الخامس
اسس الطريقة القاد رية
الصالحون من المؤمنين من صفاتهم السير في طريقالوصول الى الله تعالى
ومن اجل ذلك ارسل الله تعالى المرسلين والانبياء ليعلموا الناس ماجهلوه او نسوه خلال سيرهم في هذه السبل ويفقهونهم مارسلوا من اجله وتولى من بعدهم العلماء والاولياء لاءنهم ورثتهم ورثوا عنهم العلم والايمان والسيرفيه وارتقاؤه لدفع الانسانية الى المستوى المفروض والمطلوب منها والمخلوقة لاءجله ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ) سورة الذاريات الاية 56ويتذوقون نعيم القرب من الله تعالى في الاخرة
الطريق الى الله تعالى واحدة وان تعددت المناهج المناهج واختلفت الاراء وتنوعت اساليب الاتباع والسير ومراتب السلوك تبعا للاجتهاد او الزمن او المكان او الاهواء
والطريقة القادرية احدى هذه الطرق تهد ف الى الوصول الى الحق تعالى وقد اسست على سبع خصال اثبتها الشيخ عبد القادرالجيلاني قدس سره وجعلها الاسس الثابته لطريقته وهذه الاسس استمدها الشيخ من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والزم سالكي طريقته التمسك بها والتثبت عليها لمن اراد الوصول في طريق الحق الى منتهاه علىان يجعلوا قدوتهم ورائدهم في ذلك سيد الوجود وامام اللمتقين سيد نا وحبيبنا محمد صلىالله عليه وسلم ايمانا بالاية الكريمة ( قل ان كنتم تحبون الله فالتبعوني يحببكم الله وبغفر لكم ذنوبكم)
سورة ال عمران الايبة 31 وماذا يريد المحب من الحبيب غير محبته والقرب منه فمحبة الله تعالى لعباده قمة المنتهى وشاءفةالمبتغى وامل العارفين بالله تعالى وحد وصولهم ولا اريد الاطالة اكثر فاوجز هذه الخصال السبع بما يلي \
-----------------------------------------------------
المجاهدة
خلق الله تعالى النفس الانسانية وغرس فيها انفعالاتها واختلاجاتها وحركاتها وسكناتها والهمها طريقها في الحياة الدنيا( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها) سورة البلد الاية ومجاهدة النفس ردها عن هواها 0( ونهى النفس عن الهوى) لاءن النفس افتها في هواها فهى تستحلي المدح والثناء والذكر الحسن لذا يستولي عليها في بعض الاحيان النفاق في الاطراء والرياء في الكلام وتتم المجاهدة في محاسبتها وماقبتها وهذا الامر يتم في جعل نفس المرء في مراءة صافية يرىكل ما تهمل اوتفعل او تنوي العمل به وما يعتلج فيها حتى يصل بها الى درجة الكمال وهو مقام الاحسان لدى الصوفية وهو اعلى المقامات وارقاها منزلة عندهم والذي يقول الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم فيه – الاحسان ان تعبد الله كاءنك تراه فان لم تراه فانه يراك - فاذا وصل العيد الى هذا المقام وذكر ان الله تعالى يراه في كل عمل افعل اوامر يفعله وكل حالة فيها والتزم بهذا التفكير رد نفسه عن هواها وابتعد - لامحالة - عن كل عمل لايرضاه الرب وتجنبه خشية المرقبة مراقبةالله تعالى اليه فيتم بذلك كبح جماح النفس عن هواها ومجاهدتها عن مبتغاها ان لزمت طريقا غيرطريق الحق تعالى وبذلك يتم لزوم طريق الحق والاحسان ومراعاة القلب وحفظ النفس فيعلم ان الله قريب منه رقيب عليه ( يعلم خائنة الاعين وما تخفي القلوب )
يعلم احواله وافعاله ويتم ذلك بمعرفةالله تعالى اولا فهو يلزم العبد قلبه قربه عز وجل وقيامه عليه وقدرته وشهادته وعلمه به وانه رقيب حفيظ واحد ماجد فرد صمد لاشريك له هذا اولا وثانيا يكون بمعرفة عدو الله تعالى وهوابليس او الشيطان وهو اساس كل عمل ضار ويدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير حيث ان الله تعالى غضب عليه وجعله اساس كل معصية وسبب كل فتنة وكل مالا يرضاه الله تعالى في الجنوح عن الطريق المستقيم فهو شماعة تعلق عليه كل عمل ضار وغيرنافع وكل مايرغب النفس في هواها وزعزعتها عن سلوك طريق الحق تعالى
واما الامرالثالث فهو معرفةالنفس وطباعها ودواخلها ووضعها حيث وضعها الله تعالىووصفها بما وصفها الى ان تذل وتعود من حيث بدت ويقوى عليها أي تعود الى رشدها وتسلك السلوك القويم
وللنفس الانسانية مراتب عديدة اختلف العلماء في تعدادها واصطلاحا ووفقا لاءهوائهم ومعارفهم وتسمت تبعا للطرق الصوفية ففي الطريقةالقادرية جعلت مراتب النفس ثلاث اللوامة و الملهمة والمطمئنة وفي غيرها من جعلها خمسا او سبعا اوربما اقل اواكثر وذلك بادخال كل مرتبة في قريبتها او القريبة الشبه اليها 0
