محمد بن معصوم
محمد بن معصوم ابن أحمد نظام الدين بن إبراهيم بن سلام الله بن مسعود عماد الدين بن محمد صدر الدين بن منصور غياث الدين بن محمد صدر الدين بن إبراهيم شرف الملة بن محمد صدر الدين بن إسحاق عز الدين بن علي ضياء الدين بن عربشاه فخر الدين بن أمير عز الدين أبي المكارم بن أميري خطير الدين بن الحسن شرف الدين أبي علي بن الحسين أبي جعفر العزيزي بن علي أبي سعيد النصيبيني بن زيد الأعشم أبي إبراهيم بن علي أبي شجاع الزاهد بن محمد أبي جعفر بن علي أبي الحسين بن جعفر أبي عبد الله بن أحمد نصير الدين السكين النقيب بن جعفر أبي عبد الله الشاعر بن محمد أبي جعفر بن محمد بن زيد الشهيد بن علي زين العابدين بن بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
ولد في المدينة المنورة وقيل في مكة المكرمة في الخامس عشر من شهر جمادي الاول سنة \ 1052 هجرية
نشأ في كنف والدته وأخواله، حيث سافر والده عام 1054هجرية إلى الهند- وكان الشاعر في سن الصبا -حيث استقدمه عبد الله بن محمد قطب شاه صاحب حيدر آباد، و زوجه السلطان ابنته، وولاه الأمور الإدارية .
سافر الشاعر إلى الهند حسب رغبة والده لكي يستقر عنده في الهند، وصل ابن معصوم إلى الديار الهندية بعد سفر ـ شاق متعب طويل ـ دام سنتين عام 1068هجرية حيث تربى شاعرنا تحت كنف والده ـ الذي شغل مناصب إدارية هامة في الدولة ـ وأمضى فترة من عمره تناهز ثمانية عشر عاماً في حيدر آباد عاصمة دولة قطب شاهي شاهي
وما لبثت أن تغيرت بالنسبة إلى ابن معصوم حيث توفي السلطان عبد الله قطب شاه مما أدى إلى سيطرة أبي الحسن قطب شاه آخر سلاطين قطب شاهي على مقاليد الحكم في الدولة، إذ تعرض والده إثر ذلك لمصاعب شتى وانتهت بسجنه في اواخر ايامه وبعد وفاة وفاة بمدة قصيرة، توالت عليه الاحداث إذ فرض عليه أبو الحسن قطب شاه الإقامة الجبرية في بيته
فقرر الهرب من حيدر آباد سرا متوجهاً إلى مقر السلطان إمبراطور الدولة المغوليّة في الهند، حيث عينه السلطان والياً على مدينة لاهور وما حولها الا انه طلب من السلطان أورنكزيب إعفاءه من هذا المنصب بعد أن أمضى فيه فترة طويلة فيه ، فأجابه السلطان بقبول حسن وعينه رئيساً على ديوان برهانبور.
طلب اعفاءه والسفر الى الحجاز بعد غياب اربعين سنة فحج البيت الحرام في مكة المكرمة ثم توجه الى المدينة المنورة فزار ضريح الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ثم مالبث ان سافر الى العراق ثم الى ايران حيث اختار ( شيراز ) لتكون محطته الاخيرة
حيث توفي فيها عام \481 هجرية – 1120 ميلادية على الارجح ودفن فيها الى جوار الامام احمد احد احفاد الامام موسى الكاظم .
ومن شعره في الغزل :
خليليَّ خطب الحبِّ أيسرُهُ صعبُ
ولكن عذابُ المُستهام به عَذْبُ
وما أنس لا أنسى وُقُوفي صبيحة ً
وقد أقبلت يقتادُها الشوقُ والحبُّ
فتاة ٌ هي البدرُ المنيرُ إذا بَدَتْ
ولكنَّ لا شرقٌ حواها ولا غربُ
منعَّمة ٌ رؤدٌ لها الشمسُ ضرَّة ٌ
وغُصن النَّقا ندٌّ وظبي الفلا تِرْبُ
فوافت تُناجيني بعتبٍ هو المُنى
وليسَ يلَذُّ الحبُّ ما لم يكن عَتَبُ
فما زلتُ أُبدي العُذرَ أسألُها الرِّضا
وقد علمت لو أنصفت لمن الذَّنْبُ
إلى أن طوت نشر العتاب وأقبلت
تبسَّمُ عن ثغرٍ هُو اللؤلؤُ الرَّطبُ
فعاطيتُها كأسَ الحديثِ وبيننا
حِجابُ عفافٍ عنده ترفع الحُجْبُ
فظلَّت بها سكرى ورجت كأنَّني
أخو نشوة ٍ بالرَّاح ليس له لُبُّ
فوالله ما صرف المُدام بفاعل
بنا فعلَها يوماً ولَوْ أد مِنَ الشِّرب
وقفتُ أُجيلُ الطرفَ في روضِ حُسنها
ويَمنعُني من طَرفها مُرهفٌ عضبُ
وما برحت تصبي فؤادي وهل فتى ً
تغازله تلك اللِّحاظ ولا يَصُبو
وراحت تُريحُ القلب من زفراته
بطيب حديثٍ عنده يقف الرَّكبُ
فما راعها إلاَّ سُقوطُ قِناعِها
وطُرَّتُها في كفِّ ريح الصَّبا نَهْبُ
هنالك أبصرتُ المُنى كيف تُجتنى
وكيف يَنال القلبُ ما أمَّل القلبُ
فللَّه يومٌ ساعَفَتْنا به المُنى
وطابَ لنا فيه التَّواصلُ والقُربُ
************************************