من سورة الاعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
(( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لانكلف نفسا الا وسعها اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون . ونزعنا مافي صدورهم من غل تجري من تحتهم الانهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون . ))
سورة الاعراف آيه 42 – 43
المؤمنون العاملون العمل الصالح الذين كشف الله لهم الطريق بعظمته وعظمته لقلبه بجمال الجلال فيسكن الى الله تعالى ويعتمد عليه ويستعين به الذين قد كملت طهارة قلوبهم وصنعا حالهم في روحية رسمها الله لهم كل حسب مقدرته وكفاءته وعلمه فليس العالم كالجاهل ولا الغني كالفقير .. كل بما تسع نفسه وما يكتمل فيه فكره وذاته في الله تعالى ويقاس هذا بوزن العمل الصالح فاذا تجرد من كل امور الدنيا واخلص العبد لله عد من اصحاب الجنة ودخلها بفضل الله تعالى مع المؤمنين الذين كتب الله لهم الخلود الدائم فيها . وما اروع ما يصف المصحف الشريف أصحاب الجنة وما اعظم ما ورد فيهم من خلو قلوبهم التي في صدورهم وانفسهم الطاهرة
وارواحهم الطيبة من الحقد والكراهية ونزعنا مافي صدورهم من غل أخالهم يسبحون في نعيم الجنة يتفيؤن ظلالها وتحت اشجارها الوارقة والانهار الجارية يملاء قلوبهم الحب الغامر والفيض الالي وتحف بهم الملائكة من كل صوب في فرح عظيم ونعيم مقيم لايعرفون الا الخير والسعادة الا برية . وهم السنتهم تردد الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا الخير وهذا النعيم واورثنا الجنة نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين والهداية وعد من الله تعالى لعباده الذين اختارهم لهدايته . فلولا هداية الله لهم لما اهتدوا الى سبيل الرشاد ودخلوا الجنة فالله تعالى قد ارسل رسله لعبادة فامن الذين هداهم الله بهم لانهم جاؤوا بالحق والطريق المستقيم رسموه لكل العباد ولكن المؤمنين امنوا واتبعوا الرسل وقاموا بكل التكاليف والعبادات المفروضة عليهم في جميع الاديان كل حسب شريعته قبل مجي النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربه رحمة للعالمين كافة .. لذا نادتهم الملائكة الموكلون ان ادخلوا الجنة جزاء ما فعلتموه من خير في حياتكم الدنيا وتمتعو بنعيمها فانتم أصحاب الجنة .
بسم الله الرحمن الرحيم
(( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين . واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم . ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون . زاخوانهم يمدونهم في الغي ثم لايقصرون . واذا لم تأتيهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل انما اتبع ما يوحى الى من ربي . هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون . واذا قرئ القران فأستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون . واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولاتكن من الغافلين . ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون . )) (1) صدق الله العظيم
سورة الاعراف آيه 199 – 206
الهي سبحانك وتعاليت .. في بلاغة القرآن الكريم وصياغة هذه الصياغة التي ما بعدها ولاقبلها صياغة مثلها او قريب منها وحقيق قول الله تعالى (( قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )) . ما اعظم هذه الايه في معناها وسعتها في مغزاها وصغرها في عدد كلماتها فقد فلسفت الحياة الانسانية ورسمت طريق البشرية منذ البداية وحتى نهاية العالم ( خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ))
آيه كريمة مكونه من ست كلمات رسمت المنهج الانساني في معاملة الناس بينهم وسياستهم الاجتماعية والدينية والخلقية وجمعت كل مكارم الاخلاق في وضوح كالنور سطوعا وسهولة كاماء جدريانا الى ان يرث الله الارض ومن عليها .
ذكرت الايه الشريفة ثلاث امور والخطاب فيها خاصا بالرسول الكريم وعاما لكافة المؤمنين والمسلمين بل واقول بل لكافة البشرية . وهذه الامور هي
1_ خذ العفو : والعفو هو التجاوز عن كل جهد أو مشقة أو أذى أو حالة غير مرضية وهذا التجاوز يكون باقرب السبل وأسهل وأفضل وجه . والعفو عن الناس خلق قويم اساسه التسامح والتجاوز عن كل تفسير ويدخل في هذا الامر صلة الرحم وان تصل من قطعك منهم والعفو عن كل ظلم واذى والابتعاد عن الخشونه في التعامل مع الاخرين والتزم التسامح والتسامح والتيسير في كل صغيرة وكبيرة ويدخل فيها الابتعاد عن الغضب والحقد والكراهيه لان من التزم جانب العفو انمحت هذه من قلبه وصغى قلبه لفعل الخير وخلي الا من الحب الخالص والوداد المخص والسيرة الحسنة .
