مصطفى زقزوق
شاعر مكة
هو مصطفى بن عبد الواحد بن زقزوق وال زقزوق عائلة معروفة بمدينة (مكة المكرمة ) ومصطفى شاعر وجدانى معروف.
ولد بمكة المكرمة في حارة يقال لها (سوق الليل ) عام 1355 هـجرية – 1936 ميلادية . وتوفي ابوه وهو في الثالثة من العمر فكفلته امه ولما بلغ السادسة من العمر سجلته والدته في مدرسة العلوم الدينية في قمة جبل ب (شعب علي ) وكانت الدراسة فيها على فترتين من الصباح الى الظهر ثم فترة ثانية من الواحدة وحتى قبيل المغرب - وتذكرني هذه الحالة بدراستنا في المدرسة الابتدائية في خمسينات القرن الماضي حيث كنا ندرس في الصباح اربعة دروس ثم فترة العصر درسين من الثانية حتى الرابعة عصرا ولما نصل الى اهلنا يكون المغرب قد اذن للصلاة بغروب الشمس -
ثم درس في كتاتيب الحرم المكي وحصل على شهادة الدراسة الابتدائية يقول الشاعر متحدثا عن طفولته وصباه : .
(( لا صد ولا هجر. كمن يغني : هنا وقفنا.. هنا لعبنا.. هنا سهرنا.. حين فرحنا ولا امتحان بملام أو خصام، فكنا كلنا لكلنا وبعضنا لبعضنا بالرضا بالمقسوم من الرزق والتعامل بوقار واحترام مع الكبار وكل اهتمامي مع إخوتي هو طاعة والدتي بعد فقد أبي وأنا في سن الثالثة من العمر ولما بلغت السادسة من العمر سجلتني ــ رحمها الله ــ في مدرسة العلوم الدينية في قمة جبل بشعب علي وكانت الدراسة فيها على فترتين من الصباح للظهر وأعود لتناول وجبة الغذاء ثم أعود للفترة الثانية وإلى ما قبل المغرب.. وعلى أيامنا لم تكن هانك كهرباء وإنما نستضيء (بلمبات) من صفيح صناعة محلية وفوانيس تضيء بالغاز وليس هناك أي مظهر من مظاهر الحاضر سوى خوفي على ثوبي (الدوت) كثياب أبناء البادية وهو الوحيد الذي أملكه، وكم تحملت شدة حرارة الرمال والأحجار التي أمشي عليها فأتدارى بظل البيوت، وكان طلاب الفصل لو بالغت في عددهم فلا يزيدون على عشرة تلاميذ إلا أن المدرسين كانت لهم رأفة بنا بلا ممارسات التهديد والوعيد وإخلاصهم في شرح ما لا نفهمه كان بأريحية وكرم نفس.. وتأتي العطلة فأتجه للمسجد الحرام لحفظ القرآن عند مدرسين متخصصين في علوم النحو والصرف وقواعد الإملاء بمقابل ربع ريال كل أسبوع ونادرا ما أملكه فأجد الصمت معذرة منهم بلا سؤال أو جواب فأجده سيد المواقف والتسامح بلا إحراج أو إهانة، تغمدهم الله بكريم عفوه ورحمته. تجرعت المرارة من كأس المعاناة ولكن كان آخرها حلو القصيد والنجاح :
لا تسألي عن مدى شوقي وتحناني
أو عن عذابي وآهاتي وحرماني
أسقاني الدهر من غصاته حقبا
صرفا من المر أعياني وأبلاني
تأتي على غرة مني نوائبه
فيـا لكثـرة أشجـاني وأحـزاني
ثم لما بلغ عمره خمس عشرة سنة دخل في خدمة المسجد الحرام رسميا وكان قد حفظ القران الكريم وفي ذلك يقول :
فقد نبهتني أمي وأنا في سن الخامسة عشرة من العمر أن لوالدي وظيفة بالتوارث في خدمة المسجد الحرام ونصحتني بأن أكتب للأمير فيصل بن عبد العزيز الذي كان نائبا للملك عبد العزيز في الحجاز.. فاشتريت ربع فرخ ورق مسطر وكتبت لسموه طلبي الذي أعطيته له مناولة بحكم سكناه في (قصر الإسمنت) ب (الغزة ) ويعرفنا كجيران حين لم تكن عليه حراسة في ذلك الزمان فيرى سائقه المرحوم عمر باجابر. أو المرحوم عبد القادر إدريس وفي صحبته دائما أرى العم مرزوق بن ريحان فقبلت يد الأمير فيصل وأعطيته خطابي الذي وقف ليقرأه وفوجئت بوضع يده على رأسي يمسحه بحنان وعاطفه كأب حنون.. وكان رده لي (يا وليدي يوم السبت عليك مراجعة عبد الحميد الحديدي مدير أوقاف مكة المكرمة لاستلام وظيفة والدك)، وفاجأني العم مرزوق بعشرة ريالات فضة عطاءً من سمو الأمير فيصل ففرحت بها وعدت إلى أمي في سعادة غامرة قائلا:
- أبشري يا أمي فإن الحظ أصبح يقترب من بابنا فتزول الآهات من حياتنا.
