.......
شلال عنوزهو:
عضو اتحاد الادباء والكتاب العرب منذ عام 1992
عضو اتحاد الادباء والكتاب في العراق منذ عام 1985
عضو مؤسس في اتحاد الادباء والكتاب في النجف
عضو البيت الثقافي العربي في الهند
عضو نقابة المحامين العراقيين
عضو اتحاد الحقوقيين العراقيين
عضو غرفة تجارة النجف
شارك الاستاذ شلال عنوز في المشهد الثقافي العراقي والعربي بفاعلية وفي اغلب المهرجانات منها :
مهرجان المربد الشعري
مهرجان المتنبي ,
مهرجان الجواهري.
مهرجان عالم الشعر في العراق
مهرجان همسة سماء الثقافة في الدانمارك
مهرجان الدبلوماسية الثقافية الانسانية في الرباط / المغرب
شلال عنوز شاعر جعل الحياة قصيدة و جعلته الحياة قصيدة فهو قصيدة في الحياة التي قاسى منها ما قاسى و عانى ما عانى لكنه لم يدر ظهره لها ولم يتأفف وقف شامخا باسقا كنخلة عراقية يبحث عن أمل .
و الشاعر يحاول أن يجعل من الكلمات شيئاً حياً ويثبت أن القصيدة هي ذاتها رغم أن المعاني التي تشع من الكلمات موحية الى أحلام أخرى فالكلمات تترك أثار كالصياد يتبع الرشا في الغابة
و القصيدة التي سنتناولها في هذا المقال كمتذوقين للشعر و هي من روائع الشاعر شلال عنوز قصيدة اعتراف وتجلٍّ وهي قصيدة تحكي رحلة العمر للشاعر تغريبة على شكل ترنيمة او حدات يحدو بها قائد القافلة عبر مسيرة سنين من الضنى و السفر الطويل عبر زمن الحياة الذي هو عمر الشاعر نفسه وتبدأ القصيدة بتنهيدة أشبه بالنداء او العبرة التي تكاد تختنق في صدره لكنه أطلقها ليتحرر من القهر الذي عانى في غماس مسقط رأسه و من منا لايحن الى المكان الذي ولد فيه مرتع طفولة وفتوته ها هو من جديد يعود وها هي أيام الصبا امام ناظريه انه الان يتجول في الحقول و امامه الفضاء الفسيح أحلامه هناك أودعها عند تلك الشجرة التي تلامس الأفق وذلك النهر الذي ارتسمت ملامح وجهه فوق صفحته كان مستودع ذكرياته فكل موجة تمر يعرفها وهي تبتسم اليه بحنان وها هو يعود اليوم متعبا لا يملك الا ظله وبعض كلمات وجسده المتعب لكن نفسه قوية فيبتسم للهموم ولا يبالي
والعربي دائما ما يذكر الناقة هذا الحيوان الصبور سفينة الصحراء عابرة تلك الفيافي لا يهمها جوع ولا عطش و كان العربي يتنقل عليها ويحدو و الحدو هو نوع من الغناء لا يجيده الا من يقود القافلة يطلق صوته الحنون و أحيانا يخاطب ناقته وهنا استعارة جميلة من الشاعر ربط بها الماضي بالحاضر عبر الناقة والناقة هنا هي عمر الشاعر و أيامه عبر مسافة الزمن ويصف رحلته وكيف شرب انهار الجفاف وهي شربته ينبوعاً من الابداع الدروب تنتظر خطواته لتخضر سنابل يانعات تلك الدروب المسهدة طول العمر تحمل قلق الشعراء والمهمومين بهم الوطن و والجياع أماله كزورق تتقاذفه الأمواج تارة يحلق بلا جناح وتارة يعذبه الانتظار بخطوات واقفة .
يكتب الشعر بانواعه ,العمود, التفعيلة , قصيدة النثر....
وردت تراجم له في كل الكتب التي ارّخت للحركة الشعرية والأدبية في النجف والعراق.....
كُتبت عنه وعن شعره دراسات نقدية ونشرت في الصحف والمجلات المحلية والعربية والمواقع الالكترونية المتخصصة...
حاز على عدة جوائز تقديرية
فازت قصيدته وبكى الماء في المركز الاول ( النصوص النثرية ) لمسابقة منتدى المثقفين في امريكا وكندا ودول المهجر
رئيس تحرير مجلة الطف سابقا
صاحب الامتياز ورئيس تحرير مجلة ذكوات الأدبية/ متوقفة عن الصدور حاليا...
عضو الهيأة الاستشارية لمجلة اطلالة الثقافية التي تصدر في مصر/حاليا عددها الأول قيد الاصدار....
عضو مجلس الادارة لشبكة قصيدة النثر
عضو الهيأة الادارية للبيت الثقافي العربي الهند/ ممثلاً لمدينة الديوانية
صدر له :
1- مرايا الزهور....مجموعة شعرية
2-الشاعر وسفر الغريب.....مجموعة شعرية
3- وبكى الماء ....مجموعة شعرية /قيد الطبع
4-حديث الياسمين....مجموعة مشتركة مع شعراء عرب وعراقيين
5-ديوان صدى الربيع ....مجموعة مشتركة
6- ايها المحتمي بالارق....شعر عمود قيد الطبع
7- السماء لم تزل زرقاء .....قيد الطبع
8- عش الشيطان .....رواية قيد الطبع
نتلوا ضرام الورم اذ ينسخ الشِّقاق مُقدَّس البيان !
