ضباعة بنت عامر القشيري
هي ام سلمة ضباعة بنت عامر بن قراط بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من بني قشير.
شاعرة مخضرمة في الجاهلية والاسلام كانت زوجة هشام بن المغيرة. أسلمت بمكة أوائل ظهور الدعوة الاسلامية وأراد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها. وكانت قد اسلمت مع النسوة اللاتي أسلمن مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بمكة. وقد انشدت قائلة تدعو لابنها سلمة : .
اللهم رب الكعبة المحرمة
انصر على عدو ( سلمة )
له يدان في الأمور المبهمة
كف بها يعطي وكف منعمة
أجرأ من ضرغامة في أجمة
يحمي غداة الروع عند الملحمة
بسيفه عورة سرب المسلمة
جاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير عن عمر بن عباس رضي الله عنهما : أن ضباعة بنت عامر بن قرط كانت تحت عبد الله بن جدعان فطلقها فتزوجها بعده هشام بن المغيرة فولدت له ( سلمة ) وفي ابنها من هشام تقول:
نمى به إلى الذري هشام
قدماً وآباء له كرام
جحاجح خضارم عظام
من آل مخزوم وهو النظام
والرأس والهامة والسنا م
وكانت امرأة ضخمة جميلة لها شعر غزير يجلل جسمها فخطبها رسول الله من ابنها (سلمة ):
فقال: حتى أستأمرها؟ فاستأذنها
فقالت: يا بني أفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذن؟
فرجع ابنها فسكت ولم يرد جواباً وكأنه رأى أنها قد طعنت في السن وسكت النبي صلى الله عليه وسلم عنها. وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوجها وإنما أراد ذلك ثم لم يفعل .
وقيل انها كانت من أجمل نساء العرب وأعظمهن خلقة وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئاً كثيراً وكانت تغطي جسدها بشعرها لطوله .
وجاء عن ابن الكلبي في كتابه الانساب عن أشياخ من بني عامر :
قيل أتانا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونحن بعكاظ فدعانا إلى نصرته ومنعته فأجبناه إذ جاء ( بيحرة بن فراس القشيري) فغمز شاكلة ناقة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقصمت برسول اللّه صلى الله عليه وسلم فألقته وعندنا يومئذ ضباعة بنت قرط ـ كانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بمكة جاءت زائرة إلى بني عمها ـ فقالت :
- يا آل عامر ـ ولا عامر لي ـ أيصنع هذا برسول اللّه صلى الله عليه وسلم بين أظهركم لا يمنعه أحد منكم ؟
! فقام ثلاثة من بني عمها إلى( بيحرة) فأخذ كل رجل منهم رجلاً فجلد به الأرض ثم جلس على صدره ثم علقوا وجهه لطماً فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم :
-(اللهم بارك على هؤلاء ) .
فأسلموا وقتلوا شهداء .
وفي رواية اخرى وردت عن بن الكلبي في الأنساب ايضا عن عمر بن عباس رضي الله عنهما :
كانت ضباعة القشيرية تحت هودة بن علي الجعفي فمات فورثته من ماله كثيرا فخطبها ابن عم لها وخطبها عبد الله بن جدعان فرغب أبوها في المال فزوجها من ابن جدعان ولما حملت إليه تبعها ابن عمها فقال : يا ضباعة الرجال البخر أحب إليك أم الرجال الذين يطعنون السور ؟
قالت : لا بل الرجال الذين يطعنون السور.
فقدمت على عبد الله بن جدعان فأقامت عنده ورغب فيها هشام بن المغيرة ـ وكان من رجال قريش المشهورين ـ
فقال لضباعة : أرضيت لجمالك وهيئتك بهذا الشيخ اللئيم ؟ سليه الطلاق حتى أتزوجك وكان لا ينجب .
فسألت ابن جدعان الطلاق فقال لها :
- قد بلغني أن هشاماً قد رغب فيك ولست مطلقاً حتى تحلفي لي أنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة سود الحدق بين إساف ونائلة وأن تغزلي خيطاً يمد بين أخشبي مكة وأن تطوفي بالبيت عريانة .
- فقالت : دعني أنظر في أمري .
فتركها فأتاها هشام فأخبرته
- فقال : أما نحر مائة ناقة فهو أهون عليّ من ناقة أنحرها عنك وأما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلن لك وأما طوافك بالبيت عريانة فأنا أسأل قريشاً أن يخلو لك البيت ساعة فسليه الطلاق.
فسألته الطلاق فطلقها بعد ان حلفت حلفت له فتزوجها هشام فولدت له ( سلمة ) فكان من خيار المسلمين ووفى لها هشام بما وعدها به .
وقال ابن عباس ايضا : فأخبرني المطلب بن أبي وداعة السهمي وكان لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
- لما أخلت قريش لضباعة البيت خرجت أنا ومحمد ونحن غلامان فاستصغرونا فلم نمنع فنظرنا إليها لما جاءت فجعلت تخلع ثوباً ثوباً وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله
حتى نزعت ثيابها ثم نشرت شعرها فغطى بطنها و ظهرها حتى صار في خلخالها فما استبان من جسدها شيء وأقبلت تطوف وهي تنشد هذا الشعر فلما مات هشام بن المغيرة وأسلمت وهاجرت خطبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنها (سلمة)
فقال : يا رسول الله ما عنك مدفع أفأستأمرها ؟
قال : (نعم ).
فأتاها فقالت : أنا لله أفي رسول الله تستأمرني ؟ أنا أسعى لأن أحشر في أزواجه ارجع إليه فقل له : نعم قبل أن يبدو له .
فرجع سلمة فقال له فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً . وكان قد قيل له بعد أن ولى سلمة : إن ضباعة ليست كما عهدت قد كثرت غضون وجهها وسقطت أسنانها من فمها .
توفيت ضباعة في السنة العاشرة للهجرة النبوية نحوعالم \ 631 ميلادية . ومن شعرها هذه الابيات
إنك لو وألت إلى هشام
أمنت وكنت في حرم مقيم
كريم الخيم خفاف حشاه
ثمال لليتيمة واليتيم
ربيع الناس أروع هبرزي
أبي الضيم ليس بذي وصوم
أصيل الرأي ليس بحيدري
ولا نكد العطاء ولا زميم
ولا خذالة إن كان كون
دميم في الأمور ولا مليم
ولا متنزع بالسوء فيهم
ولا قذع المقال ولا غشوم
فأصبح ثاوياً بقرار رمس
كذاك الدهر يفجع بالكريم
********************************