منى بعزاوي
(الموناليزا )
بقلم د فالح الكيلاني
ولدت الشاعرة منى بعزاوي في العاشر من حزيران عام \ 1985 بمنطقة (الشراردة ) اصيلة التابعة لولاية (القيروان ) التاريخية التي تسمى ( مدينة الاغالبة ) تيمنا بالدولة العربية التي اسسها في تونس الخضراء مؤسس الأسرة ( الأغلب بن سالم بن عقال التميمي) الذيكان قائدا لجيش العباسيين ، ثم أصبح ابنه إبراهيم (800-812) ميلادية والياُ على إفريقية للخليفة العباسي هارون الرشيد ابتداءً من سنة \787 ميلادية، غير أنه استقل بالأمر سنة \ 800 ميلادية بعد تراجع دور العباسيين. واخر امرائها ( زيادة الله الثالث) المتوفي سنة\ 299 هجرية بعد سقوط دولته على يد الفاطميين في مصر .
.
تلقت تعليمها الاولي الابتدائي بمدرسة (بئر الحلو) ب (الشراردة ) وواخذت تعليمها الثانوي ب( المعهد الثانوي) بمدينة ( الشراردة ) ايضا ثم انتقلت الى مدينة ( سوسة) لتكمل تعليمها الأكاديمي ب(كلية الآداب و العلوم الإنسانية ) بمدينة ( سوسة ) التونسية .
ثم حصلت على شهادة (الماجستير ) عن رسالتها الموسومة ( المراة و الشرف في الثقافة العربية المعاصرة ) اما الان فهي تحضّر للحصول على شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للغات من ( جامعة قرطاج ) في( تونس) العاصمة.
احبت منى البعزاوي الادب وقرات الكثيرمن الكتب الادبية والدواوين الشعرية لفطاحل شعراء العربية ونظمت اول قصيدة لها عن الحرية ونشرتها في الصحف المحلية عندما كانت طالبة بالمعهد الثانوي تقول :
عشقي أضرم النار
في قلب ملتهب
عشقي تمادى
بفعل و عتب
عشقي غرق
في بحر ثائر منقلب
عشقي أسال دمي
على تراب مغتصب
عشقي فاق السراب
و صار من لهب
منى بعزاوي هي شاعرة عرفت بنفسيتها التمردة على المالوف و على القوانين المكبلة للحرية ملقبة بموناليزا العرب و شاعرة العشق الابدي وتقول انها اختارت كنية ( الموناليزا) اذ اغتبرت أن الموناليزا فلسفة نفسية تحاكي حالات نفسية خاصة بالذات الإنسانية إذا كان في حالة عشق أو سعادة أو حزن أو حتى في حالة الم لذلك أرادت أن يكون هذا الشعر الذي تنظمه و هذه الكلمات التي تنطقها صورة منعكسة لكل الحالات الإنسانية. تقول :
أمطري يا سماء
و أغسلي هذا العناء
أنا وحيد
و وحدتي فناء
أنا عاشق
و عشقي ليس بهوى
كلما اقتربت منها
عرفت معنى الحياة
كلما قبلتها
عشقت طعم الوفاء
غرقت في عشقها
غريق السحب في السماء
قلت لها يوما
أحبك
سلكت دربها الادبي والثقافي بذاتها دون حجب او قيود و طرحت العديد القضايا العربية الشائكة منها قضية الامة العربية و قضايا الحرية و الارهاب و قضايا المراة بمختلف اشكالها و قضية الامومة والطفولة و ما تتعرض لها اليوم من عنف و اغتصاب و تهميش و قضايا التفكك العربي و التوسع الرمزي و انتهاك حرمة الارض العربية في فلسطين وقضية الاستعمارالجديد في العراق و سوريا و طرابلس . صارت تنشد للجميع تقول :
عشقي أضرم النار
في قلب ملتهب
عشقي تمادى
بفعل و عتب
عشقي غرق
في بحر ثائر منقلب
عشقي أسال دمي
على تراب مغتصب
عشقي فاق السرابب
صرت بالعشق
ساطعة كالمذنب
صرت معه قابعة