وقبل الموعد المحدد أخبرني ابن عم والدي بمراجعة مدير إدارة الحرم المكي لاستلام الوظيفة.. وتهيأت.. ودخلت على الرجل وقبلت يديه وأخبرته عن أمر الأمير فيصل بتعييني على وظيفة والدي: ولم أشعر إلا والرجل قام من مكتبه قائلا لي:
- بره.. أخرج.. ولد صغير يعمل في خدمة الحرم مع هامات وقامات من أعيان مكة المكرمة..)
فشعرت ساعتها بالانكسار ونزف دموع كأنها تمثل دموع مواجع سكان الكرة الأرضية.. وإذا بي برجل عاجز في مكتبه كان يؤدي صلاة الضحى ووجه متجه للكعبة الغراء وارتفع صوته معاتبا وبقسوة مدير تلك الإدارة وتوبيخه له:
-أهل نسيت عبد الواحد زقزوق الذي كنا نجلس على مائدته في ساحات الحرم في شهر رمضان..
وسمعته يقول: تعال يا ولدي ...
ويستشير ذلك الرجل الطيب.. و ماذا نجعله يعمل؟ فرد عليه:
- خليه يشتغل مع خليل يجمع ريش الحمام في «زنبيل» من حصوات الحرم .
وفي اليوم الثاني باشرت عملي على فترتين بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وتناولت أول راتب ومقداره 98 ريالا فضة وأخذتها بحذر وسلمتها لأم مصطفى التي زغردت وأن لله تدبيرا في خلقه . وقد بدأ الحال يتحسن بفضل الله ثم بإنسانية الامير فيصل بن عبد العزيز . .
وتجدد التذكر عند والدتي وعند شقيقة والدي وقولهما:
- يا مصطفى.. ولا بد لك من كتابة خطاب للشيخ محمد سرور الصبان ليعينك في إحدى الوظائف لديه.
بحكم صداقته مع والدي.. وكتبت خطابي وذهبت به إلى بيته في جدة لأسلم عليه وتسليمي خطابي له.. ولكن حارس بيته رفض دخولي ورجوته بأن يسلم خطابي إليه.. وفي ثاني يوم فوجئت بسكرتيره ورجل آخر معه يطلب مني مباشرة عملي في مكتبه في مبنى المجمع الذي فيه شركة الكهرباء في جدة الآن ونزلت إلى جدة وقابلت السكرتير الذي طلب مني انتظار الشيخ وأنه سيأتي بعد قليل.. وجاء وطلب مني الدخول عليه للسلام فاستقبلني بكل رأفة وسألني عن عماتي وأكد لي علاقته بوالدي ورحب بي وأمر سكرتيره بوضعي في مكتب مناسب وأن يختار لي سكنا في دار الضيافة خلف مؤسسة النقد آنذاك في بيت حسن بكر وهو مكون من عدة أدوار ونموذجي وسكنت فيه بعد أن خصص لي مائتي ريال للأكل وغسيل الملابس.. ومائتي ريال لوالدتي وإخوتي.. ومائتي ريال لعمتي يسلمها لهم جوهر الصبان.. ومضى على عملي شهر وقالوا لي قم استلم الراتب من أمين الصندوق وراجعته فقدم لي جدولا وثانيا وثالثا لأقوم بالتوقيع عليها.. فسألته.. هذه 3 جداول.. وأنا لم اشتغل سوى شهر واحد فانفعل أمين الصندوق وصرخ ياولدي الشيخ اعتبر تعيينك من 1/1/1373هـ وليس كما تقول من 1/3/1373هـ.. وخفت ألا أسجل على نفسي موقفا أعاقب عليه حتى اطمأننت لسلامة الموقف ووضع المرتبات الثلاثة في كيس ونصحني بالذهاب إلى مكة وتسليمها للوالدة .
