نشاء ة الشعر الجاهلي
الشعر ديوا ن العرب - هكذا قالوا قديما – حيث ان الشعر العربي جمع كل ماعند العرب من ثقافة وحالات اجتماعية وحروب وافراح ومواسم وكل صغير ة وكبيرة وشاردةوواردة في العصر الجاهلي موجودة في شعرهم حتى اعتبر الشعر العربي في الجاهلية تاريخا لفترتها وما فيها من احداث
نشا الشعر العربي الجاهلي اول مانشا –كما قال المؤرخون – عدنانيا حيث كانت القبائل العربية قحطانية وهي التي تنتسب الى قحطان وكانت قد سكنت اليمن وجنوب الجزيرة العربية والى عدنان التي سكنت شمال الجزيرة العربية ومكة والحجاز وما اليها -
نشا كما قلت عدنانيا حيث تقطن القبيائل العدنانية في نجد والحجاز ومن ثم امتدت تيارؤاته الى العراق والشام وقد اطلق على الشعر الذي قيل قبل ظهور الاسلام – بالشعر الجاهلي – وقد ضاع اغلب هذا الشعر ولم يصل الينا منه الاما قاله فحول الشعراء وخاصة في مدحهم للرجال المشهورين والحكام والذي قيل في نهاية التاريخ الجاهلي وقد حدد مؤرخوا الشعر الجاهلي هذه الفترةالزمنية بما لا يتعدى مائة وخمسين عاما قبل الاسلام كما جاء في اغلب كتب الادب العربي وتاريخه
ولو تفحصنا هذا الشعر جيدا لوجدنا ان زمن نشاته قبل هذا التاريخ بكثير حسب راءينا فالشعر الجاهلي الذي بين ايدينا يمتاز بالقوة والمتانة وقوةالسبك والتزام البحر الشعر ي وما في الشعر من روي وصدر للببيت وعجزه وقافية وموسيقى شعرية وغير ذلك كثير مما يتطلبه الشعر والشعراء لكي يخرج في ثوب الشعر القشيب المزركش وكذلك وردت اقوال لشعراء تبين ان الشعر العربي قد نشا قبل ذلك بكثير واقوالهم تبين وتستدل على ان الشعر قد نشا منذ زمن بعيد وليس في زمن - 150 سنة قبل الاسلام فهذا عنترة العبسي يقول –
هل غادر الشراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم
وامرؤ القيس الشاعر الفحل يقول –
عوجا على الطلل المحيل لعلنا نبكي الديار كما بكى ابن حزام
وزهير بن ابي سلمى يقول –
ما ارانا نقول الا معارا او معادا من قولنا مكرورا
فنرى الاول يذكر ان هناك شعراء كثيرون من قبلهم قالوا الشعر حتى ان قولهم ربما يكون قد طرقه غيرهم من الشعراء فقالوا به وان الاخر ليذكرلنا اسم احدهم وهو ابن حزام والاخر يبين ان اولئك الشعراء بكوا قبلهم على الاطلال كما يبكون هم وما هم الا مقلدون للشعراء الذين كانوا اسبق منهم نشاة وان كلامهم كله مستعار منهم فاعادوه هم بثوب للشعر جديد وهذا دليل على كثرة الشعراء في ذلك الوقت
ومن هنا يتبين لنا ان الشعر الجاهلي نشا منذ زمن بعيد وتدرج في الرقي الشعري مع مرور الزمن الى ان وصل الى ماوصل اليه من القوة والمتانة والبلاغة والنظم الرفيع
كيف وصل الشعر الينا
-------------------
لم تكن في العصر الجاهلي الكتابة منتشرة وقد اطلق القران الكريم على هذا العصر – الجاخلي – قال تعالى في سورة الاحزاب – لاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى – يخاطب فيها نساء النبي محمد صلىالله عليه وسلم أي ان العصر الجاهلي النسوة فيه كن يتبرجن وفيه مجون وخلاعة وقد اطلق على العرب