كسجادة من صنم
صرت أراه
في الصباح و المغرب
صرت أتنفسه
كهواء متنقب
صرت أسابقه
بين الموصل و حلب
عشقي بركان
ناره من لهب
عشقي سمّ قاتل
كأفعى إذ تثب
عشقي
لا يحكمه إلا
فؤاد من وهب
عشقي سجين
و سجنه مغترب
عشقي فلسطين
و حجارة أطفالها
في وجه كل ظالم
لأرضها مغتصب
منى بعزاوي امرأة تجاوزت حدود الزمان و المكان لتتارجح بين ثنائية الاتصال و الانفصال في محاورة الاخر بمختلف تجلياته بمراقصة روحه و مداعبة احاسيسه و هي امراة تؤمن بقدسية الحرية و السلا م العالمي اذ تم اختيارها مؤخرا ( سفيرة الديمقراطية و السلم الاجتماعي في الشرق الاوسط ) نظرا لطرحها العديد القضايا الاجتماعية و السياسية و الثقافية . تقول :
أحبك بلا قيود
أحبك من عهود
أحبك كالذنوب
أنت يا حبيبتي
قمر ينير الدروب
أنت يا قاتلي
ذنب مقترف كالذنوب
أنت يا سيدتي
شمس تحرق الفصول
أحبك حبا مجنونا
لا يراه إلا المسجون
يا نجمة بين النجوم
يا حارقة كل القلوب
من أجلك
عبرت كل البحور
و من أجلك اقترفت
كل الذنوب
أنت يا قاتلي
سلبت كل العروق
من فصيلة لفصيلة
ببصيرة العيون
أنت يا سيدتي
كوكب سماوي
يحرك الغروب
و يجعلني رجلا ضعيفا
بلا حدود
وتحدد نظرتها الخاصة بالشعر العربي من ان الشعر العربي ثقافة عربية عميقة ساهمت في تطور الفكر والأدب والإبداع بوصفها جنسا ادبيا يحاكي ذوات إنسانية منفتحة على ثنائيات الذات وعلى ثنائيات التفكير المنفتح على الواقع والخيال لذلك فالقصيدة هي همزة وصل بين ذات الشاعر وذات القارئ لأنها تعبر عن حالات وجدانية وأنسانية. و تثبت الشعر العربي يعيش ازمة ثقافية كبرى بعد ثورات الربيع العربي حيث أصبح القارئ بعيدا عن الثقافة وعن الأقلام الثقافية والابداعية وذلك يعود لأسباب عدة منها انتشار المعلومات الالكترونية وانتشار ثقافة الرأي في العالم العربي ومدى محدودية الفكر الذي أصبح يستهلك ولا ينتج لذلك تعتقد أن الشعر لابد أن ينفتح على مشاكل الشباب الاجتماعية والنفسية وأن يمس تجاربهم الذاتية.
أيتها العاشقة المتمردة
أيتها الوردة القاتلة
يا من ملكت الفؤاد ببسمة
يا من ملكت الروح بلدغة
رأيتك ترقصين....
على ضفاف القدر
رأيتك تتجملين بشفاه العمر
ها أنت الآن سيدة القلم
تغازلين الحرف
و تراقصين الألم
يا سيدة العشق
و هذا القصر
رفقا بهذا المتيم
رفقا بهذا القلم
شاركت في عدد من الندوات الدولية من اهمها الندوة الدولية بعنوان (الفضاء و الهوية ) و الندوة الدولية (دور اللغات الشرقية في التواصل) و حصلت على عدة شهادات و جوائز تقديرية من مختلف الجهات الداخلية التونسية ومن البلدان العربية والاجنبية ومازالت تخطو بخطى وئيدة لترسم طريقها في سلوكية رائعة بكل ثبات وحذر, خشية من زلة قلمها يوما ما كما تقول وتعد باحثة في مجال الحضارة العربية وانها تحضر لشهادة الدكتوراه في هذا المجال .
الشاعرة منى بعزاوي هي :
ماجستير في الحضارة العربية
باحثة إعلامية في مجال القضايا العربية المعاصرة
باحثة إعلامية في مجال القضايا الإجتماعية .
عضو اتحاد الكتاب التونسيين
سفيرة الديمقراطية والسلم الاجتماعي في الشرق الاوسط .
