ملامح التجديد في شعرعصرالنهضة العربية
ظل الشعر في فترة الانحطاط والتاخر – الفترةالمظلمة – مطبوع بطابع الفردية تقليديا وعناية الشاعر تنطوي على التزويق اللغوي واللفظي دون المعنى وتحوله الى صناعة شعرية بحتة تكثر فيها الصور التقليدية الماخوذة من قبلهم وكثرت التشبيهات الى حد انعدام المعاني الشعرية الجديدة او طمسها .
ومن شعر هذه الفترة يقول الشاب الظريف:
يَا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ
حَدّثْ بِذاكَ فما في الحُبِّ إخْفاءُ
إنّ اللّيالي والأيامَ مِنْ غَزَلي
في الحسنِ والحُبّ أبناءٌ وأنباءُ
إذْ كلّ نافرة ٍ في الحُبّ آنِسة ٌ
وَكُلّ مَائِسَة ٍ في الحَيِّ خَضْرَاءُ
وصفوة الدَّهر بحرٌ والصّبا سفنٌ
وللخلاعة ِ إرساءٌ وإسراءُ
يا ساكِني مِصْر شَمْلُ الشّوْقِ مُجْتَمِعٌ
بعدَ الفراقِ وشولُ الوصلِ أجــزاءُ
كأنّ عَصْرَ الصِّبَا مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِكُمْ
عصرُ التصابي به للهــــو إِبطاءُ
نارَ الهَوَى لَيْس يَخْشَى مِنْكِ قُلْبُ
فَتًى يكون فيه لإبراهيم أرجاءُ
نَدْبٌ يَرَى جُودَهُ الرّاجي مُشافَهَة ً
والجُودُ مِنْ غَيْرِهِ رَمْزٌ وإيمـــاءُ
ذُو هِمَّة ٍ لو غَدتْ للأُفْقِ ما رَحَلَتْ
له ثريا ولا جَازتـــهُ جـــــــوزاءُ
لَوْلاَ أخُوكَ ولا أَلْفَى مَكَارِمَــــــهُ
لَمْ تَحْو غَيْرَ الذي تَحْوِيهِ بَطْحَاء
لَكِنْ تَعَوَّضْتُ عَنْ سُحْبٍ بِمُشْبِهِهِ
إذْ سُحْبُ هذا وهَذا فِيهِما المَــــاءُ
بدأ المجتمع العربي ينهض من سبات عميق دام قرونا طويلة وقد بدت هذه اليقضة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين في وقت فتح المثقون والاحرار من رجال الدين والمفكرون فيه عيونهم فرأوا شعبهم العربي يغط في نوم عميق ومن فوقهم الاخرون الغرباء يسومونهم سوء العذاب ويحاولون طمس معالم الامة العربية والاستحواذ على كل خيراتها واشاعة روح الجهل والامية فيها من جهة والاستبداد والجثم على الرقاب وبالقوة والاكراه من جهة اخرى فكانت بداية نهضة عربية في سوريا ومصر ثم تبعتها في العراق وشمال افريقيا ثم شملت كل اقطار الامة العربية .
الادب العربي مر بفترة ركود طويلة بما فيه الشعر ,ثم سرت فيه نفثة حياة من جديد كمريض بدأ يتماثل للشفاء فلابد ان يمر بفترة نقاهة تعيد له صحته وقوته فسار في طريق التقدم ولايزال كذلك وقد كان الادباء والشعراء من اوائل قادة المجتمع العربي وهم اصحاب الرؤية الواضحة والفكر الوقاد ولهم الزعامة في السياسة والثقافة والثورة .
.
بدت روح النهضة العربية الادبية وعلى راسها الشعر في النصف الاول من القرن التاسع اوقبيله بقليل – أي في نهايات العصر العثماني – بعد ان خمدت وانتكست انتكاستها الكبرى خلال الفترة السوداء في تاريخ الامة العربية ابتداءا من دخول المغول( ا لتتار) بغداد وحتى بداية القرن التاسع عشر او قبيله بقليل .
وكانت الدولة العثمانية تجثم على انفاس الامة العربية ومهيمنة على البلاد العربية بحكمها القاسي حكما استعماريا ظالما – لا فرق بين استعمار واخر الكل يريد تحقيق مصالحه على حساب البلد الذي ابتلعه ويروم جعله تحت سيطرته مدة اطول- ادى الى تأخر في مختلف نواحي الحياة وخاصة الثقافية فقد اتبع الاتراك في نهاية حكمهم سياسة تتريك العرب للغتهم العربية ونشر التركية في بلادهم وخاصة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والقضاء على لغتهم الام – العربية – التي هي لغة القران الكريم والدين الاسلامي الذي يدين به الاتراك أي فضلوا اللغة التركية على دينهم في سبيل نشر لغتهم وطمس معالم العربية في البلاد التي تحت سيطرتهم وخاصة قبيل الحرب العالمية الاولى وفي زمن ( اتاتورك ) وكان نتيجة ذلك ان ساد الامة العربية ثالوث الفقر والجهل والمرض .
