2
بسم الله الرحمن الرحيم
( وقال الذين لايرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة او نرى ربنا لقد استكبروا في انفسهم وعتو ا عتوا كبيرا * يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا * وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا * اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا * ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا* الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا * ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا * لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا*)
سورة الفرقان الايات\22- 29
الحمد لله \
الكافرون بيوم القيامة والذين لايؤمنون به وهو لقاء الله تعالى في يوم الحساب يقولون هلا انزل علينا الملائكة تخبرنا صراحة بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم – فنصدقه او نرى ربنا - سبحانه تعالى عما يقولون- فيتكلم معنا مشافهة فنعلم انه بعث محمدا – صلىالله عليه وسلم نبيا فنصدقه
ان هؤلاء قد استكبروا وطغت نفوسهم وتجاوزا حدود ما رسم الله لعباده والا كيف يرون الملائكة في الحياة الدنيا وهذ غير ممكن لبني البشر لقد استكبروا كثيرا في قرارة نفوسهم وافئدتهم وتجاوزوا على امرالله تعالى تجاوزا كبيرا بجسارة وتعنت وعناد شديد
ففي يوم القيامة سيرون الملائكة يوم ياتيهم العذاب من بين ايديهم اي من قبل وجوههم ومن خلفهم فيقول لهم الملائكة حجرا محجورا وهي كلمة فيها ردع وطرد للمجرمين العتاة العصاة عن رحمة الله تعالى فهم يقولون لهم حجرا محجورا عنكم الرضا والخير والرحمة من الله تعالى و من ساحة القبول ومنعهم من لقاء ربهم وما عملوه في الحياة الدنيا سيجعله الله تعالى هباء منثورا وغبارا متناثرا في جو السماء والارض فلا ينتفع منه احد
اما اصحاب الجنة ففي يوم القيامة سيكونو ن في مأمن خير ومستقر جميل وكريم وفي كلامهم رضا ونعمة وقول حسن ومكان امين
نعم في يوم القيامة هذا اليوم العظيم ونتيجة مايكون فيه من احداث وتغييرات في جو السماء والارض من انعدام الجاذبية وارتطام الكواكب ببعضها وتهاوي النجوم والكواكب وسقوطهاعلى الارض بعد انتثارها في السماء ودكدكة الجبال بسبب سقوط الكواكب والنجوم عليها بحيث تكون كثيبا مهيلا اي مثل التل الصغير المكون من تراب يتحرك في الصحراء بفعل الرياح وتنسجر البحار بفعل ارتفاع درجة الحرارة نتيجة هذه التفاعلات وما يحدث في باطن الارض من انفجارات داخل البحار لوجود فوهات الحرائق والبراكين فيها فتمتليء السماء بالغمام اي بالضباب وبخارالماء فيسد اقطارها فلا مجال للرؤيا
في هذا الجو القاتم ينزل الملائكة يحملون صحائف اعمال العباد فلا حول ولا قوة الا بالله فالملك في هذا اليوم العظيم لله الملك الحق الرحمن الرحيم بعباده وكان هذا اليوم العظيم يوما على الكافرين الظالمين والمشركين والمعنادين والعاملين السوء والخارجين عن رحمة الله عسيرا شديد الوقع لان فيه عقابهم يوم يسحبون في النارعلىوجوههم في سلاسل مقيدين حتى اعناقهم فيقول احدهم ندما وحسرة عاضين على اصابعهم من الندم والحسرة والتاسف حيث لاينفع الندم ولا الحسرة فيقول احدهم ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا اي ياليتني اتخذت طريقا يوصلني الى الجنة فامنت بالرسول الكريم واطعته ثم ينكفيء علىنفسه بعد ان يعض على يديه شديد ندما وحسرة ياليتني لم اتخذ فلانا خليلا اي ياليتني وهي كلمة تمني زائل لم اتخذ من هذا الكافر او المشرك صديقا لي فاسير في طريق الشر معه فقد اضلني عن طريق الهدى والصلاح ودلني على طريق الكفروالفسوق والالحا د ومنعني من الايمان بالله تعالى واطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم - والتزم طريق الهداية في ذكرالله تعالى بعد ان عرفته ودعوني له وجاءني البشير 0 فاتبعت طريق الشر والضلال طريق الشيطان الرجيم وكان الشيطان عدوا للانسان خذولا له يامره بفعل الشر ثم يتنصل منه ويتركه فيس سواءالجحيم
والله تعالى اعلم
*************************