الغزل في الشعر الاموي
الغزل فن من الفنون الشعرية القديمة قدم الشعر و فيه تعبير عن عاطفة الشاعر الشخصية وما يعتمل في نفسه من هواجس و لواعج وحب وشوق ووله وغرام يبثها لحبيبته او عشيرته .
كا ن معروفا في الجاهلية الا انه انكمش في صدر الاسلام وبعث من جديد في العصر الاموي بصورة واسعة حتى ان بعض الشعراء لم يكن لهم شعر الا في الغزل وهم عشا ق العرب وقد وجد فيه ثلاثة اتجاهات واسعة ومختلفة احدها عن الاخر تبعا لطبيعة ونفسية الشاعر ومكانته وشاعريته .
الغزل التقليدي\
------------
هي ابيات في الحب والغزل يفتتح الشاعر فيها قصيدته وسمي تقليديا لانه استمرار لغزل الجاهليين وصدر الاسلام وفيه يتغزل الشاعر بمن يحب وفي اكثر الاحيان يذكر اسما لحبيبته ويذكر ساعات اللقاء وايام الجفاء والم الحب ولوعة الهوى والفراق كسياق عمل في افتتاح قصيدته
ومن اهم الشعراء فيه فحول شعراء هذا العصر جرير والاخطل والفرزدق وغيرهم :
جرير بن عطية
هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي من قبيلة يربوع ومن رهط كليب
ولد في خلافة عثمان بن عفان ونشأ في بيت فقير, قضى طفولته وصباه يرعى الاغنام .وقال الشعر منذ صغره متحديا كل الظروف الملمة به
قضى جرير فترة شبابه باليمامة وتهاجى في الشعر مع الفرزدق ثم انتقل الى البصرة عند سيطرة الامويين عليها بعد القضاء على ثورة مصعب بن الزبير وظل يتهاجى مع الفرزدق الذي كان ساكنا فيها وقد مدح جرير فيها بشر بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهما وكانا هذين من ولاة الامويين عليها وكان الحجاج سببا في وصول جرير الى الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان لمدحه ثم مدح الخلفاء الا مويين الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك وعد من شعراء الخلافة والبيت الاموي في وقت كانت قبيلته ضد الحكم الاموي .
بقي جرير ينافس الاخطل والفرزدق بمدحه لخلفاء بني امية الا ان نشبت بين الفريقين مهاجاة عنيفة ازدادت عنفا بمرور الزمن واستمرت حتى توفي جرير سنة 114 هجرية.
بان الخليط، ولو طوعت مابانا
وقطعوا من حبال الوصل أقرانا
حي المنازل إذ لا نبتغي بدلاً
بالدار داراً ، ولا الجيران جيرانا
ياأم عمرو ! جزاك الله مغفرة
ردي علي فؤادي كالذي كانا
فلا تحرجت مما تفعلين بنا
ياأطيب الناس يوم الدجن أردانا
قالت ألم بنا إن كنت منطلقاً
ولا أخالك بعد اليوم تلقانا
ما كنت اول مشتاق أخا طرب
هاجت له غدوات البين أحزانا
ياأم عمرو وأن الحب عن عرض
يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا
يلقى غريمكم من غير عسرتكم
بالبذل بخلاً و بالأ حسان حرمانا
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم
ماكنت أول موثوق به خانا
لقد كتمت الهوى حتى تهيمني
لا أستطيع لهذا الحب كتمانا
لا بارك الله في الدنيا إذا أنقطعت
أسباب دنياك من أسباب دنيانا
كيف التلاقي ولا بالقيظ محضركم
منا قريب ولا مبداك مبدانا
أبدل الليل لاتسري كواكبه
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ، ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله انسانا
طار الفؤاد مع الخود التي طرقت
في النوم طيبة الاعطاف مبدانا
مثلوجة الريق بعد النوم واضعةً
عن ذي مثان تمج المسك والبانا
يا حبذا جبل الريان من جبل
وحبذا ساكن الريان من كانا
ويقول في غيرها ايضا في الغزل:
لمن الديار ببرقة الروحان
إذ لا نبيع زماننا بزمان
نزل المشيب على الشباب فراعني
وعرفت منزله على أخداني
و إذا وعدنك نائلاً أخلفنه
وإذا غنيت فهن عنك غوان
عطر الثياب من العبير مذيلٍ
يمشي الهوينا مشية السكران