وطرقت الباب فإذا بأمي تستقبلني بفرحة وسألتني وما هذا الذي معاك فناولتها الكيس وقالت :
- خلاص سأبحث لك عن عروسة وأفرح بزواجك..
وبابتسامة تسكن مع حيائي قلت لها:
يا أمي إن هذا الأمر يعد مبكرا البحث فيه، وسبحان مغير الأحوال كيف كنا وكيف أمسينا.. والله يمن بفضله على من يشاء .))
الا انه احب واخلص فيقول في الغزل:
أمسياتُ الربيعِ بـوحُ العَلِيـلِ
ذَكَرتنِي عهدَ الغـرامِ النَبِيـلِ
وهُيامِي والحُسْنُ نهرٌ لظامـي
كانَ يَرْوي المُلْتَاحَ بالسلسبيلِ
بعدَ أنْ كنتُ في ضَيـاعٍ أليـمٍ
وارتيابٍ من السُهْادِ الطويـلِ
فإذا بـي فـي رقـةٍ وحَنَـانٍ
مُسْتْفيقٌ مِنْ العُبوسِ الثْقِيـلِ
وتجَلتْ في مِعْطَفٍ مِنْ حَريـرٍ
واستكَانتْ لِلِحُزْنِ عِنْدَ النخيـلِ
وبَدا الخَوفُ يستبـدُ بِرْوعِـي
كَيفَ أُخُفِيهِ بالشعورِ الجَليـلِ
وأنِينِـي مُستنجـدٌ بِخُطَاهَـا
وحَنِينِـي مُسْتْرْحـمٌ للرْحِيـلِ
وبقلبي الضعيفُ أهتفُ عفـواً
كيفَ أنْساكِ في صنيعِ الجميلِ
فاستريحي في مأمنٍ ذي وقارٍ
في نهى العاشقِ الحَسِيرِ الكْلِيلِ
وتوفت والدته فتذكرها ورثاها ودعى لها بالخير وبالفردوس الاعلى عندما نرتفع بأحزاننا عن كل رثاء.. تتدفق كلمات الحب جياشة في أنات شاعرة.. خصوصا عمن كانت تخفف عن نفسي مواجع الحزن والألم أسكنك الله الفردوس الأعلى من الجنة يـا أمي يقول :
أين (أمي) وصادق من دعاء
أي إحسانها به نتغنى؟
واستجابت للموت بين يقين
فرأت في الثبات بشرا وأمنا
وابتسام الوداع كان رقيقا
فهي أحلى في العالمين وأسنى
فعليك السلام في كل حين
وحباك الكريم فضلا وأمنا
عمل اعمالا ادارية في جهات حكومية كوزارة المالية ووزارة الداخلية بمكة المكرمة وفي الرياض . وتأثر كثيراً بالزعيم الاقتصادي والشاعر الحجازي محمد سرور صبان. الذي كان زميلاً لوالده في مدرسه الخياط ومن أقرب أصدقائه إليه. واحب مكة المكرمة كثيرا وانشد فيها قصائد ومنها قوله بقصيدة بعنوان ام القرى يقول : .
