الفصل الثاني
الشعر الاموي وتاثير التيارات فيه
اختلفت الحياة في العصر الاموي وتشابكت الامور وتشعبت وتعقدت كثيرا
ونشات تيارات مختلفة منها السياسية والدينية والقبلية وتبعا لها نشات التيارات الشعرية المختلفة والتي تعبر عن واقع هذه الاحزاب ومجريات امور ها واهدافها ومبادئهال او ما تدعواليه و تشحذ الناس الى هذا الطرف اوذاك ويعزى ذلك لاختلاف وجهات النظر لدى الشعراء وطرق معيشتهم والصراع بينهم وبين الاحزاب والقبائل المذاهب بينها وبين الاخرى المتصارعة معها ويمكن اجمال اتجاهات الشعر او التيارات التي اثرت فيه بما يلي
1- التحزب السياسي
نتيجة لظروف الدولة الاموية وتكوين نظام الحكم فيها واتساع رقعتها الجغرافية كثيرا فقد ظهرت الاحزاب الساسية في المجتمع العربي واختلفت وجهات نظر كل حزب عن الاحزاب الاخى اتجاه سياسة الدولة او الخلافة وكان هناك اربعة احزاب رئيسية الاول الحزب الاموي وهو الحزب المناصر للدولة ومجريات سياستها وهم الخلفاء والمناصرين لهم وحاشيتهم وذوي الجاه والسلطان وما تبعهم من ابناء الشعب اوالمجتع عامة ولهم شعراؤهم وادباؤهم الذين يعيشون في كنفهم
والحزب الاخر هو الحزب العلوي الذي كان يرى ان الخلافة يجب ان تكون في البييت العلوي حصرا
والحزب الزبيري وهذا الحزب نظرته ان الخلافة في قريش وليست حكرا على العلويين
اما الحزب الاخر فهم الخوارج الذين يرون ان الخلافة حق لجميع المسلمين لافرق بين مسلم واخر وتكون للاصلح
ولكل حزب من هذه الاحزاب اولكل جماعة من هذه الجماعات شعراؤهم والناطقون باسمهم
كانت الجماعات الثلاثة التالية معارضة لسياسة الدولة وتطورت هذه الخلافات بينهم الى حد النزاع المسلح في بعض الاحيان
2- التعصب القبلي
الاسلام قضى على العصبية القبلية وجعل الولاء لله وللرسول ولكن بعد وفاة الرسول الكريم صلوات الله تعالى عليه وسلامه بدات بوادر العصبية القبلية تظهر بذورها نابتة من جديد وكان ذلك زمن الخلفاء الراشدين وبالاخص في خلافة عثمان وعلى رضي الله عنهما وتفاقم وبلغ ذروته اثناء الحكم الاموي اذ تغذت العنصريةالقبلية وكان للخلفاء يد في ذلك لغرض ابعادج الناس عن سياسة الدولة وانشغالهم في مثل هذه الامور وليؤمنوا المعارضة او شدتها وليحدوا منها فكان ان اشتد النزاع والصراع القبلي الى درجة خطيرة وكان لكل قبيلة شعراؤها يذودون عنها ويردون على شعراء القبيلة المناهضة لها ويفخرون عليهم
3- الزدهار الثقافة
------------------
لقد نشات فى العصر الاموي حركة ثقافية كبيرة وواسعة وانتشرت المعرفة بين طبقات المجتمع وكان لازدهار الحركة الثقافية اثره العظيم في سير اتجاه الشعر وتطوره
كانت الثقافة الاموية مكونة من ثقافات جاهلية قبلية واسلامية وثقافة مختلطة نشات من تاثير الاجانب في الشرق والغرب الذين فتحت بلادهم واصبحوا تحت سيطرت الحكم الاموي حيث طوروا الاساليب الثقافية وفق احتياجات الدولة والمجتمع الذي سما الاى الرقي والتوسع في المعرفة ومن ذلك تعريب الدواوين الحكومية وصك العملة الاموية والتمازج الثقافي بين اللغات الفارسية والهندية والرومانية من جهة واللغة العربية من جهة اخرى وتفتح اذهان المثقفين من الشعراء والعلماء واطلاعهم على ثقافات جديدة كل ذلك انعكس ايجابا على معاني واساليب الشعر في هذا العصر واتضح جليا في قصائد الشعراء سواء كان في المعنى او المضمون او الاساليب الاان القوالب الشعرية بقيت على حالتها ذلك ان الاذن العربية الفت سماع الشعر علىاوزان خاصة وبموسيقى محددة
