في سورة هو د
1
بسم الله الرحمن الرحيم
( وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ولئن قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحرمبين * ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ليقولن مايحبسه الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ماكانوا به يستهزؤن *)
الايتان \ 7و8
الحمد لله \
يثبت الله تعالى بالحقيقة الثابتة انه قد خلق السموات والارض اثباتا لقدرته العظيمة اذ خلقهما في ستة ايام وفي ذلك تبيان لعظيم شان الله تعالى وقوة عظمته في الخلق والابداع وليس هذه الايام الستة كاي ايام فليس كما يتوقع العلماء العارفون ان مدتها في كل يوم كالف سنة ما تعدون او مدتها الليل والنهار الحادثان من مدة دوران الفلك أي دوران الارض حول حول نفسها او حول الشمس( وكل في فلك يسبحون) فيتعاقب الليل والنهار حيث لم يكن الفلك موجودا وكذلك الدورة اليومية لم تكن موجودة لعدم وجود الفلك ولا حركتها ومقدارها لا نتفاء الحاجة اليها بسبب عدم الوجود بل هذه الايام الستة ايا م الخلق الاول التي فيها خلق الله تعالى السموات والارض وقدرفيها لكل شيء محسوس اوملموس جاذبيته التي تحفظه في مساراته عمن حوله وما يحيط به بل اقول ان الله تعالى خلق السموات والارض في ستة اطوار احدهم متمم للاخر مع قدرته العظيمة على خلقها في طرفة عين ( انما قولنا لشيء اذا اردنا ه ان نقول له كن فيكون) فالله تعالى لما اراد ان يخلق السموات والارض وكان الكون قبل خلقه لهما مغمورا بالماء احدث الله تعالى سخونة فيه فتصاعد من الماء بخارا يشبه الدخان فكان بداية الخلق وفي قوله تعالى كان عرشه على الماء أي ان عظمة الله تعالى وقدرته وسلطانه - قبل الخلق –ربما يكون مقصورا على الماء لعدم وجود خلق غيره
اما مايكون من عرش الرحمن كان على الماء –والله تعالى اعلم - هو اتصاله به أي بالماء لعدم وجود مانع يمنعه ولامخلوق اخر يكون حائلا بينه وبينه حيث ان لكل موجود جاذبية تجذبه الى ذاته – كما اسلفت - بحيث يحفظ نفسه بنفسه عما حوله ولا يحتاج الى شيء اخر لكي يكون فعلا الاعتماد عليه في الوجود سوى قدرة الله العظيمة سبحانه وتعالى وهذا ما يجعلنا نعتقد ونجزم بان عرش الرحمن والماء من اسبق ما خلق الله تعالى أي كانا موجودين قبل خلق السموات والارض وقد جاء في تفسير النيسابوري لهذه الاية ( جاء في اول توراة اليهود ان عرش الله قبل خلق السموات والارض كان على الماء فاحدث في ذلك الماء سخونة فارتفع زبد ودخان ) أي ان بداية الخلق احداث سخونة في الماء فكان البخار فتصاعد هذا البخار الى الاعلى فكانت السماء فالماء اذن اصل الاشياء وكل شيء خلقه الله تعالى من ماء والله تعالى اعلم
فالله تعالى خلق السموا ت والارض كما ذكر سبحانه وتعالى في ستة ايام وخلق فيها المخلوقات ومن بينها هذا الانسان الضعيف العجيب في خلقه وابداعه وقوته وخلق الله تعالى كل ما يحتاجه هذا الانسان من اسباب المعاش والبقاء الاانه جعل نسله من ماء مهين لكي لايتكبرولا يتجبر اذ خلق الله تعالى نفس الانسان وفيها مسحة من الكبر وحدها بالتعاليم الدينية والعقوبات المعنوية وليختبر هذ الانسان بما هيء له من هواجس التامل والتدبر والتفكر في قدرة الله العظيمة ووحدانيته فارسل الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين وكان خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله تعالى وسلم فارسله بما ارسل به النبيون من قبله وليبين للناس ان الله لا اله الا هو وحده لاشريك له و ان من بعد الموت حياة اخرى فيها يحاسب المرء على مافعل في حياته الاولى هذه وان الله تعالى سيجزيه على اعماله خيرا فخير وشرا فشر في يوم القيامة