قبل الاسلام – الجاهلية – لعدم معرفة ا لسواد الاعظم منهم للقراءة والكتابة فسمي بالاغلب العصر الجاهلي – والحقيقة انهم ليست كلهم جهلاء فمنهم من يجيد القراءة والكتابة ولكنهم في مجتمعهم اقلية فغلبت التسمية فمنهم الشعراء والحكماء والخطباء واصحاب الراي وغيرهم كثير وامتد ذلك الى العصر الاسلامي حيث ان حادثة طلب رسول الله تعالى من الاسرى بعد فتح مكة ان يعلم كل منهم عشرة من ابناء المسلمين فداء لفك اسرهم وهذا يعني ان فيهم من يجيد القراءة والكتابة وقد ازداد عددهم في زمن الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم بعد حثه على التعلم
لقد اعتم العرب في نشر ماعندهم من قريض وقصص وخطب على الحفظ والمقالة الشفهية فكان من جراء ذلك ان ضاع من الشعر الشيءالكثير --وهذ ا بديهي - حيث ان القول والمشافهة تخلط الكلام وتقله اوتكثره ناهيك عن طول الفترة الزمنية وما اعتراها من احداث وحروب وايام ومعارك قضى فيها الكثير من الحفاظ والتكلمين وكذلك عندما جاء الاسلام شغل الناس عن حفظ الشعر وروايته بحفظ القران الكريم والحث على حفظه بحيث اصبح الشغل الشاغل لكل المسلمين فبدلامن حفظ بيت للشعر ان مقالة او جزء من خطابة يحفظ ايات من القران الكريم يثاب عليها وكذلك حرم الاسلام كل ما لايتفق ومبادىء الاسلام والاخلاق السامية الاسلامية
لقد وصل الشعرالينا بعد ان انتشر الاسلام واستقرت الحالة الاجتماعية وازدهرت حيث اصبحت المجالس العربية بحاجة الى قول الشعر والكلمة البلاغية والبيان فاصبح الشعر زينةالمجالس كما احتاجوا اليه في الحكم والمواعظ وفي قواعد اللغة فاختص جماعة بجمع الشعر ونقله من المشافهة الى الكتابة حيث سافر ا لبعض من المدن الى القبائل حيث تقطن واختلطوا بالاعراب يسمعون ماعندهم من الشعر او غيره فحصلوا عن طريق المشافهة و الرواية ودونوا كل ماوقع بايديهم وحصلوا عليه وكان ذلك في اواخر ايام الدولة الاموية وقد سميت هذه الجماعات – الرواة – وعن طريق الرواةوصل الينا الشعر الجاهلي وحصلنا على كل هذه المجاميع والدواوين الشعرية التي نراها الان بين ايدينا وعرفنا اخبار الشعراء وكل شاردة وواردة عليهم
النحل في الشعر الجاهلي
------------------------
انه لمن الطبيعي ان يتعرض النقل والمشافهة والرواية الشفيه الى التغيير او التحريف اوالتبديل ولو جزئيا او قليلا كوضع شطر مكان عجز او تبديل كلمة باخرى او حذف مقطع من قصيدة واضافته الى قصيدة مماثلة لها في الوزن والقافية او نسبها الى غير قائلها وهذا كله ظهر في الشعرالجاهلي ووجد
ومن جهة اخرى ظهر بين الرواة من لم يكن امينا في نقل الرواية فاخذ بعضهم باضافة ابيات الى قصائد او نسب قصيدة الى غير شاعرها بقصد او بغير قصد حتى ان بغض الرواة قام بنظم قصائد نسبوها الى شعراء جاهليين للحصول على حضوة اوجاه او جائزة او شهرة بانهم رواة ماهرون وكذلك ظهر النحل لاسباب سياسية او دينية او لغوية وحتى لاسباب قبلية ظهر ذلك كله في العصر الا موي اوبالتحديد في نهايته وبداية العصر العباسي
انقسم الادباءوالنقاد والباحثين في الشعر في العصر الحالي الى قسمين في نظرتهم الى الشعر الجاهلي قسم اقتنع بان الشعر الجاهلي الذي وصل الينا غير منتحل واقاموا الادلة البراهين والدراسة المستفيضة في ذلك وهم هواة القديم
اما القسم الاخر وهم المحدثون او هواة الحديث او المجددين فهم يزعمون ان الشعر الجاهلي كله منحول او معظمه منتحل وان الشعراء الجاهليين هم شخصيات وهمية واشخاص خيال ليس الا 0