هـو الحـب مـن أم القـرى يتـجـدّدُ
تطـوفُ بـهِ الأنسـام حينـا وتَنْشِـدُ
ونــشــهــدُ أن الله لا ربَّ غَـــيْـــرهُ
علـى مُنكِـرِيـهِ والـرسـولَ مُحـمّـدُ
أقــام بـأمــر الله نـهـجـاً وشُـرعــةً
محجـتـه البيـضـاء تصـفـو وتَـرشـدُ
لـكَـمْ دَكَّ أنــفَ الكبـريـاءَ بِحِـكـمـةٍ
فلا الشركَ منصوباً ولا اللاتَ تُعبَـدُ
وحين ارتقى السّبعَ الطِباقَ تَحِفَّهُ
مـلائـكَ مــن نــورٍ وقـلـبٍ مُـوِ حّــدُ
رأى مــا رأى مــن آيـــةٍ قُـدسِـيَّـةٍ
فمـا زاغ منـه الطـرف والله يشهـدُ
فـأرسـلـهُ فـيـنـا نــذيــراً وهــاديــاً
بـلـى انــهُ فيـنـا رســـولٌ وسَـيِّــدُ
محمـد أصـل ٌطـيّـبٌ مــن سـلالـةٍ
لها في قديمِ المجد فضلٌ وسؤدَدُ
شهدنـا ومــا زلـنـا بنـفـسٍ قـريـرةٍ
نـرى الديـنَ حـقـاً والـظـلامَ يُـبَـدّدُ
نُقيـمُ جِـوارَ البيـتِ مـا بيـن عـابـد
ِوآخـــرَ بـالـذكــرِ الـمـجـيـدُ يُــــردِّدُ
وللـقـربِ أسـبـابٌ نَـعِـبُّ مَعيـنـهـا
كؤوساً مـن التقـوى وشهـداً يُبـرِّدُ
تُـسَــبِّــحُ لله الــقــلــوبَ وانّـــهـــا
لهـا عنـد ( بـاب الله حـظُّ وموعِـدُ)
نفـوزَ مـن البيـتِ الـحـرامِ برحـمـةٍ
فمَنْ غيرُنـا يحظـى بهـذا ويُسعـدُ
وأيـامـنــا خــيــرٌ وأمْــــنٌ لـخـائِــفٍ
فلا الجوع يلقانا ولا الشـرُّ يُحشَـدُ
لِـكُـلِّ مُـسـيءٍ بينـنـا مِــنْ نهـايـةٍ
يـوسِـدهُ العـفـو الجمـيـل المـؤبـدُ
زار كثيرا من بلاد العالم وخاصة مصر حيث اشترى فيها شقة مساحتها واسعة وتعرف فيها على كثير من الأدباء والاعلام في الادب واقترحت عليه والدته أدري كيف اقترحت أمي علي بأن أفتح صالونا أدبيا يجتمع فيه كبار العلماء والأدباء والإعلاميين والدبلوماسيين والفنانين منهم وبلا مبالغة عادل إمام وأسرته وكان ابنه رامي طفلا صغيرا وفريد شوقي وأسرته وصلاح السعدني وأسرته والشيخ سيد مكاوي والفنان هاني شاكر والفنان اليمني أحمد فتحي والكثير من الفنانين.. ومن الفنانات أمثال الفنانة أمينة رزق والفنانة زيزي مصطفى.. ومن الشعراء الأستاذ إبراهيم عيسى وغيره.
الشاعر المكي مصطفى عبد الواحد زقزوق عاصر الرعيل الأول من الادباء السعودين والحجازيين مثل. حمزه شحاته. حسين سرحان. حسين عرب. محمد عمر عرب. سراج خراز. إبراهيم فطانى. حسين فطانى. فؤاد الخطيب. وغيرهم كثير مع علاقته الوطيدة مع اعلام الادب في مصر وفى جميع أنحاء الوطن العربي وكتب النقاد عن شاعريته الاصيلة ولغته البليغة وكأنها لغة الأوائل من شعراء مكة امثال عمر بن أبي ربيعة والعرجي وغيرهم . .
واحيل الى التقاعد حسب طلبه بسن مبكرة حيث طلب الاحالة الى التقاعد المبكر في 1/2/1396هـجرية بغية التفرغ لبعض الأعمال الحرة والثقافة والادب والشعرويذكرني استاذي الغالي بتقاعدي حيث قدكت طلبا لاحالتي الى التقاعد مبكرا مثله فاحلت الى التقاعد في 31 -12-2000 ميلادي ولم ابلغ سن التقاعد القانوني .
