عبد الرحيم البرعي
بقلم- فالح الحجية
هو عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني ومن العصر الرسولي وكني ( البرعي ) نسبة الى جبل ( برع ) وهو جبل من جبال تهامة من ما يلي اليمن .
ولد و نشأ وعاش في قرية تسمى ( النيابتين ) في ذلك الجبل وهي تابعة لمحافظة الحديدة اليوم من بلاد اليمن .و كان يقطن منطقة ( برع ) بطن من بطون حمير و ينسب إليه رجال اغلبهم من أهل القرنين الثامن والتاسع منهم علي بن أبي شيخ القراء باليمن في زمن الجزري ولم اعثر على تاريخ محدد لمولد الشاعر عبد الرحيم البرعي ولا طفولته ومنشأه وليس لدينا أي خبر عن حياته . وانما ذكر انه ولد وعاش في تلك المنطقة و أنه قد أفتى ودرّس ويتضح من خلال دراستي لشعره انه كان على قدر رفيع في اللغة والادب والثقافة وتاريخ السيرة النبوية وأنه كان ميالا إلى منهج التصوف
في الاسلام وقد تتلمذ على يد الشيخ ( همر بن محمد العُرابي ) ومدحه والشيخ العرابي هو من أصحاب الخرقة ومن السائحيين الذين يعتقد فيهم الكرامات. الا أن البرعي لم يكن من أهل السياحة بل لم يكن يحتمل النأي عن وطنه وبنيه الذين كان شديد العطف عليهم ولعله لم يكن مقترا عليهم او مفارقا لهم طيلة حياته . ومن ابتهالاته في الله تعالى و مدائحه في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول:
مالي معَ اللهِ فيِ الدارينِ منْ سببٍ
إلاَّ الشهادة َ أخفيها وأبديها
وسيلة ٌ لي عندَ اللهِ خالصة
ٌ عن ْ كلِّ مالاَ يؤديها أؤديها
تجارة ٌ أشتريها غيرَ بائرة ٍ
تضاعفُ الربحَ أضعافاً لشاريها
دلالها المصطفى َ واللهُ بائعها
ممنْ يحبُّ وجبريلٌ مناديها
وممن مدحهم من أهل الفضل والرياسة بنو مكد ش وهم بطن من بطون ( السمالعة ) باليمن منهم الفقيه الإمام( محمد بنه ) وكذلك أفاضل العلماء دون الأغنياء والعظماء.
وكان اغلب جلسائه واصدقائه من ذوي الفضل وكان يأنف من مجالسة الأمراء ويتعفف عنها . لذا كان اغلب ممدوحيه من أفاضل العلماء والادباء ممن كانوا يضاهون الأغنياء في ثرائهم مثل (إسماعيل المكدس) المتوفى سنة \778 هجرية وولده (عمر) صاحب العلم والجاه و المتوفى سنة \840 هجرية وقد قال فيهم الزبيدي بانهم بيت العلم الرياسة في بلادهم. ومدح الشريف حسين الأهدل وهو أحد رجال بني علي الأهدل وأن له مقاما عظيما ببلدته وذرية صالحة. و شرفاء من أهل المراوعة وزبيد مدحهم البرعي .من قصيده في المدح النبوي :
يا راحلين الى منى بقيادي
هيجتموا يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
الشوق اقلقني وصوت الحادي
فاذا وصلتم سالمين فبلغوا
منّي السلام الى النبي الهادي
يا رب انت وصلتهم وقطعتني
فبحقهم يا رب فك قيادي
بالله يا زوا ر قبر محمد
من كان منكم رائحا او غادي
فأبلغ المختار الف تحية
من عاشق متفتت الاكباد
قولوا له حب الرسول متيم
ومفارق الاحباب والاولاد
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما سار ركب او ترنم حادي
توفي الشيخ عبد الرحيم ب( برع ) بين بنيه وذويه ولم تعرف سنة وفاته بالضبط فقيل في عام \ 803 هجرية – الموافق لسنة \ 1400 ميلادية كما ذكرها صاحب الاعلام ( خير الدين الزركلي) وذكر ان للبرعي مقاما كريما بين بنيه وذويه وكان له منهم ذرية صالحة وسكنة منطقته.
