من سورة التوبة
(( انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك أن يكونوا من المهتدين . أجعلتهم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عند الله والله لايهدي القوم الظالمين . الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون . يبشرهم ربهم رحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم . خالدين فيها ابدا ان الله عنده أجر عظيم . )) ( 1 )
سورة التوبة آية 18_22
قرن الله سبحانه وتعالى تعمير المساجد وهي اماكن عبادته تعالى بمن غرس في نفوسهم الايمان فأمنوا بالله تعالى وباليوم الاخر وما فيه من الحساب والجزاء التام واقامتهم لفروض الدين من صلاة وزكاة .. ويدخل في باب تعمير المساجد كل الامور والاحتياجات التي نحتاجها هذه المساجد من نباء وترجم وتنظيف وتزيين وأفرشه وانارتها وتهويتها وامدادها بكل وسائل راحة مرتادينها من المصلين وامدادها بالكتب والمصاحف ومواضع حفظها . بل وحتى احيائها بالارتياد للصلاة فيها وتلاوة القرآن فيها وحتى المصاحبة لله فيها .. كل هذه الامور تدخل في باب عمارة المساجد لذا جعل الله سبحانه وتعالى من يقوم بهذه الامور هداية لهم . وثوابه عليها رحمته بهم واعمالهم فيها دليل عبادتهم له لانها من صفات المؤمن بوحدانية الله تعالى وسمة خشيته وحده لا شريك له . فهم به مهتدون . وقد فظل الله تعالى الايمان على العمارة والسقاية وجعلها من فروعه . وقد أثبت بعض المفسرين وأصحاب كتب اسباب النزول ان هذه الاية نزلت بحق الامام علي رحمة الله عنه حين افتخر عمه العباس بن عبد المطلب بالسقايه التي كانت عنده وافتخر شيبه بن طلحة بعمارة المسجد الحرام قبل اسلامهما بينما افتخر علي بالاسلام والايمان والجهاد . فصدق الله تعالى عليا رحمة الله عنه وبين ذلك في الايه (( اجعلتم سقايه الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله . لايستون عند الله )) وذلك لان الذين آمنوا وغرس الله في قلوبهم نعمة الايمان وهاجروا في سبيل نشر كلمة الله تعالى تاركين مواطنهم وعوائلهم ومجاهدين في سبيل الاسلام أعظم درجة وارفع مقاما وحقا في نيل ثواب الله تعالى والضفر برضاه لذا فقد فظلهم تعالى بالرحمة بهم ومن رحمه الله فقد فاز فوزا عظيما ورضي عنهم ومن رضي الله عنهم نالت درجات العلى ثم جعلهم من اصحاب الجنة ذات النعيم الخالد الدائم مخلدين فيها ابدا .
(( والمؤمنون والمؤمنات بعظهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيزا حكيم . وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم . )) (1)
سورة التوبة آيه 71و72
صفة المؤمنين ذكورا واناثا تكاد تكون ثابته ومتلازمه في المصحف الشريف . فهم بعظهم اولياء بعض تجمعهم محبة الايمان وخاق الاسلام بصفات طيبه وخلق كريم والنصر والعون الثابت احدهم للاخر . فهم الامرون بالمعروف وعمل الخير وينهون عن المنكر وعمل الشر . ويقيمون الصلاة ويذكرون الله ويخشونه ويعطون الزكاة والصدقة من اموالهم مساعدة لاخوانهم من فقراء المسلمين ويطيعون الله ورسوله في كل أمر وعمل امروا به .. لذلك قدر الله تعالى لهم انه سيرحمهم ويدخلهم الجنة برحمته . فقد وعدهم الله تعالى الجنه التي تجري من تحتها الانهار
جعل لهم الخلود فيها دوما واسكنهم فيها مساكن وقصورا ومنازل طيبة في جنات عدن وقد قبل ان جنة عدن وجنة الرضوان هي من اسماء الجنات التي وعد الله عباده المتقين . الا ان رضى الله أكبر من كل شئ . من رضى الله عليه فقد أنعم عليه بفوز عظيم وجزاه الجزاء الاوفى الذي لايعد له حظ ولا جزاء من حظوظ الدنيا والاخرة .فهم اصحاب الدرجات العلى والاماكن الارفع والاعلى وفوزهم عظيم .
(( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وألئك هم المفلحون . أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم )) ( 1 )
سورة التوبة آية 88 و89
الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به جاهدوا بالاموال بشرائهم أدوات ومستلزمات القتال لهم ولغيرهم وبأنفسهم خرجوا للجهاد معرضين ارواحهم الى القتل في سبيل الله لذا رزقهم الله تعالى الخيرات في الدنيا بما نصرهم به على أعدائهم وما غنموه منهم بعد ان ولوا مدبرين ورزقهم في الاخرة الجنات الواسعة ذات الانهار الجارية في هذه الجنات .فهم أفلحوا في عملهم في الدنيا والاخرة فعزهم الله وخلدهم في الجنه وهذه نعمة أنعمها عليهم وفوز عظيم لم ينله غيرهم
(( ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول الا انها قرية لهم سيدخلهم الله في رحمته ان الله غفور رحيم . والسابقون الاولون من المهاجرين والانصاروالذين اتبعوهم باحسان رضي الله ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم .)) ( 1 )
سورة التوبه آيه 99و100
ومن بين أصحاب القرى الغليظة قلوبهم الشديدة نفوسهم القويه طباعهم من هؤلاء من استقر الايمان في قلبه ونفسه فآمنوا بالله ورسوله وبيوم القيامة والبعث والجزاء فراحوا ينفقون اموالهم رغم جفاوة نفوسهم وفسادة قلوبهم صدقة وزكاة عن طيب خاطر وايمان صادق للتقرب بها الى الله تعالى. ويرجون الرسول الكريم الدعاء لهم واستغفاره لهم بالخير والبركة وجعل ما ينفقونه قربة لهم عند الله فوعدهم الله انه سيدخلهم في رحمته الواسعة وتفتح لهم ابواب الجنات فيدخلونها أمنين لانه هو الذي يغفر الذنوب ويصفح عن السيئات رحمة بهم لانهم من أصحاب الجنة أما السابقون الاولون من المهاجرين والانصار فهم أصحاب بيعة الرضوان الذين بايعوا الرسول الكريم صلى الله علية وسلم في الحديبية بالقرب من مكة في عام الهجرة اذ بايعوه على الجهاد في سبيل الله حتى الموت . وسميت بيعة الرضوان لان الله تعالى رضي عنهم . ورضواهم عنه بأن نذروا نفوسهم للجهاد في سبيل الله حتى الموت .. أما الذين أتبعوهم باحسان فهم كل المسلمين من سائر الصحابة والتابعين والمؤمنين من بعدهم الى يوم الدين وقد أطلق اصطلاحا اسم التابعين على من شاهد أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهؤلاء كلهم رضي الله عنهم وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار ودخولهم الجنة هو الفوز العظيم _ واود ان اشير انه ورد (( من تحتها الانهار )) وورد (( تحتها الانهار )) بحذف حرف الجر . وتشير الى ان جريان الماء يجري من نبع تحتها أي ينبع الماء من مكان جريانه اما في حالة حذف (( من )) فتعني ان الانهار نابعة من اماكن ابعد ثم تأتي في جداولها جارية وربما تجري تحتها والارض شفافة فيرى الماء يجري تحتها كما يرون .
(( وأخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم . خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم . الم يعلموا أن الله يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم . ))
سورة التوبة الايات 102/104
نزلت هذه الايه في عشرة من المتخلفين في غزوة تبوك فقد اعترفوا
صراحة بذنوبهم وندموا على تخلفهم وأوكلوا أمرهم الى الله تعالى لعله يقبل توبتهم ويتجاوز عن سيأتهم فيتفضل بالمغفرة عليهم . فقد اوتق سبعة منهم انفسهم في سواري مسجد رسول الله . واقسموا ان لا يحل انفسهم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نزلت هذه الايه فأطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه هو الغفور الرحيم . وعندما اطلقهم قالوا يارسول الله هذه اموالنا خذها صدقة تصدق بها على فقراء المسلمين ولكن الرسول الكريم لم يأخذها منهم الا بعد نزول الايه الكريمة (( خذ من أموالهم صدقة ..)
فأخذ ثلث أموالهم كفارة لذنوبهم طهارة لهم وزكاة .. اموالهم ودعى لهم واستغفر لهم الله .. لان صلاته ودعاءه صلى الله عليه وسلم مستجاب تطمئن اليه القلوب والنفوس . فانه هو السميع العليم. ان الله تعالى هو الذي يقبل توبة عباده ويتجاوز عن ذنوبهم فيبعث الثقة فيهم وأخذ الصداقة منهم لغرض تطهير نفوسهم وتزكية قلوبهم لانه هو التواب الرحيم ومن تاب عليه وعفا عنه أدخله الجنة .