يمتاز شاعرنا بنفس خاص يتسلل الى اعماق المتلقي في هدوء وتؤدة.. وتزدان قصائده بصورشعرية طبيعية خلابة تأخذ بمجامع القلوب، حيث يختار كلماته وتعابيره بعناية فائقة و تستهويه القصائد المجنحات التي يطير بها الى اجمل ألوان الطيف الروحي لينسج منها ما يمتع القارئ او يواسيه في دروب الحياة بكل متناقضاتها.. لقد عرف الحب كعاطفة انسانية تسمو بالنفوس في كل الاحوال والمصاعب
ويذكر الطواف حول الكعبة المشرفة في مواسم الحج والعمرة وفي كل الامور فيقول :
قف بالطوافِ على الخطيئة نادما
واخضع لربك خاشعا مستسلمـا
وأمـام هــذا البـيـت كــن متـأدبـا
تجـد العنايـة والسـلامـة مغنـمـا
واشـرب دواء الــداء مــاءً شافـيـا
مـا زال زمـزمُ للمـواجـعٍ بلسـمـا
من جاء ( مكة ) خشية ومهابةً
ًويلح ُ في طلب الرضا مسترحما
فالله ذو فـضـل وصـاحـب ُ مـنّــةِ ً
سبحـانـه يُعـطـي ويعـفـو دائـمـا
فمـن اتقـاه وخــاض فــي آلائــه
عــاش الحـيـاة مُكَـرّمـاً ومُنَـعّـمـا
ولكـل معتصـم ٍ بـه فــي رحـمـةٍ
ويفوز بالحسنى لـه مـن أسلمـا
ثـم الصـلاة ُ عـلـى النـبـي وآلــه
تعـداد مـن صلـى عليـه وسلّـمـا
وكانت تجربته الادبية خصبة وغنية جعلته يتجرع صبابات الهوى، وغصص الأسى، في أكثر من موقع.لكنه كان قويا صلدا يصارع الامواج بصبر وجلد وقد منحته هذه المواقف قدرة فائقة ولتجعل منه شاعرا من كبار الشعراء ومن وسموا بشاعر المفاجأة حيث يختم بعض قصائده، فينتزعالمتلقي من الإطار الذي سارت عليه قصيدته لينعطف به فجأة الى بيت مختلف يفجره الشاعر في آخر قصيدته، فيمنحها بعداً لا ينسى، وسراً من اسرار البلاغة العربية الرفيعة.ويذكر ايام الاعياد في مكة المكرمة فيقول :
منَ سِحرِ الهوى وصوت الهزارِ
وائتـلاق الصِـبَـا وعِـطـر الإِزارِ
صدفـةٌ والجمـالُ فـي ليلـة العيـدِ
أنـيـسـي , فـمـرحـبـاً بـالـجِــوارِ
وسخـاءُ المُنـى تجـيـشُ بـروحـي
فـأراهــا , رقـيـقـة الاعـتــذارِ !
فتـنـةٌ تستـفِـزُنِـي فـــي صِـبَـاهـا
وابـتـســامٍ مـشــجــعٍ لـلــحــوارِ
غيـر مستضعـفٍ وكـانَ حديـثـي
مرهـف الهمـسِ متـرفـاً بالـوقـارِ
والأمـانـي تـجـدَدَت بـعـدَ وهـــنٍ
وهــي تـواقـة لعـطـفِ الأســـارِ
ولــوعـــدٍ وأمـنــيــاتٍ كِـــبـــارٍ
مـغـريــاتٍ بـلـهـفـة الإنـتــظــارِ
وهـيَ فـي تِيهِهَـا وفـرطُ اغتـرارِ
واعــتــدادٍ بِــعـــزةٍ وافـتــخــارِ
قلـت : عفـواً وربمـا بعـد حـيـنٍيــأ
ذن اللهُ فــي انـبـلاج الـنـهـارِ
فتَـهِـمـيـنَ بـالـرحـيــل وقـلــبــي
سوف يحيا فـي وحشـةٍ وانكسـارِ
وحنيـنـي إلـيــكِ يـغــدو عـذابــاً
بيـن عُنـفِ النـوى وبعـد الـديـارِ
لسـتُ أدري فـقـد أعـالـجُ حـشـداً
مـن هـمـومٍ ولـوعـةٍ واصطـبـارِ
خاننـي منطِـقـي وحـتـى ذكـائـي
فـنـقـاء الـهــوى كـثـيـرُ الـعَـثَـارِ
أنتِ , من أنتِ ,واستحيتُ لنفسي
يـا لخوفـي مـن وطـأةِ الإصـرارِ
وكـفـانِــي ألا أكــــون مـسـيـئــاً
فـي لقـاءٍ مـن الليالـلـي القِـصـارِ
فاقـضِ للِحُـبّ بـعـد ذلــك عــدلاً
إن فــي الـرِفـقِ لَــذة الإنتـصـارِ
شارك شاعرنا مصطفى زقزوق في العديد من المناسبات الوطنية والعربية في مصر والمغرب ونشر كتاباته الأدبية والاجتماعية بالعديد من الصحف السعودية والعربية وسجلت له العديد من اللقاءات الإذاعية والتلفازية وامسيات شعرية متفرقة .
