الشاعر خليل مطران
ولد الشاعر خليل بن عبده بن يوسف مطران في الاول من حزيران من عام 1872 في مدينة بعلبك من اعمال لبنان
تلقى دروسه التعليمية الاولية بالمدرسة البطريركية في بيروت ثم درس العربية وبلاغتها وادابها وقواعدها على يدي استاذيه الاثرين الاخوين ابراهيم وخليل ولدي ناصيف اليازجي وبعد اكتمال دراسته للعربية سافرالى فرنسا حيث انكب على دراسة الادب الغربي في المدارس الفرنسية في باريس والاطلاع على ما كتبه الشعراء الغربيون وخاصة الفرنسيين منهم في مجال الادب والثقافة وهناك اطلع على اشعار الشاعر الفرنسي الشهير فكتور هيجو
خليل مطران شاعر لبناني ومصري ولد في لبنان ودرس فيها حتى اكتمل فعاش في مصرحتى مات فيها 0 عرف بغوصه في بحور المعاني العربية واساليبها وتراكيب مفرداتها وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، وكان من كبار الكتاب كتب في الادب والتاريخ والترجمة،اضافة الى الشعر0 كثيرا ما شبهه الادباء العرب بالأخطل لتشابه اسلوبه الشعري بقصائد الاخطل ووصفوه ايضا ان موقعه الشعري يتوسط بين الشاعرين حافظ وشوقي،
. عرف مطران بغزارة معلوماته وسعة اطلاعه بالأدب الفرنسي والانجليزي اي في الادب الغربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب (شاعر القطرين) وبعد رحيل الشاعرين حافظ وشوقي لقب خليل مطران (شاعر العربية).
مرض خليل مطران في القاهرة واشتد به المرض حتىوافته المنية في اجله المحتوم في الاول تموز سنة 1949 في القاهرة وهكذا شهدت مصر وفاته كما شهدت لبنان ولادته فهو بحق شاعرالقطرين 0
دعا خليل إلى التجديد في الأدب العربي والشعر خاصة فكان أحد الرواد الذين اخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والفاظه البدوية التي كانت يتغنى بها الشعراء العرب ويحافظون عليها إلى أغراض حديثة تنسجم وطبيعة العصر وحداثته ونهضته امة ، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبيرفي النحو والصرف والبلاغة والبحور الشعرية، ويعتبر من اوائل الذين كتبوا الشعر القصصي والتصويري او المسرحي في الأدب العربي.
.
خليل مطران يتميز بحسه الوطني فقد شارك في كثير من الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي، وانتقل من باريس الى مصر ليكون في احضان القاهرة ، حيث عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات، ثم قام بإنشاء (المجلة المصرية) ومن بعدها جريدة (الجوانب المصرية) اليومية والتي كان فيها مناصرا لزعيم الثورة المصرية مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية ضد الاستعمار و في سبيل النهضة العربية وتقدم الشعب العربي في مصر وقد استمرفي إصدارها على مدى اربعة اعوام ، وقام بترجمة العديد من الكتب. لاحظه يقول في احدى قصائده الثائرة
شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا
وَاقْـتُـلـوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا
إِنَّـمـا الـصَّـالِـحُ يَـبْقَىصَالِحاً
آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا
كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا
يَمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا
قَـطِّـعُـوا الأَيْـديَ هَـلْ تَقْطِيعُها
يَـمنَعُ الأَعْيُنَ أَنْ تَنْظُرشزراَ
أَطْـفِـئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا
يَمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا
أَخْـمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ
وَبِـه مَـنْـجـاتُـنَـا مِـنْكُمْ فَشكْرَا
خلال فترة إقامته في مصر عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كتاب الموجز في علم الاقتصاد بالاشتراك مع الشاعر حافظ إبراهيم، وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908،
ونظراً لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان ادبي لتكريمه حضره كثير من الأدباء والمفكرين من بينهم الأديب الكبير طه حسين.
اهتم مطران بالشعر القصصي والتصويرياو المسرحي والذي تمكن من استخدامه للتعبيروالغور في التاريخ والحياة الاجتماعية العامة التي يعيشها الناس، فاستعان بقصص التاريخ وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص، بالإضافة لتعبيره عن الحياة الاجتماعية، وكان مطران متفوقاً في هذا النوع من الشعر فكان يصور الحياة البشرية من خلال خياله الخصب مراعياً جميع أجزاء القصة.
عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية، كما كان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر.
عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة متجددة في الشعر والنثر،و تميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني والأصالة العربية والنمغمة الموسيقية، ويعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، و من مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.
قدم خليل مطران للمكتبة العربية العديد من الكتب النادرة في النثر منها\
ينابيع الحكمة
والأمثال،
ديوان الخليل،
إلى الشباب
و العديد من المترجمات لكل من شكسبير، وفيكتور هوجو. اضاغة الى ديوانه الشعري الكبير
حاكى الشاعر خليل مطران في بداياته الشعرية شعراء عصره في أغراض الشعر التقليدية من غزل مدح ورثاء، الا انه أستقر على المدرسة الرومانسية والتي تأثر فيها بثقافته الاجنبية الفرنسية،فقد عنى خليل مطران بالخيال الشعري والايحاء ، وأثرت مدرسته الرومانسية الجديدة على العديد من الشعراء في عصره ومن شعره الرومانسي هذه الابيات التي انشدها عندما سئل عن حبيبته \
يَا مُنَى الْقَلْبِ وَنُورَ العَيْنِ مُذْ كُنْتُ وَكُنْتِ
لَمْ أَشَأْ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ بِمَا صُنْتُ وَصُنْتِ
وَلِـمَـا حَـاذَرْتُ مِـنْ فِـطْـنَـتِـهِمْ فِينَا فَطِنْتِ
إِنَّ لَـيْـلاَيَ وَهِـنْـدِي وَسُـعَادِي مَنْ ا نَنْتِ
تَـكْـثُـرُ الأَسْـمَـاءُ لَـكِنَّ المُسَمَّى هُا أَنْتِ
شهدت حياة مطران جل الأحداث السياسية والوطنية والاجتماعية الهامة في العالم العربي وكان بالغ التأثر بها وعبر عن الكثير منها من خلال قصائده، وعرف فيها برقة مشاعره واحساسه العالي الأمر الذي نراه منعكسا في قصائده فكانت، اشبه بمراة نرى فيها الاحداث على حقيقتها وقد تميزت بنزعة إنسانية ممزوجة بروح عربية وطنية كما كان للطبيعة نصيب في شعره كبير عبر عنها وتغنى بها في الكثير من قصائده شعره بالوصف، وقدم الكثير القصائد الرومانسية
تعد قصيدة (المساء) من أشهر قصائد مطران رومانسية
يقول فيها:
داءٌ ألَمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي
مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي
يَا لَلضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا
فِي الظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى
وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوْحُ بيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ فِي
حَالَيَ التَّصْوِيبِ وَ الصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ
كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي
هَذَا الَّذِي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي
مِنْ أَضْلُعِي وَحَشَاشَتِي وَذَكَائِي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ لَوْ أَنْصَفْتِنِي
لَمْ يَجْدُرَا بِتَأَسُّفِي وَبُكَائِي
عُمْرَ الْفَتَى الْفَانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
بِبيَانِهِ لَوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ
إِنِّي أَقَمْتُ عَلى التَّعِلَّةِبِالمُنَى
فِي غُرْبَةٍ قَالوا تَكُونُ دَوَائِي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطَّف النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ
أَوْ يُمْسِكِ الْحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامَهَا
هَلْ مَسْكَةٌ فِي البُعْدِ للْحَوْبَاءِ
عَبَثٌ طَوَافِي فِي الْبِلاَدِ وَعِلَّةٌ
فِي عِلَّةٍ مَنْفَايَ للاِسْتشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بِصَبَابَتِي مُتَفَرِّد
بِكَآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بَعَنَائِي
شاكٍ إِلى البَحْر اضْطَرابَ خَوَاطِرِي
فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي
قَلْباً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي
وَيَفُتُّهَا كَالسُّقْمِ فِي أَعْضَائِي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَداً كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
تَغْشَى الْبَريَّةَ كُدْرَةٌ وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إِلى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ
يُغْضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ
للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي
أَوَلَيْسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ
أَوَلَيْسَ طَمْساً لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثاً
للِشَّكِّ بَيْنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ
أَوَلَيْسَ مَحْواً لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً
وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ..