وقد ادى ذلك الى مهاجرة جماعات من البلا د العربية خاصة من سوريا ولبنان الى خارج بلادهم خوف القتل والتنكيل بهم من قبل الحاكمين الاتراك او الفرنسيين الذين جاؤوا واستعمروا البلاد من بعدهم او من سايرهم من الحكام العرب الذين كانوا يحكمون اهلهم واخوانهم للاجنبي وقد اسس هؤلاء العرب المهاجرون جاليات وجماعات وجمعيات في اميركا والبرازيل وغيرها من الدول التي هاجروا اليها وبرز منهم جماعات في مجال الثقافة والادب والشعر مثل ايليا ابوماضي وجبران والمعلوف وغيرهم.
اما في الشرق العربي فقد دبت الحياة تسري من جديد في الروح العربية وخاصة النهضة الفكرية وتسربت بين الشباب العربي وبعد اتصال البعض منهم بالغرب مثل بريطانيا او فرنسا اوغيرها واخذ شبابنا العربي يتطلع بما في هذه الشعوب ويدرك ضرورة التخلص من الاستعمار والثورة على العادات والنظم البالية والمتهرئة التي البسها هذا الاستعمار للامة العربية وكذلك كان من اسباب هذه النهضة التمازج العربي مع الغربيين عن طريق الارساليات التبشيرية- ولو انها كانت تهدف الى استعمار من نوع جديد- ودخولها الوطن العربي وايجا د المطابع ودخولها البلاد العربية ونشر الحرف العربي والفكر العربي وطبع بعض الكتب القديمة ومنها الدواوين الشعرية وكذلك فتح بعض المدارس باللغة العربية بعد غزوة نابليون لمصر.
وكان الشعر العربي في بداية النهضة العربية على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تعيد فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء في الأوصال، فتتورد ابياته وتزدهر نضرة وجمالاً وابداعا – بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن المعنى اسير الحكايات والمحاكاة ، قليل الحركة، كليل الموسيقى الشعرية اوالقوافي والابداع .- ليعيد نشاطه الواسع والثابت في النفوس العربية المتعطشة اليه .
وشاء الله تعالى أن يكون الشاعر البارودي هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية.
و يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري.في مصر والكاظمي والزهاوي والرصافي والنجفي في العراق وناصيف اليازجي وابراهيم اليازجي وميخائيل نعيمة وعمر ابو ريشة في الشام وابوالقاسم الشابي في تونس وغيرهم كثيرفي بقية البلاد العربية ومنهم شعراء المهجر وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب ومن شعر البارودي :
ومن رام نيل العز فليصطبر على
لقاء المنايا واقتحام المضايق
فإن تكن الأيام رنَّقْن مشربي
وثلَّمْن حدي بالخُطُوب الطوارق
فما غيّرتني محنة عن خليقتي
ولا حولتني خُدعة عن طرائقي
ولكنني باقٍ على مـــا يسرني
ويُغضب أعدائي ويُرضي أصادقي
فحسرةُ بُعدي عن حبيبٍ مُصادق
كفرحة بُعدي عن عدو مُمَاذِق
فتلك بهذي والنجاة غنيمة
من الناس، والدنيا مكيدة حاذق
ألا أيها الزاري عليَّ بجهله
ولم يدر أني دُرة في المفارق
تعز عن العلياء باللؤم واعتزل
فإن العلا ليست بلغو المناطق
فما أنا ممن تقبل الضيم نفسه
ويرضى بما يرضى به كل مائق
إذا المرء لم ينهض بما فيه مجدُه
قضى وهو كَلٌّ في خُدُور العوائق
وأي حيـــــاةٍ إنْ تنكرَتْ له
الحال لم يعقد سيُور المناطق
فما قذفاتُ العِز إلا لماجـــــد
إذا هَمَّ جلّى عزمه كل غاسق
يقول أناس إنني ثرت خالعاً
وتلك هَنَّات لم تكن من خلائقي
ولكنني ناديت بالعدل طالبــــا
رضا الله واستنهضْتُ أهل الحقائق
أمرتُ بمعروف وأنكرْتُ مُنكَراً
وذلك حكمٌ في رقاب الخلائق"
اما في بداية هذا العصر فقد تغيرت وطبعت بطابع التحرر والانطلاق والدعوة الى الثورة على كل ما خلفه الاستعمار من اوضاع ومفاسد وطبع الشعر بطابع التجديد من جديد فتوسعت افق افكار وخيالا ت بعض الشعراء بعد اطلاع بعضهم على الاداب الغربية والتأثر بالشعر العربي القديم الذي بدأ ينشر من جديد في حركة ادبية بدأت تتحرك وتتحرر في البلاد ومن الشعراء من اوجد شعرا جديدا فتحررمن قيود القافية كما هو الحال في الشعر الحر الذي ظهر حديثا في الشعر العربي ونتيجة اطلاع الشعراء العرب على الفن المسرحي الغربي فوجد الشعر التمثيلي .
