11
من سورة ال عمران
(يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم من بعد ايمانكم كافرين * وكيف تكفــرون وانتم تتلى عليكم ايات الله فيكم رسوله ,ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ *وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ* وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ* )
سورة ال عمران الايات \100-107
الحمد لله :
امر الله تعالى المؤمنين ان لا يطيعوا اهل الكتاب وهم اليهود الذين كانوا يسكنون مع المسلمين في المدينة المنورة في ذلك الحين فانهم يعملون على اعادتهم للكفر بعد اسلامهم و ايمانهم وبين لهم بصيغة الاستفسار كيف يعودون للكفر وقد ثبت الايمان في قلوبهم من خلال تلاوة القران الكريم وايات الله تعالى فيه وكذلك بين ظهرانيهم الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم موجود بينهم . فمن يثبت الايمان في قلبه ويعتصم بالله اي يجعل امره الى الله تعالى في الايمان فهؤلاء هداهم الله تعالى الى طريق الحق والصواب. وحشاهم ان يكفروا بما انزل الله تعالى وفيهم رسوله فامرهم الله تعالى الثبات على الايمان والاسلام حتى نهاية اعمارهم ( فلا تموتن الا وانتم ملسمون ) فمن عاش على امر مات عليه ،ومن مات على شئ بُعث عليه .
وامر الله المؤمنين ان يعتصموا بالدين والايمان وهو حبل الله القويم ولا يتفرقون عنه كما كانوا من قبل ان يكونوا مسلمين فالله تعالى حببهم الى بعضهم واخاهم بالاسلام بعد ان ذكّرهم انهم كانوا اعداءا فالف بينهم وجمعهم على الهدى والايمان
وأمر الله تعالى أن تكون طائفة من المسلمين متأهبة للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وإن كان هذا الأمر واجبا على كل شخص من الأمة الاسلامية بحسب بما استطاعت ،كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للمسلمين :
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )
وأكد الله تعالى ان هؤلاء هم المفلحون دون غيرهم وكيف يفلح من لم ينكر بقلبه عمل المنكر . وجاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له في أمته حواريون وأصحاب يأخذون بأمره ويقتدون بسنته ،ثم إنها تخلف خلوف يقولون ما لا يفعلون ،ويفعلون ما لا يؤمرون ،فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ،ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ،وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )
وقد نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم المؤمنين ان يكونوا مثل الامم السابقة الذين تفرقوا واختلفوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم بمجئ البينات والأدلة الواضحات في القران الكريم . ومن أعرض عن الحق بعد البيان فقد عرَض نفسه للعذاب من الله تعالى ( أولئك لهم عذاب عظيم ).
ثم يبين الله تعالى في يوم القيامة : ففيه تبيض وجوه المؤمنين من الفرح والسعادة، فوجوههم :
( وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة )
وكذلك تسود وجوه الكافرين والمنافقين من الكآبة و الحزن كما وصفها الله تعالى :
(وجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة * اولئك هم الكفرة والفجرة ) عبس
وهذه الايات نزلت في اليهود بعد ان اسلم قسم منهم نفاقا - فما هم بمسلمين - واليكم سبب نزولها :
الاوس والخزرج قبيلتان تسكنان مدينة ( يثرب ) مع اليهود قبل البعثة النبوية ولما هاجر اليها الحبيب المصطفى ونورها بنور الايمان والاسلام وانتشر الاسلام فيها فاغاظ ذلك اليهود بعد ان لاحظوا شديد اخوتهم ومحبتهم لبعضهم بالاسلام فعمل اليهودي (شاس بن قيس ) وهو من زعماء اليهود وكان شديد الكره للاسلام والمسلمين وكان ان شاهد الاوس والخزرج في مجلس واحد متاخين متحاببين بالاسلام تجمعهم المحبة والمودة وتغسيهم الرحمة فقال في نفسه :
( ان هؤلاء اذا اجتمعوا وسادت بينهم المحبة والالفة لن يكون لنا بينهم مكان ولامقام ولا قرار نستطيع اخذه ) .
فجاء الى احد شباب اليهود المعروفين فقا ل له :
- اعمد اليهم واجلس بينهم ثم ذكرهم فيما كان بينهم من الحروب والقتال انشدهم مما تحفظ من الشعر في هجاء بعضهم لبعض .