لاءهمية هذا الموضوع في التربيةالنفسية الدينية والخلقية وما يعتريها ويخالجها والكشف
والصوفيةخاصة ساءقدم هذا البحث عن هذه النفوس ومراتبها وادوائها في الفصل القادم انشاء الله تعالى\ راجع المنار الهادي للشيخ الدكتور عبد الحليم محمود
-----------------------------------------------------------------------
التوكل
التوكل اساسه القران الكريم( ومن توكل على الله فهو حسبه ) سورة الطلاق اية 30 ( وعلى الله توكلوا ان كنتم مؤمنين ) سورة المائدة اية 23
وحقيقة التوكل تفويض الامر كله لله تعالى والاصطفاء من ظلمات الاختيار والتدبير والترقي الى ساحات شهود الاحكام والتقدير ورضى العيد بماقسم الله تعالى له فيما قسمه الله تعالى له لايفوته ومالم يقسم له لايناله مهما اوتي من قوة وحسن تدبير وقيل ان التوكل ثلاث درجات
الاولى السكون الى وعد الله تعالى وهو البداية وصفة العوام واول المقام فيه يكون العبد بين يدي الله تعالى كالميت بين يدي الغاسل وقيل هذا التوكل يسمى الاسترسال
والثانية هي التسليم او الاكتفاء بعلمه وهو من الامور اوسطها وقيل انه هو صفة الاولياء
والثالثة فهي التفويض وهو الرضا بحكم الله تعالى وتفويض الامر اليه كله فهو نهاية التوكل واعلى درجة من درجاته وهذا التوكل صفته خاص الخاص من العارفين
والتوكل هو انقطاع الطمع اما الكسب فلا يتنافى مع التوكل لاءن محل التوكل القلب وهو مكان تحقيق الايمان فمن انكر الكسب فقد خالف السنة ولا خلاف بين الشريعة والحقيقة انما الحقيقة من انوار الشريعة ونابعة منها
فاعمال الانسان ان تعسرت فباءرادة الله تعالى وتقديره( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) وان تيسرت فبتيسيره عز وجل فلا تكون جوارح المؤمن متحركة بالسبب بامر الله تعالى وباطنه ساكن لوعده تعالى0 ( وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) سورة يونس الاية 107
0( ولله غيب السشموات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون) سور ة هود الاية الاخيرة
--------------------------------------------------------------
اسس الطريقة القاد رية
الصالحون من المؤمنين من صفاتهم السير في طريقالوصول الى الله تعالى
ومن اجل ذلك ارسل الله تعالى المرسلين والانبياء ليعلموا الناس ماجهلوه او نسوه خلال سيرهم في هذه السبل ويفقهونهم مارسلوا من اجله وتولى من بعدهم العلماء والاولياء لاءنهم ورثتهم ورثوا عنهم العلم والايمان والسيرفيه وارتقاؤه لدفع الانسانية الى المستوى المفروض والمطلوب منها والمخلوقة لاءجله ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ) سورة الذاريات الاية 56ويتذوقون نعيم القرب من الله تعالى في الاخرة
الطريق الى الله تعالى واحدة وان تعددت المناهج المناهج واختلفت الاراء وتنوعت اساليب الاتباع والسير ومراتب السلوك تبعا للاجتهاد او الزمن او المكان او الاهواء
والطريقة القادرية احدى هذه الطرق تهد ف الى الوصول الى الحق تعالى وقد اسست على سبع خصال اثبتها الشيخ عبد القادرالجيلاني قدس سره وجعلها الاسس الثابته لطريقته وهذه الاسس استمدها الشيخ من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والزم سالكي طريقته التمسك بها والتثبت عليها لمن اراد الوصول في طريق الحق الى منتهاه علىان يجعلوا قدوتهم ورائدهم في ذلك سيد الوجود وامام اللمتقين سيد نا وحبيبنا محمد صلىالله عليه وسلم ايمانا بالاية الكريمة ( قل ان كنتم تحبون الله فالتبعوني يحببكم الله وبغفر لكم ذنوبكم)
سورة ال عمران الايبة 31 وماذا يريد المحب من الحبيب غير محبته والقرب منه فمحبة الله تعالى لعباده قمة المنتهى وشاءفةالمبتغى وامل العارفين بالله تعالى وحد وصولهم ولا اريد الاطالة اكثر فاوجز هذه الخصال السبع بما يلي \
-----------------------------------------------------
المجاهدة
