لطفي الياسيني
( شاعرالمقا ومة الفلسطينية )
ولد الشاعر لطفي الياسيني في السادس والعشرين من تموز (يوليو ) سنة \1922 بمنطقة ( الشوف) في لبنان . ثم انتقل الى فلسطين منذ نعومة اظفاره وطفولته . من اسرة تنشد الشعر وتقرضه فقد كان جده لابيه شاعرا ووالده شاعرا ووالدته شاعرة وقد قال الشعر في طفولته وصباه .
تتلمذ في الكتّاب في جامع الشيخ ( لولو) في القدس المحتلة حيث لم تكن المدارس النظامية موجودة للتعليم وبعد تعلمه في الكتاب انتقل الى مدرسة القدس الابتدائية ثم اتم مرحلة دراسته الاعدادية والمرحلة الثانوية فيها والدراسة الجامعية في الخارج وكان ينظم الشعر ويعرضه على ابيه حيث كان ابوه شاعرا وموسيقيا محترفا في العزف الى الرباب .
احب في صباه وشبابه الرياضة اضافة الى قول الشعر وخاصة المصارعة وكرة القدم . فعين رئيسا لاتحاد المصارعة الحرة في فلسطين ونال الجوائز والشهادات التقديرية فيها .
حصل على شهادة الدكتوراه عدة مرات وفي اختصاصات مختلفة من عدة اقطار عربية و نشر اول قصيدة له بعد النكبة وجرائها في الصحف والمجلات الفلسطينية مثل صحيفة الجهاد وصحيفة الدفاع اللتان كانتا تصدران في مدينة ( حيفا ) المحتلة يقول ومنها هذه الابيات :
فلسطين الحبيبة يا بلادي
اتوق الى رباك الى الجياد
يعذبني الحنين اليك دوما
فيغلبني الكرى قبل السهاد
اتوق لارض عكا ثم حيفا
الى يافا موشحة السواد
لناصرتي وبيارات جدي
الى صفد لايام العتاد
معار حبيبتي وضياء عيني
وترشيحا هواها خير زاد
وبيسان التي ناضلت فيها
دحا .... ناعور اخيار العباد
وفي قوصين لي ذكرى واني
اتوق الى الاهالي بازدياد
فلسطين الحبيبة كيف انسى
وروحي قد وهبتك مذ ميلادي
اصيب في المعركة مع العدو الصهيوني وهذه الاصابة وادت الى بتر ساقه اليسرى وشلل في الذراع الايسر بحيث اصبح يقضي معظم اوقاته على كرسي الاعاقة الابدية . وله سبعة اولاد في السجون الاسرائيلية بتهم امنية سجنوا من قبل الاحتلال الصهيوني.. وكان عدد من استشهد ما عائلته واقاربه 70 شهيدا على أيدي الصهاينة الغادرين .
صقلت موهبته الشعرية من قبل والده واساتذته ومن معاناته للاحتلال الصهيوني لبلده وكان يقرأ لشاعري فلسطين في طفولته وصباه الشاعرالكبير عبد الكريم الكرمي والشاعر عبد الرحيم محمود مع العلم انه كان يقرأ لكل شعراء العربية فالشعر كان عنده المتنفس الوحيد لما يعتقده ويناضل في سبيل تحقيقه و يختلج في صدره من معاناة كل شعوب الارض المقهورة والمغلوبة مثل الشعب العربي في فلسطين لاحظه يقول :
اتيت احني جبيني.... من فلسطين
لكل قطر وشعب..... من محبيني
انا اليتيم ... بلا ام...... ولا ابت
عربي انتمائي.. الى اهلي الميامين
مصري عراقي سعودي من عناويني
سوري وليبي .. ولبناني كواشيني
من المغاربة الاحباب.... جئت انا
من الجزائر ... من بربر... ويكفيني
من ارض عمان من قطر ومن يمن
من ارض تونس... جنات الملايين
الياسيني لا يشعر بالتعب رغم شيخوخته وكبر سنه وهو يتفاعل مع الحدث ويعيش الواقع المرير ويكتب المعلقات الشعرية في كل حدث يشاهده على شاشات الفضائيات والتلفزة العربية والعالمية او الصحف والمجلات وأقرَّ انه لن يعتزل الشعر ولن يتخلى عنه لانه يمثل شعره باولاده فهل يتخلى الوالد عن ابنائه وهو هو الحق والصدق فالشاعر لا يستطيع التخلي عن شعره ابدا.
لطفي الياسيني شاعر مخضرم عاش كثيرا وانتج اكثر فله في مجال الشعر اكثر من ستين ديوانا شعريا وكذلك الكثير من الكتب الثقافية والادبية والتاريخية فهو يمثل موسوعة ثقافية شاملة وكان رئيسا للمجلس الأعلى للكتاب والاعلام في فلسطين.
وقد امتلك صحفا كثيرة عمل جادا على تحريرها والكتابة فيها منها مايلي :
جريدة الصريح الفلسطينيه
جريدة المنتدى
جريدة الادباء
جريدة الشعر
جريدة الخلافة
جريدة البيرق
جريدة الطلائع
جريدة المصارعه الحره
جريدة الاقصى
جريدة الانتفاضة الفلسطينيه
جريدة الصريح
فالشاعر الياسيني من رواد الشعر العربي المعروفين ، وهو أحد أعمدة الشعرالعربي وخاصة شعر المقاومة فتاريخه المضيء يشهد بتأثيره على شعراء المقاومة والرفض، وهذا لا يستطيع احد نكرانه على الإطلاق. كما تميز شعره بالصور الشعرية الرائعة والبديع الجميل. و يتميز بثقافة الحوارالثقافي .
ويتميز شعره بالقوة والجزالة وعمق المعاني مع غزارة الإنتاج وجمال الجرس الموسيقي في البحور العربية الشعرية التي استخدمها ونظم فيها شعره . وقد نظم الشعر في اغلب الفنون الشعرية بما فيها الغزل والحكمة والوصف الا ان اغلبها شعرالمقامة واختم بحثي بهذه الابيات من شعره :
( اذا طال الزمان ولم تروني
فهذي صورتي فتذكروني )
وقفت العمر للاقصى واني
على عهدي الى يوم المنون
الا يا زائرا للقدس خذ ني
الى الاقصى لكي احني جبيني
اصلي ركعة لله اني
اتوق الى الصلاة فباركوني
من المنفى سرجت الخيل ات
لعاصمتي الى الصدر الحنون
لحي الواد يحملني اشتياقي
لباب المجلس الغالي عيوني
لحوش الشاي للدرج المفدى
الى خبز العراق الى الطابون
الى حمام عين صار ذكرى
الى القرمي لجامعنا المصون
صلاح الدين شارعه ينادي
تعالوا يا رفاقي … انقذوني
بلى انا سنأتي وعد ربي
لتحرير البلاد من المجون
الى حيفا وعكا سوف نأتي
الى يافا … هنالك ادفنوني
وايم الله من قبري ساشدو
فلسطيني … اليها احملوني
ومنذ النكبة الاولى وجرحي
بقلبي …. يا رفاقي اسعفوني
***********************************