2
بسم الله الرحمن الرحيم
( كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وقد اتيناك من لدنا ذكرا * من اعرض عنه فانه يحمل يوم القيامة وزرا * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا * يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا * يتخافتون بيسنهم ان لبثتم الا عشرا * نحن اعلم بما يقولون اذ يقول امثلهم طريقة ان لبثتم الا يوما * ويسالونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا امتا * يومئذ يتبعون الداعي لاعوج له وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا * يومئذ لاتنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا * يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما *)
سورة طه الايات \ 99- 112
الحمد لله \
في الايات السابقة لهذه الايات من سورة طه يبين الله تعالى قصة نبيه موسى عليه السلام من انباء وقصص لم يعلمها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و وقد وضحها في القران الكريم او في الذكرالحكيم ليتعظ بها قومه وقد انزل الله تعالى القران الكريم الى محمد الحبيب المصطفى وفيه مثل هذه القصص ليكون عبرة وتذكيرا لامة محمد صلى الله تعالى وهو الاجدر بالاعتبار فكل من سمع هذا القران العظيم ولم يؤمن به او لم يطمئن اليه قلبه ويصدق به ويتبع كل ماجاء به فان الله تعالى سيعاقبه يوم القيامة عذابا شديدا الوزر هو العذاب الشديد او الموجع وسيقى هؤلاء يتعذبون في يوم القيامة بما اكتسبوه من وزر او عذاب او حمل شديد صعب الحمل وثقيله خالدين في هذا العذاب ابد الدهر
وفي يوم القيامة يامرالله تعالى الملك اسرافيل فينفخ في الصور او البوق المعد لهذا الغرض والبوق عادة يكون حلزونيا او على شكل مخروط يتسع قليلا قليلا حتى يكبر في منتهاه ومن العجيب ان الاصوات التي تصدر في مثل هذه الالة تتسع ايضا وترتفع نبراتها الصوتية فيها اكثر من اي شكل من الاشكال الهندسية الاخرى لهذه الاجسام خاصية جمع الصوت اكثر وعلى هذا الاساس ترى صيوان الاذن البشرية الظاهر اوسع ثم يضيق كلما اقترب من الراس ثم يتحول الى ثقب صغير متناه في الصغر كلما دخل في الراس حتى يصل الى الاعصاب السمعية وفي هذه قدرة الله تعالى البالغة
والنفخ في البوق يوم القيامة نفختان ذكرهما الله تعالى في القران الكريم في الاولى يموت كل الخلق وتند رس الا رض وتصبح الجبال قاعا صفصفا وتتبخر البحار بفعل الحرارة التي تحدث وتنعدم الجاذبية فتتناثر النجوم وتنكدر وتنشق الارض وتنعدم الحياة ( راجع التمهيد في الجزء الاول من هذا الكتاب )
وتجتمع الشمس والقمر وكثير من الاحداث الاخرى بحيث تصبح الارض وما فيها من بحار ومحيطات وجبال عالية وتضاريس مختلفة مسطحة سمحاء خالية من التعرجات والنتوءات والتغيرات ويصبح كل من عليها منته وزائل ( كل من عليها فان ) ويكون جزءا منها اي ان الانسان سيموت ويتحول الى تراب ويتفسخ جسمه الطري ويتحلل الى عناصره الاولية وينتهي الى الرميم وهو التراب المهيل الا جزء صغير منه وهو (عجب الذنب ) كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعجب الذنب هو عظيمة دقة في الصغر مكانها في اسفل العمود الفقري فانها ستبقى ولا تتفسخ وقد خلقت كذلك لامر قدره الله تعالى
اما في النفخة التالية فيوم يبعث الله تعالى الخلق للحساب