فجاء اليهم وجلس معهم في مجلسهم فتكلم مع اناس من كل قبيلة منهم وذكر بعض ما يعرفه فتحركت في انفسهم حمية الجاهلية وتفاخروا فتنازعوا . وهم كل منهم الوثوب على اخيه الاخر قائلا له :
- ( ان شئتم والله رددناها الان جدعة مثلما ابتدات اولا )
فاخذ الغضب الفريقين الاوس والخزرج وتنادوا بالسلاح والقتال فبلغ ذلك الحبيب المصطفى محمد صل الله عليه وسلم وعلم ما حدث فخرج اليهم في بعض اصحابه من الهاجرين رضوا ن الله عليهم ووقف بين رجال القبيلتين وقال لهم :
- ( يامعشر المسلمين الله الله !! ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم بعد اذ هداكم الله الى الاسلام واكرمكم به وقطع امر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر والف بين قلوبكم ترجعون الى ما كنتم عليه كفارا ؟ )
فعرف الفريقان ان هذه هي نزغة من نزغات الشيطان الرجيم وكيد من مكائد اليهود اليهم . عند ذلك القوا اسلحتهم وتعانق الاوسيون مع الخزرج ثم انصرفوا مع الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم مطيعين لامر الله وكلام رسوله .
وخاب كيد اليهودي (شاس بن قيس ) واخزاه الله تعالى .
واود ان اذكر ان الاوس والخزرج كانوا اخوة فهم اولاد حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأزد (غسان) بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
اما امهم فهي ( قيلة ) وكان يقال لهم اولاد قيلة .
وقيلة هي قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وفي رواية اخرى هي قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة. فهي ام القبيلتين العربيتين الاوس والخزرج .
الا انهم تكاثروا على مر الدهر والسنين في الجاهلية فاصبحوا قبيلتين وهذا التكاثر شاءت الاقدار فجعلت احدهم يقتل من الاخر فنشب بينهم العداء واشتدت معارك كثيرة وشديدة بينهم وطويلة استمرت ما قيل \140 سنة لم يطفئ نارها الا الاسلام باخوتهم فيه .
والحمد لله على نعمة الايمان والاسلام
والله اعلم
****************
12
بســــــــم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ* إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ* )
سورة ال عمران الايات \118-120
الحمد لله :
نداء من الله تعالى الى المؤمنين الا يتخذوا الكافرين او المشركين اصدقاءً لهم اذ ان بعض المؤمنين كانوا يوادون بعض اليهود والمنافقين ويتخذونهم اخدانا واصفاء لهم فيؤثرونهم في انفسهم على اخوانهم من المسلمين صداقة ومودة فامرهم ان لايتخذوا اصدقاء او احبة من غير المؤمنين فان المؤمنين كانت قلوبهم طيبة خالية من الحقد والكراهية والغل لان هؤلاء لايتركون فرصة الا انتهزوها فيعملوت على اضرار المسلمين في انفسهم واموالهم ودينهم عكس قلوب اليهود والمنافقين او المشركين فهم يعملون على الضرر بالمسلمين والاساءة اليهم فيضمرون كراهية المسلمين في انفسهم لكنهم لايمكنهم اضمار مافي ا نفسهم فتظهر عليهم كراهيتهم الى المسلمين فيظهر من خلال كلامهم انهم للمسلمين كارهون وما يخفون في صدورهم اشد كراهية وبغضا وقد بين الله تعالى بالدليل القاطع ذلك الحال .
فالمسلمون نياتهم طيبة يحبون اصدقاءهم من الكفار والمنافقين والمشركين وهم يبغضونهم , لان هؤلاء يظهرون المودة والحب ويسرون الكراهية والحقد الشديد للمسلمين ويعضوا على اصابعهم عليهم حقدا وغلا في سريرتهم وقد بين الله تعالى ذلك للمسلمين وامرهم ان لا يتخذوهم اصحابا لانهم كاذبون افاذا اصيب المسلمون بضرر تفرح قلوبهم وانفسهم واذا اصابهم خير ونعمة تسؤهم ويكرهون ذلك . الا ان الله تعالى محيط وعارف بما في انفسهم وبما يسرون فيها وما يعلنون من حب او كراهية للمسلمين .
فامر الله المسلمين بعد م اتخاذهم اولياء او اصفياء لهم وامرهم ان يتخذوا احبة واصدقاء من المسلمين ولا يتخذوا من غير دينهم مهما اظهروا لهم من المحبة والمودة فانهم كاذبون .