.
(( انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك أن يكونوا من المهتدين . أجعلتهم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عند الله والله لايهدي القوم الظالمين . الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون . يبشرهم ربهم رحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم . خالدين فيها ابدا ان الله عنده أجر عظيم . )) ( 1 )
سورة التوبة آية 18_22
قرن الله سبحانه وتعالى تعمير المساجد وهي اماكن عبادته تعالى بمن غرس في نفوسهم الايمان فأمنوا بالله تعالى وباليوم الاخر وما فيه من الحساب والجزاء التام واقامتهم لفروض الدين من صلاة وزكاة .. ويدخل في باب تعمير المساجد كل الامور والاحتياجات التي نحتاجها هذه المساجد من نباء وترجم وتنظيف وتزيين وأفرشه وانارتها وتهويتها وامدادها بكل وسائل راحة مرتادينها من المصلين وامدادها بالكتب والمصاحف ومواضع حفظها . بل وحتى احيائها بالارتياد للصلاة فيها وتلاوة القرآن فيها وحتى المصاحبة لله فيها .. كل هذه الامور تدخل في باب عمارة المساجد لذا جعل الله سبحانه وتعالى من يقوم بهذه الامور هداية لهم . وثوابه عليها رحمته بهم واعمالهم فيها دليل عبادتهم له لانها من صفات المؤمن بوحدانية الله تعالى وسمة خشيته وحده لا شريك له . فهم به مهتدون . وقد فظل الله تعالى الايمان على العمارة والسقاية وجعلها من فروعه . وقد أثبت بعض المفسرين وأصحاب كتب اسباب النزول ان هذه الاية نزلت بحق الامام علي رحمة الله عنه حين افتخر عمه العباس بن عبد المطلب بالسقايه التي كانت عنده وافتخر شيبه بن طلحة بعمارة المسجد الحرام قبل اسلامهما بينما افتخر علي بالاسلام والايمان والجهاد . فصدق الله تعالى عليا رحمة الله عنه وبين ذلك في الايه (( اجعلتم سقايه الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله . لايستون عند الله )) وذلك لان الذين آمنوا وغرس الله في قلوبهم نعمة الايمان وهاجروا في سبيل نشر كلمة الله تعالى تاركين مواطنهم وعوائلهم ومجاهدين في سبيل الاسلام أعظم درجة وارفع مقاما وحقا في نيل ثواب الله تعالى والضفر برضاه لذا فقد فظلهم تعالى بالرحمة بهم ومن رحمه الله فقد فاز فوزا عظيما ورضي عنهم ومن رضي الله عنهم نالت درجات العلى ثم جعلهم من اصحاب الجنة ذات النعيم الخالد الدائم مخلدين فيها ابدا .
(( والمؤمنون والمؤمنات بعظهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيزا حكيم . وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم . )) (1)
سورة التوبة آيه 71و72
صفة المؤمنين ذكورا واناثا تكاد تكون ثابته ومتلازمه في المصحف الشريف . فهم بعظهم اولياء بعض تجمعهم محبة الايمان وخاق الاسلام بصفات طيبه وخلق كريم والنصر والعون الثابت احدهم للاخر . فهم الامرون بالمعروف وعمل الخير وينهون عن المنكر وعمل الشر . ويقيمون الصلاة ويذكرون الله ويخشونه ويعطون الزكاة والصدقة من اموالهم مساعدة لاخوانهم من فقراء المسلمين ويطيعون الله ورسوله في كل أمر وعمل امروا به .. لذلك قدر الله تعالى لهم انه سيرحمهم ويدخلهم الجنة برحمته . فقد وعدهم الله تعالى الجنه التي تجري من تحتها الانهار
جعل لهم الخلود فيها دوما واسكنهم فيها مساكن وقصورا ومنازل طيبة في جنات عدن وقد قبل ان جنة عدن وجنة الرضوان هي من اسماء الجنات التي وعد الله عباده المتقين . الا ان رضى الله أكبر من كل شئ . من رضى الله عليه فقد أنعم عليه بفوز عظيم وجزاه الجزاء الاوفى الذي لايعد له حظ ولا جزاء من حظوظ الدنيا والاخرة .فهم اصحاب الدرجات العلى والاماكن الارفع والاعلى وفوزهم عظيم .
(( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وألئك هم المفلحون . أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم )) ( 1 )
سورة التوبة آية 88 و89
الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به جاهدوا بالاموال بشرائهم أدوات ومستلزمات القتال لهم ولغيرهم وبأنفسهم خرجوا للجهاد معرضين ارواحهم الى القتل في سبيل الله لذا رزقهم الله تعالى الخيرات في الدنيا بما نصرهم به على أعدائهم وما غنموه منهم بعد ان ولوا مدبرين ورزقهم في الاخرة الجنات الواسعة ذات الانهار الجارية في هذه الجنات .فهم أفلحوا في عملهم في الدنيا والاخرة فعزهم الله وخلدهم في الجنه وهذه نعمة أنعمها عليهم وفوز عظيم لم ينله غيرهم
(( ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول الا انها قرية لهم سيدخلهم الله في رحمته ان الله غفور رحيم . والسابقون الاولون من المهاجرين والانصاروالذين اتبعوهم باحسان رضي الله ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم .)) ( 1 )
سورة التوبه آيه 99و100
ومن بين أصحاب القرى الغليظة قلوبهم الشديدة نفوسهم القويه طباعهم من هؤلاء من استقر الايمان في قلبه ونفسه فآمنوا بالله ورسوله وبيوم القيامة والبعث والجزاء فراحوا ينفقون اموالهم رغم جفاوة نفوسهم وفسادة قلوبهم صدقة وزكاة عن طيب خاطر وايمان صادق للتقرب بها الى الله تعالى. ويرجون الرسول الكريم الدعاء لهم واستغفاره لهم بالخير والبركة وجعل ما ينفقونه قربة لهم عند الله فوعدهم الله انه سيدخلهم في رحمته الواسعة وتفتح لهم ابواب الجنات فيدخلونها أمنين لانه هو الذي يغفر الذنوب ويصفح عن السيئات رحمة بهم لانهم من أصحاب الجنة أما السابقون الاولون من المهاجرين والانصار فهم أصحاب بيعة الرضوان الذين بايعوا الرسول الكريم صلى الله علية وسلم في الحديبية بالقرب من مكة في عام الهجرة اذ بايعوه على الجهاد في سبيل الله حتى الموت . وسميت بيعة الرضوان لان الله تعالى رضي عنهم . ورضواهم عنه بأن نذروا نفوسهم للجهاد في سبيل الله حتى الموت .. أما الذين أتبعوهم باحسان فهم كل المسلمين من سائر الصحابة والتابعين والمؤمنين من بعدهم الى يوم الدين وقد أطلق اصطلاحا اسم التابعين على من شاهد أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهؤلاء كلهم رضي الله عنهم وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار ودخولهم الجنة هو الفوز العظيم _ واود ان اشير انه ورد (( من تحتها الانهار )) وورد (( تحتها الانهار )) بحذف حرف الجر . وتشير الى ان جريان الماء يجري من نبع تحتها أي ينبع الماء من مكان جريانه اما في حالة حذف (( من )) فتعني ان الانهار نابعة من اماكن ابعد ثم تأتي في جداولها جارية وربما تجري تحتها والارض شفافة فيرى الماء يجري تحتها كما يرون .
(( وأخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم . خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم . الم يعلموا أن الله يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم . ))
سورة التوبة الايات 102/104
نزلت هذه الايه في عشرة من المتخلفين في غزوة تبوك فقد اعترفوا
صراحة بذنوبهم وندموا على تخلفهم وأوكلوا أمرهم الى الله تعالى لعله يقبل توبتهم ويتجاوز عن سيأتهم فيتفضل بالمغفرة عليهم . فقد اوتق سبعة منهم انفسهم في سواري مسجد رسول الله . واقسموا ان لا يحل انفسهم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نزلت هذه الايه فأطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه هو الغفور الرحيم . وعندما اطلقهم قالوا يارسول الله هذه اموالنا خذها صدقة تصدق بها على فقراء المسلمين ولكن الرسول الكريم لم يأخذها منهم الا بعد نزول الايه الكريمة (( خذ من أموالهم صدقة ..)
فأخذ ثلث أموالهم كفارة لذنوبهم طهارة لهم وزكاة .. اموالهم ودعى لهم واستغفر لهم الله .. لان صلاته ودعاءه صلى الله عليه وسلم مستجاب تطمئن اليه القلوب والنفوس . فانه هو السميع العليم. ان الله تعالى هو الذي يقبل توبة عباده ويتجاوز عن ذنوبهم فيبعث الثقة فيهم وأخذ الصداقة منهم لغرض تطهير نفوسهم وتزكية قلوبهم لانه هو التواب الرحيم ومن تاب عليه وعفا عنه أدخله الجنة .
.