الغزل في الفترة الراكدة
(المغولي والعثماني)
ان الشعر في القرن الاول لفترة حكم المغول كان جيدا قوي الاسلوب والسبك ويتميز با خيلة جيدة ففي هذه الفترة نضج الفكر العربي في الاداب والفنون وبما كانت عليه الحالة في العصر العباسي الثاني وفي كل امورالثقافة وآتت ثمارها الا ان اغلب الشعراء قتلوا
او تشردوا خوف القتل فاقفرت الحالة وانتكست الامور بخراب البلاد
لقد كتب الشعراء في هذا العصر في معظم أغراض الشعر العربي وأضافوا ما استجد في عصرهم من قضايا أخرى.
والشعر الغزلي غرض أكثر منه الشعراء في العصر المملوكي فأفردوه حيناً بقصائد مستقلة وجعلوه أحياناً في مطالع مدائحهم وقد كان هذا الغزل يطل برأسه من خلال العتاب والرضى والافتتان والشكوى تعبيراً عن المشاعر يحمل في طياته التقليد حيناً والتجديد أحياناً أخرى، وقد انطلق شعراء هذا العصر بغزلهم من مفاهيم جمالية تقليدية غالباً وتحدث الغزل عندهم عن:
آ- وصف محاسن الحبيب:
حيث شبّهوا وجهه بالبدر والشمس والشعر بالليل الاسود، ورحيق الثغر بالخمر، ونظرات العيون بالسهام والحواجب بالقسي، والقدّ بالرماح والصدغ بالعقرب. ومن ذلك ما قاله التلعفري:
لو تنعق الشمس قالت وهي صادقة . ما فيَّ فيها، وما فيَّ الذي فيها
هبني أماثلها نوراً وفرط سناً . من أين أملك معنى من معانيها
ب- وصف أحوال المحبين:
حيث جعلوا المحبّ يحزن بشوق وصبابة، وجعلوا المحبوبة قاسية ظالمة لا تلين، وجعلوا وصله أبعد من الثريا .
ج- الحديث عن الوشاة والرقباء:
ومتاعب وعثرات الحب حيث اتهموا العذا ل والوشاة بالبلادة، وجعلوا أعين الرقباء مخيفة نظارتها حاقدة وحاسدة، وذلك لينتهزوا الفرص و لينهلوا ما يطيب لهم.
د- الحديث عن الجمال التركي والمغولي والهندي والفارسي والإفرنجي والكردي والزنجي:
وتغيرت معايير الجمال من العيون النجلاء الحوراء إلى العيون الضيقة.
يقول ابن نباتة:
وحبيب إليّ يفعل فعال الأعداء بالأجداء
ضيق العين إن رنا واستمعنا وعناء تسمّع النجلاء
وأيضاً :
بهت العذول وقدر رأي ألحاظها
تركية تدع الحليم سفيهاً
فثنى الملام وقال دونك والأسى
هذي مضايق لست أدخل فيها
وكذلك وصفوا العيون الزرقاء كما في قول ابن نباته:
وأزرق العين يمضي حدّ مقلته
مثل السنان بقلب العاشق الحذر
قالت صبابة مشغوف بزرقتها
دعها سماويّة تمضي على قدر
هـ- الإعراض عن ذكر الأسماء التقليدية كليلى وزينب ورباب وسعدى وهند وأسماء إلى أسماء جديدة هي واقع الحال في ذلك العصر .
يقول ابن نباته:
على ضيّق العينين تسفح مقلتي
ويطربني لا زينب ورباب
فيارشأ الأتراك لاسرب عامر
فؤادي من سكني السكون خراب
و- الحديث عن زيارة طيف المحبوب وخياله في المنام واليقظة وفي ذلك يقول صفي الدين الحلّي:
ما بين طيفك والجفون تواعد
فيفي إذا خُيّرت أني راقد
إني لأطمع في الرُّقاد لأنه
شرده يصار به الغزال الشاردُ
ومن شعراء الغزل في هذين العهدين نختار منهم :