ا يمــان مصاروة
إيمان مصاروة شاعرة فلسطينية ولدت عام \1976 بمدينة ( الناصرة ) في فلسطين التاريخية داخل الخط الأخضر وترعرعت بها في ظل الاحتلال الإسرائيلي أكملت دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس المدينة.
أحبت الأدب والشعر منذ طفولتها وفي صباها بدأت اهتماماتها الأدبية في سن مبكرة وتحديدا بالمرحلة الثانوية حيث بدأت بالكتابة والنشر بالصحف المحلية التي كانت تصدر في مدينة ( الناصرة) ومدينة( حيفا ) مثل صحيفة ( الاتحاد) ومجلة (الغد) وصحيفة (المنارة) وفازت بعدة جوائز تقديرية بهذه المرحلة عن نشرها لقصائد موزونة) وقد نشرت ديوانها الشعري الأول وهي بعمر الصبا والورود. ولم تكن لشاعرة نشرت ديوانا شعريا بهذا العمر تقول :-
يا سيِّدي
لَكَ مِنْ دُروسي
ما كَتَبْتْ لَكَ مِنْ دَمي
لَكَ مِنْ غَدي
جُزْءٌ كَبيرٌ مِنْ صَلاتي في الوَطَنْ
يا سيِّدي
ضاقَتْ شَوارِعُ أُمِّنا
لَكَ ما رَأَيْتْ تَخْطو
بِلادي فَوْقَ هاماتِ المِحَنْ
أَدْمَنْتُ شَوْقاً لِلّقاءْ
ضاقَتْ قُيودٌ هاهُنا
يا سيِّدي
في لَيْلَةٍ أَنْطَقْتُ وَرْداً لا َيرى
جَسَدي تَحَـنَّطَ صَبْرُهُ
هُوَ ذا رَفيقي
يَعْبُر الأوْطانَ
يَأتي إلَيْنا منْ فَراديسِ السَّماءْ
قَلْبي هَواكَ...
سَأَمْتَطي بَعْضي
إلى سِجْنِ الجَنيدِ
وَسِجْنِ عَسْكَرْ
يا سيِّدي
هَذا هُوَ الفَرَحُ المُحاصَرُ
والمُقَدَّمُ والمًؤخَّرْ
اذْهَبْ..يُناديكَ الدِّمارْ
لا شَيْءَ يَوجَد ُ بَيْنَ مُنْعَطَفيْنِ أَوْ حُلْمَيْنِ:
لَيْلُ بَهيمٌ أَوْ نَهارْ اصْمُتْ
إذا نطَقَ الدُّجى !!ا
بلَعْ شَظايا القَلْبِ
حَتّى الانْتِصارْ
يا سيِّدي
لَكَ ما شَعَرْتْ
لَكَ مِنْ دَمي
لَكَ مِنْ غَدي
وَطَني تَغلْغَلَ
في شَراييني
وَأنْتْ
انتقلت الشاعرة إلى مدينة القدس حيث انها تزوجت في سن مبكرة بعد نجاحها من المرحلة الثانوية مباشرة فأخذت تكتب وتنشر في صحيفة ( كل العرب ومجلة ( العودة )المقدسية فصقلت تجربتها و كتاباتها وشعرها بهذه المدينة بعد أن تزوجت وارتبطت بالزواج لتحيا مع أسرتها الجديدة حياة الزهد الإبداعي في العاصمة الفلسطينية قلب الوطن النابض والتي فيها ( بيت المقدس) أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
فالقدس هي العروس المدللة فكل الشعراء والكتاب الفلسطينيين والعرب يكتبون إليها ومن لا يكتب القدس في شعره يمر بفراغ أدبي في نتاجاته الثقافية لأن القدس كانت ولا زالت وستبقى وجه الشعر والأدب والثقافة العربية لانها تمثل القضية العربية المصيريةالاولى للعرب والمسلمين ومكانة القدس الدينية والاستراتيجية والاجتماعية تجعل الشاعر ينطلق وخاصة الفلسطيني ليرسم للقدس صورا شعرية كما يحب ان يراها حاضرا ومستقبلا، وقد قامت الشاعرة بعمل دراسة عن حضور القدس في الشعر العربي تناولت فيها حقبة زمنية تقرب من المئة عام تحت عنوان (القدس في الشعر العربي ) تقول في قصيدتها مدافنُ الوجع :-
كانت حرائقَ في قدسها
أسدلت عليها الذكرى!!