وتقول في حديث صحفي لها :
( اناعربية وفي كل الدول العربية الشقيقة الحقيقة لا أكتب فقط عن معاناة الشعب التونس بل أكتب عن معاناة كل ذات و كل ارض عربية بإعتباري شاعرة تونسية تبنيت قضايا وطني و ما تعيشه بلادي من تأزم سياسي و إجتماعي و ثقافي و أعتبر أن هذه السياسات تريد طمس ثقافتنا العربية المتميزة طمس ثقافتنا المتميزة و أعيش فعلا ألما كبيرا لإغتصاب الثقافة العربية في مجتمعنا ولا اخفي مدى حزني ومعاناتي لما تعيشه العراق و ما تعيشه سوريا حاليا وطرابلس ومصر واستهدافهم سياسيا واجتماعيا، وقد كتبت عديد القصائد حول معاناة البلاد العربية، وتم تلحين قصيدتي(قال وقلت) وهي تحاكي مباشرة الوضع السوري و تنعكس على كل ضمير عربي قد تم تلحين هذه القصيدة من الملحن التونسي " يوسف الرياحي " و قدمناها هدية إلى سوريا وكل دولة عربية،كما اني اود الاشارة الى اني صاحبة قلم حر وكتاباتي تقدية للواقع لذا لا ارضخ لقوانين خارجية أو داخلية من أجل رفع شعار الحقيقة و تبليغ الصورة الحقيقية لكل وطن و إهتماماتي السياسية هي بالأساس ضمير عربي حر يخاف على بلده و على حرمة أرضه و بالنسبة لي السياسة غير منفصلة عن ما هو إجتماعي و ما هو ثقافي و قد نشرت مؤخرا رؤيتي الخاصة لمفهوم السياسة و تجدون هذا الحوار منشورا في جريدة " توانسة التونسية " و في مؤسسة اقلام ثقافية للإعلام الحر " بعنوان " السياسة فن النفاق والاتفاق )
اصدرت رغم صغر عمرها عدة دواوين شعرية وكتبا نثرية منها مايلي :
1- ديوان في النقد السياسي - صدرعن دارالاسدي بالعراق سنة\ 2012
2- ديوان عشق و جنون -صدرعن دار الثقافية للنشر والتوزيع ب (المنستير) في تونس سنة\ 2013
3- ديوان عشق و جزاء - صدرعن نفس الداراعلاه عام\ 2014
4- ديوان عشق يراقص القدر- صدر عن نفس الداراعلاه عام\2016
5- مجلة الموناليزا صدر عدد واحد بعنوان (العشق)بقلم انثى صدرت في تونس سنة\ 2014
6- المراة و الشرف في الثقافة العربية المعاصرة - رسالة ماجستير صادرة في تونس سنة\ 2014
تم تلحن بعض الاغاني من قصائدها التي تحاكي الضمير العربي و تحاكي العشق و الحرية و الالم و الوطنية .
ولحن لها ايضا بعض الابتهاﻻت الرمضانية في التجليات و مناجاة الروح
واختم بحثي بهذه السطور من شعرها:
عشقته في ظلمة الليالي
عشقته في وضح النهار
صرت أتنفس عبيره في الظلام
و صرت بالظلام أرى عبيري
و أسافر مع حنيني
قال لي:
أنت يومي و نهاري
و أنت فجري عند انهياري
غادري مكاني و زماني
و أتركي قلبي في الحال
أنت يا سيدتي
سبب انفلات أعصابي
و انقلاب بركاني
أعشقك و لكن
الزمي صحوة حضوري
و لا تنتظري غيابي
أنا لست إلا قلبا
ينتظر إمرأة بحنان
أنا لست إلا جسدا
صارعته الأيام
فلجأ إليك في الأوان
سلمتك قلبي يوما
فلا تتمردي على النسيان
سلمتك حبي يوما
فلا تتمردي على الشريان
سلمتك كل شيء عندي
فغادري مملكتي بسلام
دون التفويت في العصيان
قلت: لا يا سيدي
من عشقته لا يستدعيني
و من أعشقه هو دائي و حنيني
لن أستسلم لتلك القوانين
و لن أستسلم لذاك الجنون
سوف أستسلم فقط لحبك المجنون
و أرضخ لقانون التغيير
لعّلني أترشف جرعة حنان
من قلبك المفعم بالحنان
و أرتوي من تلك العيون
******************