4- التعصب العنصري
--------------------
لم يسر الامويون على السياسة التي انتهجها الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم في سيردفة الحكم وامور الدولة
لقد انتهجت الدولة الاموية سياسة التعريب وتفضيل العنصر العربي على غيره من اتباع الدولة التي اصبح فيها الفارسي والهندي والافريقي والاوربي والتركي ومن كل العناصر الانسانية الاخرى فكانوا يسمون غير العرب \ الموالي ويقدمون العنصر العربي على الموالي وينظرون اليهم نظرة احتقار ومذلة ولم يستخدموهم في شؤون الدولة الا النزر القليل منهم والذي لا يجدون اليه بديلا عربيا لذا عزف الموالي عن وظائف الدولة وتحولو ا للعمل في الحرف والصنات البسيطة كل بمعرفته تلك الحرف التي يانف منها العربي ويعتبرها عيبا وشنارا
وقد ادى هذا الى ظهور التباغض والتناحر والكراهية بين العرب وبين العناصر الاخرى من المسلمين الاعاجم وقد ظهر هذا جليا في الشعر اذ ظهر شعراء من الموالي تعصبوا لقومياتهم وافتخروا بها كالشاعر الفارسي اسماعيل بن سيار الذي راح يفتخر بالفرس ويفضلهم على العرب
5-الحالة المعاشية
----------------
ان انتعاش الحياة المعاشية في الدولة الا موية وازدهارها وظهور كثرة الموارد والاشغال ادت الى الترف والابتعاد عن شظف العيش وخاصة في دوواين الدولة عند الخلفاء والامراء فبيت القصوروانتشراللهو وظهر الترف و المحافل الكبرى والمو اكب والاحتفالات وكثر الشراب ثم قلد الاغنياء الخلفاء والامراء فيما فعلوه في حياتهم فكان لهذه الاسباب اثرها الكبير على حركة الشعر واتجاهاته
الا انه يجب ان نشير الى ان اغلب عامة المجتمع كانوا فقراء ومعدمين وكان لكل من هؤلاء وهؤلاء شعراؤهم والسنتهم المعبرة عن احوالهم
الشعر الاموي وتاثير التيارات فيه
اختلفت الحياة في العصر الاموي وتشابكت الامور وتشعبت وتعقدت كثيرا
ونشات تيارات مختلفة منها السياسية والدينية والقبلية وتبعا لها نشات التيارات الشعرية المختلفة والتي تعبر عن واقع هذه الاحزاب ومجريات امور ها واهدافها ومبادئهال او ما تدعواليه و تشحذ الناس الى هذا الطرف اوذاك ويعزى ذلك لاختلاف وجهات النظر لدى الشعراء وطرق معيشتهم والصراع بينهم وبين الاحزاب والقبائل المذاهب بينها وبين الاخرى المتصارعة معها ويمكن اجمال اتجاهات الشعر او التيارات التي اثرت فيه بما يلي
1- التحزب السياسي
نتيجة لظروف الدولة الاموية وتكوين نظام الحكم فيها واتساع رقعتها الجغرافية كثيرا فقد ظهرت الاحزاب الساسية في المجتمع العربي واختلفت وجهات نظر كل حزب عن الاحزاب الاخى اتجاه سياسة الدولة او الخلافة وكان هناك اربعة احزاب رئيسية الاول الحزب الاموي وهو الحزب المناصر للدولة ومجريات سياستها وهم الخلفاء والمناصرين لهم وحاشيتهم وذوي الجاه والسلطان وما تبعهم من ابناء الشعب اوالمجتع عامة ولهم شعراؤهم وادباؤهم الذين يعيشون في كنفهم
والحزب الاخر هو الحزب العلوي الذي كان يرى ان الخلافة يجب ان تكون في البييت العلوي حصرا
والحزب الزبيري وهذا الحزب نظرته ان الخلافة في قريش وليست حكرا على العلويين
اما الحزب الاخر فهم الخوارج الذين يرون ان الخلافة حق لجميع المسلمين لافرق بين مسلم واخر وتكون للاصلح
ولكل حزب من هذه الاحزاب اولكل جماعة من هذه الجماعات شعراؤهم والناطقون باسمهم
كانت الجماعات الثلاثة التالية معارضة لسياسة الدولة وتطورت هذه الخلافات بينهم الى حد النزاع المسلح في بعض الاحيان
2- التعصب القبلي