لا زالتْ سيدةً
تعشق زيتون العينين
وأهدابها آية لخفقان صحراء الشوق
وما اليوم إلا بدايةٌ
لياقوت الوجنتين
وعلى شفاهها المخملية
عزفت هذا اليوم!!
لم أخرج عن ديانتي
ولم أرحل عن جدائلي المعتقة
وهي تنزُّ هذيان أوردتي
في صباحات كانت حياة!!
هوت على رياح الكهوف
وعند حدود جسدك
هي دالتي للخطو!!
اكملت تعليمها الجامعي في مجال الإعلام في جامعة ( بير زيت ) في مدينة (رام الله ) وبعدها دخلت في مجال الإعلام والصحافة في عدة مؤسسات محلية وعربية وعالمية فكانت دائبة في عملها المكتبي او الميداني المتشعب ومن خلال عملها أصيبت شاعرتنا بطلق ناري طائش في ساقها الأيمن بقيت تعاني منه سنوات طويلة رغم المعالجة واضطرت من جراء ذلك للعمل المكتبي فعملت بأحد المراكز الحقوقية والإنسانية كمترجمة للغة العبرية التي كانت تجيدها بطلاقة .
وفي مجال الاخبار ثم استلمت دائرة البحث العلمي في المؤسسة بعد عامين من اصابتها وكان نتاج ذلك أن عملت دراسة علمية توثيقية عن الأطفال المقدسيين و الاستيطان في مدينة (القدس القديمة) وهي الدراسة الأولى من نوعها في هذا الموضوع لذا أصبحت فيما بعد مرجعا هاما في المؤسسات الفلسطينية التعليمية محليا وعربيا.
و تتصف شاعرتنا ككل شعراء المقاومة الفلسطينية بالروح الوطنية العالية، وتعاني كأبناء وطنها السليب من ظلم الاحتلال الصهيوني الغاشم،لوطنها الغالي و لمدينة ( بيت المقدس)، فتعبر عن ذلك بأشعارها وكتاباتها بجرأة وشجاعة، منقطعة النظير،فهي اصلا شاعرة فلسطينية من منطقة (الجليل ) الفلسطيني المحتل، وتقيم بمدينة (بيت المقدس) منذ مده، وتعمل على شحذ همم شعبها وبنات جنسها،وغرس روح الوطنية والمقاومة في من هم تحت الاحتلال من خلال كتابة قصائدها ونشرها بين أبناء شعبها وأبناء عروبتها . تقول :
يا آتياً للقدسِ يشمخُ سورُها
هي ساحُ شوقِكَ إذ يبوحُ عبيرُها
فانهلْ من العزِّ المضيءِ قَصيدَها
تُلقِ السلامَ على الضيوفِ طيورُها
تُبدي نُجوماً في الهوى وَتَلَأْلؤاً
ما كلُّ ظُلمٍ إنْ دَهاكَ يُضيرُها
فالقدسُ وحيٌّ قد تَرتَلَ جُرحُها
نوراً يُضاهي الشَّمسَ حين تَزورُها
تُنبيكَ عن كلِّ الأصولِ كرامةً
فالقدس أمٌ من تُاه يُجيرُها
فامرُرْ بها شَوقاً وبادِرْ حُزنَها
ليعانقَ الوجدانَ منكَ شعورُها
وتتسم قصائد إيمان مصاروة بفلسفة فكريّة عميقة، تحمل خطاباً جامحاً، ووجداناً خصباً، يأتي كنتيجة لمعاناة حياتيّة، وانكسارات نفسيّة متتاليّة، حيث تجعله حاضراً في الذاكرة والوجدان لينبعث رؤى فكريّة خصبة، ولتجعل منه مبعث سمو أصيل وحياة متجددة، ذات أبعاد فكريّة قادرة في البحث عن المنطلقات الفكريّة، وأهدافها التواصليّة، و صياغتها الفنيّة. فحين نقرا قصائدها الوطنية وهي تغني للوطن، وللأمة، وللشهداء ولمدن بعينها ولتخصها بالاسم مثل مدينة (القدس) عاصمة فلسطين واهم المدن فيها فيأتي شعرها مليئا بالأسى والفجيعة، واللوعة، والبكاء، والترحم، والدعوة للعودة إلى الله، والوحدة والدعوة إلى لمّ شمل البلد. تقول في قصيدتها (تنهيدة عشق):
