شذرات من السيرة النبوية المعطرة
41
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله:
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتكف في رمضان من السنة العاشرة للهجرة المباركة عشرين يوما وفي هذه المدة كان ياتيه جبريل عليه السلام من السماء ليعارضه في القران الكريم كان النبي يقرأ وجبريل يستمع وكان معارضته للقران الكريم مرتين فتاكد من حفظه للقران الكريم بجملته دون نقص حرف واحد
عاد النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة من حجة الوداع يسبح بحمد ربه ويحمده على ما انعم الله عليه في هذه الحجة المباركة بين ظهراني المسلمين وهم يحيطون به من كل صوب من يوم خروجه من المدينة حتى رجوعه لها وفي ما رآه من دخول الناس في دين الله افواجا. وفي نجاح دعوته الى الاسلام دين الحضارة والرقي الديني .
وبعد ان استقر واستراح من عناء السفر . واستقرت احوال المدينة وما حولها وبسط الامن والامان في الجزيرة العربية . امرالنبي صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم في الشام وكان ذلك في يوم الاثنين السادس والعشرين من صفر سنة احدى وعشرة للهجرة المباركة .
ولما كان صبيحة يو م الثلاثاء السابع والعشرين منه دعا النبي صلى الله عليه وسلم اسمة بن زيد وامره بالمسير الى الموضع الذي قتل فيه اباه زيد بن حارثة وجعفر بن عقيل بين ابي طالب وعبد الله بن رواحة الى موقع معركة( مؤتة) و امره ان يوطئ الخيل تخوم (البلقاء) و(الدوارم ) من ارض فلسطين فتجهز لذلك وتجهز الناس من المهاجرين والانصار وبقية المسلمين حبا للجهاد في سبيل الله .
ثم استبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في بعث اسامة بن زيد حيث مرض النبي صلى الله عليه وسلم الا انه خرج معصبا راسه وجلس على المنبر في المسجد النبوي – وكان المنافقون قد قالوا الكثير في امارة اسامة منها انه صلى الله عليه وسلم امر حدثا وفضله على كثير من ابطال وفرسان المهاجرين والانصار. مما جعل رسو الله صلى الله عليه وسلم يغضب شديدا فاضطر الى عصب راسه – وكان قد بدء المرض به_ فصعد المنبر وحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال :
-( ايها الناس انفذوا بعث اسامة فلئن طعنتم في امارته فقد طعنتم في امارة ابيه
وايم الله كان خليقا للامار ة وان ابنه من بعده لخليق للامار ة وان كان ابوه لمن احب الناس الي وان هذا احب الناي الي من بعده )
ثم نزل فانكمش الناس في جهازهم فاشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم الوجع في مرضه الا ان اسامة بن زيد خرج بجيشه فعسكر ب(الجرف ) على بعد ثلاثة اميال من المدينة وتتاءم الناس اي تلاحقوا للانضمام الى الجيش
الا ان الاخبار عن صحة النبي صلى الله عليه وسلم اقلقت القائد الشاب فتريث في السفر منتظرا ما تؤول له حالة النبي صلى الله عليه وسلم الصحية ثم وصله امر قضاء الله وقدره في وفا ة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فتوقف . وكانت هذه اخر الغزوات المحسوبة على حياة النبي صلى الله عليه وسلم
************************************************