ان الارض ومن عليها من انس وجن وما عليها من دابة غير عاقلة وما فيها من اثقال اندرست في النفخة الاولى واصبحت كما ذكرت مسطحة ملساء واسعة باذن ربها وان ما كان عليها من ماء تبخر بفعل الحرارة الشديدة وتحولت هذه البحاروالمحيطات الى بخار شديد وكثيف في جو السماء والارض وهكذا ستبقى الارض بلا حياة ماشاء الله تعالى من الزمن فاذا جاء وعد الحق تعالى ان يعيد الخلق وينشىء النشاة الاخرى ستمطر السماء مطرا شديدا تطفح الارض المسطحة وسفوحها لكثرته ويتهيء الجو المناسب لانبات ما كان عليها فينبت الانسان تحت الارض كما ينبت البقل فيها كما اخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فاذا كانت النفخة الثانية هب الجميع قيام ينظرون وتحول هذا النبت العجيب الى انسان سوي يحمل كل العواطف والنزعات الانسانية التي كانت فيه في الحياة الدنيا وقبل موته فيبعث من جديد وهذه هي عملية البعث فهم من القبور ينسلون بين الفزع والهلع والخوف من هول هذه الاحداث التي ستلم بهم ينسلون من قبرهم حفاة عراة تتفصد عرقا اجسادهم ويتهامسون فيما بينهم وانفسهم وهنا ينقسمون الى قسمين وثالث بينهم ا صحاب الجنة واصحاب الجحيم واصحاب الاعراف بينهم
اما اصحاب النار فيساقون وهم في اقبح صورة واسوا حال وقد ازرقت اعينهم واجساهم وتشوهت خلقهم لشدة ما يلحقهم من الخوف والفزع و\لايستطيعون التكلم والتخاطب الا همسا ومن هذا الهمس ان احدهم يهمس في الاخر كم لبثتم فيقول عشرا والاخر يجيب لبثنا يوما واحدا وما الى ذلك منشدة الهول والخوف والله تعالى هو وحده يعلم كم لبثوا ومقدارالمدة التي قضوها وحقيقتها التي قضوها في الاجل بعد الموت
وفي الحيا ة الدنيا هناك من الكفار والمشركين من يسال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الجبال بسخرية وانكارا ليوم القيامة وعما يفعل الله تعالى بها في يوم القيامة وكيف ستكون فالله تعالى يخبر الحبيب صلىالله عليه وسلم ان يخبرهم بان الله تعالى بقدرته وعظمته البالغة سيدكها دكا وينسفها نسفها ويفتت صخورها الى كثيب مهيل ويذهب عنها نشوزها فيجعلها قاعا صفصفا فلا يبقي لها اثرا ولا عينا ولا يستطيع الناظر اليها ان يميزها عن بقية اجزاء الارض في يوم القيامة
وفي هذا اليوم العظيم يؤذن مؤذن بيوم البعث والنشور وهي الاذان بالنفخة الثانية فيقوم الناس من اجداثهم كانهم جراد منتشر او كانهم الى نصب يوفضون وقد عليهم الهيبة و الجلالة من خشية الله تعالى وخفتت الاصوات خفوتا فلا تسمع الا همسا وفي هذه الاحوال لا توجد شفاعة ولا وسيلة وانما كل امرىء بما كسب رهين ولا تنفع الشفاعة في هذا الموقف الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا وذلك الحظ العظيم فالله تعالى وحده يعلم ما تقدم بهم من الاحوال وما سيكون عليهم فلا تحيط مداركهم وعقولهم بذاته وصفاته فانه تعالى اجل واعظم من ان يحيط بعلمه اي مخلوق مهما كان او اوتي من قوة الادراك والفهم
في هذا اليوم العظيم يظهر على الخلق الخضوع والهلع والذلة والعبودية لله تعالى وتبدي على ملامح وجوههم الانكسار
وفي الحيا ة الدنيا هناك من الكفار والمشركين من يسال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الجبال بسخرية وانكارا ليوم القيامة وعما يفعل الله تعالى بها في يوم القيامة وكيف ستكون فالله تعالى يخبر الحبيب صلىالله عليه وسلم ان يخبرهم بان الله تعالى بقدرته وعظمته البالغة سيدكها دكا وينسفها نسفها ويفتت صخورها الى كثيب مهيل ويذهب عنها نشوزها فيجعلها قاعا صفصفا فلا يبقي لها اثرا ولا عينا ولا يستطيع الناظر اليها ان يميزها عن بقية اجزاء الارض في يوم القيامة