الشعر العربي تميز في هذا الوقت بثوريته ووطنيته و يدعو الى استنهاض الهمم والتخلص من الاستعمار والثورة على كل ما هو- قديم وبال لا خير فيه لأمتنا العربية – فكان في اغلبه شعرا هادفا قاد البلاد الى حركة وطنية قومية فكان الشعراء والمفكرون والادباء هم قا دة الثورات التحررية في الوطن العربي ومذكوا اوارها. ومن هذا الشعر يقول الشاعر ابراهيم اليازجي حاضا ومهيبا بالعرب للنهوض والاستبسال :
تَنَبَهوا وَاستَفيقوا أَيُّهـــــا العَرَب
فَقَد طَمى الخَطبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ
فيمَ التَعلُّلُ بالآمـــــالِ تَخدَعَكُــــم
وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سلُــــبُ
اللَّهُ أَكبرُ ما هَذا المَنــــــــام فَقَد
شَكاكُمُ المَهــــد وَاِشتاقَكُمُ الرّيَبُّ
كَم تُظلمون وَلَستُم تَشتَكون وَكَم
تُستَغضَبونَ فَلا يَبدو لَكُم غَضَبُ
فَشَمِّروا وَاِنهَضوا لِلأَمرِ وَاِبتَدِروا
مِن دَهرِكم فُرصَةً ضَنَّت بِها الحِقَبُ
لا تَبتَغوا بِالمُنى فَوزاً لِأَنفُســــِكُم
لا يُصدقُ الفَوزُ ما لَم يَصدُقِ الطَّلَبُ
وَحُكَّم العِلــــجَ فيكُم مَع مَهانَتِهِ
يَقتادكُم لِهَواهُ حَيــــــــثُ يَنقَلبُ
مِن كُلِّ وَغدٍ زَنيمٍ ما لَهُ نَسَــــبٌ
يُدرى وَلَيسَ لَهُ ديـــــنٌ وَلا أَدبُ
وَكُلُ ذي خَنثٍ في الفَحشِ مُنغَمِسٍ
يَزدادُ بِالحَكِّ في وَجَعائهِ الجَرَبُ
وَالحَقُّ وَالبُطل في ميزانِهم شرعٌ
فَلا يَميلُ ســـــِوى ما ميَّل الذَّهَبُ
بِاللَّهِ يا قَومَنا هُبُّوا لِشـــــأنِكُمُ
فَكَم تُناديكُمُ الأَشعارُ وَالخَطبُ
فَبادِروا المَوتَ وَاِستَغنوا بَراحَتِهِ
فَلَن يَخيبَ لَنا في جَنبِــــــهِ أَرَبُ
وَنَترُكَنَّ عُلوجَ التُّركِ تَندُبُ ما
قَد قَدَّمَتــــهُ أَياديهــا وَتَنتــــَحبُ
وَمِن يَعِشْ يَرَ وَالأَيـــــــام مُقبِلَةٌ
يَلوحُ للمَرءِ في أَحداثِها العَجبُ
وبهذا اوجدت النهضة العربية التي احدثت انقلابا مهما في الحياة العربية الجديدة نوعا من التقدم الثقافي في كل المجالات الثقافية بما فيها الدينية والسياسية والتاريخية والادبية في النثر والشعر كان نتيجته نشوء انواع جديدة من الشعر مثل الشعرالحر والشعر المسرحي او التمثيلي او الشعرالمنثور كتب فيه جملة من الشعراء وخاصة الذين تاثروا بالثقافة الغربية اضافة الى عمود الشعر اذ بقي شامخا يكتب فيه الكثير من الشعراء العرب ولا يزال عمود الشعر هوالسمة الواضحة في الشعر العربي .
