معروف الرصافي
معروف عبد الغني الرصافي ولد ببغداد سنة\ 1294 هجرية 1875 ميلادية ودرس في الكتاتيب فيها ومن ثم في المدرسة الرشيدية
درس الادب العربي في جامع الفضل حيث أتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الألوسي ولازمهُ أثنتي عشرة سنة، وتخرج عليهِ وكان يرتدي العمامة وزي العلماء وسماهُ شيخهُ الألوسي (معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة، مماثلا لمعروف الكرخي.
عين الرصافي معلماً في مدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب، شمال الأعظمية، ثم نقل مدرساً للأدب العربي في الأعدادية المركزية ببغداد، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام \ 1902م، وظل فيها حتى أعلان الدستور العثماني عام\ 1908م،
ثم سافر إلى اسطنبول لعله يحضى برعاية الحكومة العثمانية الاانه لم يحظ برعايتها فرجع ،
ثم عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومحرراً لجريدة\ سبيل الرشاد عام 1909م
انتخب عضوا في مجلس( المبعوثان ) العثماني مرتين في عامي \1912 و\1914 وكذلك انتخب عضوا في مجلس النواب العراقي مرات عديدة
اشتغل مدرسا في دار المعلمين العالية ببغداد و مفتشا في وزارة المعارف العراقية الا انه عزف عن العمل الحكومي بعد ذلك وعاش منزويا في داره وقد حاق به الفقر في اخرايامه حتى قيل انه قام بيع السكاير المفردة للعيش مما تدره عليه لعدم تمكنه من العمل ولايوجد له من يعيله في كبرسنه
عين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م، وعاد إلى بغداد عام 1921م.
وعندما احتل الإنجليز العراق سنة 1920م، سرعان ما نصبوا فيصلا بن الحسين ملكاً على البلاد وأصدروا دستورا وأنشئوا برلمانا وأصبحت أمور البلاد بأيديهم فثار الشعب العراقي بوجه الاستعمار البريطاني وبضمنهم الشاعر الرصافي حيث كانت قصائده تلتهب نارا ثورية مستعرة وقد هزء بسخرية من الانكليز واذنابهم ومما قاله قصيدته التي جاء فيها:
علم ودستور ومجلس أمة
كل عن المعنى الصحيح محرف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها
أما معانيها فليست تعرف
من يقرأ الدستور يعلم أنه
وفقا لصك الانتداب مصنف
فالدستور الذي سن في نظره ما هو إلا وثيقة جديدة للانتداب الذي فرضه الإنجليز على العراق، دستور مزيف وعلم الدولة مزيف هو الآخر، وحتى المجلس الذي يسمى بمجلس الأمة أيضا كان مزيفا، ثم نلاحظ الشاعر الرصافي يصرخ ساخرا ويقول:
يا قوم لا تتكلموا
إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلا النوم
وتأخروا عن كل ما
يقضي بأن تتقدموا
ودعوا التفهم جانبا
فالخير أن لا تفهموا
أما السياسة فاتركوا
أبـدا ً ولا تنـدموا
سافر إلى الإستانة( استانبول ) عام \ 1922م، وعاد إلى بغداد عام \ 1923م، وأصدر فيها جريدة (الأمل) وأنتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق، عام \ 1923م، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام \ 1924م، ثم عين أستاذاً في اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام \ 1927م.
عاصر معروف الرصافي الشاعرَ العراقي جميل صدقي الزهاوي وقد دعى كلاهما إلى تحرير المرأة ونزع الحجاب (العباءة) التي كانت ولا تزال مستخدمة في العراق..
اختلف الرصافي والزهاوي وتشنج احدهما من الاخر كثيرا واختلفت الاراء الا ان هذه الحالة كللت بالصلح بينهما قبل وفاتهما في جلسة اصلح بينهما السيد محمود صبحي الدفتري في داره في الحيدرخانة وقد حضر الجلسة المفكرون ورجال الثقافة منهم \ عبد العزيز الثعالبي وروفائيل بطي وفؤاد السمعاني والعلامة محمد بهجت الأثري.