2_ وأمر بالعرف : وهو ما تعارف عليه الناس في تعاملهم القائم بحيث أصبح عرفا ثابتا وقانونا اجتماعيا وسنة موروثة أثبتها الوقت . فالامر بالعرف التزام ما سار عليه الناس من تقاليد ومزايا واحوال وأمور في ظل مجتمعهم ولما كان هذا المجتمع مجتمعا اسلاميا فقد لترتب بل توجب ان يخضع العرف القائم لتعاليم الدين الاسلامي ولايخرج عن اطارها او يخالفها في شئ وبهذا فأن العرف كفيل بحل كل مشاكل ومنازعات المجتمع والامر بالعرف يوازي الامر بالعرف فهو هو .
3_ وأعرض عن الجاهلين : وهذه الحاله ينعكس فيها ما يترشح من تنفيذ الاجرين السابقين ففي حالة الامر بالمعروف او بالعرف او العفو المطلق ستوجد فئة تستغل هذا الامر او ذاك لتفرض رأيها او تعمل عكس ذلك في سبيل اذى الجهة المقابلة او اعتدادا بانفسهم . وصفهم الله تعالى بأبخس لذا أمر الله تعالى اذا تم تنفيذ الامر الاول وهو الاخذ بمدأ العفو أو العمل بالمبدأ الثاني وهو الامر بالعرف وظهر خ0 خلال ذلك سفهاء الناس والجاهلون منهم فأعرض عنهم وتجاوز عما يقولون وما يصدر عنهم من سفاهة الرأي وسوء الخلق واحض في تحقيق ما أمر الله تعالى به في الامرين الاولين .
وهذه الامور الثلاثة لو استمسك الناس بها ونفذوها بحكمة ودراية والله لايبقى بينهم غيض وتغسل قلوبهم من الغل والحقد والكراهية والضغينه والانانية القاتلة ولحل محلها الرضى والوئام وساد العالم السلام وعاش الناس بسلام وطمأنينه .
اما في حالة دخول وسوسة الشيطان في قلب الانسان وهو مرض نفسي يناسب ذوي النفوس الضعيفة ممن لا ايمان لهم فقد عالج القرآن الكريم هذا المرض النفسي بالاستعاذه من الشيطان الرجيم أي قل من قلبك ودواخلة بشدة والجأ الى الله تعالى من شره (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) وهذه الحالة تفيد الانسان المؤمن في كل ما يراه او يوسوس في قلبه ونفسه من مغربات ومفاتن الدنيا المنهي عنها . وهي كثيرة .. فأذا وسوست النفس في قلب صاحبها وفكرة في زينة العمل المنكر تحركت في القلب وسوسة الشيطان لتغريه في القدوم على ارتكاب هذا العمل وزين له القيام به والشياطين يوحون بعضهم لبعض فعل المنكرسواء كانوا شياطين الانس أو شياطين الجن فهم اخواتهم في الغي .
ورد على هؤلاء بين الله تعالى أن القرآن الكريم انزل الله تعالى وبيان يرشدهم اليه ونعمة من الله الى البشر فالله تعالى انزله الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم نورا ساطعا ميز الحياة للناس ويبصرهم الطريق الى الله تعالى ويرشدهم الى الخير . وعليه فقد أمر سبحانه وتعالى على البشر وخاصة المسلمين فهم من أمن وثبت الايمان في قلبه بالاستماع الى القرآن عند سماع قراءته بتدبر وتأمل وفي حاله من الضراعة والخشوع والتكفير في ملكوت الله الواسعة تقربنا الى الله تعالى وترقبا لرحمته وفي حالة الترجيع بين الجهر والخفوت تجمع فيها بين فضيلة الذكر في القلب واللسان وفضله الخشوع وحالة التدبر والتفكير في كل ما يتلى وما تسمعه.
ثم أمر الله تعالى ان يردد الانسان الذكر في نفسه تضرعا الى الله وخشيته ومخافته منه وعلى لسانه بصوت بين الجهر والمخافته في الصباح والمساء والظهر والعشاء وأطراف النهار وزلفا من الليل أو قل في جميع الاوقات فان في كل كلمة ذكر حسنة وفي كل حرف من القرآن حسنه يضاعفها الله تعالى الى عشر أمثالها ..
ولكي لا يستكبر الانسانذكر الله تعالى ان الملائكة المقربين الذين هم في اعلى الدرجات وهم البالغين اعلى مراتب الشرف وغاية الطهارة والعصمة لايتكبرون عن ذكر الله وعبادته . فهم في حالة تسبيح دائم وسجود مستمر والاولى بالانسان ان يحذوا حذوهم ليكون من الصالحين. من اصحاب الجنة .
