اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر احمد الصافي بقلم فالح نصيف الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

احمد الصافي
شاعر المعاني



ولد أحمد بن علي بن صافي النجفي ولد عام 1897 اي قبل القرن العشرين في النجف في أسرة علمية دينية كان والده علي الصافي قد ورث علوم الدين عن أجداده، أما جدّه لأُمه فهو الشيخ محمد حسين الكاظمي أكبر علماء عصره وله عدد من المؤلفات الدينية. تعلم الصافي بعض اجزاء القرآن على (شيخة)، ثم تعلم الكتابة وأكمل قراءة القرآن في (الكتّاب) اي في (الملاّ) والملا رجل اتخذ مهنة تعليم القراءة والكتابة بالطريقة الابجدية وتعليم القران الكريم حتى اتمامه على احسن وجه وكانت هذه الطريقة موجودة عند العراقيين لحد الستينات من القرن العشرين . كان رغم صغر عمره ينوب عن المعلم في تدريس الخط للتلاميذ.
توفي والده بالكوليرا التي عمت العراق عام\ 1907 وكان أحمد في العاشرة من عمره فتسلم شقيقه الأكبر محمد رضا إعالة العائلة. بعد تخرجه من (الملاّ) درس الصرف والنحو والمنطق والمعاني والبيان وأصول الفقه من كبار الاساتذة والمجتهدين منهم السيد أبو الحسن الأصفهاني حيث درس على يده لثمانية اعوام فأتقن هذه العلوم بجدارة وحاز عليها . وكان يقول الصافي( فصادرات بلدتي مشايخ وواردات بلـدتي جنائز) اي بلدته النجف

كان أحمد ضعيف البنية فأرهقته الدراسات فأصيب بالانهيار العصبي الشديد فأشار الأطباء عليه التوقف عن متابعة الدروس فاتجه إلى المطالعة في الأدب القديم وخاصة الشعر وقرؤاءة الصحف والمجلات فاكتسب معلومات ثقافية واسعة وأخذ ينشر مقالاته في مجلة المقتطف والهلال وهي مجلة صغيرة الحجم مصورة جامعة تنشر مقالات فيها الكثير مما يحدث في اوربا،و كانت تثقيفية يجد القراء فيها كل ما هو جديد من الانجازات العلمية والافكار المتطورة في اوربا و كانت هذه المجلة تصل العراق حتى البصرة ولم يكن بوسعه شرائها فكان يقرأها في المكتبة العامة في البصرة كما يقول الشاعرمتحدثا عن نفسه
اما المقتطف فكان يصدرها فريق من المثقفين وهي اول واوحد مجلة علمية كانت تصدر في العالم وهي المجلة الوحيدة التي عرفت العالم العربي بنظرية التطور داروين كانت تصدر من مصر
عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظ بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركهاوسافر إلى عبدان ومنها إلى الكويت.
عاد ال النجف بعد أشهر قليلة حيث لم يجد عملا فانكب على دراسة اللغة العربية وقواعدها وفنونها.
في عام \1920م شارك و اسهم مع اخيه اسهاما فعالا في الثورة العراقيةالشعبية( ثورة العشرين ) التي اشتعلت شرارتها من ارض جنوب العراق فحكم على اخيه بالاعدام الذي خفف الى السجن بينما هو انهزم متخفيا ,وراح هو ينظم الشعر ويهاجم الاستعمار والغاصبين حتى الهب الحماس في قلوب الشعب العراقي وشدد على نهضتهم وثورتهم وقد تمكن من إيصال رسالة الثورة \ثورة العشرين في مناهضة قوى الاحتلال ومطالبته بالاستقلال من خلال الكثير من القصائد الوطنية التي كتبها ودون فيها تفاصيل الثورة ومواقف الثوار والحوادث التي حصلت من المقاومة الباسلة والقتال الذي تكبدت فيه بريطانيا وقواتها افدح الخسائر
استطاع التخفي والتنقل من بلدة لأخرىفي صفوف الثوار وانتهى به الهرب إلى إيران فعكف هناك على دراسة اللغة الفارسية وعمل مدرسا للادب العربي في المدارس الثانوية في طهران. و بعد عامين ترك التدريس واشتغل بالترجمة والتحرير في الصحف الإيرانية. واستقر بولاية شيراز وهناك تعلم اللغة الفارسية وعمل مدرساً للآداب العربية في ثلاث مدارس وتابع نشر مقالاته في الصحف والمجلات فلفت الأنظار إليه وانتخب عضواً في النادي الأدبي وبعدها عيّن عضواً في لجنة التأليف والترجمة، ثم كلفته وزارة المعارف في ايران ترجمة كتاب في (علم النفس) لمؤلفيه علي الجارم وأحمد أمين من العربية إلى الفارسية كي يتم تدريسه في دار المعلمين بطهران فترجمه بدقة الى الفارسية، ثم ترجم رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية حيث تعتبر أفضل ترجمة لهذه الرباعيات لأنه نقلها عن الأصل الفارسي وطبعت للمرة الأولى في طهران.
اما موقفه من امارة الشعر - ليس للشعر امير فاذا كان له امير فهو ليست احمد شوقي اذ انه شاعر الخديوي وتربى بعزه وانما هو أيليا ابو ماضي وفي ذلك يقول \
(سألتـني الشعراء أيـن أميرهم
فأجبـت إيليـا بقـول مطلق) (قالوا وأنت! فقلت ذاك أميركم
فأنا الأمير لأمة لم تخلق).

