يوم القيامة في سورة ص
3
بسم الله الرحمن الرحيم
) هذا ذكر وان للمتقين لحسن مآب . *جنات عدن مفتحة لهم الابواب *. متكئين فيها يدععون فيها بفاكهة كثيرة وشراب * وعندهم قاصرات الطرف أتراب *. هذا ما توعدون ليوم الحساب *. ان هذا لرزقنا ماله من نفاد * هذا ما توعدون ليوم الحساب * ان هذا لرزقنا ماله من نفاد* هذا وان للطاغين لشر مآب * جهنم يصلونها فبئس المهاد* هذا فليذوقوه حميم وغساق * واخر من شكله ازواج * هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم انهم صالوا النار * قالوا بل انتم لا مرحبا بكم انتم قدمتموه لنا فبئس القرار* قالوا ربنا من قدم هذا فزده عذابا ضعفا في النار* )
سورة الايات\ 49-61
الحمد لله :
ذكر الله تعالى ا خبار عدد من الانبياء والمرسلين ثم اكد سبحانه وتعالى ان للمتقين من الناس لحسن مآب اي في يوم القيامة فان في رجوعهم الى الحياة في يوم النشور اغرض الحساب والرجوع الى الحياة في هذا اليو م وهو يوم البعث فلهم افضل مرجع واحسن موقع .
فقد اكد الله تعالى في كتابه العظيم ان المتقين يوم بعثهم من بعد الموت لاجل الحساب سيكون نصيبهم الجنة تفتح لهم ابوابها ليدخلوا منها اليها وقيل للجنة ثمانية ابواب ا وسعها وافضلها الريان كما اخبر الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم . وسيجدون فيها كل خير ونعيم ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولهم ايضا حور مقصورات في الخيام قاصرات اطرافهن على ازواجهن محبة لهم وشوقا لهم وان اعمارهن متقاربة عمر الصبا والشباب ولهم في الجنة ايضا انواع الفاكهة مختلفة انواعها واشكالها والوانها تسرالناظرين وتسعد الآكلين فتلتذذ انفسهم وهذا هو نصيبهم في يوم الحساب او في يوم القيامة لهم فيها مزيد فهنيئا لهم في رزق الله الذي لاينفد ولا ينقطع ولا ينتهي .
اما الظالمون والطغاة والجبابرة فلهم شر مآب و عودة في يوم القيامة فهم قد عصوا الله تعالى في حياتهم الدنيا وتمادوا في غيهم وعنادهم لذا ا وقعتهم افعالهم واعمالهم السيئة في العقاب والعذاب فمرجعهم الى جهنم فهي ملاذهم وفيها مسكنهم و مأواهم فأفرشتهم من نار فيصطلون فيها وتحترق اجسادهم فتتفرقع وتتقيح فيخرج من هذه الاجساد القيح والصديد وهو الغساق يسيل من اجسادهم ولكونهم كثيرون فيسيل منهم ومن افواج اخرى امثالهم فيشكل انهارا فيكون عذابا اخر لهم و يذوقون صنوفا من العذاب اخرى فيقال لرؤوسهم وهم مساقون الى جهنم وهؤلاء جماعات اخرى مساقة الى جهنم تعذب مثل هذا العذاب فقد ضلوا عن الطريق السوي وانقادوا الى الكافرين وساروا بركابهم في حياتهم الدنيا فهم تبعا لهم فهم في العذاب مشتركون. فيرد هؤلاء الزعماء متبرمين بهذه الافواج القادمة الى جهنم قائلين : لامرحبا بهم انهم يذقون العذاب مثلنا وكان الضعفاء لا يتمكنون من الرد عليهم في الدنيا لهوانهم فيها وانصياعهم لاوامرهم فهم اتباعهم ومعهم في العذاب مشتركون وهنا في جهنم تساووا في العذاب فلم يجدوا حرجا في الرد عليهم واتها مهم بانهم سبب ضلالتهم واغوائهم فيدعون ربهم ان يكون عذاب هؤلاء الرؤساء اشد من عذابهم ومضا عفته لهم جراء اغوائهم لهم في الحياة الدنيا فهم في العذاب مشتركون وان الله تعالى قد حكم بين العباد .
فيتخاصمون بينهم ويتشاجرون وهذا حق تخاصم اهل النار ثم يلتفت فريق الى الاخر فيتساءلون عن رجال كانوا معهم في الحياة الدنيا وكانوا يستهزؤن بهم ويحتقرونهم ويعدونهم من شرار الناس في الحياة الدنيا وانهم اليوم لايرونهم معهم في جهنم فكيف كان ذلك ام ان عيونهم كانت زائغة من شدة العذاب فلا تراهم من هول ما هم فيه من العذاب ومن شدة تخاصمهم فيما بينهم . وواقع حالهم انهم في الجنة فلا يرونهم في الاخرة
والله تعالى اعلم .
************************