الجيلاني الشاعر
يعد الشعر الصوفي امتداد لشعر الزهد فقد انحدرا من مصب واحد وافترقا قريبا من بعضهما ثم يلتقيان في مصب واحد ايضا وكانت الااواصر بين الدين والشعر تتمركز في اعتماد كل منهما على الروح والالهام والحدس والتلقي وشعر الشيخ الجيلاني قدس سره نبع من هذه الروحية فهو مزيج من هواجس الشوق والحب والوله والعشق لذا ظهر فيه اختياره للالفاظ الغزلية وكلمات الحب الصادق تعبيرا عن مكنون قلبه وافكاره وما يداخلهما من حب وشوق للذات اللالهية وشتان بين الرهبة والخوف وبين الحب والشوق والاسلوب الشعري للقصيدة الجيلانية امتاز باختيار اللفظة المناسبة والتعبير الخالص بحيث اعتمد في بعض الاحيان اسلوب الر مزية في الشعر او التلويح كما في قصائده الخمرية – الذي يوميء او يشير الى ما يخالجه ويجول بخاطره من العبارات دون الاكتراث بما حوله وكذلك ظهرت العتاية بجودة الصياغة وحسن الاختيار لهذه اللفظة اوتلك التي جاءت سهلة عذبة كالماء الجاري وتلونت بالوان وهج القصيدة او تنهمر العواطف غزارا فتتحول الى نبع متدفق جارف وبحر زاخر متلاطم يغلب عنفوانها على القلب والنفس والروح فتصعد مستلهمة الشوق الى حد الفناء في المحبوب وقد وردت
القصيدة الجيلانية طويلة طويلة نافت في بعضها على 400
بيت وقصرت في بعضها الى البيت الواحد
اما الموسيقى الشعرية فانها تنبعث من احساس الشاعر وما يتاءجج او يعتمل في نفسه من احوال ومواجيد وارتبط بالموسيقى مظهران اساسيان هما الوزن والقافية ففي مجال الوزن وهو القالب الموسيقي الذي يعتمده اسلوب الشعر او مصطلح الايقاع واللحن الحادث من تجمع اصوات الحروف وتجاوبها بالتفاعل مع بعضها في الصياغة من خلال الانتقاء الافضل لذا نلاحظ ان الشيخ الجيلاني قدس سره اختار لقصائده الاوزان ذات النغمة الطويلة فجاءت قصائده تسبح في بحار الطويل والبسيط والكامل والوافر في ا لاغلب اما القوافي فانها تنطوي على تقدير الاتصال بين بيوت القصيدة الواحدةوتبرز قوتها ومتانتها من خلال التناسق مع الاوزان الشعرية والانسجام بينهما لذا كانت معظم قوافيه بهذا الشكل بحيث شكلت جرسا موسيقيا عذبا متاالقا قوي البناء يثير في السامع قوة بحيث تجعل نفسه تتوثب من مكانها الى خارجه ام الفنون الشعرية لهذه القصائد وهي اللمحة او الحالة التي يسجلها الشاعر وما يتمثل به من احساس او ادراك وما تسمو اليه الشاعرية الفذةويروم تسجيله من خلال الصورة الشعرية التي هي قوة خيال الشاعر فقد جاءت واضحة جلية في قصائده ومقطوعاته تشمخ من خلال دراسة هذه القصائد وتحليلها ولو تتبعنا الفنون الشعرية لشعر الجيلاني قدس سره لوجدنا فيها الفخر البعيد عن المباهاة والتفاخر والتعظيم البشري انماينبع من عقيدته ومنزلته الدينية الصوفية معبرة عن الحب الالهي منبعثة من الوله الصوفي الصادق الذي التزمه الصوفيون ايمانا بقدسية الله تعالى وتعلق الروح الصوفية بالحضرة الالهية وعشقها للقرب الوصال والانس والمشاهدة وقد تصل الى حد ا لفناء او السكر فيكثر الشاعر من ذكر الخمرة والكاءس والشراب وليست السكر الصوفي شرابا او خمرا يدير الراس او يثقل الحواس فيضرب غشاوة على القلب بل هو احساس نفسي يوقظ عواطف النفس وينعش الوجدان ويفتح عين البصيرة فتفتح امام القلب افاقا للروح في هذه العوالم الجذابة الشائقة بحيث تستولي تجليات الحبيب على قلب الصوفي فلا يشاهد سوى الله تعالى ويحل الوجد الشهودي محل الوجد الوجودي نتيجة التفاعل الشعورى المنبعث من القلب لجلال وجمال من يحب منزها عن الجمال المادي فتظهر حالات النشوة
وهي دالة السكر المشابه الى حد بعيدحالات السكرالخمري حيث ان الحب في نظرالصوفي شرفه ان تلحقه سكرات المحبة \1 لذا جاءت القصيدة الجيلانيةذات تعبير مبدع حاذق واية فنية خالصة خالدة لحالة السكر الالهي ربما تصل الى حد الشطح في بعض الاحيا ن والشطح حالة فيض وجد فاض لقوته وهاج لشدة غليانه وغلبته لذا فاضت اشعاره بالمحبة الخالصة والعاطفة الصادقة في سمو من الاخلاق منبعثة ومتمثلة في الحديث القدسي ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) الارجوزة التي بين ايدينا جاءت باسلوب سهل ونظمها اشبه بالمنظومات الشعرية ذات الطابع التعليمي المنهجي فقد نظمت لاظهار عقيدة وطريقة الشيخ الجيلاني قدس سره واختار تسميتها مما قصداليه فهي تذكؤرة الشقيق الجامعة لاءداب الطريق والطريق هنا الطريق الى اللله تعالى فهي منظومة صيغت باسلوب بسيط امتاز بالسهولة واختيار الكلمات المناسبة المفهومة بغية ايصال المعلومة الى المتلقي بيسر ومن غير تكليف وهذه حالة تضعف العاطفة الشعرية والانفعال النفسي وتجعل الشاعر يهتم بشرح ما يبتغيه ويهدف اليه لذا نلاحظ ان الشاعر جعل همه الاول ماذكرناه فضعفت عنده في قصيدته عاطفته ونوازعه النفسية بالقياس لقصائده الاخرى
يعد الشعر الصوفي امتداد لشعر الزهد فقد انحدرا من مصب واحد وافترقا قريبا من بعضهما ثم يلتقيان في مصب واحد ايضا وكانت الااواصر بين الدين والشعر تتمركز في اعتماد كل منهما على الروح والالهام والحدس والتلقي وشعر الشيخ الجيلاني قدس سره نبع من هذه الروحية فهو مزيج من هواجس الشوق والحب والوله والعشق لذا ظهر فيه اختياره للالفاظ الغزلية وكلمات الحب الصادق تعبيرا عن مكنون قلبه وافكاره وما يداخلهما من حب وشوق للذات اللالهية وشتان بين الرهبة والخوف وبين الحب والشوق والاسلوب الشعري للقصيدة الجيلانية امتاز باختيار اللفظة المناسبة والتعبير الخالص بحيث اعتمد في بعض الاحيان اسلوب الر مزية في الشعر او التلويح كما في قصائده الخمرية – الذي يوميء او يشير الى ما يخالجه ويجول بخاطره من العبارات دون الاكتراث بما حوله وكذلك ظهرت العتاية بجودة الصياغة وحسن الاختيار لهذه اللفظة اوتلك التي جاءت سهلة عذبة كالماء الجاري وتلونت بالوان وهج القصيدة او تنهمر العواطف غزارا فتتحول الى نبع متدفق جارف وبحر زاخر متلاطم يغلب عنفوانها على القلب والنفس والروح فتصعد مستلهمة الشوق الى حد الفناء في المحبوب وقد وردت
القصيدة الجيلانية طويلة طويلة نافت في بعضها على 400
بيت وقصرت في بعضها الى البيت الواحد