على أعتابِ حزنكِ قد مَضَينا
فُرادىً في المنافي نُستباحُ
أيا فجرَ الأماني في عيوني
أيا وجعاً يُناجيهِ الصباحُ
هنا أهلٌ لمريمَ في بلادي
على عهدِ الأُخوّةِ قد أَباحوا
لمِئذنةٍ وناقوسٍ ونجوىً
عروقُ الجودِ يسكبُها الجماحُ
تَسيلُ دماؤُنا حِيناً فتَروي
على أعتابِها جُرحاً يُباحُ
بلادٌ قد حباها اللهُ حتى
تجلّت فوقَ هامتِها الأقاحُ
ألا يا قدسُ يَبكي الشعرُ مِنّي
دماً يُشفَى إذا حُمِلَ السلاحُ
عروسٌ تَستقي مُرَّ النوايا
وتأنَفُ مِن هوانٍ لا يُزاحُ
أكلّمُ تربَها شوقًا كأنّي
ملَكْتُ الروحَ أن هبّت رياحُ
لِمَن هذا الشهيدُ ومَن يُصلي
هو القدسُ العتيقةُ والبِطاحُ
هو ابنُ محمدٍ وأخٌ لعيسى
هو التاريخُ إن كَتَبت رماحُ
أيا وطنَ الجنائنِ أنتَ قلبٌ
تُكبّلُه السلاسلُ والجراحُ
وتَروي دمعةُ الخنساءِ شعراً .
كدُرٍ ٍ في مآقيهِ انذباحُ
سيَكتبُ للعيونِ دمٌ ويَروي
شهيدُ الحقِّ ما نَبَت الصلاحُ
سنُنجِبُ فجرَنا يا قدسُ رَغماً
ليَهوِيَ في المَكارِهِ مَن أشاحُوا
ف(القدس) بإرثها التاريخي والديني،تكون للشاعرة بمثابة مصدر لرومانسية حالمة تبعث فيها الحياة وتستمد وهجها من طبيعتها الرائعة، ورسالة حبّ وسلام للبشرية حيث شكّلت ( القدس) في شعرها حالة خاصة تنبض بروح الكبرياء والتحدي ومنبع إبداع خصب وفيض عاطفة لا تنضب تقول :
طُيورُ القُدْس تَصْدَحُ في الأعالي
وَتَنْشُرُ في الدُّنا صَوْتَ المعالي
وفي كلِماتها فَخرٌ أصيلُ
وَعِـزٌ ليـسَ يَجْنَحُ للـزَّوالِ
ترى الآفاقَ في أملِ وحبِّ
ولا ترْنُو إلى لَيْلِ المُحالِ
قلوبٌ كالزُّلال العَذْبِ صَفْواً
وأحلامٌ عِظامٌ كالجبالِ
هُوَ التاريخُ يَعْرِفُنا جَميعاً
ويكفي الجاهلينَ عن السُّؤالِ
ومَنْ طلبوا مِثالاً في التفاني
فإنّا في الوجودِ بلا مثالِ
اما ما جسّدته إيمان مصاروة في حادثة وفاة زوجها فيمثل حالة عشق خاص، ونبض صادق، ووطن مفقود عاش في قلب الشاعرة بكلّ قداسته وسموّه وينم عن ذاتٌ أنثوية في عالم الحزن لديها ولتبكيه وجداً ثائراً وحبّاً جامحاً لسنين عدة قضتها بجنب زوج وفيّ، أشعل غيابه اتون نار في كلماتها الملتهبة ، وخلف حزن اليما في قلبها، حيث تقول:
على العَتباتِ باكيةٌ
جراحُ الفَقْدِ والذَّكرى
تُردِّدُ في عَباءةِ ليلِها وجَعاً
ترى في الفجرِ أُحجية
تقُضُّ الحزنَ تَعصِرُ
فتدمَعُ في لهيبِ الشَّوقِ أنَّاتي
أُسافرُ في فضاءِ الله
أَعبُرُ وَحْيَ قصَّتِنا
أُرتِّلُ ما تبادلنا مِنْ النجَّوى
على شُبَّاكنا الباكي
وأَقطِفُ سوسنَ الآمالِ.