فالكافرون سيقولون للحبيب المصطفى الذي دعاهم للايمان والاسلام وبين لهم ان هناك بعثا ونشورا وحسابا من بعد الموت ان هذا لسحر مبين واذا اخرالله تعالى عنهم العذاب - والله تعالى اعلم بما يفعلون – ما الذي اخرعنا العذاب فاين العذاب الذي تهددنا به كذبا يقولون ذلك في نبرةاولهجة فيها سخرية واستهزاء بين امعانا به ومبالغة في تكذيب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فاثبت الله تعالى لهم في القران الكريم ان هذا العذاب لامحالة واقع بهم وانه ليس مصروفا عنهم ولا يتمكنون من دفعه او تاجيله او رد ا ذا جاء هم فهو واقع ومحيط بهم هذا الذي كانوا به يستهزئون 0
*********************************
2
بسم الله الرحمن الرحيم
(من كان يريد الحياةالدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم لايبخسون * اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ماصنعوا وباطل ماكانوا يعملون *)
الايتان \ 15 و16
الحمد لله \
النا س صنفان صنف يريد الاخرة وسعى لها سعيها وهومؤمن وهم الذين انعم الله عليهم من الانبياء والشهداء والصديقين والمؤمنين
و صنف يريد الحيا ة الدنيا وملذاتها وزينتها في المال والولد والمتاع من قصور شامخات وخدم وحشم وابهة و تكابر على الاخرين وعلو وجاهة وتربع على الكراسي الحكومية و سيارات فا رهة وحدائق غناء ونساء يتمتع بهن وغيرها مما لايرضي الله تعالى ويغضبه 0فالفريق الاول ينعم هليهم بالجنة والنعيم الدائم والفريق الثاني الذين يريدون الياة الدنيا سيمتعون في حياتهم الدنيا ثم الله تعالى حكمعليهم ان ليس لهم في الاخرة الا النار وسيبطل كل كل عملوا فيجعله هباء منثورا فهم في يوم القيامة في جهنم خالدون
****************************
3
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ا لا لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة هم كافرون * اولئك لم يكونوا معجزين في الارض وما كان لهم من دون الله من اولياء يضاعف لهم العذاب وما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون* اولئك الذين خسروا انفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون * لاجرم انهم في الاخرة هو الاخسرون *)
الايتان \ 18 – 22
الحمد لله \
اظلم الظالمين واتعس خلق الله تعالى هم الذين ظلموا انفسهم فعملوا الاعمال السيئة في الحياةالدنيا فاغضبوا الله تعالى على انفسهم بما كسبوه لها ثم انهم من صفاتهم انهم اضافة الى ظلمهم انفسهم يظلمون الاخرين ويعملون على ضلالتهم باختلاقهم الكذب عليهم وعلىالله تعالى فلم يصدقوا بالانبياء ولم يؤمنو ابما جاؤوا به من دعوة الحق تعالى فهؤلاء يعرضون يوم القيامة على ربهم وتعرض اعمالهم فيحاسبون عليها ويشهد عليهم سمعهم وابصارهم وايديهم وارجلهم وجلودهم بما كانوا يكسبون فعليهم لعنةمن الله تاعالى يوم القيامة
فهؤلاء الظالمون انفسهم وظالمي الناس معهم ملعونون في يوم القيامة وهم مطرودون من رحمةالله التي وسعت كل شيء الا هؤلاء الذين يمنعون الناس من الايمان بالله تعالى والدخول في طاعته ويبغونها عوجا حتى سولت لهم انفسهم بان يحاربوا الله ورسوله ويقاومون كل دعوة الى الحق تعالى فالله تعالى لم يكن عاجزا على ان يعذبهم في حياتهم الدنيا بسبب غيهم وضلالهم فيها فهم في قبضة الله تعالى وحكمه فماهم بمعجزين في الارض وما كانوا منتصرين في الارض وما لهم من اولياء الا من امثالهم فهم وهم سواء في الاثم فكل قد حكم الله تعالى انهم كافرون حيث انهم قد خسروا انفسهم فا وردوها النار وكل فيها خالدون والحقيقة ان هؤلاء اخسرالناس واضلهم لانفسهم وللاخرين فهم في جهنم خالدون 0
**********************************
4
بسم الله الرحمن الرحيم
( وتلك عاد جحدوا بايات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد * واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة الا ان عادا كفروا ربهم الا بعدا لعاد قوم هود*)
الايتان 60 و61
الحمد لله \