وفي هذا اليوم العظيم يؤذن مؤذن بيوم البعث والنشور وهي الاذان بالنفخة الثانية فيقوم الناس من اجداثهم كانهم جراد منتشر او كانهم الى نصب يوفضون وقد عليهم الهيبة و الجلالة من خشية الله تعالى وخفتت الاصوات خفوتا فلا تسمع الا همسا وفي هذه الاحوال لا توجد شفاعة ولا وسيلة وانما كل امرىء بما كسب رهين ولا تنفع الشفاعة في هذا الموقف الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا وذلك الحظ العظيم فالله تعالى وحده يعلم ما تقدم بهم من الاحوال وما سيكون عليهم فلا تحيط مداركهم وعقولهم بذاته وصفاته فانه تعالى اجل واعظم من ان يحيط بعلمه اي مخلوق مهما كان او اوتي من قوة الادراك والفهم
في هذا اليوم العظيم يظهر على الخلق الخضوع والهلع والذلة والعبودية لله تعالى وتبدي على ملامح وجوههم الانكسار ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) اي شخصت الوجوه والانظار التي فيها بذلة وانكسار وخضوع الى الله تعالى الذي هو الحي الذي لا
يموت والدائم البقاء والقيام ابدا في تدبير شأ ن خلقه سبحانه وتعالى وقد انقسم الخلق كما بينت سابقا – ويظهر ذلك في سحنات وجوههم فالكافرون والمشركون والعتاة يساقون الى جهنم زمرا وهم مقيدون بالسلاسل والا غلال بعد ان بانت حقيقتهم وعلاما تهم في وجوههم وفخابوا وندموا وباؤوا بالخسران والذلة
واما الاخرون فيعرف في وجوههم نضرة النعيم يستبشرون بنعمة من الله تعالى وفضل لم يمسسهم سوء لما قدموه في حياتهم الدنيا من الاعمال الصالحة والطاعات فسيوفون اجورهم كاملة فلا يتهظم اعمالهم الصالحة ولا يظلمون فتيلا وسيجري العدل الالهي عليهم ( وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ) والله تعالى اعلم
*********************
*********************
بسم الله الرحمن الرحيم
( كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وقد اتيناك من لدنا ذكرا * من اعرض عنه فانه يحمل يوم القيامة وزرا * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا * يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا * يتخافتون بيسنهم ان لبثتم الا عشرا * نحن اعلم بما يقولون اذ يقول امثلهم طريقة ان لبثتم الا يوما * ويسالونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا امتا * يومئذ يتبعون الداعي لاعوج له وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا * يومئذ لاتنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا * يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما *)
سورة طه الايات \ 99- 112
الحمد لله \
في الايات السابقة لهذه الايات من سورة طه يبين الله تعالى قصة نبيه موسى عليه السلام من انباء وقصص لم يعلمها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و وقد وضحها في القران الكريم او في الذكرالحكيم ليتعظ بها قومه وقد انزل الله تعالى القران الكريم الى محمد الحبيب المصطفى وفيه مثل هذه القصص ليكون عبرة وتذكيرا لامة محمد صلى الله تعالى وهو الاجدر بالاعتبار فكل من سمع هذا القران العظيم ولم يؤمن به او لم يطمئن اليه قلبه ويصدق به ويتبع كل ماجاء به فان الله تعالى سيعاقبه يوم القيامة عذابا شديدا الوزر هو العذاب الشديد او الموجع وسيقى هؤلاء يتعذبون في يوم القيامة بما اكتسبوه من وزر او عذاب او حمل شديد صعب الحمل وثقيله خالدين في هذا العذاب ابد الدهر
