اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

شذرات من السيرة النبوية المعطرة 30 - بقلم فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin


شذرات من السير ة النبوية المعطرة

30

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد ان عاد النبي صلى الله عليه وسلم من عمرة القضاء والتي اعتمرها في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة المباركة جهز جيشا الى (مؤتة) ومؤته ماء وقرية قرب البلقاء في الشام .
ولو رجعنا الى الحلقة السابعة والعشرين من هذه الشذرات لوجدنا ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل كتبا ورسائل الى ملوك وامراء البلدان المجاورة ومن جملتهم عظيم بصرى فقد ارسل اليه كتابا وا وفد فيه الحارث بن عمير فقتله شرحبيل بن عمرو الغساني وكان هذا بمثابة اعلان حرب على المسلمين .
وبغية الرد على هذه السابقة التي لم يسبق مثلها فقد جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشا قوامه ثلاثة الاف مقاتل بقيادة زيد بن حارثة واوصاهم انه لو قتل زيد فالقائد يكون جعفر بن ابي طالب وان قتل جعفر ايضا فالقائد عبد الله بن ابي رواحة الشاعرالمعروف .
وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء الجيش ابيضا حمله زيد بن حارثة . واوصاهم ان ياتوا مكان استشهاد الحارث بن عمير فيدعوهم الى الاسلام فان ابوا فحق قتالهم وقال لهم :
( اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله ولاتغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امراة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقطعوا نخلا ولا شجرة ولا تهدموا بناءا ) وهذه وصية من الله ورسوله الى جيوش المسلمين عامة وفيها الخلق الانساني العظيم مالم يكن له مثيل . ثم جمع الجيش وشيّعه الى ( ثنية الوداع) ثم رجع وفي هذا يقول الشاعر عبد الله بن ابي رواحة :

لكنني اسال الرحمن مغفرة
وضربة ذات فرع تقذف الزبدا

او طعنة بيدي حران مجهزة
بحربة تنفذ الاحشاء والكبدا

حتى يقال اذا مروا على جدثي
يارشد الله من غاز وقد رشدا

فكان كما اراد
سار الجيش شمالا حتى وصل ( معان ) بجنوب الاردن فاخبروا ان هرقل نزل بجيشه في موقع اسمه ( مآب ) قرب البلقاء ومقداره مائة الف فارس وانضم اليه من العرب مائة اخرى من لخم وجذام وبلي وغيرهم من قبائل العرب فكان جيش الاعداء مائتي مقاتل مقابل جيش المسلمين ثلاثة الاف مقاتل . فتشاور القادة بينهم وهموا ان يكتبون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون منه ايمدهم بالمدد ام يقدمون على الحرب ؟؟
فشجعهم عبد الله بن ابي رواحة بان الذي يكرهونه هو الشهادة وهو الذي خرجوا يطلبونه ويبغونه في كل المعارك في سبيل الله ونصرة الاسلام وقال لهم :
- نحن ما خرجنا نقاتل بعدد ولا بعدة ولا بقوة ولا بكثرة انما نقاتل بهذا الدين الذي اكرمنا الله به . فاما الظهور واما الشهادة .
فقالوا : صدق ابن ابي رواحة.
فتقدموا للقتال ونزلوا بمؤتة وتعبؤوا متهيئين للقتال والاستشهاد جميعهم ولقيهم جيش الاعداء الجرار بتخوم البلقاء .
وكان في هذه المعركة عجائب رحمة الله بالمؤمنين وكان قتال المسلمين في هذه المعركة من العجائب في تاريخ البشرية والا فكيف يقاتل ثلاثة الاف مقاتل مائتي الف اي بزيادة مائة وسبعه وتسعين الف مقاتل بمعادلة حسابية بسيطة يكون على كل مقاتل مسلم ان يقاتل ( 667 ) فقاتلا من الكفار وهذا مالا يدركه العقل الواعي . ودار معركة عظيمة عجيبة لم يشهد تاريخ البشرية مثلها فقد كان جيش الروم بهذا العدد الهائل مدججا بالسلاح ويهجمون طوال النهار على المسلمين الذين هم اقل منهم سلاحا وعدة وعددا فقد الروم كثيرا من ابطالهم.
كانت راية المسلمين بيد زيد بن حارثة فقاتل وقاتل وقاتل حتى استشهد في سبيل الله وكان عمره ثلاثة وثلاثين عاما فاخذ الراية جعفر بن ابي طالب فقاتل وقاتل حتى اذا ارهقه التعب حتى اقتحم عن فرسه الشقراء فعقرها ثم قاتل قتالا مستميتا حتى قطعت يمينه فتناول الراية بشماله حتى اذا قطعت شماله احتضنها بعضديه فابقاها خفاقة عالية حتى خر صريعا وبه بضع وتسعون جرحا مابين رمية وطعنة فتناولها عبد الله بن رواحة فاخذ الراية وتقدم نحو جيش الروم وهو يرتجز او ينشد يخاطب نفسه :