وعمود الشعر هو الشعر الموزون المقفى ويدعى بالشعر التقليدي ايضا لانه تقليد للشعر القديم وامتداد له في الوزن والقافية فالشعر التقليدي هو هذا الشعر الذي نظم على موسيقى بحر من البحورالشعرية العربية الستة عشر التي اوجدها العالم البصريالكبير الخليل الفراهيدي وتولد القصيدة على روي واحد وقافية و احدة ووزن واحد فالقصيد ة العربية فيه وحدة متماسكة من حيث البناء كانها بيت واحد واغلب شعر هذه الفترة من هذا النوع الذي يمثل اصالة الحضارة العربية الادبية .
وقد ادى ذلك الى هجرة جماعات من البلا د العربية خاصة من سوريا ولبنان الى خارج بلادهم خوف القتل والتنكيل بهم من قبل الحاكمين الاتراك او من سايرهم من الحكام العرب وقد اسس هؤلاء العرب المهاجرون جاليات وجماعات وجمعيات في امريكا والبرازيل وغيرها من الدول التي هاجروا اليها وبرز منهم جماعات رائدة في مجال الادب والشعر مثل ايليا ابوماضي وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وابناء المعلوف وغيرهم .
اما في بداية القرن العشرين فـقد تغيرت وطبعت بطابع التحرر والانطلاق والدعوة الى الثورة على كل ما خلفه الاستعمار من اوضاع ومفاسد وطبع الشعر بطابع التجديد فتوسعت افق افكار وخيالا ت بعض الشعراء بعد اطلاع بعضهم على الاداب الغربية والعالمية والتأثر بالشعر العربي القديم الذي بدأ ينتشر من جديد في ظل حركة ادبية بدأت تتحرك وتتحرر لتشمل كل البلاد العربية تقريبا ومن الشعراء من اوجد شعرا جديدا فتحرر من قيود القافية كما هو الحال في الشعر الحر الذي ظهر حديثا في الشعر العربي . ونتيجة اطلاع الشعراء العرب على الفن المسرحي الغربي وجد الشعر التمثيلي .
فالشعر الموزون المقفى ويدعى بالشعر التقليدي او التقييدي ايضا لانه تقليد للشعر القديم وامتداد له وتقييد في الوزن والقافية فالشعر التقليدي هو هذا الشعرالموروث الذي نظم على موسيقى بحر معين من البحورالشعرية الستة عشر ولزم روي واحد وقافية واحدة فالقصيدة وحدة متماسكة من حيث البناء كانها بيت واحد واغلب الشعر العريي الحديث من هذا النوع .
لقد حافظ الشعراء على اصالة عمود الشعر العربي وموسيقاه واوزانه وسيبقى كذلك عمود الشعر مهما اختلفت الاغراض والفنون الشعرية واساليب الشعراء وهو الذي له القدح المعلى والجو الانسب على امتداد الوطن العربي لان الاذن العربية جبلت عليه واستساغت سماعه وموسيقاه واستسمجت كل انواع الشعر الا اياه .
ومن هذاالنوع من الشعرهذه الابيات للشاعر انور العطار :-
انا الفاتح السمح منذ القدم
ولولاي كان الوجود العــــــدم
نشرت على الكائنات الضياء
وانقذتها عن عوادي النغــــم
وتراءى لي الوطن المستثا ر
وقد عانق السيف فيه القلم
وما الخلد الا اعتناق السيوف
وخوض الحتوف وصب الحمم
اما الشعر التمثيلي فن طارئ على الادب العربي اقتبسه العرب نتيجة اتصالهم بالغرب وتاثرهم بهم من خلال البعثات والترجمة واطلاع بعضهم على المسارح الغربية فقد اطلع الشعراء العرب على حركة المسارح الغربية وما يعرض فيها مما كتبه الادباء الغربيون من مسرحيات شعرية مثلت على المسارح فاقدم البعض من شعرائنا على محاكاتهم بدافع حب التشابه فنظمت مسرحيات تمثيلية شعرية باللغة العربية نظموها شعرا اونثرا .
وقد نجح هذا النوع من الشعر في اول بداياته الا انه ركد اومال الى الركود مع مرورالزمن وقد كانت اغلب الروايات الشعرية مستقاة مادتها من التاريخ ومن اشهر من كتب في هذا النوع من الشعر واوجده من الشعراء احمد شوقي وعزيز اباظة من مصر و خالد الشواف من العراق وغيرهم .