قضى ثماني سنوات في طهران ثم عاد إلى العراق بطلب من الحكومة العراقية وأصدقائه ليخدم بلده العراق فعيّن قاضياً في مدينة الناصرية شغلها لثلاث سنوات.

عاد للعراق بعد\ 8سنوات قضاها في إيران, لكن صحته تتدهورت بشكل سريع وتكالبت عليه الامراض المختلفة فنصحه الاطباء بالسفر الى الشام( سوريا
و لبنان)لاعتدال الجو فيه مما يعينه على الراحة والاستشفاء.
في عام \1930 ذهب إلى سورية للاستشفاء وكان يتنقل بين دمشق وبيروت متابعاً رسالته الأدبية. عندما اندلعت الحرب بين الحلفاء والمحور عام \1941 أدخل الصافي النجفي السجن في سوريا بأمر السلطات الإنكليزية، مكث في التوقيف أربعين يوماً تحت إدارة الأمن العام الفرنسي ثم أفرج عنه ونظم في السجن ديوانه (حصاد السجن) منها هذه بعض الأبيات التي مظمها في السجن:

(لئن أسجن فما الأقفاص إلا
لليث الغاب أو للعندليب)
(ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً
فنحت لفرقة الغصن الرطيب).

أمضى الصافي 36 عاماً متنقلاً بين سورية ولبنان وكانت المقاهي ضالته في دمشق حيث كان يرتاد مقاه معينة مثل (الهافانا) و (الكمال) و (الروضة) لانها كانت ملتقى الشعراء والأدباء والصحفيين.وفي دمشق قال \
(أتيت جلق مجتازاً على عجل
فأعجبتني حتى اخترتها وطنا)
(يكاد ينسى غريب الدار موطنه
في ربعها، ويعاف الأهل والسكنا).

كان الصافي قليل الدخل فاتخذ غرفة قديمة في (مدرسة الخياطين) وكان من أصدقائه بدمشق الدكتور عبد السلام العجيلي وسعيد الجزائري وعمر ابوريشة وفخري الباروديواحمد الجندي وبدوي الجبل . ومن أصدقائه في لبنان الشاعر القروي وميخائيل نعيمة ومارون عبود. وغيرهم. في إقامته في لبنان كان يرتاد ومقهى البحرين ومقهى فاروق ومقهى الحاج داود وفي المساء كان يأوى إلى غرفة متواضعة قرب مستشفى (أوتيل ديو).و كان في كل هذه المقاهي معه النا ركيلة يدخن بها وهي ممارسة شائعة في العراق ولبنان وسوريا وفي مصر .
.(عاش احمد الصافي النجفي حياة الفقر- كما يصفه احد الذين كتبوا عنه - كانت ايامه بائسة بين غرفة بائسة بسوق الحميدية بدمشق مساءً وبالمقاهي نهاراً. في الغرفة كان يتدفأ برؤية المصباح، وفي المقهى يلتحف بالجرائد حول صدره إن مسه البرد، وهي قراطيسه أيضاً، كان يدون قصائده على ورقها، وكان يحرر ما كتبه على حواشي الجريدة أو أغلفة عُلب السكائر، ثم يحررها بعد عودته إلى غرفته في دفاتر أشعاره.)
أمضى مدة\ 46 عاما متنقلا بين سوريا ولبنان.
لقد اختار العروبة واظهر اعتداده وايمانه المطلق بها، وليس لعقيدة او حزب معين ، فالصافي بقي على لباس الكوفية والعقال والدشداشة لباسا عربيا مميز ا