وفي يوم القيامة يامرالله تعالى الملك اسرافيل فينفخ في الصور او البوق المعد لهذا الغرض والبوق عادة يكون حلزونيا او على شكل مخروط يتسع قليلا قليلا حتى يكبر في منتهاه ومن العجيب ان الاصوات التي تصدر في مثل هذه الالة تتسع ايضا وترتفع نبراتها الصوتية فيها اكثر من اي شكل من الاشكال الهندسية الاخرى لهذه الاجسام خاصية جمع الصوت اكثر وعلى هذا الاساس ترى صيوان الاذن البشرية الظاهر اوسع ثم يضيق كلما اقترب من الراس ثم يتحول الى ثقب صغير متناه في الصغر كلما دخل في الراس حتى يصل الى الاعصاب السمعية وفي هذه قدرة الله تعالى البالغة
والنفخ في البوق يوم القيامة نفختان ذكرهما الله تعالى في القران الكريم في الاولى يموت كل الخلق وتند رس الا رض وتصبح الجبال قاعا صفصفا وتتبخر البحار بفعل الحرارة التي تحدث وتنعدم الجاذبية فتتناثر النجوم وتنكدر وتنشق الارض وتنعدم الحياة ( راجع التمهيد في الجزء الاول من هذا الكتاب )
وتجتمع الشمس والقمر وكثير من الاحداث الاخرى بحيث تصبح الارض وما فيها من بحار ومحيطات وجبال عالية وتضاريس مختلفة مسطحة سمحاء خالية من التعرجات والنتوءات والتغيرات ويصبح كل من عليها منته وزائل ( كل من عليها فان ) ويكون جزءا منها اي ان الانسان سيموت ويتحول الى تراب ويتفسخ جسمه الطري ويتحلل الى عناصره الاولية وينتهي الى الرميم وهو التراب المهيل الا جزء صغير منه وهو (عجب الذنب ) كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعجب الذنب هو عظيمة دقة في الصغر مكانها في اسفل العمود الفقري فانها ستبقى ولا تتفسخ وقد خلقت كذلك لامر قدره الله تعالى
اما في النفخة التالية فيوم يبعث الله تعالى الخلق للحساب
ان الارض ومن عليها من انس وجن وما عليها من دابة غير عاقلة وما فيها من اثقال اندرست في النفخة الاولى واصبحت كما ذكرت مسطحة ملساء واسعة باذن ربها وان ما كان عليها من ماء تبخر بفعل الحرارة الشديدة وتحولت هذه البحاروالمحيطات الى بخار شديد وكثيف في جو السماء والارض وهكذا ستبقى الارض بلا حياة ماشاء الله تعالى من الزمن فاذا جاء وعد الحق تعالى ان يعيد الخلق وينشىء النشاة الاخرى ستمطر السماء مطرا شديدا تطفح الارض المسطحة وسفوحها لكثرته ويتهيء الجو المناسب لانبات ما كان عليها فينبت الانسان تحت الارض كما ينبت البقل فيها كما اخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فاذا كانت النفخة الثانية هب الجميع قيام ينظرون وتحول هذا النبت العجيب الى انسان سوي يحمل كل العواطف والنزعات الانسانية التي كانت فيه في الحياة الدنيا وقبل موته فيبعث من جديد وهذه هي عملية البعث فهم من القبور ينسلون بين الفزع والهلع والخوف من هول هذه الاحداث التي ستلم بهم ينسلون من قبرهم حفاة عراة تتفصد عرقا اجسادهم ويتهامسون فيما بينهم وانفسهم وهنا ينقسمون الى قسمين وثالث بينهم ا صحاب الجنة واصحاب الجحيم واصحاب الاعراف بينهم
اما اصحاب النار فيساقون وهم في اقبح صورة واسوا حال وقد ازرقت اعينهم واجساهم وتشوهت خلقهم لشدة ما يلحقهم من الخوف والفزع و\لايستطيعون التكلم والتخاطب الا همسا ومن هذا الهمس ان احدهم يهمس في الاخر كم لبثتم فيقول عشرا والاخر يجيب لبثنا يوما واحدا وما الى ذلك منشدة الهول والخوف والله تعالى هو وحده يعلم كم لبثوا ومقدارالمدة التي قضوها وحقيقتها التي قضوها في الاجل بعد الموت