اما النوع الاخر للشعر العربي فهو الشعرالحر او شعر التفعيلة وفيه يعتمد على تفعيلة واحدة من التفاعيل الحرة من الاوزان الشعرية التي اوجدها الخليل الفراهدي البصري وذلك بتكرار هذه التفعلية في السطرالشعري بما يتمم المعنى دون النظرالى الوزن على ان لا يقل السطرالشعري عن تفعيلة واحدة ولا يتجاوز التسع وكذلك وجد من شعراء المهجر من دعى الى الثورة على الاسلوب الشعري القديم المتمثل بالقافية الواحدة والبيت الشعري الواحد المتكون من شطر وعجز في تنسيق متسق وبحر واحد أي متساوي التفاعيل الوزنية في البيت الواحد وفي الشطر والعجز و موحد الموسيقى الشعرية للبيت الواحد بحيث تكون كل القصيدة مهما طالت ذات تفاعيل محددة الوزن ضربها الموسيقي واحد لا تخرج عما رسمه الشعراء العرب منذ عصر الجاهلية الى اليوم فدعوا الى التحرر من هذه القيود فنظموا شعرا خرجوا فيه عن هذا المالوف في الوزن الموسيقي للشعر العربي وكذلك لم يلتزموا بالقافية الواحدة في القصيدة مع العرض ان كثيرا من قصائد الشعرالحر التزمت التفعيلة في النظم فسمي شعر التفعلية والاخر لم يلتزم بتفعلية ولا روي ولا قافية فسمي بقصيدة النثر حيث انه اقرب ما يكون اليه .
فالشعر الحر اشبه بثورة على الشعر القديم او الشعر العمودي في بناء القصيدة فتخلصوا من نظام الشطر والعجز وابتعدوا عن النظم بالعمود الشعري المتسق المتناسق في البناء وظهرت منازعات بين رواد الشعر العمودي الذين اعتبروا الشعر الحر ضرب من ضروب النثر وانه نقص في شاعرية الشاعر او في اذنه الموسيقية اخرجته عن المالوف وبين رواد الشعرالحرالذين يعتبرون الشعر الحر من متطلبات العصرالحديث .
ومن المعلوم ان ترد المعاني على ذهن الشاعر كما ترد على ذهن أي إنسان اخر الا أن استقبالها عند الشاعر وانفعاله بها وانعكاسها على نفسيته وتفاعلها في شعوره واحساسه يختلف اختلافاً كبيراً عما عند الآخرين . تعبير الاديب عنها يختلف عن تعبير الاخرين لانه يمتلك ذوقا وحسا اغنى من الاخرين يستطيع بهذا الاحساس وذلك الذوق ان يلبس هذه المعاني الواردة اليه ثوبا قشيبا وحللا من الجمالية لا يستطيع سواه ان ياتي بها و يتم له ذلك من طريق مقدرته على اختيار اللفظة المناسبة ذات الجمالية الاسمى والتآلف بين الحروف بما يمكنه من اختيار التعبير الاقرب الى النفس والاعم والاشمل والافضل فتاتي الصورة الشعرية رائعة بجماليتها وهذا ما يؤكد ه قول الجاحظ ( أن المعاني مطروحة في الطريق وإنما الشأن في صوغ القالب اللفظي المعبر عنها) .ومن ذلك قول امير الشعراء احمد شوقي :
يومُ البطولة لو شهدتُ نهاره
لَنظمتُ للأجيال ما لم يُنظَمِ
غُبنَت حقيقته وفات جمالُها
باع الخيال العبقري المُلهَمِ
لولا عوادي النفي أو عقبانه
والنفي حالٌ من عذاب جهنمِ
لَجمعتُ ألوان الحوادث صورةً
مثَّلتُ فيها صـــورة المُستسلِمِ
وحكيتُ فيها النيل كاظمَ غيظه
وحكيتُــــــه مُتغيِّظًا لم يكظــــمِ
دعَت البلادَ إلى الغمار فغامرت
وطنيةٌ بمُثقّــــــــــــــَف ومُعلّـــِمِ
ثارت على الحامي العتيد وأقسمت
بســــــواه جل جلاله لا تحتمي
يومَ النضال كسَتك لونَ جمالها
حريةٌ صبغَت أديمــــك بالــــــدمِ
فشعراء العصر الحديث ورثوا تركة شعرية مهدمة في بنائها فنزعوا عنها ما رث وقدم والبسوها الافضل والاسنى وصاغوا تراث العصور قبلهم بما يلائم العصرالحديث واستعان متأخروهم بمعاني ما قرأوه من آداب الأمم فجاءت معانيهم اسمى في الجمالية والجودة . وربما تناول الشعراء المعنى التافه وربما تناول أحدهم المعنى المبتذل فطوره في اسلوبه فالبسه الجدة والجمال وليس المهم أن تكون المعاني جديدة انما ربما يكتفي الشاعر بتناوله المعنى القديم فيجلوه في تعبيرجديد ويلبسه ما هو اسنى وافضل وفي ذلك اقول :