***********************
ولد الشاعر خليل بن عبده بن يوسف مطران في الاول من حزيران من عام 1872 في مدينة بعلبك من اعمال لبنان
تلقى دروسه التعليمية الاولية بالمدرسة البطريركية في بيروت ثم درس العربية وبلاغتها وادابها وقواعدها على يدي استاذيه الاثرين الاخوين ابراهيم وخليل ولدي ناصيف اليازجي وبعد اكتمال دراسته للعربية سافرالى فرنسا حيث انكب على دراسة الادب الغربي في المدارس الفرنسية في باريس والاطلاع على ما كتبه الشعراء الغربيون وخاصة الفرنسيين منهم في مجال الادب والثقافة وهناك اطلع على اشعار الشاعر الفرنسي الشهير فكتور هيجو
خليل مطران شاعر لبناني ومصري ولد في لبنان ودرس فيها حتى اكتمل فعاش في مصرحتى مات فيها 0 عرف بغوصه في بحور المعاني العربية واساليبها وتراكيب مفرداتها وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، وكان من كبار الكتاب كتب في الادب والتاريخ والترجمة،اضافة الى الشعر0 كثيرا ما شبهه الادباء العرب بالأخطل لتشابه اسلوبه الشعري بقصائد الاخطل ووصفوه ايضا ان موقعه الشعري يتوسط بين الشاعرين حافظ وشوقي،
. عرف مطران بغزارة معلوماته وسعة اطلاعه بالأدب الفرنسي والانجليزي اي في الادب الغربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب (شاعر القطرين) وبعد رحيل الشاعرين حافظ وشوقي لقب خليل مطران (شاعر العربية).
مرض خليل مطران في القاهرة واشتد به المرض حتىوافته المنية في اجله المحتوم في الاول تموز سنة 1949 في القاهرة وهكذا شهدت مصر وفاته كما شهدت لبنان ولادته فهو بحق شاعرالقطرين 0
دعا خليل إلى التجديد في الأدب العربي والشعر خاصة فكان أحد الرواد الذين اخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والفاظه البدوية التي كانت يتغنى بها الشعراء العرب ويحافظون عليها إلى أغراض حديثة تنسجم وطبيعة العصر وحداثته ونهضته امة ، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبيرفي النحو والصرف والبلاغة والبحور الشعرية، ويعتبر من اوائل الذين كتبوا الشعر القصصي والتصويري او المسرحي في الأدب العربي.
.
خليل مطران يتميز بحسه الوطني فقد شارك في كثير من الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي، وانتقل من باريس الى مصر ليكون في احضان القاهرة ، حيث عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات، ثم قام بإنشاء (المجلة المصرية) ومن بعدها جريدة (الجوانب المصرية) اليومية والتي كان فيها مناصرا لزعيم الثورة المصرية مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية ضد الاستعمار و في سبيل النهضة العربية وتقدم الشعب العربي في مصر وقد استمرفي إصدارها على مدى اربعة اعوام ، وقام بترجمة العديد من الكتب. لاحظه يقول في احدى قصائده الثائرة
شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا
وَاقْـتُـلـوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا
إِنَّـمـا الـصَّـالِـحُ يَـبْقَىصَالِحاً
آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا
كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا
يَمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا
قَـطِّـعُـوا الأَيْـديَ هَـلْ تَقْطِيعُها
يَـمنَعُ الأَعْيُنَ أَنْ تَنْظُرشزراَ
أَطْـفِـئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا
يَمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا
أَخْـمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ
وَبِـه مَـنْـجـاتُـنَـا مِـنْكُمْ فَشكْرَا
خلال فترة إقامته في مصر عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كتاب الموجز في علم الاقتصاد بالاشتراك مع الشاعر حافظ إبراهيم، وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908،
ونظراً لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان ادبي لتكريمه حضره كثير من الأدباء والمفكرين من بينهم الأديب الكبير طه حسين.
اهتم مطران بالشعر القصصي والتصويرياو المسرحي والذي تمكن من استخدامه للتعبيروالغور في التاريخ والحياة الاجتماعية العامة التي يعيشها الناس، فاستعان بقصص التاريخ وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص، بالإضافة لتعبيره عن الحياة الاجتماعية، وكان مطران متفوقاً في هذا النوع من الشعر فكان يصور الحياة البشرية من خلال خياله الخصب مراعياً جميع أجزاء القصة.
عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية، كما كان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر.
عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة متجددة في الشعر والنثر،و تميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني والأصالة العربية والنمغمة الموسيقية، ويعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، و من مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.
قدم خليل مطران للمكتبة العربية العديد من الكتب النادرة في النثر منها\
ينابيع الحكمة
والأمثال،
ديوان الخليل،
إلى الشباب
و العديد من المترجمات لكل من شكسبير، وفيكتور هوجو. اضاغة الى ديوانه الشعري الكبير
حاكى الشاعر خليل مطران في بداياته الشعرية شعراء عصره في أغراض الشعر التقليدية من غزل مدح ورثاء، الا انه أستقر على المدرسة الرومانسية والتي تأثر فيها بثقافته الاجنبية الفرنسية،فقد عنى خليل مطران بالخيال الشعري والايحاء ، وأثرت مدرسته الرومانسية الجديدة على العديد من الشعراء في عصره ومن شعره الرومانسي هذه الابيات التي انشدها عندما سئل عن حبيبته \
يَا مُنَى الْقَلْبِ وَنُورَ العَيْنِ مُذْ كُنْتُ وَكُنْتِ
لَمْ أَشَأْ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ بِمَا صُنْتُ وَصُنْتِ
وَلِـمَـا حَـاذَرْتُ مِـنْ فِـطْـنَـتِـهِمْ فِينَا فَطِنْتِ
إِنَّ لَـيْـلاَيَ وَهِـنْـدِي وَسُـعَادِي مَنْ ا نَنْتِ
تَـكْـثُـرُ الأَسْـمَـاءُ لَـكِنَّ المُسَمَّى هُا أَنْتِ
شهدت حياة مطران جل الأحداث السياسية والوطنية والاجتماعية الهامة في العالم العربي وكان بالغ التأثر بها وعبر عن الكثير منها من خلال قصائده، وعرف فيها برقة مشاعره واحساسه العالي الأمر الذي نراه منعكسا في قصائده فكانت، اشبه بمراة نرى فيها الاحداث على حقيقتها وقد تميزت بنزعة إنسانية ممزوجة بروح عربية وطنية كما كان للطبيعة نصيب في شعره كبير عبر عنها وتغنى بها في الكثير من قصائده شعره بالوصف، وقدم الكثير القصائد الرومانسية
تعد قصيدة (المساء) من أشهر قصائد مطران رومانسية
يقول فيها:
داءٌ ألَمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي
مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي
يَا لَلضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا
فِي الظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى
وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوْحُ بيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ فِي
حَالَيَ التَّصْوِيبِ وَ الصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ
كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي
هَذَا الَّذِي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي
مِنْ أَضْلُعِي وَحَشَاشَتِي وَذَكَائِي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ لَوْ أَنْصَفْتِنِي
لَمْ يَجْدُرَا بِتَأَسُّفِي وَبُكَائِي
عُمْرَ الْفَتَى الْفَانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
بِبيَانِهِ لَوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ
إِنِّي أَقَمْتُ عَلى التَّعِلَّةِبِالمُنَى
فِي غُرْبَةٍ قَالوا تَكُونُ دَوَائِي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطَّف النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ
أَوْ يُمْسِكِ الْحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامَهَا
هَلْ مَسْكَةٌ فِي البُعْدِ للْحَوْبَاءِ
عَبَثٌ طَوَافِي فِي الْبِلاَدِ وَعِلَّةٌ
فِي عِلَّةٍ مَنْفَايَ للاِسْتشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بِصَبَابَتِي مُتَفَرِّد
بِكَآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بَعَنَائِي
شاكٍ إِلى البَحْر اضْطَرابَ خَوَاطِرِي
فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي
قَلْباً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي
وَيَفُتُّهَا كَالسُّقْمِ فِي أَعْضَائِي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَداً كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
تَغْشَى الْبَريَّةَ كُدْرَةٌ وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إِلى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ
يُغْضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ
للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي
أَوَلَيْسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ
أَوَلَيْسَ طَمْساً لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثاً
للِشَّكِّ بَيْنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ
أَوَلَيْسَ مَحْواً لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً
وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ..
***********************