بسم الله الرحمن الرحيم
(( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لانكلف نفسا الا وسعها اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون . ونزعنا مافي صدورهم من غل تجري من تحتهم الانهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون . ))
سورة الاعراف آيه 42 – 43
المؤمنون العاملون العمل الصالح الذين كشف الله لهم الطريق بعظمته وعظمته لقلبه بجمال الجلال فيسكن الى الله تعالى ويعتمد عليه ويستعين به الذين قد كملت طهارة قلوبهم وصنعا حالهم في روحية رسمها الله لهم كل حسب مقدرته وكفاءته وعلمه فليس العالم كالجاهل ولا الغني كالفقير .. كل بما تسع نفسه وما يكتمل فيه فكره وذاته في الله تعالى ويقاس هذا بوزن العمل الصالح فاذا تجرد من كل امور الدنيا واخلص العبد لله عد من اصحاب الجنة ودخلها بفضل الله تعالى مع المؤمنين الذين كتب الله لهم الخلود الدائم فيها . وما اروع ما يصف المصحف الشريف أصحاب الجنة وما اعظم ما ورد فيهم من خلو قلوبهم التي في صدورهم وانفسهم الطاهرة
وارواحهم الطيبة من الحقد والكراهية ونزعنا مافي صدورهم من غل أخالهم يسبحون في نعيم الجنة يتفيؤن ظلالها وتحت اشجارها الوارقة والانهار الجارية يملاء قلوبهم الحب الغامر والفيض الالي وتحف بهم الملائكة من كل صوب في فرح عظيم ونعيم مقيم لايعرفون الا الخير والسعادة الا برية . وهم السنتهم تردد الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا الخير وهذا النعيم واورثنا الجنة نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين والهداية وعد من الله تعالى لعباده الذين اختارهم لهدايته . فلولا هداية الله لهم لما اهتدوا الى سبيل الرشاد ودخلوا الجنة فالله تعالى قد ارسل رسله لعبادة فامن الذين هداهم الله بهم لانهم جاؤوا بالحق والطريق المستقيم رسموه لكل العباد ولكن المؤمنين امنوا واتبعوا الرسل وقاموا بكل التكاليف والعبادات المفروضة عليهم في جميع الاديان كل حسب شريعته قبل مجي النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربه رحمة للعالمين كافة .. لذا نادتهم الملائكة الموكلون ان ادخلوا الجنة جزاء ما فعلتموه من خير في حياتكم الدنيا وتمتعو بنعيمها فانتم أصحاب الجنة .
بسم الله الرحمن الرحيم
(( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين . واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم . ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون . زاخوانهم يمدونهم في الغي ثم لايقصرون . واذا لم تأتيهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل انما اتبع ما يوحى الى من ربي . هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون . واذا قرئ القران فأستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون . واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولاتكن من الغافلين . ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون . )) (1) صدق الله العظيم
سورة الاعراف آيه 199 – 206
الهي سبحانك وتعاليت .. في بلاغة القرآن الكريم وصياغة هذه الصياغة التي ما بعدها ولاقبلها صياغة مثلها او قريب منها وحقيق قول الله تعالى (( قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )) . ما اعظم هذه الايه في معناها وسعتها في مغزاها وصغرها في عدد كلماتها فقد فلسفت الحياة الانسانية ورسمت طريق البشرية منذ البداية وحتى نهاية العالم ( خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ))
آيه كريمة مكونه من ست كلمات رسمت المنهج الانساني في معاملة الناس بينهم وسياستهم الاجتماعية والدينية والخلقية وجمعت كل مكارم الاخلاق في وضوح كالنور سطوعا وسهولة كاماء جدريانا الى ان يرث الله الارض ومن عليها .
ذكرت الايه الشريفة ثلاث امور والخطاب فيها خاصا بالرسول الكريم وعاما لكافة المؤمنين والمسلمين بل واقول بل لكافة البشرية . وهذه الامور هي
1_ خذ العفو : والعفو هو التجاوز عن كل جهد أو مشقة أو أذى أو حالة غير مرضية وهذا التجاوز يكون باقرب السبل وأسهل وأفضل وجه . والعفو عن الناس خلق قويم اساسه التسامح والتجاوز عن كل تفسير ويدخل في هذا الامر صلة الرحم وان تصل من قطعك منهم والعفو عن كل ظلم واذى والابتعاد عن الخشونه في التعامل مع الاخرين والتزم التسامح والتسامح والتيسير في كل صغيرة وكبيرة ويدخل فيها الابتعاد عن الغضب والحقد والكراهيه لان من التزم جانب العفو انمحت هذه من قلبه وصغى قلبه لفعل الخير وخلي الا من الحب الخالص والوداد المخص والسيرة الحسنة .