وشذا القداح في اغصانه
فتضوعت اجواؤه بأقـــــاح
وتجملت اوراقه ببياضه
فتعانقت انداؤه بصبـــــاح
فعطوره اخــــاذة لقلوبنا
مثل الفرات فياضة بصراح
وعلى الغصون تفرقت حباته
اوراقه اشـــــو اقنا بنجاح
حتى كأن الطير يهمس شوقه
فتغردت اصواته بصــــداح
اما الفنون الشعرية او الاغراض الشعرية فقد كثرت وتشعبت بتشعب الحياة وا ن اهمها واكثرها التصاقا بالشعب او بحياة المجتمع العربي بفرديته او جماعيته هو الشعرالسياسي فقد توسع الشعر السياسي في بدايات هذا العصر توسعا عظيما حتى قيل ان بدايات العصرالحديث- نهاية القرن التاسع عشر وبدايةالقرن العشرين- كان الشعر فيه سياسيا ثوريا ناهضا وكان الدافع الرئيس لهذا الشيء هو الحالة الجديدة الناهضة في الوطن العربي فقد شارك الشعراء العرب في اذكاء كل حركات التحرر الثورية العربية بل كا نوا رؤوساء ودعاة لها ومشتركين فعليا فيها ويعد الشعراء هم الاساس الاول في النهضة العربية لذلك فالمطلع على شعر شعراء النهضة العربية في بدايات هذا العصر يجد ان القصيدة العربية تقطردما وفي طياتها روح ثورية جامحة صارمة وكأن ابيات قصائدهم سيوفا مصلتة او مسلولة من اغمادها وهم قد ركبوا جيادهم للجها د في سبيل الحق ونصرة شعبهم والذود عن وطنهم .والشعب العربي المضطهد ويرزح تحت وطأة الاستعمار الاجني وهم يرون شعبهم وقد تقاسمت الامم اسلابه فهتفوا في الشعب العربي وتغنوا ببطولات هذا الشعب الذي هب كالمارد يشق طريقه الى التحرر والحرية والانعتاق من الاستعمار وينشد النور والامان بالايمان بقدراته وبروحيته الابية الطامحة الى العلو والارتقاء والثورة .
وقد اعتدنا ان نرى في الشعر الحديث تصنيفين اساسيين هما: الشعر القديم والمقصود به كل شعرعربي كتب قبل عصرالنهضة العربية الحديثة وربما قصد به بعضهم كل شعر كتب على نمط الشعر القديم حتى لو كان حديثا وهذا اراه تجاوزا على كثير من الشعراء الذين لايزالون يكتبون الشعرالتقليدي او الشعر العمودي وهو ما اسموه الشعرالتقليدي او( التقييدي) عند البعض الاخر لانهم يعتبرونه مقيد بالوزن والقافية كما يسمى بالشعر العمودي نسبة إلى نوعية كتابة هذا الشعر باستخدام الشطر والعجز في التنظيم النمطي لكتابته .
ويمكنني ان اصنف الشعر العربي الحديث الى مجموعة من التصانيف كما موجودة في حالتها الحالية وهي الشعر العمودي او التقليدي والشعرالحر او شعر التفعيلة او الشعرالمرسل وقصيدة النثر وهي اخر ما توصل اليه بعض الشعراء ويكتبون الشعر به .
ولكن هذه التقاسيم او التصنيفات لا تعني شيئا بالنسبة للشعر وكينونته وقد اثارت نزاعات واتهامات متبادلة بين الشعراء انفسهم وكذلك بين النقاد ومؤرخي الشعر لكن الأهم من كل هذا و ذا ك هو ايجاد الخصائص الفنية والموضوعات المختلفة للنصوص الشعرية وابتكار الاصلح والاسمى .
ان كثيرا مما كتبه الشعراء في هذا العصر والذي قبله كان على غير منهاج الشعر التقليدي او الكلاسيكي واقصد به الشعر الحر او شعرالتفعيلة وقد ظهر في الأدب العربي في النصف الأول من القرن العشرين، على يد امين الريحاني وصلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب و نازك الملائكة وشعراء المهجرمن الشعراء العرب في عدد من بلدان أوروبا وامريكا التي قصدوها للاستقرار فيها، وخاصة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا ثم الولايات الأميركية والبرازيل . وكان من أبرزهذه الاختلافات التي أثارها هذا الاتجاه هو ما اثاروه حول الأصالة والحداثة على مدى عقود . فابتداءا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى الان يتجاذب الادباء و الشعراء والنقاد ومؤرخو الادب العربي الاتهامات حول الأصالة والحداثة ثم اضيفت تجاذبات أخرى بينهم حول التقليدية والحداثة والمعاصرة .