وفي الحيا ة الدنيا هناك من الكفار والمشركين من يسال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الجبال بسخرية وانكارا ليوم القيامة وعما يفعل الله تعالى بها في يوم القيامة وكيف ستكون فالله تعالى يخبر الحبيب صلىالله عليه وسلم ان يخبرهم بان الله تعالى بقدرته وعظمته البالغة سيدكها دكا وينسفها نسفها ويفتت صخورها الى كثيب مهيل ويذهب عنها نشوزها فيجعلها قاعا صفصفا فلا يبقي لها اثرا ولا عينا ولا يستطيع الناظر اليها ان يميزها عن بقية اجزاء الارض في يوم القيامة
وفي هذا اليوم العظيم يؤذن مؤذن بيوم البعث والنشور وهي الاذان بالنفخة الثانية فيقوم الناس من اجداثهم كانهم جراد منتشر او كانهم الى نصب يوفضون وقد عليهم الهيبة و الجلالة من خشية الله تعالى وخفتت الاصوات خفوتا فلا تسمع الا همسا وفي هذه الاحوال لا توجد شفاعة ولا وسيلة وانما كل امرىء بما كسب رهين ولا تنفع الشفاعة في هذا الموقف الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا وذلك الحظ العظيم فالله تعالى وحده يعلم ما تقدم بهم من الاحوال وما سيكون عليهم فلا تحيط مداركهم وعقولهم بذاته وصفاته فانه تعالى اجل واعظم من ان يحيط بعلمه اي مخلوق مهما كان او اوتي من قوة الادراك والفهم
في هذا اليوم العظيم يظهر على الخلق الخضوع والهلع والذلة والعبودية لله تعالى وتبدي على ملامح وجوههم الانكسار
وفي الحيا ة الدنيا هناك من الكفار والمشركين من يسال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن الجبال بسخرية وانكارا ليوم القيامة وعما يفعل الله تعالى بها في يوم القيامة وكيف ستكون فالله تعالى يخبر الحبيب صلىالله عليه وسلم ان يخبرهم بان الله تعالى بقدرته وعظمته البالغة سيدكها دكا وينسفها نسفها ويفتت صخورها الى كثيب مهيل ويذهب عنها نشوزها فيجعلها قاعا صفصفا فلا يبقي لها اثرا ولا عينا ولا يستطيع الناظر اليها ان يميزها عن بقية اجزاء الارض في يوم القيامة
وفي هذا اليوم العظيم يؤذن مؤذن بيوم البعث والنشور وهي الاذان بالنفخة الثانية فيقوم الناس من اجداثهم كانهم جراد منتشر او كانهم الى نصب يوفضون وقد عليهم الهيبة و الجلالة من خشية الله تعالى وخفتت الاصوات خفوتا فلا تسمع الا همسا وفي هذه الاحوال لا توجد شفاعة ولا وسيلة وانما كل امرىء بما كسب رهين ولا تنفع الشفاعة في هذا الموقف الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا وذلك الحظ العظيم فالله تعالى وحده يعلم ما تقدم بهم من الاحوال وما سيكون عليهم فلا تحيط مداركهم وعقولهم بذاته وصفاته فانه تعالى اجل واعظم من ان يحيط بعلمه اي مخلوق مهما كان او اوتي من قوة الادراك والفهم
في هذا اليوم العظيم يظهر على الخلق الخضوع والهلع والذلة والعبودية لله تعالى وتبدي على ملامح وجوههم الانكسار ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) اي شخصت الوجوه والانظار التي فيها بذلة وانكسار وخضوع الى الله تعالى الذي هو الحي الذي لا
يموت والدائم البقاء والقيام ابدا في تدبير شأ ن خلقه سبحانه وتعالى وقد انقسم الخلق كما بينت سابقا – ويظهر ذلك في سحنات وجوههم فالكافرون والمشركون والعتاة يساقون الى جهنم زمرا وهم مقيدون بالسلاسل والا غلال بعد ان بانت حقيقتهم وعلاما تهم في وجوههم وفخابوا وندموا وباؤوا بالخسران والذلة
واما الاخرون فيعرف في وجوههم نضرة النعيم يستبشرون بنعمة من الله تعالى وفضل لم يمسسهم سوء لما قدموه في حياتهم الدنيا من الاعمال الصالحة والطاعات فسيوفون اجورهم كاملة فلا يتهظم اعمالهم الصالحة ولا يظلمون فتيلا وسيجري العدل الالهي عليهم ( وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ) والله تعالى اعلم
*********************
*********************