اصيب في الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة طائشة أطلقها قناص في منتصف يناير 1976م وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى المستشفى ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته فلما وصلها انشد قائلا:

ياعودة للدار ما أقساها
أسمع بغداد ولا أراها

وفي بغداد اجريت له عملية جراحية لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة ايام من اجرائها فتوفى في السابع والعشرين من شهر تموز من عام 1977 وقد ناهز الثمانين من العمر

عُرف الصافي بشاعر المعاني. و(إن أول تلك المميزات وأهمها هي البساطة في طرح الأفكار، وتناول الأشياء، والمعالجة الفنية للموضوعات، وهو يعبر عن ذلك أصدق تعبير).
لقد اختار العروبة واظهر اعتداده بها، وليس عقيدة او حزب معين ، فالصافي بقي على لباس الكوفية والعقال والدشداشة لباسا عربيا من الصنف البسيط،

صدرت بعد رحيله مجموعته الشعرية ( قصائدي الأخيرة )التي تضم آخر ما كتب من قصائد.
من مؤلفاته الشعرية
الامواج صدرت عام \1932
اشعة ملونة صدرت عام \1938
الاغوارصدرت عام \ 1944
الحان اللهيبصدرت عام \ 1944
شرارصدرت عام \ 1952
اللفحاتصدرت عام \ 1955
كما له مقالات جمعت في كتاب عنوانه
حصاد السجن
وله ايضا رباعيات عمر الخيام\ صدرت عام 1934 ترجمها من الفارسية الى العربية
ومن قصيده هذه الابيات من قصيدة (دولة الشعر )

بمجتمع النفاقِ أضعتُ عمري
وفي سوق الكسادِ عرضتُ شعري

ولولا أنني أرضيتُ فنّي
بشعري ما ظفرتُ بأيّ أجر

ولو صحَّ الطلاقُ لأيّ قومٍ
إذن طلَّقتُ قومي منذ دهر

أمُتُّ لهم بجسمي لا بروحي
وأحيا بين عصرٍ غيرِ عصري

وكنتُ اخترتُ شعباً غيرَ شعبي
وَلُوعاً بالحقائق حُرَّ فكر

ولكن كيف أسلو عن لسانٍ
وتاريخٍ تضمَّن خيرَ ذُخر؟

وكيف أعاف أجملَ ذكرياتي
وعهدَ صِباً بقلبي مستقرّ؟

يُكلِّفني النفاقَ محيطُ سوءٍ
وتأبى همّتي وكريمُ نَجْري

أبعدَ الأربعين أعاف خُلْقي
وحتى اليوم ما لَوّثتُ سِفْري

أرى زمني تجاهَلَني وإني
على رغم الزمانِ عرفتُ قدري

هويتُ صلاحَهُ وهوى فسادي
كلانا في نضالٍ مستمرّ

إذا ما الكونُ كلّفني فساداً
فأجملُ موضعٍ في الكون، قبري

وإن ساد النفاقُ على بلادٍ
فأغربُ ما تراه وجودُ حُرّ

رأيتُ العلمَ يُفسد جُلَّ قومي
كأن العلم مجبولٌ بشرّ

بذورُ العلمِ تأتينا بشوكٍ
وتأتي للأنام بخير زهر

وكانت دولةٌ للشعر دالتْ
ودالت مثلها دولاتُ نثر

وجاءت دولةٌ للمال تسعى
وتاجرَ أهلُها لكنْ بخُسر

بنبذ الشعرِ قد باهت ولكنْ
تُتاجر باسم (تذكارِ المعرّي(

فقلْ لـ «ابن العميدِ» سعدتَ عهداً
فقد كنتَ الوزيرَ بدون وِزْر


------------------------------------

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى