بغــــــدا د في وسط القلوب تصور
شعر : فالح الكيلاني
بَغْــدادُ في وَسَطِ القُلوبِ تُصَّــورُ
وَبِذكْرِها قِمَمُ المَحافِــــلِ تَزْخَـــرُ
الشَّمْسُ يَشْرُقُ نـورُها بِسَمائِهـــا
فـَبَهاؤهــــا بِصَفائِهــــا يَتَجَـوْ هَـــرُ
يابَلْسَماً كــُلُّ الجُــروحِ تَـلاءَمَــتْ
إلاّ جِراحَكِ في الفُـــؤادِ سَــتـُفْـغَـرُ
وَكَأنَّ نـوراً يَسْـتَفيـضُ رِحابـَها
ما في القلوبِ, وَحَسْبُها لا تُقـْهَـرُ
بَغْـــدادُ تَأتَـــلِـقُ العَزائِــمُ دَرْبَهـــا
تـَزْهو’ وَفي عِظَمِ المَفاخِرِ تَـفْـخـَرُ
إنَّ النُفوسَ عَزيزَةٌ بِنِضالِها
وَبِها السَماحَة ُبالأخُوّةِ تُصْهَر
إنَّ النُفوسَ الشّامِخاتِ رَواؤُها
فِـكْـرٌ يُفَلسِفُ للحَياةِ وَيَـثْمُـرُ
فيها النُّفوسُ سَعَتْ لِتَحْمِلَ قَصْدَها
تَمْحو الخَطيئـَةَ وَالسّماحَـةَ تُصْدِ رُ
نُصِبَتْ مَـرابِعُ للعُــلا . بِشِــموخِهــا
تَـسْـمو الحَضارَةُ بالنُـفوسِ فَـتُـزْهُـــرُ
مازِلـتِ رائعَــةً وَعِطْـــرُكِ ذائِــــعٌ
وَشَــذاكِ حَـولَ أَ ريجِــهِ يَتَـمَحْـورُ
كُلُّ القُلوبِ تَضامَنَـتْ في عِـزّهــــا
وَالخـَيـْــرُ كُــلُّ الخَيـْــرِ فيمـا تُظْهِـــرُ
وَبِها العَـقيــدَةُ مَصْـدَ رٌ لِـنِضالِنا
فيها الرُجولَـةُ - بالإ بـاءِ وَتَفْـخَرُ
نَصِبَتْ مَرابِـعُ للعَــلاءِ شُـموخَها
ريحُ الصَّبا تَغـزو النُفوسَ وتَسْحَرُ
وَجَمالُ حُسْنِكِ جارِحاً لجَوارِحي
أشْـعَلـْتِ نـاراً بِالـفُـؤادِ سَـتَسْعَـرُ
ودَجَى عَليكِ الليلُ يُظْلِمُ وَجْهُهُ
بِشُموخِ وَجْهِكِ لَيلُنا لا يَـدْ جُـرُ
إنَّ العَــدالَةَ للحَياةِ صَنيعُها
جَبْرُ النُفوسِ مَفادُها لا تُكْسَرُ
بَغْدادُ سيري في الحَياةِ بِرِفْعَةٍ
ما تَحْلَمينَ مِنَ الأمورِ سَـيُعْمَر
وَرِحابُ أصْداءٍ سَمَتْ بِتَواضِعٍ
بِكَـرامَـةِ الأ خْيارِ حَتْماً نَـفْـخَـرُ
وَبِسِحْرِ عَيْنَيكِ الجَميلَةِ نَحْتَفي
وَلِغُصْنِك ِ مـاءُ دِجْلَةَ يَخْضُـرُ
تَسْمو النُفوسُ وَسَمْتُها مُتَواصِلٌ
عِنْـدَ الحَقيقَــةِ وَالتَّزَيّفُ يَخْسَـرُ
إنّ الحَيــــاةَ عَزيزَةٌ في سَـــمْـتِهـا
وَأعَــزُّ مِنها ما العُـــقـــولُ تُفَـكِّـــرُ
وَتَعَلَّقَـتْ فيها النُّـفـوسُ عَـــزيزَةً
وَبِها القُلوبُ مِنَ المَكــارِهِ تَسْــــخَرُ
فَإغاثَةُ مَلْهوفٍ وَدَمْعَــةُ جــائِــعٍ
وَدَواءِ مَوجــوعٍ قَضى يَتَضَــوّرُ
وتسامحت بِضِفافِ دِجْلَـةَ أنْفُـسٌ
وَبِها القُلوبُ عَلى المَكارِهِ تُجْبَرُ
بَغْــدادُ تَسْــبَحُ بالفُـراتِ فَتَرْتَـوي
وَضِفافُ دِجْلَـةَ تُـرْبُهــا يَتَعَـطَّــرُ
فَإذا تَناهى للرُصافـَـة ِ شَـــوقُهـــا
فَالكَرْخُ يَسْـــعَـدُ وَالسَّــماحَةُ تَكْبُرُ
وَالبازُ يَشْمَخُ وَالمُعَظَّمُ شاخِصٌ
وَالكاظِمــــــانِ بِفَـيْئِهِـــمْ نَـتَنَــوّ رُ
وَأبـو نــُؤاسٍ والوليـــــــــــد قُـصـائِـــدٌ
صيغَتْ بلاغتها وبان الجوهـــر
بِنْتُ الرَّشيدِ وَفي خِصالِكِ هَيْبَـةٌ
وَأبو حَنيفَـةِ وَالجُنيــدُ وَجَعْـفَـرُ
وَتَفَتّحَتْ كُلُ القلـوبِ بِـفَرْحَةٍ
مُزِجَتْ أناقَـتُها وَفـاحَ المَصْدَرُ
وَشَّواطِيءٍ مَسْحورَةٍ بِجَمالِها
فالأعْـظمِيَـةُ بالــوِرودِ تُـأطَّـرُ
والكاظِمِيّةُ في المَحافلِ تزدهي
شوقاً الى نورِ النُفوسِ وَتَزهَــــرُ
فِاذا الحَيـاةُ كَفَجْـرِ صُبْحٍ مُشْــرِقٍ
يَغْشــاهُ نـورٌ وَالحَـوادِثُ تَـصْغُــرُ
ما جَدّ فِعْـلٌ أو تَـفـــاعَلَ ذِكْـرُهُ
إلاّ وَفي مهد الحَقيقَـــةِ يَكْبُــر
مـا جَـدّ أمـرٌ أو تَـقـادَمَ وَقْــتُـهُ
إلّا وَفي عِلْـمِ الحَقيقَـةِ يُصْــدِ رٌ
**************