ارتحل الرصافي من بغداد الى الفلوجة التي تبعد عنها قرابة \80كم بعد أن سئم الحياة في بغداد، ونزل في ضيافة آل عريم ، الذين أنزلوه أحد منازهم المطلة على نهر ولغرض التفرغ للمطالعة والكتابة فكان يمضي مدة الصباح حتى الظهر بالكتابة
أن الملك فيصل الاول قد اجتمع مع الرصافي في مجلس عام عاتبه على بيته الذي يقول فيه-( يعدد أياماً ويقبض راتباً) فقال له \ يامعروف أنا الذي أعدد أياماً وأقبض راتباً فأجابه الرصافي أرجو أن لاتكون كذلك ياصاحب الجلالة
يتميز شعره بسهولة الالفاظ وجزالتها وعلو الاسلوب وقد اشتهر بالشعر السياسي وقارع الاستعمار الانكليزي كثيرا وناضل في سبيل تحرير بلده وامته.و برع في الوصف والغزل والمدح والفخر وحث على تاءسيس المدارس والمعاهد والثورة على التاءخر والانحطاط الاجتماعي
لاحظ قصيدته اذ يقول:
ابنوا المدارس واستقصوا بها الأملا
حتى نطـاول في بنيانها زحلا
جودوا عليها بما درت مكاسبكم
وقابلـوا باحتقار كل مـن بخلا
لا تجعلوا العلم فيها كـل غايتكم
بل علموا النشء علما ينتج العملا
ربـوا البنيـن مع التعليم تربية
يمسي بهـا ناطق الدنيا به المثلا
فجيشوا جيش علم من شبيبتنـا
عرمرما تضـرب الدنيا به المثلا
أنا لمن أمة في عهد نهضتنا
بالعلم والسيف قبلا انشات دولا
ارتحل الرصافي من بغداد الى الفلوجة التي تبعد عنها قرابة \80كم ارتحل إلى هناك بعد أن سئم الحياة في بغداد، ولغرض التفرغ للمطالعة والكتابة فكان يقضي وقته من الصباح حتى الظهر بالكتابة والتاليف
اشتغل مدرسا في دار المعلمين العالية ببغداد و مفتشا في وزارة المعارف العراقية الا انه عزف عن العمل الحكومي بعد ذلك وعاش منزويا في داره وقد حاق به الفقر في اخرايامه حتى قيل انه قام بيع السكاير المفردة للعيش مما تدره عليه لعدم تمكنه من العمل ولايوجد له من يعيله في كبرسنه 0
توفي الرصافي بدارهِ في محلة السفينة في الأعظمية ليلة الجمعة في ربيع الثاني عام1364هـ/16 مارس 1945م، وشيع بموكب مهيب سار فيهِ الأدباء والأعيان ورجال الصحافة ودفن في مقبرة الخيزران
شيد للشاعرالرصافي نصبا تذكاريا تمثالاً في الساحة المقابلة لجسر الشهداء عند تقاطع الشارع الاتي من صوب الكرخ عبر جسر الشهداء مع شارع الرشيد القريب من سوق السراي ( سوق الرواقين ) والمدرسة المستنصرية الأثرية في بغداد وسميت الساحة باسمه ( ساحة الرصافي ) ولايزال التمثال يزين الساحة قائما بها .
برع في الوصف والغزل والحكمة والفخر وحث على تاءسيس المدارس والمعاهد والثورة على التاءخر والانحطاط ومن قصيدة له في وصف غروب الشمس هذه الابيات
نزلت تجرالى المغيب ذيولا
صفراء تشبه عاشقا متبولا
تهتز بين يد المغيب كاءنها
صب تململ في الفراش عليلا
ضحكت مشارقها بوجهك بكرة
وبكت مغاربها الدماء اصيلا
قد حان في نصف النهار دلوكها
هبطت تزيد علىالنزول نزولا
حتى دنت نحو المغيب ووجهها
كالورس حال به الضياء حيولا
وغدت باقصى الافق مثل عرارة
عطشت فابدت صفرة وذيولا
غربت فابقت كالشواظ عقيبها
شفقا بحاشية السماء طويلا
شفق يروع القلب شاحب لونه
كالسيف ضمخ بالدما مسلو لا
يحكي دم المظلوم مازج ادمعا
هملت يها عين اليتيم همو لا
رقت اعاليه واسفله الذي
في الافق اشبع عصفرا محلو لا
----------------------------------------------
معروف عبد الغني الرصافي ولد ببغداد سنة\ 1294 هجرية 1875 ميلادية ودرس في الكتاتيب فيها ومن ثم في المدرسة الرشيدية
درس الادب العربي في جامع الفضل حيث أتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الألوسي ولازمهُ أثنتي عشرة سنة، وتخرج عليهِ وكان يرتدي العمامة وزي العلماء وسماهُ شيخهُ الألوسي (معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة، مماثلا لمعروف الكرخي.
عين الرصافي معلماً في مدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب، شمال الأعظمية، ثم نقل مدرساً للأدب العربي في الأعدادية المركزية ببغداد، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام \ 1902م، وظل فيها حتى أعلان الدستور العثماني عام\ 1908م،
ثم سافر إلى اسطنبول لعله يحضى برعاية الحكومة العثمانية الاانه لم يحظ برعايتها فرجع ،
ثم عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومحرراً لجريدة\ سبيل الرشاد عام 1909م
انتخب عضوا في مجلس( المبعوثان ) العثماني مرتين في عامي \1912 و\1914 وكذلك انتخب عضوا في مجلس النواب العراقي مرات عديدة
اشتغل مدرسا في دار المعلمين العالية ببغداد و مفتشا في وزارة المعارف العراقية الا انه عزف عن العمل الحكومي بعد ذلك وعاش منزويا في داره وقد حاق به الفقر في اخرايامه حتى قيل انه قام بيع السكاير المفردة للعيش مما تدره عليه لعدم تمكنه من العمل ولايوجد له من يعيله في كبرسنه
عين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م، وعاد إلى بغداد عام 1921م.
وعندما احتل الإنجليز العراق سنة 1920م، سرعان ما نصبوا فيصلا بن الحسين ملكاً على البلاد وأصدروا دستورا وأنشئوا برلمانا وأصبحت أمور البلاد بأيديهم فثار الشعب العراقي بوجه الاستعمار البريطاني وبضمنهم الشاعر الرصافي حيث كانت قصائده تلتهب نارا ثورية مستعرة وقد هزء بسخرية من الانكليز واذنابهم ومما قاله قصيدته التي جاء فيها:
علم ودستور ومجلس أمة
كل عن المعنى الصحيح محرف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها
أما معانيها فليست تعرف
من يقرأ الدستور يعلم أنه
وفقا لصك الانتداب مصنف
فالدستور الذي سن في نظره ما هو إلا وثيقة جديدة للانتداب الذي فرضه الإنجليز على العراق، دستور مزيف وعلم الدولة مزيف هو الآخر، وحتى المجلس الذي يسمى بمجلس الأمة أيضا كان مزيفا، ثم نلاحظ الشاعر الرصافي يصرخ ساخرا ويقول:
يا قوم لا تتكلموا
إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز إلا النوم
وتأخروا عن كل ما
يقضي بأن تتقدموا
ودعوا التفهم جانبا
فالخير أن لا تفهموا
أما السياسة فاتركوا
أبـدا ً ولا تنـدموا
سافر إلى الإستانة( استانبول ) عام \ 1922م، وعاد إلى بغداد عام \ 1923م، وأصدر فيها جريدة (الأمل) وأنتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق، عام \ 1923م، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام \ 1924م، ثم عين أستاذاً في اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام \ 1927م.
عاصر معروف الرصافي الشاعرَ العراقي جميل صدقي الزهاوي وقد دعى كلاهما إلى تحرير المرأة ونزع الحجاب (العباءة) التي كانت ولا تزال مستخدمة في العراق..
اختلف الرصافي والزهاوي وتشنج احدهما من الاخر كثيرا واختلفت الاراء الا ان هذه الحالة كللت بالصلح بينهما قبل وفاتهما في جلسة اصلح بينهما السيد محمود صبحي الدفتري في داره في الحيدرخانة وقد حضر الجلسة المفكرون ورجال الثقافة منهم \ عبد العزيز الثعالبي وروفائيل بطي وفؤاد السمعاني والعلامة محمد بهجت الأثري.