مصطفى زقزوق هو :
عضو نادي مكة الثقافي الأدبي
عضو رابطة الأدب الحديث في مصر
عضو رابطة الأدب الاسلامي العالمية
عضو شرف بعدد من المؤسسات الأدبية السعودية والعربية والاجنبية وقد تعرفت عليه من خلال التواصل الاجتماعي قبل عدة سنوات فتواصلنا .
اما ما نشره من شعر ونثر فكثير ومنه الكتب التالية :
مرابع الأنس - ديوان شعر - .
ديوان نقش على وجه القمر-شعر.
ديوان حبيبتي مكة- شعر.
-النثر والأدب والفن التجاري في الوطن العرب .
.أهل الوفاء وأهل الجفاء
. تياسير الحب و الوفاء
. ذكريات الشاعر. كتبها في مايزيد عن 600 صفحه
.
واختم بحثي بهذه القصيدة بعنوان ( مجلس الامن او شيم العرب ) يقول :
يازمَـانَ الزَيـفِ والطيـشِ نَمَـا
عادَ جُرْحِـي فـي ضَمَيـرِي أَلمَـا
خُلًـبٌ فيـك سحـابٌ عــارضٌ
كُنـتُ أرجـوهُ لأرضـي مَوِسمَـا
فَظُرُوفِ (العَيـشِ) جَفـتْ أسفـاً
وَشـذَا الَريَحَـانِ أَضَحَـى رِمَمَـا
وإذا السلسـلُ يـجـري َصافـيـاً
خابَ ظَنْيِ كَيـف يَجـرِي عَلْقمَـا
رِيْـبٌ أجتازُهَـا فَـي حَـاضـري
وبِِمَحَـضِ الـودِ تَمْضـي قُـدُمَـا
فَسِبـاقُ المـوتِ فـي أعَماقِـهَـا
مَنْ يَرى فِي المـوتِ فِينَـا مَغْنَمـا
أيُ رِبْـحٍ مِـنْ جُـنُـوحٍ قـاتِـلٍ
كُلُ شَيءٍ صَـارَ يَبْـدَو مُبْهَمَـا ؟
وقـبــولاً بـقــرارٍ ظـالِــمٍ
يَجْعَـلُ الـحُـرَ بَــهِ مُنْهَـزِمَـا
غَايـةٌ تَحتَـارُ فِــي أَوْجَاعِـنَـاَ
والثَكالَـى تَنْـزِفُ الَدمـعَ دَمَــا
وظَـلامُ اللـيـلِ أطَـفـالٌ بَــهِ
قَدْ أقَـامَ (الحُـزْنُ )فِيهِـمْ مأتَمَـا
ياقـرارَ الإثـمِ َأفَضَـى مَوجِـعِـي
هلً ترَانـي خَاضِعـاً مُسْتَسْلِمَـا ؟
مُدْنـفٌ قَلْبِـي وجُرْحِـي جَـائِـرٌ
أيكـونُ المَـوتُ مِنْكُـمْ بَلْسَـمَـا
والمعـانـاةُ بِـصـوتٍ وَاحــدٍ
تَستَجِيِـرُ اليـومَ : وَامُعْتَصِمَـا !!
هَلْ أعـارَ المجـدُ غَيـري سُلْمَـا
(فَيَصولُ) القصَفُ ضِـدِي مُجْرِمَـا
ألـفُ عَـارٍ إنْ تضاءلـتُ لَــهُ
لو رمى مِـنْ نَـارِهِ مَهمَـا رَمَـى
وسُـؤالٌ لَـمْ يَــزَلَ مُسْتْيقِـظـاً
هَلَ ( يَغارُ) البعضُ يومَاً .. ُربَمَا
**********************