الشعر ديوا ن العرب - هكذا قالوا قديما – حيث ان الشعر العربي جمع كل ماعند العرب من ثقافة وحالات اجتماعية وحروب وافراح ومواسم وكل صغير ة وكبيرة وشاردةوواردة في العصر الجاهلي موجودة في شعرهم حتى اعتبر الشعر العربي في الجاهلية تاريخا لفترتها وما فيها من احداث
نشا الشعر العربي الجاهلي اول مانشا –كما قال المؤرخون – عدنانيا حيث كانت القبائل العربية قحطانية وهي التي تنتسب الى قحطان وكانت قد سكنت اليمن وجنوب الجزيرة العربية والى عدنان التي سكنت شمال الجزيرة العربية ومكة والحجاز وما اليها -
نشا كما قلت عدنانيا حيث تقطن القبيائل العدنانية في نجد والحجاز ومن ثم امتدت تيارؤاته الى العراق والشام وقد اطلق على الشعر الذي قيل قبل ظهور الاسلام – بالشعر الجاهلي – وقد ضاع اغلب هذا الشعر ولم يصل الينا منه الاما قاله فحول الشعراء وخاصة في مدحهم للرجال المشهورين والحكام والذي قيل في نهاية التاريخ الجاهلي وقد حدد مؤرخوا الشعر الجاهلي هذه الفترةالزمنية بما لا يتعدى مائة وخمسين عاما قبل الاسلام كما جاء في اغلب كتب الادب العربي وتاريخه
ولو تفحصنا هذا الشعر جيدا لوجدنا ان زمن نشاته قبل هذا التاريخ بكثير حسب راءينا فالشعر الجاهلي الذي بين ايدينا يمتاز بالقوة والمتانة وقوةالسبك والتزام البحر الشعر ي وما في الشعر من روي وصدر للببيت وعجزه وقافية وموسيقى شعرية وغير ذلك كثير مما يتطلبه الشعر والشعراء لكي يخرج في ثوب الشعر القشيب المزركش وكذلك وردت اقوال لشعراء تبين ان الشعر العربي قد نشا قبل ذلك بكثير واقوالهم تبين وتستدل على ان الشعر قد نشا منذ زمن بعيد وليس في زمن - 150 سنة قبل الاسلام فهذا عنترة العبسي يقول –
هل غادر الشراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم
وامرؤ القيس الشاعر الفحل يقول –
عوجا على الطلل المحيل لعلنا نبكي الديار كما بكى ابن حزام
وزهير بن ابي سلمى يقول –
ما ارانا نقول الا معارا او معادا من قولنا مكرورا
فنرى الاول يذكر ان هناك شعراء كثيرون من قبلهم قالوا الشعر حتى ان قولهم ربما يكون قد طرقه غيرهم من الشعراء فقالوا به وان الاخر ليذكرلنا اسم احدهم وهو ابن حزام والاخر يبين ان اولئك الشعراء بكوا قبلهم على الاطلال كما يبكون هم وما هم الا مقلدون للشعراء الذين كانوا اسبق منهم نشاة وان كلامهم كله مستعار منهم فاعادوه هم بثوب للشعر جديد وهذا دليل على كثرة الشعراء في ذلك الوقت
ومن هنا يتبين لنا ان الشعر الجاهلي نشا منذ زمن بعيد وتدرج في الرقي الشعري مع مرور الزمن الى ان وصل الى ماوصل اليه من القوة والمتانة والبلاغة والنظم الرفيع
كيف وصل الشعر الينا
-------------------
لم تكن في العصر الجاهلي الكتابة منتشرة وقد اطلق القران الكريم على هذا العصر – الجاخلي – قال تعالى في سورة الاحزاب – لاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى – يخاطب فيها نساء النبي محمد صلىالله عليه وسلم أي ان العصر الجاهلي النسوة فيه كن يتبرجن وفيه مجون وخلاعة وقد اطلق على العرب