سِفر الجّهل بقريٌّ يُشوّه أبصار الحقيقة
صَيّب البلاء يرسل صواعق برق الخِلاف
والدّجّالون يتيَمّمون بملح تراب الفتنة
ليُصلّوا معصوبي الأعيُن يبشّرون بالرِّجز السّماوي
الذي يحرق أُمنيات الغبش
ينامون على أسرّة مَسخ القلوب
حيث يُسبت رهان النُّشوز
ولايقولون الّا أمانيّ لفّقتها عاصفة عمياء
يتفاقم ويل السّماء في مِعراج غليان القصاص
ويُعلن الغيم الهمجيّ تناسل شِفار الموت
يتشقّق جدار التّسبيح بصيحات تُرعب زُغب الملائكة
فيرتبك دوران الزّمن على قَرن الثّور
عند حافة هذيان بِرك الخرافة
الجثامين تتكاثر بالواسطة
ونساء مُجاهدي التكفير يلدنَ بالمراسلة بلا جُماع
بفتاوى يسيّرها التّكبير المُوجّه لاجتثاث أعراس الحدائق
كي تتباهى الامة بمقاتلين مجهولي النّسب
الشّياطين وساسة الضّلال يتعملقون على شُرفات المَجاهيل
كي يسودالتشتّت....
وتنطلق رايات السبي باستباحة رحيق الطّلع
حيث تنتحر فراشات الظهيرة عند بوّابات الهجير
وتحترق القصائد معلنة رحلة تعب المعنى
في ذروة قلق الّلهيب .....
عازف ناي المجرّات قال لي :
تبتّل حُبّاً ؟
....سكينةً ؟
السّماء صلوات
حيثما الدّروب رُقاد
الحبّ يمسح نُدوب التجنّي
ارمِ أسمال تشرذم الفُرقة
وامسح جراح الوطن
في سراديب وجعك المزمن ؟
ظِلُّ (أبيقوروس) مازال يتناثر مع حمائم الأصيل حكمة للمدّكر
عانق صحوة العشق في عنفوان تباريح المساء ؟
ليزدهر شذى الرّبيع
بساتين فرح
على ضفاف أيقونة
وفي قصيدة اخرى يقول :
خُذني أسيً حسرةً أو عُد لِيَ الذّهَبا
من ألفِ عُمرٍ وأحبو فيكَ مُغترِبا
من ألفِ عُمرٍ ومَوجُ ألآهِ يجرُفُني
وألأُمنياتُ هَباءاً بَوحُها نَضَبا
خُذني بُكاءاً غناءاً شهقَتي احترقت
ممّا تبَدّى ومِمّا كان قد سُلِبا
مُذ كُنتُ طفلاً يفِزُّ الليلُ في وَجَعي
ويَصهَلُ الحُزنُ حتّى زادَني رَهَبا
مُذ كُنتُ طفلاً يقصُّ القَهرُ أجنِحَتي
ويَستَبيحُ نهاري كُلَّما اقتَرَبا
مُذ كُنتُ طفلاً أُغذّي نَهمَ أَزمِنَتي
وأَرتَدي ألصَّبرَ مُلتاعاً ومُضطَرِبا
خُذني نَواحاً فهذا اللّغوُ يَشربُني
أَنّى استَفَقتُ أراني فِيَّ مُحتَرِبا
من ألفِ جُرحٍ دمائي نَهرُها قَلَقي
أَنّى استَراحت بنهري أَوغَلَت سَغَبا
مازِلتُ أَصرَخُ في بَلواكَ ياوطَني
أَرنو الى بابِكَ المَوصودِ مُنتَدِبا
أللهُ ياوَطَني المَكلومِ أينَ أَنا
مازِلتُ أَبحَثُ عَنّي شاحِباً تَعِبا
اختم بحثي بهذه السطورالشعرية من قصيدته
يقول :..(زَناِبقُ حَرفِك)
هذهِ الزَّنابُقُ الّتي تَغفُو
على جُرفِ حرفِكِ
تُصَفِّقُ لصحوِ الريحِ
توميءُ للربيعِ…
ترقصُ عند أوَّلِ همسةٍ من
………..جداولي المُتعبة
وتتوسَّدُ خاصِرةَ زمني
الذي تتناسلُ فيه المَتاهاتُ
بينَ رقصِ الزنابقِ
وصراخِ الطُّرقاتِ
مُدُنٌ لاتتَّسعُ الاّ للبُكاء
حرفُكِ تتناسلُ فيهِ الأماني
ويصطافُ فيهِ العُشقُ
وحرفي تتناسلُ فيهِ الحروبُ
ويصرخُ فيهِ الموتُ
بين نقاءِ بوحكِ
وغسَقِ وجعي
شيطانٌ يلتحفُ
…………..الظلام
********************************