وفي رايي الخاص ان هذه الامور هي التي اعاقت الشعرالعربي من التطور والالتحاق بالشعرالعالمي وهذا ما تؤكده أرقام مبيعات كتب الشعر التي صدرت خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى ضعف مستوى النتاج الشعري لدى كثير من الشعراء وتكاثر أدعياء الشعر وظهورأعداد كبيرة من الكتب الدواوين المطبوعة ذات قيمة فنية هابطة محسوبة على الشعر وهي لاتعني شيئا منه .
وحالة اخرى ارى انها اضعفت من نتاج الشعر العربي هو التقدم العلمي وانصراف الناشئة والطلبة وخريجي الجامعات إلى متابعة العلوم الحديثة في ظل الحركة الاقتصادية الهامة واتجاههم الى سوق العمل طلبا للمعاش وبما يحقق لهم مستوى معاشي افضل فأدى هذا الى بعض جمود في أفق الشعراء، وإلى إضعاف تأثير التجارب القليلة الجيدة التي لا يمكن إنكار ظهورها في حركة الشعر والثقافة العربية ككل .
ومراحل تطور الشعر العربي هو أنّ الشعر القديم يختلفُ في بعض جوانبه عن الشعر في الوقت الحاضر، وأهمّ ما يميّز الشعر القديم حِرصهِ على الوزن والقافية ونظم البيت على الصدر والعَجز، وكان كل شعر لا يتم نظمه على الوزن والقافية لا يعتبرُ شِعراً بل يعتبرونه نثرا أو فصاحة فِي العصر الحديث، فالشعر القديم يؤخذ عليه انه يعتبرونه رافدا من روافد الامتاعِ والمؤانسة والنفعِ الحسي ينقل مشاعر الشاعر ويعتبرُ مصدرَ طرب لدى العرب ويدعو إلى التحلّي بالأخلاقِ الكريمة والفضائل القيمة والنفورِ منَ الصفات السيئة غير الحميدة .
ظهور الشعرالحر على ايدي رواده الذين يعتبرون مِن أهمّ شعراءِ الحداثة لأنّهُم جمعوا بينَ الثقافة العربيّة الكلاسيكيّة والحداثة وربما المعاصرة ايضا . ووجد النقاد الذين وضعَوا أساسيّات لشعر التفعلية و شعر قصيدة النثر التي ظهرت حديثا ( راجع كتابي – دراسات في الشعرالعربي المعاصر وقصيدة النثر ) وهذا الأمر قَد غير مسار بعض قصائد الشعر من القافية والوزن إلى شعر للتفعيلة او الى شعر النثر فأوجد ت انواعا جديدة منه .
وقد تغيّرَ الشعر العربي عمّا كانَ سابقاً ليصبحَ في اغلبه عبارة عن شعر حُر او قصيدة نثر تتجسّد كلماتهُ باستخدامِ مفرداتٍ وكلماتٍ لها مَعنى ومغزى مختلف ، وهذا النوع منَ الشعر قد إنتشر انتشارا كبيراً وسريعا في هذا الوقت خاصة في ظل التقنيات الجديدة من وسائل الاعلام والنشر الرخيصة مثل الصحف والمجلات والتلفزة والانترنيت والفيسبك وما اليها وفتح الباب واسعا ليكتب كل من هدب ودب ويصف نفسه شاعرا الا ان هؤلاء لا يخفون عن الادباء من الشعراء والنقاد ويبقى ناكصا مايكتبونه وسيندثرمايقولونه بمرور الزمن فالبقاء للاصلح والافضل وهذه سنة الحياة . .
ويمكنني ان اصنف الشعر العربي الحديث الى مجموعة من التصانيف كما موجودة في حالتها الحالية وهي الشعر العمودي او التقليدي والشعرالحر او شعر التفعيلة او الشعرالمرسل وقصيدة النثر وهي اخر ما توصل اليه بعض الشعراء ويكتبون الشعر به .
ولكن هذه التقاسيم او التصنيفات لا تعني شيئا بالنسبة للشعر وكينونته وقد اثارت نزاعات واتهامات متبادلة بين الشعراء انفسهم وكذلك بين النقاد ومؤرخي الشعر لكن الأهم من كل هذا و ذا ك هو ايجاد الخصائص الفنية والموضوعات المختلفة للنصوص الشعرية وابتكار الاصلح والاسمى .
