الشنفري
الشنفري هو بن الحارث بن ربيعة بن الاوس بن الحجر بن الهنوؤ بن الازد فهو اذن من قبيلة اوس من قبيلة ازد اليمانية وقيل سمي بالشنفري لغلظة في شفتيه . ويعني اسمه (غليظ الشفاه) مما يدل على أن دماء حبشية كانت تجري فيه.
نشأ في قبيلة (فهم ) العدنانية بعد أن تحولت إليها أمه بعد أن قتلت الأزد والده، ويرجح أنه خص بغزواته بني سلامان بن مفرج ثأراً لوالده الذي قتلوه وانتقاما منهم لاسره صغيرا وكان الشنفرى سريع العدو لا تدركه الخيل حتى قيل: (أعدى من الشنفري)، وكان يغير على أعدائه من بني سلامان برفقة صعلوك فتاك هو( تأبط شرا) من قبيلة ( فهم ) العدنانية وهو الذي علمه الصعلكة،
الشنفرى شاعر صعلوك يعد من أشهر عدَّائي الصعاليك مثل تأبط شراً وعمرو بن براقة وعروة بن الورد ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال.
ويقول في نسبه:
أنا ابن خيار الحجر بيتاً ومنصباً
وأمي ابنة الأحرار لو تعلمينها
نشأ بين قبيلة بني فهم الذين أسروه صغيرا وعندما شب انتقل إلى بني سلامان بن مفرج الأزدي حيث عاش بين البراري والجبال متسكعا متصلكا فلما عرف بقصة اسره حلف أن يقتل من قبيلة (فهم ) مائة رجل .
. وقيل أنه قتل من بني سلامان بن مفرج تسعة وتسعين رجلا في غاراته عليهم. وأن بني سلامان أقعدت له رجالا من بني الرمد من قبيلة (غامد) يرصدونه. فجاءهم للغارة فطلبوه فأفلت منهم فأرسلوا عليه كلبا لهم يقال له ( خبيش) فقتل الشنفري الكلب .وبعد ذلك مرّ برجلين من بني( سلامان ) ففر عنهما ونجا . فأقعدوا له أسيد بن جابر السلاماني وحازما البقمي من (البقوم ) من(حوالة ) بن الهنو بن الأزد ( بالناصف) من ( أبيدة ) وهو واد كبير فرصداه . وقيل انه أقبل في الليل و قد نزع إحدى نعليه، وهو يضرب برجله ان لايشعربهد احد ..
فقال حازم: هذا الضبع
فقال أسيد : بل هو الخبيث.
فلما دنا توجس ثم رجع فمكث قليلا، ثم عاد إلى الماء ليشرب فوثبوا عليه فأخذوه وربطوه وأصبحوا به في بني (سلامان ) فربطوه إلى شجرة
فقالوا له :- قف أنشدنا.
فقال: إنما النشيد على المسرة.
فذهبت مقولته مثلا.
وجاء غلام كان الشنفري قد قتل أباه، فضرب يده بالشفرة فاضطربت فقال:
لا تبعدي إمّا هلكت شامه --- فرب واد قد قطعت هامه
وربّ حيّ أهلكت سوامه --- ورب خرق قطعت قتامه
ورب خرق فصلت عظامه
ثم قالوا له : أين نقبرك؟
فقال:
لا تقبروني إن قبري محرّم
عليكم ولكن أبشري أم عامر
إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري
وغودر عند الملتقى ثمّ سائري
هنا لك لا أرجو حياة تسرني
سمير الليالي مبسلا بالجرائر
الا أن رجلا من بني سلامان رماه بسهم في عينه فقتله. فقال جزء بن الحارث في قتله:
لعمرك للساعي أسيد بن جابر
أحق بهامتكم بني عقب الكلب
مان الشنفري قبل الهجرة النبوية المباركة ب سبعين عاما اي انه مات سنة \525 ميلادية .
الشنفري احد الشعراء الصعاليك شعره من الدرجة الاولى وتنسب اليه القصيدة المشهور ب ( لامية العرب ) وهي تقارب المعلقات العشر وان لم تكن منها .
ومن لامية العرب هذه الابيات
أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم
فإني إلى قومٍ سِواكم لأميلُ !
فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ
وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأيً، للكريم، عن الأذى
وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ
سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ
ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ هم الأهلُ
. لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ لديهم
ولا الجاني بما جَرَّ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ، باسلٌ. غير أنني إذا
عرضت أولى الطرائد ِ أبسلُ
وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْطـَةٌ عن تفضلٍ
عَلَيهِم وكان الأفضلَ المتفضِّلُ
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً
بِحُسنى، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصحاب ٍ: فؤادٌ مشيعٌ،
وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ
هَتوفٌ، من المُلْسِ المُتُونِ، يزينها
رصائعُ قد نيطت إليها، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السهمُ، حَنَّتْ كأنها
مُرَزَّأةٌ، ثكلى، ترِنُ وتُعْوِلُ
ولستُ بمهيافِ، يُعَشِّى سَوامهُ
مُجَدَعَةً سُقبانها، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِهِ
يُطالعها في شأنه كيف يفعـلُ
ولا خَرِقٍ هَيْقٍ، كأن فُؤَادهُ
يَظَلُّ به الكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ،
ولا خالفِ داريَّةٍ، مُتغَزِّلٍ،
يروحُ ويغدو، داهناً، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ
ألفَّ، إذا ما رُعَته اهتاجَ، أعزلُ
ولستُ بمحيار الظَّلامِ، إذا انتحت
هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي
تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ،
وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً، فأذهَلُ
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
عَليَّ، من الطَّوْلِ، أمرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم، لم يُلْفَ مَشربٌ
يُعاش به، إلا لديِّ، ومأكلُ
ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي
على الضيم، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحوايا، كما انطوتْ
خُيـُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا
أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ، أطحلُ
غدا طَاوياً، يعارضُ الرِّيحَ، هافياً
يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ
دعا؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ، شِيبُ الوجوهِ، كأنها
قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
مَحَ أبيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ؛
مُهَرَّتَةٌ، فُوهٌ، كأن شُدُوقها
شُقُوقُ العِصِيِّ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ
فَضَجَّ، وضَجَّتْ، بِالبَرَاحِ، كأنَّها
وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء، ثُكَّلُ؛
وأغضى وأغضتْ، واتسى واتَّستْ
بهِ مَرَاميلُ عَزَّاها، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ
شَكا وشكَتْ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
ولَلصَّبرُ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!
وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ، وكُلُّها،
على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ، مُجْمِلُ
وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ؛ بعدما
سرت قرباً، أحناؤها تتصلصلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ، وابتدرنا، وأسْدَلَتْ
وَشَمـَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَوَلَّيْتُ عنها، وهي تكبو لِعَقْرهِ
يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ
كأن وغاها، حجرتيهِ وحولهُ
أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ، نُزَّلُ،
توافينَ مِن شَتَّى إليهِ، فضَمَّها
كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل
فَعَبَّتْ غشاشاً، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها
مع الصُّبْحِ، ركبٌ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشها
بأهدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ؛
وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ
كِعَابٌ دحاها لاعبٌ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشنفري أم قسطلِ
لما اغتبطتْ بالشنفري قبلُ، أطولُ !
طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ
عَقِيرَتـُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ،
تنامُ إذا ما نام، يقظى عُيـُونُها
حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ
وإلفُ همومٍ مـا تزال تَعُودهُ
عِياداً، كحمى الرَّبعِ، أوهي أثقلُ
إذا وردتْ أصدرتُها، ثُمَّ إنها
تثوبُ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ
فإما تريني كابنة الرَّمْلِ، ضاحياً
على رقةٍ، أحفى، ولا أتنعلُ
فأي لمولى الصبر، أجتابُ بَزَّه
على مِثل قلب السَّمْع، والحزم أنعلُ
وأُعدمُ أحْياناً، وأُغنى، وإنما
ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ
فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ
ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ
ولا تزدهي الأجهال حِلمي، ولا أُرى
سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحسٍ، يصطلي القوس ربها
وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ، وصـحبتي
سُعارٌ، وإرزيزٌ، وَوَجْرٌ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِسواناً، وأيتمتُ وِلْدَةً
وعُدْتُ كما أبْدَأتُ، والليل أليَلُ
وأصبح، عني، بالغُميصاءِ، جالساً
فريقان: مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ
فقالوا: لقد هَـرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
فقلنا: إذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ، ثم هوَّمَتْ
فقلنا قطاةٌ رِيعَ، أم ريعَ أجْدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ، لأبرحَ طَارقاً
وإن يَكُ إنساً، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّعرى، يذوبُ لُعابهُ،
أفاعيه، في رمضـائهِ، تتملْمَلُ
نَصَـبـْتُ له وجهي، ولاكنَّ دُونَهُ
ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ، إذا هبتْ له الريحُ، طيَّرتْ
لبائدَ عن أعـطافهِ ما ترجَّلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ
له عَبَسٌ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ
وخَرقٍ كظهر الترسِ، قَفْرٍ قطعتهُ
بِعَامِلتين، ظهرهُ ليس يعملُ
وألحقتُ أولاهُ بأخراه، مُوفياً
على قُنَّةٍ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصحمُ حولي، كأنَّها
عَذارى عليهنَّ الملاءُ المُذَيَّلُ
ويركُدْنَ بالآصالٍ حولي، كأنني
مِن العُصْمِ أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ
*****************