والله تعالى اعلم
*********************
13
بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَ اتَّقُوا النَّارَ الَّتی أُعِدَّتْ لِلْکافِرینَ * وَ أَطیعُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ* وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين * )
سورة ال عمران الايات \130-133
الحمد لله :
نداء من الله تعالى الى المسلمين ان لا يتعاملوا بالربا ولايقربوه وقد تحدثت عن الربا في تفسير الاية \ من سورة البقرة وكان بعض العرب يبيعون بالاجل الى اجل معين فاذا جاء الاجل او موعد السداد ولم يسدد الدين يزيد عليه المال المدين لاجل اخر فاذا لم يستطع المدين السداد يزيده مرة اخرى وهكذا حتى يصبح الدين اضغافا مضاعفة فامر الله تعالى المؤمنين ان لا يتقربوا الى الربا ولا مضاعفته فانه حرام في قليل او كثير . فمن تعامل بالربا سيدخله الله يوم القيامة النار التي اعدها للكافرين وان يبتعدوا عن الربا والتعامل فيه لعل الله يرحمهم ويزيدهم في رحمته ويثيبهم ويفتح عليهم ابواب رحمته ورزقه فلا يحتاجون الى الربا واضراره الكثيرة وان يعتمدوا على ربهم في حاجتهم فان الله تعالى سيغنيهم ويوسع عليهم حالهم ومعيشتهم فلا يحتاجون لاموال الربا . وامرهم الله تعالى ان يطيعوه وايطيعوا رسوله الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ويسارعون الى ما يستر عليهم ذنوبهم ومغفرته حيث انه تعالى واسع المغفرة . فيرحمهم الله بان يجعل الجنة مثواهم والتي اعدها للمقين من المؤمنين تلك الجنة التي كعل الله سعتها سعة السموات والارض .
والله تعالى اعلم
***************************
14
بســــــــــــم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بل الله مولاكم وهو خير الناصرين *)
سورة آل عمران الايتان /149و150
الحمد لله :
ينادي الله تعالى المؤمنين ان لا يطيعوا الكفار والمشركين وممن لم يؤمنوا بالله ورسوله من الاديان الاخرى وذلك لان في طاعتهم منهم فيها خطر على الاسلام والمسلمين لان هؤلاء يعملون على تقويض الاسلام ويشكلون خطر عليه وعلى المسلمين كي يردوهم بعد اسلامهم كافرين . ومن يرتد عن دينه فهو في الخسران والضلال المبين وماواهم النار التي وعدها الله الكافرين والمشركين والمنافقين .
فالله تعالى يتولى المؤمنين في كل امورهم واعمالهم وينصرهم في كل حياتهم ان اطاعوه وثبتوا على الاسلام واطاعوا الله وسوله فيكونون من المؤمنين . والله تعالى يتولى الصالحين .
والله تعالى اعلم
***********************
15
بســــــم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ . والله بما تعملون بصير * ولئن قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون * لئن متم او قتلتم لإلى الله تحشرون *)
سورة ال عمران الايات \ 156-158
الحمد لله :
نداء من الله تعالى الى المؤمنين ان لا يتخلقوا باخلاق الكافرين والمنافقين ولا يكونوا امثال عبد الله بن ابي او جماعته الذين قالوا لاخوانهم واقاربهم واصدقائهم ومعارفهم الذين خرجوا من بيوتهم ومدنهم لغرض التجارة اوالغزو او الكسب فادركتهم مصيبة الموت بسبب خروجهم اوسفرهم :
- لو كانوا عندنا ولم يخرجوا ما ماتوا وما قتلوا بسبب اشتراكهم في الحروب .
فيامر الله تعالى المؤمنين ان لايقولوا مثل قول الكافرين والمنافقين او المشركين ليعلموا ان الاعمار بيد الله كل يموت في اجله الموعود لا يطول العمر بسبب الاقامة ولا يقصرها السفر او الاشتراك في الحروب انما اعمار العباد ثابته وكل يموت باجله وفي موعده المحدد له : قال احد الشعراء :
فما اطال النوم عمرا ولا قصّر في الاعمارطول السهر
فالله تعالى هو الذي يحيي ويميت ولا يقصر عمر او يطول بالخروج او القعود في البيت المرء المجاهد يقتل في اجله او موعد موته المحدد وله في قتله او موته في سبيل الله مغفرة واجر عظيم وضوان من الله ويخلد يوم القيامة في جنات النعيم لانه استشهد في سبيل الله ونصرة الحق .
فمن يموت او يقتل او يستشهد فهم الى الله تعالى يحشرون والشهداء احياء عند ربهم يرزقون .
الله تعالى اعلم
****************************
16
بســــم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *)
سورة آل عمران الاية \200 الاخيرة
الحمد لله :
المومنون يدعوهم الله تعالى الى الصبر على ما يتسبب لهم من الصعوبة والعنت بسبب بقائهم على الايمان بالله ورسوله ويناديهم الا يؤثر ذلك في ايمانهم وما يلقون من مصاعب ومشقة في اداء الطاعة من شدة باس او تشريد بسبب الحروب او القتل الاستشهاد في سبيل الله ونصرة الاسلام وان يعدوا انفسهم للمصابرة في القتال والجهاد والرباط في ساحات الوغى فلهم الصر في نهاية الامر وان يخافوا الله تعالى ويحذروه فيفلحون و يكونون من اصحاب الجنة.
*****************************