اما الموسيقى الشعرية فانها تنبعث من احساس الشاعر وما يتاءجج او يعتمل في نفسه من احوال ومواجيد وارتبط بالموسيقى مظهران اساسيان هما الوزن والقافية ففي مجال الوزن وهو القالب الموسيقي الذي يعتمده اسلوب الشعر او مصطلح الايقاع واللحن الحادث من تجمع اصوات الحروف وتجاوبها بالتفاعل مع بعضها في الصياغة من خلال الانتقاء الافضل لذا نلاحظ ان الشيخ الجيلاني قدس سره اختار لقصائده الاوزان ذات النغمة الطويلة فجاءت قصائده تسبح في بحار الطويل والبسيط والكامل والوافر في ا لاغلب اما القوافي فانها تنطوي على تقدير الاتصال بين بيوت القصيدة الواحدةوتبرز قوتها ومتانتها من خلال التناسق مع الاوزان الشعرية والانسجام بينهما لذا كانت معظم قوافيه بهذا الشكل بحيث شكلت جرسا موسيقيا عذبا متاالقا قوي البناء يثير في السامع قوة بحيث تجعل نفسه تتوثب من مكانها الى خارجه ام الفنون الشعرية لهذه القصائد وهي اللمحة او الحالة التي يسجلها الشاعر وما يتمثل به من احساس او ادراك وما تسمو اليه الشاعرية الفذةويروم تسجيله من خلال الصورة الشعرية التي هي قوة خيال الشاعر فقد جاءت واضحة جلية في قصائده ومقطوعاته تشمخ من خلال دراسة هذه القصائد وتحليلها ولو تتبعنا الفنون الشعرية لشعر الجيلاني قدس سره لوجدنا فيها الفخر البعيد عن المباهاة والتفاخر والتعظيم البشري انماينبع من عقيدته ومنزلته الدينية الصوفية معبرة عن الحب الالهي منبعثة من الوله الصوفي الصادق الذي التزمه الصوفيون ايمانا بقدسية الله تعالى وتعلق الروح الصوفية بالحضرة الالهية وعشقها للقرب الوصال والانس والمشاهدة وقد تصل الى حد ا لفناء او السكر فيكثر الشاعر من ذكر الخمرة والكاءس والشراب وليست السكر الصوفي شرابا او خمرا يدير الراس او يثقل الحواس فيضرب غشاوة على القلب بل هو احساس نفسي يوقظ عواطف النفس وينعش الوجدان ويفتح عين البصيرة فتفتح امام القلب افاقا للروح في هذه العوالم الجذابة الشائقة بحيث تستولي تجليات الحبيب على قلب الصوفي فلا يشاهد سوى الله تعالى ويحل الوجد الشهودي محل الوجد الوجودي نتيجة التفاعل الشعورى المنبعث من القلب لجلال وجمال من يحب منزها عن الجمال المادي فتظهر حالات النشوة
وهي دالة السكر المشابه الى حد بعيدحالات السكرالخمري حيث ان الحب في نظرالصوفي شرفه ان تلحقه سكرات المحبة \1 لذا جاءت القصيدة الجيلانيةذات تعبير مبدع حاذق واية فنية خالصة خالدة لحالة السكر الالهي ربما تصل الى حد الشطح في بعض الاحيا ن والشطح حالة فيض وجد فاض لقوته وهاج لشدة غليانه وغلبته لذا فاضت اشعاره بالمحبة الخالصة والعاطفة الصادقة في سمو من الاخلاق منبعثة ومتمثلة في الحديث القدسي ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) الارجوزة التي بين ايدينا جاءت باسلوب سهل ونظمها اشبه بالمنظومات الشعرية ذات الطابع التعليمي المنهجي فقد نظمت لاظهار عقيدة وطريقة الشيخ الجيلاني قدس سره واختار تسميتها مما قصداليه فهي تذكؤرة الشقيق الجامعة لاءداب الطريق والطريق هنا الطريق الى اللله تعالى فهي منظومة صيغت باسلوب بسيط امتاز بالسهولة واختيار الكلمات المناسبة المفهومة بغية ايصال المعلومة الى المتلقي بيسر ومن غير تكليف وهذه حالة تضعف العاطفة الشعرية والانفعال النفسي وتجعل الشاعر يهتم بشرح ما يبتغيه ويهدف اليه لذا نلاحظ ان الشاعر جعل همه الاول ماذكرناه فضعفت عنده في قصيدته عاطفته ونوازعه النفسية بالقياس لقصائده الاخرى