قبل الاسلام – الجاهلية – لعدم معرفة ا لسواد الاعظم منهم للقراءة والكتابة فسمي بالاغلب العصر الجاهلي – والحقيقة انهم ليست كلهم جهلاء فمنهم من يجيد القراءة والكتابة ولكنهم في مجتمعهم اقلية فغلبت التسمية فمنهم الشعراء والحكماء والخطباء واصحاب الراي وغيرهم كثير وامتد ذلك الى العصر الاسلامي حيث ان حادثة طلب رسول الله تعالى من الاسرى بعد فتح مكة ان يعلم كل منهم عشرة من ابناء المسلمين فداء لفك اسرهم وهذا يعني ان فيهم من يجيد القراءة والكتابة وقد ازداد عددهم في زمن الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم بعد حثه على التعلم
لقد اعتم العرب في نشر ماعندهم من قريض وقصص وخطب على الحفظ والمقالة الشفهية فكان من جراء ذلك ان ضاع من الشعر الشيءالكثير --وهذ ا بديهي - حيث ان القول والمشافهة تخلط الكلام وتقله اوتكثره ناهيك عن طول الفترة الزمنية وما اعتراها من احداث وحروب وايام ومعارك قضى فيها الكثير من الحفاظ والتكلمين وكذلك عندما جاء الاسلام شغل الناس عن حفظ الشعر وروايته بحفظ القران الكريم والحث على حفظه بحيث اصبح الشغل الشاغل لكل المسلمين فبدلامن حفظ بيت للشعر ان مقالة او جزء من خطابة يحفظ ايات من القران الكريم يثاب عليها وكذلك حرم الاسلام كل ما لايتفق ومبادىء الاسلام والاخلاق السامية الاسلامية
لقد وصل الشعرالينا بعد ان انتشر الاسلام واستقرت الحالة الاجتماعية وازدهرت حيث اصبحت المجالس العربية بحاجة الى قول الشعر والكلمة البلاغية والبيان فاصبح الشعر زينةالمجالس كما احتاجوا اليه في الحكم والمواعظ وفي قواعد اللغة فاختص جماعة بجمع الشعر ونقله من المشافهة الى الكتابة حيث سافر ا لبعض من المدن الى القبائل حيث تقطن واختلطوا بالاعراب يسمعون ماعندهم من الشعر او غيره فحصلوا عن طريق المشافهة و الرواية ودونوا كل ماوقع بايديهم وحصلوا عليه وكان ذلك في اواخر ايام الدولة الاموية وقد سميت هذه الجماعات – الرواة – وعن طريق الرواةوصل الينا الشعر الجاهلي وحصلنا على كل هذه المجاميع والدواوين الشعرية التي نراها الان بين ايدينا وعرفنا اخبار الشعراء وكل شاردة وواردة عليهم
النحل في الشعر الجاهلي
------------------------
انه لمن الطبيعي ان يتعرض النقل والمشافهة والرواية الشفيه الى التغيير او التحريف اوالتبديل ولو جزئيا او قليلا كوضع شطر مكان عجز او تبديل كلمة باخرى او حذف مقطع من قصيدة واضافته الى قصيدة مماثلة لها في الوزن والقافية او نسبها الى غير قائلها وهذا كله ظهر في الشعرالجاهلي ووجد
ومن جهة اخرى ظهر بين الرواة من لم يكن امينا في نقل الرواية فاخذ بعضهم باضافة ابيات الى قصائد او نسب قصيدة الى غير شاعرها بقصد او بغير قصد حتى ان بغض الرواة قام بنظم قصائد نسبوها الى شعراء جاهليين للحصول على حضوة اوجاه او جائزة او شهرة بانهم رواة ماهرون وكذلك ظهر النحل لاسباب سياسية او دينية او لغوية وحتى لاسباب قبلية ظهر ذلك كله في العصر الا موي اوبالتحديد في نهايته وبداية العصر العباسي
انقسم الادباءوالنقاد والباحثين في الشعر في العصر الحالي الى قسمين في نظرتهم الى الشعر الجاهلي قسم اقتنع بان الشعر الجاهلي الذي وصل الينا غير منتحل واقاموا الادلة البراهين والدراسة المستفيضة في ذلك وهم هواة القديم
اما القسم الاخر وهم المحدثون او هواة الحديث او المجددين فهم يزعمون ان الشعر الجاهلي كله منحول او معظمه منتحل وان الشعراء الجاهليين هم شخصيات وهمية واشخاص خيال ليس الا 0