ان كثيرا مما كتبه الشعراء في هذا العصر والذي قبله كان على غير منهاج الشعر التقليدي او الكلاسيكي واقصد به الشعر الحر او شعرالتفعيلة وقد ظهر في الأدب العربي في النصف الأول من القرن العشرين، على يد امين الريحاني وصلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب و نازك الملائكة وشعراء المهجرمن الشعراء العرب في عدد من بلدان أوروبا وامريكا التي قصدوها للاستقرار فيها، وخاصة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا ثم الولايات الأميركية والبرازيل . وكان من أبرزهذه الاختلافات التي أثارها هذا الاتجاه هو ما اثاروه حول الأصالة والحداثة على مدى عقود . فابتداءا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى الان يتجاذب الادباء و الشعراء والنقاد ومؤرخو الادب العربي الاتهامات حول الأصالة والحداثة ثم اضيفت تجاذبات أخرى بينهم حول التقليدية والحداثة والمعاصرة .
وفي رايي الخاص ان هذه الامور هي التي اعاقت الشعرالعربي من التطور والالتحاق بالشعرالعالمي وهذا ما تؤكده أرقام مبيعات كتب الشعر التي صدرت خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى ضعف مستوى النتاج الشعري لدى كثير من الشعراء وتكاثر أدعياء الشعر وظهورأعداد كبيرة من الكتب الدواوين المطبوعة ذات قيمة فنية هابطة محسوبة على الشعر وهي لاتعني شيئا منه .
وحالة اخرى ارى انها اضعفت من نتاج الشعر العربي هو التقدم العلمي وانصراف الناشئة والطلبة وخريجي الجامعات إلى متابعة العلوم الحديثة في ظل الحركة الاقتصادية الهامة واتجاههم الى سوق العمل طلبا للمعاش وبما يحقق لهم مستوى معاشي افضل فأدى هذا الى بعض جمود في أفق الشعراء، وإلى إضعاف تأثير التجارب القليلة الجيدة التي لا يمكن إنكار ظهورها في حركة الشعر والثقافة العربية ككل .
و مراحل تطور الشعر العربي هو أنّ الشعر القديم يختلفُ في بعض جوانبه عن الشعر في الوقت الحاضر، وأهمّ ما يميّز الشعر القديم حِرصهِ على الوزن والقافية ونظم البيت على الصدر والعَجز، وكان كل شعر لا يتم نظمه على الوزن والقافية لا يعتبرُ شِعراً بل يعتبرونه نثرا أو فصاحة فِي العصر الحديث، فالشعر القديم يؤخذ عليه انه يعتبرونه رافدا من روافد الامتاعِ والمؤانسة والنفعِ الحسي ينقل مشاعر الشاعر ويعتبرُ مصدرَ طرب لدى العرب ويدعو إلى التحلّي بالأخلاقِ الكريمة والفضائل القيمة والنفورِ منَ الصفات السيئة غير الحميدة .
ظهور الشعرالحر على ايدي رواده الذين يعتبرون مِن أهمّ شعراءِ الحداثة لأنّهُم جمعوا بينَ الثقافة العربيّة الكلاسيكيّة والحداثة وربما المعاصرة ايضا . ووجد النقاد الذين وضعَوا أساسيّات لشعر التفعلية و شعر قصيدة النثر التي ظهرت حديثا ( راجع كتابي – دراسات في الشعرالعربي المعاصر وقصيدة النثر ) وهذا الأمر قَد غير مسار بعض قصائد الشعر من القافية والوزن إلى شعر للتفعيلة او الى شعر النثر فأوجد ت انواعا جديدة منه .
وقد تغيّرَ الشعر العربي عمّا كانَ سابقاً ليصبحَ في اغلبه عبارة عن شعر حر او قصيدة نثر تتجسّد كلماتهُ باستخدامِ مفرداتٍ وكلماتٍ لها مَعنى ومغزى مختلف ، وهذا النوع منَ الشعر قد إنتشر انتشارا كبيراً وسريعا في هذا الوقت خاصة في ظل التقنيات الجديدة من وسائل الاعلام والنشر الرخيصة مثل الصحف والمجلات والتلفزة والانترنيت والفيسبك وما اليها وفتح الباب واسعا ليكتب كل من هدب ودب ويصف نفسه شاعرا الا ان هؤلاء لا يخفون عن الادباء من الشعراء والنقاد ويبقى ناكصا مايكتبونه وسيندثرمايقولونه بمرور الزمن فالبقاء للاصلح والافضل وهذه سنة الحياة .
******************************