زرت بغداد بعد عدة سنوات من زمن الاحتلال المقيت - وكنت قبله كثير الترد عليها - وادهشني مارايت - يالها من مدينة دمرها الغزاة واذنابهم والمعتدون واعوانهم فقد وجدت شارع الرشيد – هذا الشارع العظيم الذي يحمل في كل حجر اوصوب اوعقد اوساحة اوزقاق اوشارع فرعي منه او اليه كل الذكريات الطيبة للعراقيين - يبكي خجلا
فقد لاحظت من تمثال الشاعر معروف الرصافي الى منطقة السوق العربي قد انقسم هذا الشارع – رغم ضيقه - الى شارعين احدهما لمرور الحمير تجر وارءها عربات صغيرة تحمل بضائع وهي تنهق نهيقا متواصلا باصواتها المتعالية ( ان انكر الاصوات لصوت الحمير ) والاخر لمرور السابلة والمتبضعين والحمالين
اما الاوساخ التي فيه فقد كان هناك بيادر من الاوساخ والنفايات ارتفعت الى عدة امتار في ساحة الرصافي واخرى قريبة من جامع الحيدر خانة وثالث قرب السوق العربي
كنت ماشيا على قدمي وانا اتفحص هذا الشارع العظيم شارع الملوك والرؤساء والجيوش المنتصرة والتظاهرات الشعبية ضد الطغاة منذ العد الملكي وحتى عهد الاحتلال وقد شاركت فيه في العديد من المظاهرات زمن الزعيم عبد الكريم قاسم وما بعده
وراح فكري يتراجع يتفحص مرور الزمن ويتساءل اهذا هو شارع الرشيد ... اهذه هي بغداد الحبيبة رمز مجد الرافدين وتاجه واريجه المتضوع وذرفت عيناي دموعا غزيرة وانا اخرج من شارع الرشيد باتجاه شارع الجمهور ية من ساحة الرصافي حيث واجهتني عمار ة سامقة من الازبال والاوساخ في الجهة الشرقية لساحة الامين عند التقاء شارع الامين بشارع الجمهورية ثم اتجهت الى باب المعظم التي اضحت اثرا بعد عين وانا اجهش بالبكاء وعندها انشدت قصيدتي التي مطلعها :
بغداد يا بغداد يارمز المحبة والصفاء
ضيعوك الغادرون بظلمهم - يا للغباء
جعلوك فريسة للطامعين الغرباء
فليكتب التاريخ سطرا في المذلة والخناء
فقد بلت نفوسهم المها نة فلا حيا ء
==================
بغداد يا بغداد صبرا أيا روح القلوب
بغداد ياقلعة العراق شمال وجنوب
ان تغافيت هجرت يراعي والكتيب
يغداد عذرا فردوسي انت والحبيب
بغداد ز رتك ضامئا قد مسني فيك اللغوب
=====