عا د مملكة كبيرة وعظيمة كانت في منطقة الاحقاف من الجزيرة العربية وعاصمتها مدينة ا رم المشهورة والتي كانت توصف بجنة الله في الارض و كان اهلها يرفلون بالسعادة والنعيم والحياة المترفة فقد وصفهم الله تعالى ( كذبت عاد المرسلين * اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون * اني لكم رسول امين * فاتقوا الله واطيعون * وما اسالكم اجرا ان اجري الا على رب العالمين * اتبنون بكل ريع اية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * واذا بطشتم بطشتم جبارين * فاتقوا الله واطيعون * واتقوا الذي امدكم بما تعلمون * امدكم بانعام وبنين * وجنات وعيون *) سورة الشعراء الايات 123- 134 ( الم تر كيف فعل ربك بعاد * ارم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلا د ) الفجر الايات \ 6-8 فكفروا بأ نعم الله تعالى وجحدوا بدلائل الايما ن وعصوا رسله وخاصة رسولهم الذي ارسل اليهم - هود عليه السلام -- فلم يطيعوه واطاعوا ساداتهم وكبرائهم فاضلوهم عن سبيل الله فاتخذوا الغي سبيلا فغضب الله عليهم ولعنهم في الحياةالدنيا فاذاقهم العذاب الشديد بصاعقة احلت بهم وفي يوم القيامة سيكونون ملعونين ايضا ذلك انهم بربهم كانوا كافرين فابعدهم الله تعالى عن رحمته وجعل مصيرهم الى النار هي مثواهم وهم فيها خالدون
**************************************
5
بسم الله الرحمن الرحيم
( ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وملئه فاتبعوا امر فرعون وما امر فرعون برشيد* يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود * واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود *)
الايات \ 96 – 99
الحمد لله \
فرعون حاكم مصر ورئيسها وكل ملك يملك مصر في تلك الحقبة الزمنية يدعى بفرعون مصر وجماعة ملوكها هم الفراعنة الذين بنوا الاهرام فيهالاوالتي لاتزال شاخصة وتعد من معالم وعجائب الدنيا
وفرعون هذا ارسل الله تعالى اليه والى قومه بعد ان كفروا بانعم الله يدعوهم الى عبادةالله تعالى بدلا من عبادة فرعون والهته فارسله بالايات البينات التسع المذكورة في الفران الكريم وهي \ العصا واليد البيضاء و الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ونقص في الاموال والانفس 0
وفرعون يقدم قومه في الدنيا فيجرهم الى الضلال ويقدم قومه في الاخرة اويوم القيامة الى النار لانهم ملعونين في الاخرة حيث كاتوا على الكفر فعذبهم الله تعالى في الدنيا ولعنهم فيها ولعنهم في الاخرة فاوردهم الناراو ساقهم اليها وبئس الورد المورود
**********************************
6
بسم الله الرحمن الرحيم
وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد * ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وما نؤخره الا لاجل معدود * يوم يأ ت لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقي وسعيد * فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق* خالدين فيها مادامت السموات والارض الا ماشاء ربك ان ربك فعال لما يريد* واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض الاما شا ء ربك عطاء غير مجذوذ*)
الايات \ 103 – 108
الحمد لله \
الظالمون والكفار الذين لم يستجيبوا لدعوة الانبياء ويتعنتو ا بالكفر والضلال فان الله تعالى ياخذهم اخذ عزيز مقتدرهم وقراهم او مدنهم التي يسكنون فيها في تعذيب اليم وشديد وهم متلبسون بالظلم او الكفر والعناد والاستكبار والتعنت فانه تعالى اخذه مؤلم وموجع شديد الوجع والوقع عليهم وفيه قسوة ومرارة حادة وفي هذا العذاب عبرة للامم الاخرى ولمن خاف وارتجف خوفا من يوم القيامة الذي سيحل بالخلق فانه تعالى قثادر على تعذيبهم العذاب الاليم حيث سيجمع الله تعالى في هذا اليوم المشهود الذي اذا جاء موعده لايؤخر وعلمه عند الله تعالى فقد جميع الناس المؤمنون والكافرون والمنافقون والمشركون ثم يحاسبهم كل بقدر عمله وماقدم من عمل .
وفي هذا اليوم العصيب لايجرؤ الانسان ان ينطق ببنت شفة مهما
كانت منزلته ومكانته الا باذن الله تعالى وينقسم الناس صنفين لينالوا جزاء ما فعل كل فريق منهم
فان كان عمله شرا حرم عليه الجنة وحشره الى جهنم وبئس المصير الذي ينتظره اذ يعذبه في نار جهنم عذابا شديدا
وان خيرا فان الله تعالى اعد لعباده الذين أصطفى السعادة الابدية ثوابا منه لهم وجزاءا لما عملوا من خير في الحياة الدنيا فاطمأنوا في الاخرة انهم في الجنة خالدين لايخرجون منها أبدا سعادتهم دائمة ومنازلهم رفيعة وقدسيتهم عالية وعطائهم دائم غير منقوص ثابت غير مقطوع .. لهم فيها نعيم مقيم . هؤلاء هم أصحاب الدرجات العلى وهم أصحاب الجنة .
*******************************
1
بسم الله الرحمن الرحيم
( وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ولئن قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحرمبين * ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ليقولن مايحبسه الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ماكانوا به يستهزؤن *)
الايتان \ 7و8
الحمد لله \
يثبت الله تعالى بالحقيقة الثابتة انه قد خلق السموات والارض اثباتا لقدرته العظيمة اذ خلقهما في ستة ايام وفي ذلك تبيان لعظيم شان الله تعالى وقوة عظمته في الخلق والابداع وليس هذه الايام الستة كاي ايام فليس كما يتوقع العلماء العارفون ان مدتها في كل يوم كالف سنة ما تعدون او مدتها الليل والنهار الحادثان من مدة دوران الفلك أي دوران الارض حول حول نفسها او حول الشمس( وكل في فلك يسبحون) فيتعاقب الليل والنهار حيث لم يكن الفلك موجودا وكذلك الدورة اليومية لم تكن موجودة لعدم وجود الفلك ولا حركتها ومقدارها لا نتفاء الحاجة اليها بسبب عدم الوجود بل هذه الايام الستة ايا م الخلق الاول التي فيها خلق الله تعالى السموات والارض وقدرفيها لكل شيء محسوس اوملموس جاذبيته التي تحفظه في مساراته عمن حوله وما يحيط به بل اقول ان الله تعالى خلق السموات والارض في ستة اطوار احدهم متمم للاخر مع قدرته العظيمة على خلقها في طرفة عين ( انما قولنا لشيء اذا اردنا ه ان نقول له كن فيكون) فالله تعالى لما اراد ان يخلق السموات والارض وكان الكون قبل خلقه لهما مغمورا بالماء احدث الله تعالى سخونة فيه فتصاعد من الماء بخارا يشبه الدخان فكان بداية الخلق وفي قوله تعالى كان عرشه على الماء أي ان عظمة الله تعالى وقدرته وسلطانه - قبل الخلق –ربما يكون مقصورا على الماء لعدم وجود خلق غيره
اما مايكون من عرش الرحمن كان على الماء –والله تعالى اعلم - هو اتصاله به أي بالماء لعدم وجود مانع يمنعه ولامخلوق اخر يكون حائلا بينه وبينه حيث ان لكل موجود جاذبية تجذبه الى ذاته – كما اسلفت - بحيث يحفظ نفسه بنفسه عما حوله ولا يحتاج الى شيء اخر لكي يكون فعلا الاعتماد عليه في الوجود سوى قدرة الله العظيمة سبحانه وتعالى وهذا ما يجعلنا نعتقد ونجزم بان عرش الرحمن والماء من اسبق ما خلق الله تعالى أي كانا موجودين قبل خلق السموات والارض وقد جاء في تفسير النيسابوري لهذه الاية ( جاء في اول توراة اليهود ان عرش الله قبل خلق السموات والارض كان على الماء فاحدث في ذلك الماء سخونة فارتفع زبد ودخان ) أي ان بداية الخلق احداث سخونة في الماء فكان البخار فتصاعد هذا البخار الى الاعلى فكانت السماء فالماء اذن اصل الاشياء وكل شيء خلقه الله تعالى من ماء والله تعالى اعلم
فالله تعالى خلق السموا ت والارض كما ذكر سبحانه وتعالى في ستة ايام وخلق فيها المخلوقات ومن بينها هذا الانسان الضعيف العجيب في خلقه وابداعه وقوته وخلق الله تعالى كل ما يحتاجه هذا الانسان من اسباب المعاش والبقاء الاانه جعل نسله من ماء مهين لكي لايتكبرولا يتجبر اذ خلق الله تعالى نفس الانسان وفيها مسحة من الكبر وحدها بالتعاليم الدينية والعقوبات المعنوية وليختبر هذ الانسان بما هيء له من هواجس التامل والتدبر والتفكر في قدرة الله العظيمة ووحدانيته فارسل الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين وكان خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله تعالى وسلم فارسله بما ارسل به النبيون من قبله وليبين للناس ان الله لا اله الا هو وحده لاشريك له و ان من بعد الموت حياة اخرى فيها يحاسب المرء على مافعل في حياته الاولى هذه وان الله تعالى سيجزيه على اعماله خيرا فخير وشرا فشر في يوم القيامة
فالكافرون سيقولون للحبيب المصطفى الذي دعاهم للايمان والاسلام وبين لهم ان هناك بعثا ونشورا وحسابا من بعد الموت ان هذا لسحر مبين واذا اخرالله تعالى عنهم العذاب - والله تعالى اعلم بما يفعلون – ما الذي اخرعنا العذاب فاين العذاب الذي تهددنا به كذبا يقولون ذلك في نبرةاولهجة فيها سخرية واستهزاء بين امعانا به ومبالغة في تكذيب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فاثبت الله تعالى لهم في القران الكريم ان هذا العذاب لامحالة واقع بهم وانه ليس مصروفا عنهم ولا يتمكنون من دفعه او تاجيله او رد ا ذا جاء هم فهو واقع ومحيط بهم هذا الذي كانوا به يستهزئون 0
*********************************
2
بسم الله الرحمن الرحيم
(من كان يريد الحياةالدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم لايبخسون * اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ماصنعوا وباطل ماكانوا يعملون *)
الايتان \ 15 و16
الحمد لله \
النا س صنفان صنف يريد الاخرة وسعى لها سعيها وهومؤمن وهم الذين انعم الله عليهم من الانبياء والشهداء والصديقين والمؤمنين
و صنف يريد الحيا ة الدنيا وملذاتها وزينتها في المال والولد والمتاع من قصور شامخات وخدم وحشم وابهة و تكابر على الاخرين وعلو وجاهة وتربع على الكراسي الحكومية و سيارات فا رهة وحدائق غناء ونساء يتمتع بهن وغيرها مما لايرضي الله تعالى ويغضبه 0فالفريق الاول ينعم هليهم بالجنة والنعيم الدائم والفريق الثاني الذين يريدون الياة الدنيا سيمتعون في حياتهم الدنيا ثم الله تعالى حكمعليهم ان ليس لهم في الاخرة الا النار وسيبطل كل كل عملوا فيجعله هباء منثورا فهم في يوم القيامة في جهنم خالدون
****************************
3
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ا لا لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة هم كافرون * اولئك لم يكونوا معجزين في الارض وما كان لهم من دون الله من اولياء يضاعف لهم العذاب وما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون* اولئك الذين خسروا انفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون * لاجرم انهم في الاخرة هو الاخسرون *)
الايتان \ 18 – 22
الحمد لله \
اظلم الظالمين واتعس خلق الله تعالى هم الذين ظلموا انفسهم فعملوا الاعمال السيئة في الحياةالدنيا فاغضبوا الله تعالى على انفسهم بما كسبوه لها ثم انهم من صفاتهم انهم اضافة الى ظلمهم انفسهم يظلمون الاخرين ويعملون على ضلالتهم باختلاقهم الكذب عليهم وعلىالله تعالى فلم يصدقوا بالانبياء ولم يؤمنو ابما جاؤوا به من دعوة الحق تعالى فهؤلاء يعرضون يوم القيامة على ربهم وتعرض اعمالهم فيحاسبون عليها ويشهد عليهم سمعهم وابصارهم وايديهم وارجلهم وجلودهم بما كانوا يكسبون فعليهم لعنةمن الله تاعالى يوم القيامة
فهؤلاء الظالمون انفسهم وظالمي الناس معهم ملعونون في يوم القيامة وهم مطرودون من رحمةالله التي وسعت كل شيء الا هؤلاء الذين يمنعون الناس من الايمان بالله تعالى والدخول في طاعته ويبغونها عوجا حتى سولت لهم انفسهم بان يحاربوا الله ورسوله ويقاومون كل دعوة الى الحق تعالى فالله تعالى لم يكن عاجزا على ان يعذبهم في حياتهم الدنيا بسبب غيهم وضلالهم فيها فهم في قبضة الله تعالى وحكمه فماهم بمعجزين في الارض وما كانوا منتصرين في الارض وما لهم من اولياء الا من امثالهم فهم وهم سواء في الاثم فكل قد حكم الله تعالى انهم كافرون حيث انهم قد خسروا انفسهم فا وردوها النار وكل فيها خالدون والحقيقة ان هؤلاء اخسرالناس واضلهم لانفسهم وللاخرين فهم في جهنم خالدون 0
**********************************
4
بسم الله الرحمن الرحيم
( وتلك عاد جحدوا بايات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد * واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة الا ان عادا كفروا ربهم الا بعدا لعاد قوم هود*)
الايتان 60 و61
الحمد لله \
عا د مملكة كبيرة وعظيمة كانت في منطقة الاحقاف من الجزيرة العربية وعاصمتها مدينة ا رم المشهورة والتي كانت توصف بجنة الله في الارض و كان اهلها يرفلون بالسعادة والنعيم والحياة المترفة فقد وصفهم الله تعالى ( كذبت عاد المرسلين * اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون * اني لكم رسول امين * فاتقوا الله واطيعون * وما اسالكم اجرا ان اجري الا على رب العالمين * اتبنون بكل ريع اية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * واذا بطشتم بطشتم جبارين * فاتقوا الله واطيعون * واتقوا الذي امدكم بما تعلمون * امدكم بانعام وبنين * وجنات وعيون *) سورة الشعراء الايات 123- 134 ( الم تر كيف فعل ربك بعاد * ارم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلا د ) الفجر الايات \ 6-8 فكفروا بأ نعم الله تعالى وجحدوا بدلائل الايما ن وعصوا رسله وخاصة رسولهم الذي ارسل اليهم - هود عليه السلام -- فلم يطيعوه واطاعوا ساداتهم وكبرائهم فاضلوهم عن سبيل الله فاتخذوا الغي سبيلا فغضب الله عليهم ولعنهم في الحياةالدنيا فاذاقهم العذاب الشديد بصاعقة احلت بهم وفي يوم القيامة سيكونون ملعونين ايضا ذلك انهم بربهم كانوا كافرين فابعدهم الله تعالى عن رحمته وجعل مصيرهم الى النار هي مثواهم وهم فيها خالدون
**************************************
5
بسم الله الرحمن الرحيم
( ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وملئه فاتبعوا امر فرعون وما امر فرعون برشيد* يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود * واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود *)
الايات \ 96 – 99
الحمد لله \
فرعون حاكم مصر ورئيسها وكل ملك يملك مصر في تلك الحقبة الزمنية يدعى بفرعون مصر وجماعة ملوكها هم الفراعنة الذين بنوا الاهرام فيهالاوالتي لاتزال شاخصة وتعد من معالم وعجائب الدنيا
وفرعون هذا ارسل الله تعالى اليه والى قومه بعد ان كفروا بانعم الله يدعوهم الى عبادةالله تعالى بدلا من عبادة فرعون والهته فارسله بالايات البينات التسع المذكورة في الفران الكريم وهي \ العصا واليد البيضاء و الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ونقص في الاموال والانفس 0
وفرعون يقدم قومه في الدنيا فيجرهم الى الضلال ويقدم قومه في الاخرة اويوم القيامة الى النار لانهم ملعونين في الاخرة حيث كاتوا على الكفر فعذبهم الله تعالى في الدنيا ولعنهم فيها ولعنهم في الاخرة فاوردهم الناراو ساقهم اليها وبئس الورد المورود
**********************************
6
بسم الله الرحمن الرحيم
وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد * ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وما نؤخره الا لاجل معدود * يوم يأ ت لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقي وسعيد * فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق* خالدين فيها مادامت السموات والارض الا ماشاء ربك ان ربك فعال لما يريد* واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض الاما شا ء ربك عطاء غير مجذوذ*)
الايات \ 103 – 108
الحمد لله \
الظالمون والكفار الذين لم يستجيبوا لدعوة الانبياء ويتعنتو ا بالكفر والضلال فان الله تعالى ياخذهم اخذ عزيز مقتدرهم وقراهم او مدنهم التي يسكنون فيها في تعذيب اليم وشديد وهم متلبسون بالظلم او الكفر والعناد والاستكبار والتعنت فانه تعالى اخذه مؤلم وموجع شديد الوجع والوقع عليهم وفيه قسوة ومرارة حادة وفي هذا العذاب عبرة للامم الاخرى ولمن خاف وارتجف خوفا من يوم القيامة الذي سيحل بالخلق فانه تعالى قثادر على تعذيبهم العذاب الاليم حيث سيجمع الله تعالى في هذا اليوم المشهود الذي اذا جاء موعده لايؤخر وعلمه عند الله تعالى فقد جميع الناس المؤمنون والكافرون والمنافقون والمشركون ثم يحاسبهم كل بقدر عمله وماقدم من عمل .
وفي هذا اليوم العصيب لايجرؤ الانسان ان ينطق ببنت شفة مهما
كانت منزلته ومكانته الا باذن الله تعالى وينقسم الناس صنفين لينالوا جزاء ما فعل كل فريق منهم
فان كان عمله شرا حرم عليه الجنة وحشره الى جهنم وبئس المصير الذي ينتظره اذ يعذبه في نار جهنم عذابا شديدا
وان خيرا فان الله تعالى اعد لعباده الذين أصطفى السعادة الابدية ثوابا منه لهم وجزاءا لما عملوا من خير في الحياة الدنيا فاطمأنوا في الاخرة انهم في الجنة خالدين لايخرجون منها أبدا سعادتهم دائمة ومنازلهم رفيعة وقدسيتهم عالية وعطائهم دائم غير منقوص ثابت غير مقطوع .. لهم فيها نعيم مقيم . هؤلاء هم أصحاب الدرجات العلى وهم أصحاب الجنة .
*******************************