2_ وأمر بالعرف : وهو ما تعارف عليه الناس في تعاملهم القائم بحيث أصبح عرفا ثابتا وقانونا اجتماعيا وسنة موروثة أثبتها الوقت . فالامر بالعرف التزام ما سار عليه الناس من تقاليد ومزايا واحوال وأمور في ظل مجتمعهم ولما كان هذا المجتمع مجتمعا اسلاميا فقد لترتب بل توجب ان يخضع العرف القائم لتعاليم الدين الاسلامي ولايخرج عن اطارها او يخالفها في شئ وبهذا فأن العرف كفيل بحل كل مشاكل ومنازعات المجتمع والامر بالعرف يوازي الامر بالعرف فهو هو .
3_ وأعرض عن الجاهلين : وهذه الحاله ينعكس فيها ما يترشح من تنفيذ الاجرين السابقين ففي حالة الامر بالمعروف او بالعرف او العفو المطلق ستوجد فئة تستغل هذا الامر او ذاك لتفرض رأيها او تعمل عكس ذلك في سبيل اذى الجهة المقابلة او اعتدادا بانفسهم . وصفهم الله تعالى بأبخس لذا أمر الله تعالى اذا تم تنفيذ الامر الاول وهو الاخذ بمدأ العفو أو العمل بالمبدأ الثاني وهو الامر بالعرف وظهر خ0 خلال ذلك سفهاء الناس والجاهلون منهم فأعرض عنهم وتجاوز عما يقولون وما يصدر عنهم من سفاهة الرأي وسوء الخلق واحض في تحقيق ما أمر الله تعالى به في الامرين الاولين .
وهذه الامور الثلاثة لو استمسك الناس بها ونفذوها بحكمة ودراية والله لايبقى بينهم غيض وتغسل قلوبهم من الغل والحقد والكراهية والضغينه والانانية القاتلة ولحل محلها الرضى والوئام وساد العالم السلام وعاش الناس بسلام وطمأنينه .
اما في حالة دخول وسوسة الشيطان في قلب الانسان وهو مرض نفسي يناسب ذوي النفوس الضعيفة ممن لا ايمان لهم فقد عالج القرآن الكريم هذا المرض النفسي بالاستعاذه من الشيطان الرجيم أي قل من قلبك ودواخلة بشدة والجأ الى الله تعالى من شره (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) وهذه الحالة تفيد الانسان المؤمن في كل ما يراه او يوسوس في قلبه ونفسه من مغربات ومفاتن الدنيا المنهي عنها . وهي كثيرة .. فأذا وسوست النفس في قلب صاحبها وفكرة في زينة العمل المنكر تحركت في القلب وسوسة الشيطان لتغريه في القدوم على ارتكاب هذا العمل وزين له القيام به والشياطين يوحون بعضهم لبعض فعل المنكرسواء كانوا شياطين الانس أو شياطين الجن فهم اخواتهم في الغي .
ورد على هؤلاء بين الله تعالى أن القرآن الكريم انزل الله تعالى وبيان يرشدهم اليه ونعمة من الله الى البشر فالله تعالى انزله الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم نورا ساطعا ميز الحياة للناس ويبصرهم الطريق الى الله تعالى ويرشدهم الى الخير . وعليه فقد أمر سبحانه وتعالى على البشر وخاصة المسلمين فهم من أمن وثبت الايمان في قلبه بالاستماع الى القرآن عند سماع قراءته بتدبر وتأمل وفي حاله من الضراعة والخشوع والتكفير في ملكوت الله الواسعة تقربنا الى الله تعالى وترقبا لرحمته وفي حالة الترجيع بين الجهر والخفوت تجمع فيها بين فضيلة الذكر في القلب واللسان وفضله الخشوع وحالة التدبر والتفكير في كل ما يتلى وما تسمعه.
ثم أمر الله تعالى ان يردد الانسان الذكر في نفسه تضرعا الى الله وخشيته ومخافته منه وعلى لسانه بصوت بين الجهر والمخافته في الصباح والمساء والظهر والعشاء وأطراف النهار وزلفا من الليل أو قل في جميع الاوقات فان في كل كلمة ذكر حسنة وفي كل حرف من القرآن حسنه يضاعفها الله تعالى الى عشر أمثالها ..
ولكي لا يستكبر الانسانذكر الله تعالى ان الملائكة المقربين الذين هم في اعلى الدرجات وهم البالغين اعلى مراتب الشرف وغاية الطهارة والعصمة لايتكبرون عن ذكر الله وعبادته . فهم في حالة تسبيح دائم وسجود مستمر والاولى بالانسان ان يحذوا حذوهم ليكون من الصالحين. من اصحاب الجنة .