وتقول ايضا :
منْ بَعدِ بُعدِكَ أَقفرت آمالي
وهوتْ عليَّ عظائمُ الأهوالِ
باتتْ تكلمني المنايا خلسةً
وتبيتُ ترقبُ عَبرتي ومآلي
لو أَنَّ لي بجوارِ لحدكَ مرقداً
يُقصِي سهامَ البُعدِ والتِّرحالِ
ونتج عن هذا الفقد المجموعة الشعرية الرثائية الاولى في الوطن العربي الذي ترثي فيها شاعرة عربية زوجها بديوان شعري كامل حمل عنوان (بكائيات الوداع الأخير ) والذي صدر في العام 2013 عن دار الجندي للتوزيع والنشر .
فهي تمثل قمة الوفاء لرجل غيبه الموت عنها لتعيش في الذكرى ويمتزج الاسى والحزن العائلي مع ما تلمسه في طيات نفسها الوالهة في التعبير عن معنى الألم والأسى للوطن الخالد وما يعتريه ويجدد الأسى فيها كل يوم اذ تعاني الشاعرة من فراغ نفسي، وخواء عاطفي، وظمأ وجداني وهي ريعان عمرها لذا نرا ها تفكر في الموت وتنشده، وتراه مخلصاً ومنقذاً لها وهذه حالة مرت عليها وعايشتها في فقدان اسمى شعور بين المحبين، لكنه لا يمثل عندا خيبة أمل شديدة بل يمثل شيوع معاني الأسى واللوعة، وانسلاخ الذات عن الآخر بشكل يعكس مأساوية التجربة، وسيطرة حالة الضياع، وانعدام الحياة تقول :
لا مُجيرَ مِن الدُّموعِ على
خُدودِ الزَّهرِ مِن أَحدٍ سِواك
وقَعَ الغيابُ على الجبينِ وما وَقَعْتَ
وذا دمي يَجترُّ صوتَ الحزنِ
يَكتبُ في الدُّجى رؤياك
عَتَّقتُ في سَعفِ النَّوى
ما قاله قلبُ المَغيبِ على الشَّفاهِ
فـأمطرَ الوجعُ المقيمُ رِثاك
لكنها تتخذ من حزنها على زوجها بديلا آخر هو حزنها على بلدها السليب فيمتزج الحزنان ليشكلا لديها حالة نابضة بالوجع الفلسطيني وجرحه العميق تحمل معاناتها، وتبعث شكواها في الآخرين، فكان رثاءً للوطن وللأمة، ومحاولة لاستعادة بعض من الماضي التليد وقد تركت تجربة الحبّ في الشعر العربي أثراً واضحاً في تشكيل الرؤية الشعريّة، إذ تدعو إلى التأمل والإعجاب معاً، وتجعل الرثاء في غيابها أمرّاً ملحاً. ولعلّ أهم ما يمتاز به هذا النوع من الرثاء هو شيوع معاني الأسى واللوعة، وانسلاخ الذات عن الآخر بشكل يعكس مأساوية التجربة، وسيطرة حالة الضياع، وانعدام الحياةوحالة أسى عظيما وألما موجعا تعيشه الشاعرة تقول :
وتلكَ مَدافنُ الوجَع العتيدِ
شريدةٌ كانتْ حرائقَ
تلْتظي في قُدسِها
نَثَرتْ عليها وردةَ الذكرى!
وما زالتْ كأيِّ جميلةٍ
في كلِّ أرْضٍ
تَعشَقُ الزيتونَ في العينينِ
والأهدابَ في أحداقها السكْرى
مُعانقٌ بصحراء الحنينِ غُصونَها
وقد تركت تجربة الحبّ في الشعر العربي أثراً واضحاً في تشكيل الرؤية الشعريّة، إذ تدعو إلى التأمل والإعجاب معاً، وتجعل الرثاء في غيابها أمرّاً ملحاً. ولعلّ أهم ما يمتاز به هذا النوع من الرثاء هو شيوع معاني الأسى واللوعة، وانسلاخ الذات عن الآخر بشكل يعكس مأساوية التجربة، وسيطرة حالة الضياع، وانعدام الحياة.
