مصطفى وهبي التل
(عرار )
هو مصطفى وهبي بن صالح بن مصطفى بن يوسف بن ملحم التل
ولد مصطفى وهبي التل في مدينة ( اربد) من اعمال شرق الاردن وتقع شمال الاردن في يوم 14محرم سنة 1317هجرية – الخامس والعشرين من شهر مايو( ايار ) 1899 ميلادية.
وقد سمي (مصطفى) تيمنا باسم جده واضيفت اليه كلمة وهبي على الطريقة السائدة بين العائلات التركية انذاك وهي اضافة اسم إلى اسم الوليد الأصلي. وقد ورث شاعرنا عن والده حسا مرهفا وخاطرا متوقدا وذكاء خارقا وميلا إلى قول الشعر ونظمه.
تلقى تعليمه الابتدائي في( إربد ) مسقط راسهسافر إلى (دمشق) عام 1912، وواصل تعليمه في (مدرسة عنبر). وخلال دراسته شارك زملاءه في الحركات التي كانوا يقومون بها ضد الترك فنفي على إثر إحدى هذه الحركات إلى ( بيروت)
وفي رواية اخرى نفي إلى( حلب )وأكمل دراسته هناك ، حيث حصل على الشهادة الثانوية
عاد مصطفى إلى( اربد ) لقضاء العطلة الصيفية، وفي تلك الفترة نشبت بينه وبين والده خلافات حادة، مما جعل والده يحجم عن إعادته إلى (مدرسة عنبر) في (دمشق )، ويبقيه في( اربد ) ليعمل في مدرسة خاصة كان قد افتتحها والده آنذاك واسماها (المدرسة الصالحية العثمانية) و بقي مصطفى في (إربد.) وعمل في مدرسة والده مضطراً، واستمرت خلافاتهما واشتدت، فقرر مصطفى أن يترك (إربد)، فغادرها في 20/6/1917 بصحبة صديقه (محمد صبحي أبو غنيمة) قاصدين ( اسطنبول )، ولكنهما لم يبلغاها، حيث استقر مصطفى في (عربكير) حيث كان عمه (علي نيازي) قائممقاما فيها. في (عربكير ) عمل مصطفى وكيل معلم ثان لمحلة (اسكيشهر)، فعين بتاريخ 3/10/1918، واستقال منها في 9/3/1919.
ولكنه ما لبث أن عاد إلى (دمشق) مرة أخرى. فسافر إليها في مطلع العام الدراسي 1919-1920.ولكن عودته صادفت قيام حركات طلابية شارك فيها، بل كان مع بعض أصدقائه على رأسها، ما جعل السلطات تقرر نفيه إلى (حلب،) الا انها سمحت له بإكمال دراسته فيها، فسافر إليها في شباط 1920. ومكث فيها حتى الشهر السادس من عام 1920. حين غادرها بعد أن حصل على الشهادة الثانوية من (المدرسة السلطانية).وفي أثناء دراسته تعلم اللغة – التركية وهي اللغة الرسمية حينذاك، ثم تعلم الفارسية،وفي احدى قصائده يصف حاله فيقول:
هواك ظننته لعبة حبّك خلته كذبه
وقلبي كنت أحسبه قضى واويلتا نحبه
وأحلامي وآمالي وأيام الهوى العذبه
وتذكارات آمالي قضت في جملة الحسبة
كفرت بكل عاطفة لها بمبادئي نسبة
ورحت أظنّ أنّ الجري في حلب الهوى سبّة
وعشت لغير تطلاب ال علا والمجد لا أأبه
أبايع من يساومني على الترفيه بالنكبة
فمن سجن إلى منفى ومن منفى إلى غربة
ومن كرّ إلى فرّ ومن بلوى إلى رهبة
فبي من كلّ معركة أثرت عجاجها ندبة
تعالى الله والأردنّ لا بغداد و " والرّطبة
وفي أواخر العشرينات درس القانون معتمداً على نفسه، وتقدم للفحص الذي كانت تجريه وزارة العدل آنذاك فاجتازه،بنجاح وحصل على إجازة المحاماة في 3 شباط 1930.
ثم عين معلما في (مدرسة الكرك) ، ثم حاكما اداريا لثلاث مدن صغيرة في الأردن هي ( وادي السير والزرقاء والشوبك)
ثم انتقل الى (السلط ) بعد ان عين مدعي عام فيها ثم عين رئيسا للتشريفات في الديوان العالي ثم عين متصرفا مدعي عام للبلقاء ( السلط ) بقي فيها لمدة اربعة أشهر ثم عزل واقتيد إلى (سجن المحطة في (عمّان)
وبعد خروجه من السجن عمل بالمحاماة.
ثم عاد إلى وزارة المعارف فتسلم وظيفة (المفتش الأول) فيها ثم تركها .وحين تركها عُيّن ( رئيس تشريفات في الديوان العالي).ثم متصرفا للواء( البلقاء) ومكث في منصبه هذا أقل من أربعة أشهر إذ حيث عزل ثم،سجن في (سجن المحطة ) في(عمان ) حيث قضى قرابة سبعين يوماً.
مارس بعد خروجه من السجن في مارس ( اذار) من عام 1942 مهنة المحاماة في (عمان )حيث افتتح مكتباً خاصاً به. كان له صلات واسعة مع كثير من الشعراء المعاصرين له منهم احمد الكرمي ( ابو سلمى) وابراهيم ناجي وابراهيم طوقان واحمد الصافي النجفي وفؤاد وغيرهم كثير، حيث كانت تجتمع نخبة من الشعراء والأدباء، وتدور بينهم مساجلات ومعارضات شعرية.
،و كانت له صلة وثيقة ببلاط الملك عبد الله الاول بن الحسين بينهم مساجلات ومعارضات شعرية ويقول فيه :
أمنددا بأبي طلا ل ونهجه اللبق الرّشيد
ما أنت أول رائش أصماه سهم من جحود
فاهتف بما تقضي عليك به الغواية من قصيد
وانكر مآثره وته بالسبق في حلب الكنود
وانعم بما مشليك يغدقه عليك من النقود
حتى إذاصفرت يدا ك من الحجى ومن الرصيد
وحماسك الجعجاع أس فر عن مضاعفة القيود
وغدوت لا وطن ولا أمل بطارف أو تليد
فسل اليهود عن الألى باعوا بلادك لليهود
واستمرأوا انفاق قي متها على كاس وخود
منهم أكان العبدلي أبو طلال ابن الشهيد
يا من يعيرنا لمس عانا بتوسيع الحدود
وجهادنا لخلاص ما لم يشر من وطن الجدود
ليس البطولة ثورة رعناء بالأوطان تودي
لكنّها في دفعك ال أخطار بالرأيّ السديد
فأقعد فلست أخا العلا والمجد وانعم بالقعود "
ما زلت أعزل والعد وّ سلاحه حمر الحديد
.
وفي اليوم الرابع والعشرين من ايار ( مايو) 24/5/1949 توفي الشاعر مصطفى التل ( عرار ) في المستشفى الحكومي ب(عمّان)، ونقل جثمانه إلى اربد مسقط رأسه، حيث دفن في (تل إربد) حسبما جاء في وصيته.
كان يتقن التركية و الفرنسية والفارسية
ترك العديد من الأثار النثرية إلى جانب ديوانه الشعري اهمها مايلي :
1-عشيات وادي اليابس : ديوان شعر
. 2-بالرفاه والبنين - طلال - مشترك مع خليل نصر
. 3-الأئمة في قريش
-4-أوراق عرار السياسية
5-ترجمة رباعيات عمر الخيام.
شغل ولده وصفي مصطفى في التل منصب رئيس الوزاء في المملكة الأردنية الهاشمية خلال السبعينيات من القرن العشرين وولده الاخر سعيد التل الذي شغل منصب نائباً لرئيس الوزاء في خلال التسعينات .
واختم بحثي بهذه الابيات :
اطو الصحيفة واتئد بعتابي ودع المشيب إليك ينع شبابي
ظننت نصف القرن لعبة لاعب يلهو بحصب " دواحل " " وكعاب " ؟
أو" سيجة " ما انفك يعمر سوقها لهو الشّيوخ ومتعة الشّياب ؟
يا لعنة الخمسين قدك ، فإنّني ما زلت رغم ذكائه المتغابي
دنياي ما تنفك منتجع الهوى في كلّ نجعة صبوة وتصابي
فعلى الذي يرضاه ضلعك فاربعي وإذا استطعت فمزقيه حجابي
واستوضحي " وادي الشّتا وتلاعه لم أخطأت أصمى السّهام شعابي ؟
تنبيك أنّي لم أشح عن خطتي " سنتا "، وأنّ الحبّ ملء إهابي
والقلب ما ينفك رغمك خافقا بهوى المكحلة المطير صوابي
هي سنة الحبّ الذي زاولته زمنا ، وزاوله معي أصحابي
فأنا إذن ما زلت من كوخي على علاته سقما ، ونضو شراب
أسقى ، وأشربها ، وأن لم تسقني حسناء مثلك ، لا أسيغ شرابي
اميرالبيان العربي
د فالح نصيف الكيلاني
العراق ديالى - بلدروز
***********************
(عرار )
هو مصطفى وهبي بن صالح بن مصطفى بن يوسف بن ملحم التل
ولد مصطفى وهبي التل في مدينة ( اربد) من اعمال شرق الاردن وتقع شمال الاردن في يوم 14محرم سنة 1317هجرية – الخامس والعشرين من شهر مايو( ايار ) 1899 ميلادية.
وقد سمي (مصطفى) تيمنا باسم جده واضيفت اليه كلمة وهبي على الطريقة السائدة بين العائلات التركية انذاك وهي اضافة اسم إلى اسم الوليد الأصلي. وقد ورث شاعرنا عن والده حسا مرهفا وخاطرا متوقدا وذكاء خارقا وميلا إلى قول الشعر ونظمه.
تلقى تعليمه الابتدائي في( إربد ) مسقط راسهسافر إلى (دمشق) عام 1912، وواصل تعليمه في (مدرسة عنبر). وخلال دراسته شارك زملاءه في الحركات التي كانوا يقومون بها ضد الترك فنفي على إثر إحدى هذه الحركات إلى ( بيروت)
وفي رواية اخرى نفي إلى( حلب )وأكمل دراسته هناك ، حيث حصل على الشهادة الثانوية
عاد مصطفى إلى( اربد ) لقضاء العطلة الصيفية، وفي تلك الفترة نشبت بينه وبين والده خلافات حادة، مما جعل والده يحجم عن إعادته إلى (مدرسة عنبر) في (دمشق )، ويبقيه في( اربد ) ليعمل في مدرسة خاصة كان قد افتتحها والده آنذاك واسماها (المدرسة الصالحية العثمانية) و بقي مصطفى في (إربد.) وعمل في مدرسة والده مضطراً، واستمرت خلافاتهما واشتدت، فقرر مصطفى أن يترك (إربد)، فغادرها في 20/6/1917 بصحبة صديقه (محمد صبحي أبو غنيمة) قاصدين ( اسطنبول )، ولكنهما لم يبلغاها، حيث استقر مصطفى في (عربكير) حيث كان عمه (علي نيازي) قائممقاما فيها. في (عربكير ) عمل مصطفى وكيل معلم ثان لمحلة (اسكيشهر)، فعين بتاريخ 3/10/1918، واستقال منها في 9/3/1919.
ولكنه ما لبث أن عاد إلى (دمشق) مرة أخرى. فسافر إليها في مطلع العام الدراسي 1919-1920.ولكن عودته صادفت قيام حركات طلابية شارك فيها، بل كان مع بعض أصدقائه على رأسها، ما جعل السلطات تقرر نفيه إلى (حلب،) الا انها سمحت له بإكمال دراسته فيها، فسافر إليها في شباط 1920. ومكث فيها حتى الشهر السادس من عام 1920. حين غادرها بعد أن حصل على الشهادة الثانوية من (المدرسة السلطانية).وفي أثناء دراسته تعلم اللغة – التركية وهي اللغة الرسمية حينذاك، ثم تعلم الفارسية،وفي احدى قصائده يصف حاله فيقول:
هواك ظننته لعبة حبّك خلته كذبه
وقلبي كنت أحسبه قضى واويلتا نحبه
وأحلامي وآمالي وأيام الهوى العذبه
وتذكارات آمالي قضت في جملة الحسبة
كفرت بكل عاطفة لها بمبادئي نسبة
ورحت أظنّ أنّ الجري في حلب الهوى سبّة
وعشت لغير تطلاب ال علا والمجد لا أأبه
أبايع من يساومني على الترفيه بالنكبة
فمن سجن إلى منفى ومن منفى إلى غربة
ومن كرّ إلى فرّ ومن بلوى إلى رهبة
فبي من كلّ معركة أثرت عجاجها ندبة
تعالى الله والأردنّ لا بغداد و " والرّطبة
وفي أواخر العشرينات درس القانون معتمداً على نفسه، وتقدم للفحص الذي كانت تجريه وزارة العدل آنذاك فاجتازه،بنجاح وحصل على إجازة المحاماة في 3 شباط 1930.
ثم عين معلما في (مدرسة الكرك) ، ثم حاكما اداريا لثلاث مدن صغيرة في الأردن هي ( وادي السير والزرقاء والشوبك)
ثم انتقل الى (السلط ) بعد ان عين مدعي عام فيها ثم عين رئيسا للتشريفات في الديوان العالي ثم عين متصرفا مدعي عام للبلقاء ( السلط ) بقي فيها لمدة اربعة أشهر ثم عزل واقتيد إلى (سجن المحطة في (عمّان)
وبعد خروجه من السجن عمل بالمحاماة.
ثم عاد إلى وزارة المعارف فتسلم وظيفة (المفتش الأول) فيها ثم تركها .وحين تركها عُيّن ( رئيس تشريفات في الديوان العالي).ثم متصرفا للواء( البلقاء) ومكث في منصبه هذا أقل من أربعة أشهر إذ حيث عزل ثم،سجن في (سجن المحطة ) في(عمان ) حيث قضى قرابة سبعين يوماً.
مارس بعد خروجه من السجن في مارس ( اذار) من عام 1942 مهنة المحاماة في (عمان )حيث افتتح مكتباً خاصاً به. كان له صلات واسعة مع كثير من الشعراء المعاصرين له منهم احمد الكرمي ( ابو سلمى) وابراهيم ناجي وابراهيم طوقان واحمد الصافي النجفي وفؤاد وغيرهم كثير، حيث كانت تجتمع نخبة من الشعراء والأدباء، وتدور بينهم مساجلات ومعارضات شعرية.
،و كانت له صلة وثيقة ببلاط الملك عبد الله الاول بن الحسين بينهم مساجلات ومعارضات شعرية ويقول فيه :
أمنددا بأبي طلا ل ونهجه اللبق الرّشيد
ما أنت أول رائش أصماه سهم من جحود
فاهتف بما تقضي عليك به الغواية من قصيد
وانكر مآثره وته بالسبق في حلب الكنود
وانعم بما مشليك يغدقه عليك من النقود
حتى إذاصفرت يدا ك من الحجى ومن الرصيد
وحماسك الجعجاع أس فر عن مضاعفة القيود
وغدوت لا وطن ولا أمل بطارف أو تليد
فسل اليهود عن الألى باعوا بلادك لليهود
واستمرأوا انفاق قي متها على كاس وخود
منهم أكان العبدلي أبو طلال ابن الشهيد
يا من يعيرنا لمس عانا بتوسيع الحدود
وجهادنا لخلاص ما لم يشر من وطن الجدود
ليس البطولة ثورة رعناء بالأوطان تودي
لكنّها في دفعك ال أخطار بالرأيّ السديد
فأقعد فلست أخا العلا والمجد وانعم بالقعود "
ما زلت أعزل والعد وّ سلاحه حمر الحديد
.
وفي اليوم الرابع والعشرين من ايار ( مايو) 24/5/1949 توفي الشاعر مصطفى التل ( عرار ) في المستشفى الحكومي ب(عمّان)، ونقل جثمانه إلى اربد مسقط رأسه، حيث دفن في (تل إربد) حسبما جاء في وصيته.
كان يتقن التركية و الفرنسية والفارسية
ترك العديد من الأثار النثرية إلى جانب ديوانه الشعري اهمها مايلي :
1-عشيات وادي اليابس : ديوان شعر
. 2-بالرفاه والبنين - طلال - مشترك مع خليل نصر
. 3-الأئمة في قريش
-4-أوراق عرار السياسية
5-ترجمة رباعيات عمر الخيام.
شغل ولده وصفي مصطفى في التل منصب رئيس الوزاء في المملكة الأردنية الهاشمية خلال السبعينيات من القرن العشرين وولده الاخر سعيد التل الذي شغل منصب نائباً لرئيس الوزاء في خلال التسعينات .
واختم بحثي بهذه الابيات :
اطو الصحيفة واتئد بعتابي ودع المشيب إليك ينع شبابي
ظننت نصف القرن لعبة لاعب يلهو بحصب " دواحل " " وكعاب " ؟
أو" سيجة " ما انفك يعمر سوقها لهو الشّيوخ ومتعة الشّياب ؟
يا لعنة الخمسين قدك ، فإنّني ما زلت رغم ذكائه المتغابي
دنياي ما تنفك منتجع الهوى في كلّ نجعة صبوة وتصابي
فعلى الذي يرضاه ضلعك فاربعي وإذا استطعت فمزقيه حجابي
واستوضحي " وادي الشّتا وتلاعه لم أخطأت أصمى السّهام شعابي ؟
تنبيك أنّي لم أشح عن خطتي " سنتا "، وأنّ الحبّ ملء إهابي
والقلب ما ينفك رغمك خافقا بهوى المكحلة المطير صوابي
هي سنة الحبّ الذي زاولته زمنا ، وزاوله معي أصحابي
فأنا إذن ما زلت من كوخي على علاته سقما ، ونضو شراب
أسقى ، وأشربها ، وأن لم تسقني حسناء مثلك ، لا أسيغ شرابي
اميرالبيان العربي
د فالح نصيف الكيلاني
العراق ديالى - بلدروز
***********************