2
بسم الله الرحمن الرحيم
( من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ *وكذلك انزلناه ايات بينات وان الله يهدي من يريد * ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله علىكل شيء شهيد * )
سورة الحج الاية \ 15-17
الحمد لله \
ايها الناس من كان يظن او يرى او يفكر في ان الله تعالى لن ينصر حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا اوفي الاخرة - ويستدل على ذلك الضمير في ينصره اذ يعود على الحبيب المصطفى - فليمدد ببصره نحو سماء بيته اوغرفته او المكان الذي يقف فيه ثم ليمدد بحبل من سقف بيته الى رقبته ثم ليقطع التنفس عن نفسه اي ليختنق فاذا اختنق معناه قطع نفسه وليفكر الان وليتدبر قبل مباشرته هذا العمل هل هذا الفعل منه سيذهب عنه سبب اصل غيظه وهو نصرة الله تعالى للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لذا سيكون الجواب كلا لا يفيده ذلك ابدا وكذلك انزل الله تعالى القران الكريم ليردع امثال هذا العاتي اذ قيد كل الايات والدلالات على المقصود حيث ان الله تعالى يهدي من يريد ويحب هدا يته ويجعله من اصحاب الجنة
االانسا ن ككل المؤمن او الكافر او المشرك وعلى اي دين او ملة فالذين امنوا برسالة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وهم المؤمنون والذين هادوا وهم اليهود الذين امنوا برسالة سيدنا موسى عليه السلام والصابئون وهم اقوام على عبادات شتى وحسب وجودهم في العالم وهم عبدة الكواكب والنجوم واصل دياناتهم اعمادها على الروحية النفسية ومنهم من تنصر واصل لفظة الصابئة مهناها الميل او الانحراف اي خرج من دين الى دين اخر وقيل انهم موجودون قبل نبوة ابراهيم الخليل عليه السلام
( لاحظ تفسير مواهب الرحمن - عبد الكريم المدرس م \5 ص\441)
والنصارى هم الذين امنوا بنبوة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ويطلق عليهم المسيحيون وهم كثير في العالم
اما المجوس فانهم عبدة النار وفي شرق العالم وخاصة في بلاد فارس الكثير منهم حيث انها اصل مكان المجوسية فهم يقدسون النار ويعبدونها وكانت للنار بيوتا كثيرة في هذه الاماكن ولا تزال النار في هذه البقاع لها انسيتها في النفوس واحتفالا ت بها كعيد النيروز وغيره اذ تتقد فيه النيران من مغرب الشمس الى مطلعها في اليوم التالي في احتفالات كبيرة وواسعة مما حدى بالشعوب القريبة التقليد وهم على غير دين المجوسية
اما الذين اشركوا فهم عبدة الاوثان والاصنام والحيوانات وتقديس الانسان تقديس عبادة لا تقديس تكريم ومنهم اصحاب بوذا وعبدة الابقار والماعز في شرق العالم وهم ايضا كثير وربما يشمل كل من عبد غيرالله تعالى او اتخذ مع الله تعالى الاها اخر او قدس شيئا اخر اشركه في عبادة الله تعالى( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون) يوسف الاية \10
ان الله تعالى سيفصل بين هذه الاقوام المختلفة في يوم الحساب اي في يوم القيامة حيث سيبعثهم من بعد الموت في هذا اليوم لينال كل حسابه وسيجزي كل منهم بما استحقه نتيجة اعماله في الحياة الدنيا حكما عادلا ( ولا يظلم ربك احدا )
****************************