سقطْتَ بقربِها
يا حرقةَ المشتاقِ
يا وجعًا
قضَى لم يُمهِلِ التاريخَ
والأحياءَ
لم يُبقِ الخطابَ مُوارَبًا
في الليلةِ الحمقاءِ
يسري من ضياءِ الثورةِ الحمراءِ
ما يُفشي الحقيقةَ في
انتكاسةِ قاتلٍ
لم تَشفِهِ الأيامُ والأوهامُ
مِن نارٍ تُقيّدُ في المدى
إبصارَه
يا لوعةَ العربيِّ
مَنفياً
أَجيبي لهفتي
قد فاض نيلُ اللهِ
واهتزّت
له الأقصى وناجاهُ الفراتُ
وأيقظتْني
من لهيبِ أتونِها تلك الحرائقُ
يا دمشقُ
أما لحزنِكِ من غيابٍ
يا طفولتَنا البريئةَ
في رِواقِ الياسمينْ
سَقطت معانينا ولم تسقُطْ أميّةُ في حوارِ الموتِ
يا ربّاهُ
هل حيٌّ قتيلٌ
لم يَعُدْ يَشقَى بقولِ الحقِ
في وجهِ المغولِ
ليُعلِنَ العصيانَ مَيْتاً
لا يزالْ
فالرومُ أَعلنتِ العداءْ
والفرسُ أعلنتِ العداءْ
والعابدون العجلَ قَبْلاً أعلنوهُ
وأهلُ يعربَ في خفاءْ
لا لن تموتَ عروبتي
فالحيُ باقٍ يعتلي
صمتَ الضلالةِ
يَنتشي سيفًا ليُشهِرَ غضْبةَ العربيِّ
يحيَى من رُفاتِ المستحيلِ
صدر لها العديد من الدواوين الشعرية والكتب منها :
1- انا حدث ومجزرة \ شعر
2- حجر سلاحي \ شعر 3
3- سرير القمر \ شعر
4- بتول لغتي \ شعر
5- دموع الحبق \ شعر
6- عرائس الفجر \ شعر
7- هناك وطن \ شعر
8- من خواطري \ مجموعة خواطردراسات علمية
9- الاطفال المقدسين تميز عنصري \ دراسة علمية توثيقية \ بالاشتراك مع جميل السلحوت
10- الاستيطان في البلدة القديمة جزء اول
11- الاستيطان بالبلدة القديمة \ معدل \ جزء قاني 12-التعليم في القدس تحت الاحتلال
13- سيرة غيرية عن الفنان العالمي داني زهير
14- دراسة عن القدس في الشعر العربي
15- دراسة تحليلية عن شعراء مغاربة تنتظر من يتبناها بالاتفاق مع مؤسسة مدارات الثقافية في المغرب
واختم بحثي بهذه القصيدة الرائعة من شعرها:
روحي فـــداكِ جعلـتها وفـــــــؤادي
ووهبت نفسي في سبيــل رضــــاكِ
أنا إن مرضتُ فأنتِ بلسـم مهجـتي
وسعــادتـي مرهونـــــة بدعـــــــاكِ
تقضين ليـــــلكِ لا تذوقـين الكــرى
وتظل تحــرس هجعـــتي عينـــــاكِ
وإذا سهام الدهــر يـومــًا صُوَبـــت
نحـوي فصـــــدركِ مخـبأي ويــداكِ
وإذا ادلهّم الليــــلُ وانطفــأ الضـــيا
لأنار دربـي في الظـــــــــلام سنــاكِ
كانت طفـولتـيَ البريئــــة َحلـــــــوةَ ً
أسقيتـني فيهــا رضـــاب جنــــــــاكِ
وغذوتـني شهد المحبــّة صافيــًــــا
ونشقت منها-- من عــــبير شـــذاكِ
ولقد جعلت مــن الحنــــان وســـادة ً
وشـّيتها بالطيـب ..طيــــب هــــواكِ
ونسجت من صدق العواطف معطفـًا
وملأت دربي مـن ورود رُبــــــــــاكِ
أقسمت أن أبقى مطيعــــًا دائـمــــــًا
لك ما حيـيــــت وأهــتدي بهــــــداكِ
وأصون قدرك طول عـمري عارفـًا
أفضالك الكـبرى وجـــمَّ عطــــــــاكِ
فأنــــا بدونك ما سعــدت هنيهـــــة ً
ولما نعــــمت سويعـــــة لـــــــولاكِ
أنا انـــــت ِ يا أمي جُبلتُ محبـــــة ً
وعلى مثـــالكِ صغـتـني وهـــــواكِ
لا تسأليني ـ إن أبيــــت بـــأن أرى
معبـودة ًـ بعد الإلــــــه ســـــــواكِ
يحميكِ ربــّي شـــرَ آفـــات الــدنى
ويديم عــــزّك بيننـــا وعُـــــــــلاكِ
ويطيل عــــمركِ واهبــًا لك صحـة ً
ومن العيـــــون الحاسدات رعـــاكِ
************************************