اقسم بالله لتزلنه
ولتنزلنه او لتكرهنه
ياظالما قد كنت مطمئنة
ان اجلب الناس وشدوا الرنة
مالى اراك تكرهين الجنة

وكذلك قال ايضا :
يانفس ان لم تقتلي تموتي
هذا حمام الموت قد صليت

وما تمنيت فقد اعطيت
ان تفعلي فعلهما هديت

فقاتل وقاتل حتى استشهد في سبيل الله وقال زيد بن ارقم وكان يتيما عند عبد الله بن ابي رواحة :
خرج بي عبد الله في سفره مردفي على حقيبة رحله فسمعته ينشد
شعرا فيقول :
اذا اديتني وحملت رحلي
مسيرة اربع بعد الحسام

فشأنك فانعمي وخلاك ذم
ولا ارجع الى اهلي ورائي

وجاء المسلمون وغادروني
بارض الشام مستنهي الثواء

وردك كل ذي نسب قريب
الى الرحمن منقطع الاخاء

هنالك لا ابالي طلع بعل
ولا نخل اسافلها ورائي

قال زيد بن الارقم : فبكيت فخفقني بالسوط وهو يقول لي:
- ماعليك يالكع ان يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل .


فتقدم ثابت بن الارقم وفتناول الراية لكي لا تسقط على الارض وقال
للمسلمين :
- اصطلحوا على رجل ..
اي اختاروا قائدا للمعركة من بينكم .
فاصطلح المسلمون على خالد بن الوليد فتقدم خالد وهو اهل لها فقاتل قتالا عجيبا شرسا منقطع نظيره حتى قيل تقطعت في يده تسعة سيوف وانتهى النهار .

ولما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمقتل القادة الثلاثة وانتقال القيادة الى خالد بن الوليد اسماه ( سيف الله المسلول ) فكني بها .
رجع في الليل الفريقان كل الى موضعه فلما اصبح الصباح رتب خالد جنده بغير الترتيب الذي كان عليه فجعل الميمنة ميسرة وجعل الساقة في المقدمة والمقدمة في الساقة والميسرة في الميمنة فظن الاعداء ان امدادا جاءت للمسلمين فداخلهم الخوف بل قذف الله تعالى الرعب في قلوبهم فلما بدء القتال وتمت مناوشة خفيفة بين الطرفين . بدأ خالد يتاخر فلم تتقدم الاعداء حيث ظنوا ان المسلمين تاخروا ليخدعوهم فالتمس المسلمون مؤتة ومكثوا يناوشون العدو سبعة ايام ثم تحاجز الفريقان وتوقف القتال.
اذ ان الروم ساورهم الظن او الشك ان المسلمين تتوالى عليهم الامدادات وانهم يكيدون بهم ليسحبوهم في قتالهم الى الصحراء وفيقتلونهم وبهذا رجحت كفة القتال للمسلمين وانتهت المعركة بهذا الاتجاه . خسر المسلمون اثناعشر مقاتلا وخسرالروم ما لا يعد فقد قتل منهم الكثير وكان ذلك في جمادى الاولى من السنة الثامنة للهجرة .

وفي جمادي الاخرة من السنة الثامنة للهجرة المباركة اي بعد شهر واحد على انتهاء معركة (مؤتة ) كان بعض القبائل العربية في الشام قد خانت عروبتها في معركة مؤتة فقاتلت بجانب الروم ضد ابناء عروبتهم واخوتهم العرب المسلمين لذا فقد راى النبي صلى الله عليه وسلم القيام بعمل جريء يكفهم عن نصرة الروم ويلزمهم نصرة العرب المسلمين والوقوف بجانبهم فارسل اليهم ثلاثمائة من الصحابة بقيادة عمرو بن العاص حيث ان ام ابيه ( جدته ) كانت من قبيلة بلي وهي احدى القبائل التي اشتركت بالقتال بجانب الروم ضد المسلمين العرب يدعوهم للاسلام اولا فان لم يسلموا فسيلقنهم درسا لن ينسوه فلما اصبح قريبا منهم اخبر انهم جمعوا جمعا كبيرا في منطقة تدعى( ذات السلاسل ) وهو موضع ماء يقع وراء( وادي القرى) فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقرر امداده بماءتي مقاتل من المهاجرين والانصار واوعز الى ابي عبيدة عامر بن الجراح قيادتهم فان يصل الى المعركة يكون عمرو بن العاص هو قائد الحملة وامام الجند في الصلاة فلما وصل اليهم هجم عليهم فولوا هاربين وتفرق جمعهم .

يتبع

فالح نصيف الحجية
الكيلاني


***************************************************

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى