2
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الارْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45))
سورة ق الايات \41- 45
الحمد لله :
الله سبحانه وتعالى يخاطب في هذه الايات المباركة رسوله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم باستماع صوت نداء المنادي في يوم القيامة ويقصد به استماع الناس لهذا الصوت وكانه قريب منهم وفي آذانهم وهي صيحة البعث الذي لاريب فيه فيخرج الناس من قبورهم وكانهم جراد منتشر اي اشبه باسراب الجراد الذي ياتي ملايين الملايين فيسد عين الشمس وياكل الزرع والضرع – واذكر كنت صغيرا يوم هجم الجراد على بلدتنا فاكل الزرع والمحاصيل الزراعية وحتى سعف النخيل فتركها جريدا بلا اوراق ( خوص ) وهذا اليوم هو يوم الخروج نسبة الى خروج الخلائق من قبورها .
فالله تعالى يؤكد انه هو الذي يحيي الخلائق في هذا اليوم كما وعدهم في الحياة الدنيا فهو الذي احياها اول مره ثم اماتها ثم يحييها بهذا اليوم فلا يستطيع او يقدر غيره من فعل الاماتة والاحياء واليه مرجعهم جميعا
وفي هذا اليوم العظيم تهيئ الاسباب فتمطر السماء مطرا غزيرا بحيث تنبت عظيمات الذنب ( عجب الذنب ) والتي تبقى من الانسان كبذرة انبات له كما اخبرالحبيب المصطفى كما ينبت البقل فعد سماع الصيحة الثانية تشقق عنهم الارض فيخرجون سراعا يتراكضون الى ساحة العرض . وهذا الجمع وسوقهم الى الموقف للحساب والثواب امر هين على الله تعالى ويسير فانه لا يعجزه شيء في الارض ولافي السماء
والله تعالى اعلم بما يقول المنكرون والكافرون في مثل انكارهم البعث والنشور واصرارهم على عبادة الاوثان والاصنام في حياتهم الدنيا .
والله تعالى اعلم بما يقولون هؤلاء المنكرون في رسوله محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه واتباعهم من المؤمنين وفي بعث انفسهم وسوقها الى الله تعالى في يوم القيامة لان النبي صلىالله عليه وسلم ليس بمسيطر عليهم وليس بامكانه ان يجبرهم على الايمان والاسلام وما يريده منهم انما يذكرهم بايات القران الكريم وما جاء فيها من اتهديد والوعيد .
والله تعالى اعلم
******************** **