الاسلام قضى على العصبية القبلية وجعل الولاء لله وللرسول ولكن بعد وفاة الرسول الكريم صلوات الله تعالى عليه وسلامه بدات بوادر العصبية القبلية تظهر بذورها نابتة من جديد وكان ذلك زمن الخلفاء الراشدين وبالاخص في خلافة عثمان وعلى رضي الله عنهما وتفاقم وبلغ ذروته اثناء الحكم الاموي اذ تغذت العنصريةالقبلية وكان للخلفاء يد في ذلك لغرض ابعادج الناس عن سياسة الدولة وانشغالهم في مثل هذه الامور وليؤمنوا المعارضة او شدتها وليحدوا منها فكان ان اشتد النزاع والصراع القبلي الى درجة خطيرة وكان لكل قبيلة شعراؤها يذودون عنها ويردون على شعراء القبيلة المناهضة لها ويفخرون عليهم
3- الزدهار الثقافة
------------------
لقد نشات فى العصر الاموي حركة ثقافية كبيرة وواسعة وانتشرت المعرفة بين طبقات المجتمع وكان لازدهار الحركة الثقافية اثره العظيم في سير اتجاه الشعر وتطوره
كانت الثقافة الاموية مكونة من ثقافات جاهلية قبلية واسلامية وثقافة مختلطة نشات من تاثير الاجانب في الشرق والغرب الذين فتحت بلادهم واصبحوا تحت سيطرت الحكم الاموي حيث طوروا الاساليب الثقافية وفق احتياجات الدولة والمجتمع الذي سما الاى الرقي والتوسع في المعرفة ومن ذلك تعريب الدواوين الحكومية وصك العملة الاموية والتمازج الثقافي بين اللغات الفارسية والهندية والرومانية من جهة واللغة العربية من جهة اخرى وتفتح اذهان المثقفين من الشعراء والعلماء واطلاعهم على ثقافات جديدة كل ذلك انعكس ايجابا على معاني واساليب الشعر في هذا العصر واتضح جليا في قصائد الشعراء سواء كان في المعنى او المضمون او الاساليب الاان القوالب الشعرية بقيت على حالتها ذلك ان الاذن العربية الفت سماع الشعر علىاوزان خاصة وبموسيقى محددة
4- التعصب العنصري
--------------------
لم يسر الامويون على السياسة التي انتهجها الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم في سيردفة الحكم وامور الدولة
لقد انتهجت الدولة الاموية سياسة التعريب وتفضيل العنصر العربي على غيره من اتباع الدولة التي اصبح فيها الفارسي والهندي والافريقي والاوربي والتركي ومن كل العناصر الانسانية الاخرى فكانوا يسمون غير العرب \ الموالي ويقدمون العنصر العربي على الموالي وينظرون اليهم نظرة احتقار ومذلة ولم يستخدموهم في شؤون الدولة الا النزر القليل منهم والذي لا يجدون اليه بديلا عربيا لذا عزف الموالي عن وظائف الدولة وتحولو ا للعمل في الحرف والصنات البسيطة كل بمعرفته تلك الحرف التي يانف منها العربي ويعتبرها عيبا وشنارا
وقد ادى هذا الى ظهور التباغض والتناحر والكراهية بين العرب وبين العناصر الاخرى من المسلمين الاعاجم وقد ظهر هذا جليا في الشعر اذ ظهر شعراء من الموالي تعصبوا لقومياتهم وافتخروا بها كالشاعر الفارسي اسماعيل بن سيار الذي راح يفتخر بالفرس ويفضلهم على العرب
5-الحالة المعاشية
----------------
ان انتعاش الحياة المعاشية في الدولة الا موية وازدهارها وظهور كثرة الموارد والاشغال ادت الى الترف والابتعاد عن شظف العيش وخاصة في دوواين الدولة عند الخلفاء والامراء فبيت القصوروانتشراللهو وظهر الترف و المحافل الكبرى والمو اكب والاحتفالات وكثر الشراب ثم قلد الاغنياء الخلفاء والامراء فيما فعلوه في حياتهم فكان لهذه الاسباب اثرها الكبير على حركة الشعر واتجاهاته
الا انه يجب ان نشير الى ان اغلب عامة المجتمع كانوا فقراء ومعدمين وكان لكل من هؤلاء وهؤلاء شعراؤهم والسنتهم المعبرة عن احوالهم