ارتحل الرصافي من بغداد الى الفلوجة التي تبعد عنها قرابة \80كم بعد أن سئم الحياة في بغداد، ونزل في ضيافة آل عريم ، الذين أنزلوه أحد منازهم المطلة على نهر ولغرض التفرغ للمطالعة والكتابة فكان يمضي مدة الصباح حتى الظهر بالكتابة
أن الملك فيصل الاول قد اجتمع مع الرصافي في مجلس عام عاتبه على بيته الذي يقول فيه-( يعدد أياماً ويقبض راتباً) فقال له \ يامعروف أنا الذي أعدد أياماً وأقبض راتباً فأجابه الرصافي أرجو أن لاتكون كذلك ياصاحب الجلالة
يتميز شعره بسهولة الالفاظ وجزالتها وعلو الاسلوب وقد اشتهر بالشعر السياسي وقارع الاستعمار الانكليزي كثيرا وناضل في سبيل تحرير بلده وامته.و برع في الوصف والغزل والمدح والفخر وحث على تاءسيس المدارس والمعاهد والثورة على التاءخر والانحطاط الاجتماعي
لاحظ قصيدته اذ يقول:
ابنوا المدارس واستقصوا بها الأملا
حتى نطـاول في بنيانها زحلا
جودوا عليها بما درت مكاسبكم
وقابلـوا باحتقار كل مـن بخلا
لا تجعلوا العلم فيها كـل غايتكم
بل علموا النشء علما ينتج العملا
ربـوا البنيـن مع التعليم تربية
يمسي بهـا ناطق الدنيا به المثلا
فجيشوا جيش علم من شبيبتنـا
عرمرما تضـرب الدنيا به المثلا
أنا لمن أمة في عهد نهضتنا
بالعلم والسيف قبلا انشات دولا
ارتحل الرصافي من بغداد الى الفلوجة التي تبعد عنها قرابة \80كم ارتحل إلى هناك بعد أن سئم الحياة في بغداد، ولغرض التفرغ للمطالعة والكتابة فكان يقضي وقته من الصباح حتى الظهر بالكتابة والتاليف
اشتغل مدرسا في دار المعلمين العالية ببغداد و مفتشا في وزارة المعارف العراقية الا انه عزف عن العمل الحكومي بعد ذلك وعاش منزويا في داره وقد حاق به الفقر في اخرايامه حتى قيل انه قام بيع السكاير المفردة للعيش مما تدره عليه لعدم تمكنه من العمل ولايوجد له من يعيله في كبرسنه 0
توفي الرصافي بدارهِ في محلة السفينة في الأعظمية ليلة الجمعة في ربيع الثاني عام1364هـ/16 مارس 1945م، وشيع بموكب مهيب سار فيهِ الأدباء والأعيان ورجال الصحافة ودفن في مقبرة الخيزران
شيد للشاعرالرصافي نصبا تذكاريا تمثالاً في الساحة المقابلة لجسر الشهداء عند تقاطع الشارع الاتي من صوب الكرخ عبر جسر الشهداء مع شارع الرشيد القريب من سوق السراي ( سوق الرواقين ) والمدرسة المستنصرية الأثرية في بغداد وسميت الساحة باسمه ( ساحة الرصافي ) ولايزال التمثال يزين الساحة قائما بها .
برع في الوصف والغزل والحكمة والفخر وحث على تاءسيس المدارس والمعاهد والثورة على التاءخر والانحطاط ومن قصيدة له في وصف غروب الشمس هذه الابيات
نزلت تجرالى المغيب ذيولا
صفراء تشبه عاشقا متبولا
تهتز بين يد المغيب كاءنها
صب تململ في الفراش عليلا
ضحكت مشارقها بوجهك بكرة
وبكت مغاربها الدماء اصيلا
قد حان في نصف النهار دلوكها
هبطت تزيد علىالنزول نزولا
حتى دنت نحو المغيب ووجهها
كالورس حال به الضياء حيولا
وغدت باقصى الافق مثل عرارة
عطشت فابدت صفرة وذيولا
غربت فابقت كالشواظ عقيبها
شفقا بحاشية السماء طويلا
شفق يروع القلب شاحب لونه
كالسيف ضمخ بالدما مسلو لا
يحكي دم المظلوم مازج ادمعا
هملت يها عين اليتيم همو لا
رقت اعاليه واسفله الذي
في الافق اشبع عصفرا محلو لا
----------------------------------------------