ويقول في المديح ايضا :
جو امعُ الخيرِ في الدارينِ تابعة ٌ
لطاعة ِ اللهِ فالزمْ طاعة َ اللهٍِ
والشرُّ أجمعهُ في تركِ طاعتهِ
فاخضعْ ذليلاً لعزِّ الآمر الناهي
وكيفَ يأمنُ في الدارينِ شرهما
منْ لمْ يكنْ طائعاً للآمرِ الناهي
كمْ منْ فقيرٍ حقيرٍ ذي مراقبة ٍ
أحظُّ في الحشرِ منْ ذي المالِ والجاهِ
هلْ في كتابٍ مضى أو سنة ٍ سلفتْ
عزٌّ لعبدٍ على عصيانهِ لاهي
فاسلكْ سبيلَ كتابِ اللهِ ممتثلاً
وسنة َ الملة ِ الزهرا نعما هي
يتميز شعره بان اغلبه في الابتهالات والمدائح النبوية ويمثل درجة عالية من الابداع والفن الشعري حتى انتشر شعره في كثير من المناطق القريبة والبعيدة حتى قيل انه انتشر في موريتانيا ولا يزال المداحون والمطربون يتغنون في قصائده
الا ان بعض الاخرين من الناس من يتصور ان له غلوا في شعره ومخالفات عقائدية ومن افضل قصائده واشهرها قصيدته التي مطلعها :
قلْ للمطيِّ اللواتي طالَ مسراها
منْ بعدِ تقبيلِ يمناها ويسراها
فهو اذن من الشعراء المتصوفة المولعين في شعر المدائح والابتهالات وهو حتى في حالة مدحه للناس كان ملتزما .
ومن شعره هذه الابيات :
أغيب وذو اللطائف لا يغيب و أرجوه رجاءً لا يخيب
و أسأله السلامة من زمان بليت به نوائبه تُشيب
و أنزل حاجتي في كل حال إلى من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر طوته عن المشاهدة الغيوب
وكم في الغيب من تيسير عسر ومن تفريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفيّ ومن فرج تزول به الكروب
ومن لي غير باب الله باب ولا مولى سواه ولا حبيب
كريمٌ منعمٌ برٌ لطيفٌ جميلُ الستر للداعي مُجيب
حليم لا يعاجل بالخطايا رحيمٌ غيثُ رحمته يصوب
فيا ملك الملوك أقل عثاري فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي ولكن ليس غيرك لي طبيب
فآمن روعتي وأكبت حسودا فإن النائبات لها نيوب
وءانسنى بأولادي وأهلي فقد يستوحش الرجل الغريب
ولي شجن بأطفال صغار أكاد إذا ذكرتهم أذوب
ولكني نبذت زمام أمري لمن تدبيره فينا عجيب
هو الرحمن حولي وإعتصامي به و إليه مبتهلا أتيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي فهل يا سيدي فرج قريب
فيا ديان يوم الدين فرِّج هموما فى الفؤاد لها دبيب
وصِلْ حبلي بحبل رضاك وأنظر إلي وتُب علي عسى أتوب
وراع حمايتي وتولَّ نصري وشُدّ عراي إن عرت الخطوب
وألهمني لذكرك طول عمري فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقُلْ عبد الرحيم ومن يليه لهم في ريف رأفتنا نصيب
فظني فيك يا سندي جميل ومرعى ذود آمالي خصيب
وصلِّ على النبي وآله ما ترنّم في الأراك العندليب
أغيب وذو اللطائف لا يغيب و أرجوه رجاءً لا يخيب
و أسأله السلامة من زمان بليت به نوائبه تُشيب
و أنزل حاجتي في كل حال إلى من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر طوته عن المشاهدة الغيوب
وكم في الغيب من تيسير عسر ومن تفريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفيّ ومن فرج تزول به الكروب
ومن لي غير باب الله باب ولا مولى سواه ولا حبيب
كريمٌ منعمٌ برٌ لطيفٌ جميلُ الستر للداعي مُجيب
حليم لا يعاجل بالخطايا رحيمٌ غيثُ رحمته يصوب
فيا ملك الملوك أقل عثاري فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي ولكن ليس غيرك لي طبيب
فآمن روعتي وأكبت حسودا فإن النائبات لها نيوب
وءانسنى بأولادي وأهلي فقد يستوحش الرجل الغريب
ولي شجن بأطفال صغار أكاد إذا ذكرتهم أذوب
ولكني نبذت زمام أمري لمن تدبيره فينا عجيب
هو الرحمن حولي وإعتصامي به و إليه مبتهلا أتيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي فهل يا سيدي فرج قريب
فيا ديان يوم الدين فرِّج هموما فى الفؤاد لها دبيب
وصِلْ حبلي بحبل رضاك وأنظر إلي وتُب علي عسى أتوب
وراع حمايتي وتولَّ نصري وشُدّ عراي إن عرت الخطوب
وألهمني لذكرك طول عمري فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقُلْ عبد الرحيم ومن يليه لهم في ريف رأفتنا نصيب
فظني فيك يا سندي جميل ومرعى ذود آمالي خصيب
وصلِّ على النبي وآله ما ترنّم في الأراك العندليب
اميرالبيان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز
**************************