خلق الله تعالى النفس الانسانية وغرس فيها انفعالاتها واختلاجاتها وحركاتها وسكناتها والهمها طريقها في الحياة الدنيا( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها) سورة البلد الاية ومجاهدة النفس ردها عن هواها 0( ونهى النفس عن الهوى) لاءن النفس افتها في هواها فهى تستحلي المدح والثناء والذكر الحسن لذا يستولي عليها في بعض الاحيان النفاق في الاطراء والرياء في الكلام وتتم المجاهدة في محاسبتها وماقبتها وهذا الامر يتم في جعل نفس المرء في مراءة صافية يرىكل ما تهمل اوتفعل او تنوي العمل به وما يعتلج فيها حتى يصل بها الى درجة الكمال وهو مقام الاحسان لدى الصوفية وهو اعلى المقامات وارقاها منزلة عندهم والذي يقول الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم فيه – الاحسان ان تعبد الله كاءنك تراه فان لم تراه فانه يراك - فاذا وصل العيد الى هذا المقام وذكر ان الله تعالى يراه في كل عمل افعل اوامر يفعله وكل حالة فيها والتزم بهذا التفكير رد نفسه عن هواها وابتعد - لامحالة - عن كل عمل لايرضاه الرب وتجنبه خشية المرقبة مراقبةالله تعالى اليه فيتم بذلك كبح جماح النفس عن هواها ومجاهدتها عن مبتغاها ان لزمت طريقا غيرطريق الحق تعالى وبذلك يتم لزوم طريق الحق والاحسان ومراعاة القلب وحفظ النفس فيعلم ان الله قريب منه رقيب عليه ( يعلم خائنة الاعين وما تخفي القلوب )
يعلم احواله وافعاله ويتم ذلك بمعرفةالله تعالى اولا فهو يلزم العبد قلبه قربه عز وجل وقيامه عليه وقدرته وشهادته وعلمه به وانه رقيب حفيظ واحد ماجد فرد صمد لاشريك له هذا اولا وثانيا يكون بمعرفة عدو الله تعالى وهوابليس او الشيطان وهو اساس كل عمل ضار ويدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير حيث ان الله تعالى غضب عليه وجعله اساس كل معصية وسبب كل فتنة وكل مالا يرضاه الله تعالى في الجنوح عن الطريق المستقيم فهو شماعة تعلق عليه كل عمل ضار وغيرنافع وكل مايرغب النفس في هواها وزعزعتها عن سلوك طريق الحق تعالى
واما الامرالثالث فهو معرفةالنفس وطباعها ودواخلها ووضعها حيث وضعها الله تعالىووصفها بما وصفها الى ان تذل وتعود من حيث بدت ويقوى عليها أي تعود الى رشدها وتسلك السلوك القويم
وللنفس الانسانية مراتب عديدة اختلف العلماء في تعدادها واصطلاحا ووفقا لاءهوائهم ومعارفهم وتسمت تبعا للطرق الصوفية ففي الطريقةالقادرية جعلت مراتب النفس ثلاث اللوامة و الملهمة والمطمئنة وفي غيرها من جعلها خمسا او سبعا اوربما اقل اواكثر وذلك بادخال كل مرتبة في قريبتها او القريبة الشبه اليها 0
لاءهمية هذا الموضوع في التربيةالنفسية الدينية والخلقية وما يعتريها ويخالجها والكشف
والصوفيةخاصة ساءقدم هذا البحث عن هذه النفوس ومراتبها وادوائها في الفصل القادم انشاء الله تعالى\ راجع المنار الهادي للشيخ الدكتور عبد الحليم محمود
-----------------------------------------------------------------------
التوكل
التوكل اساسه القران الكريم( ومن توكل على الله فهو حسبه ) سورة الطلاق اية 30 ( وعلى الله توكلوا ان كنتم مؤمنين ) سورة المائدة اية 23
وحقيقة التوكل تفويض الامر كله لله تعالى والاصطفاء من ظلمات الاختيار والتدبير والترقي الى ساحات شهود الاحكام والتقدير ورضى العيد بماقسم الله تعالى له فيما قسمه الله تعالى له لايفوته ومالم يقسم له لايناله مهما اوتي من قوة وحسن تدبير وقيل ان التوكل ثلاث درجات
الاولى السكون الى وعد الله تعالى وهو البداية وصفة العوام واول المقام فيه يكون العبد بين يدي الله تعالى كالميت بين يدي الغاسل وقيل هذا التوكل يسمى الاسترسال
والثانية هي التسليم او الاكتفاء بعلمه وهو من الامور اوسطها وقيل انه هو صفة الاولياء
والثالثة فهي التفويض وهو الرضا بحكم الله تعالى وتفويض الامر اليه كله فهو نهاية التوكل واعلى درجة من درجاته وهذا التوكل صفته خاص الخاص من العارفين
والتوكل هو انقطاع الطمع اما الكسب فلا يتنافى مع التوكل لاءن محل التوكل القلب وهو مكان تحقيق الايمان فمن انكر الكسب فقد خالف السنة ولا خلاف بين الشريعة والحقيقة انما الحقيقة من انوار الشريعة ونابعة منها
فاعمال الانسان ان تعسرت فباءرادة الله تعالى وتقديره( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) وان تيسرت فبتيسيره عز وجل فلا تكون جوارح المؤمن متحركة بالسبب بامر الله تعالى وباطنه ساكن لوعده تعالى0 ( وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) سورة يونس الاية 107
0( ولله غيب السشموات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون) سور ة هود الاية الاخيرة
--------------------------------------------------------------