عز الدين مهيوبي
عزالدين ميهوبي بن جمال الدين بن محمد الدراجي اديب وشاعر جزائري معاصر من ولد بمدينة ( المسيلة ) او العين الخضراء سنة \ 1959وكان جده من اتباع الشيخ عبد الحميد بن باديس الشاعر والاديب الكبير من رواد النهضة العربية ومن اعضاء جمعية العلماء المسلمين في الجزائر وكان قاضيا وابوه حمال الدين احد المجاهدي الثورة الجزائرية
درس في الكتّاب بمسقط رأسه ( مدينة المسيلة)،وتسمى محليا عين خضرة) والتحق بالمدرسة النظامية سنة \1967 بمدرسة)ب في عين اليقين (تازغت- باتنة) في السنة الرابعة ابتدائي، ثم انتقل إلى مدرسة مدرسة السعادة بمدينة (بريكة )، ثم مدرسة (لسان الفتى) (تازولت- باتنة) ثم متوسطة (بن باديس) (باتنة)، ودرس بثلاث مدارس هي ثانوية(عبد الحميد قيرواني) بمدينة ( سطيف ) و ثانوية (عباس لغرور) بمدينة (باتنة) وثانوية (عبد ، العالي بن بعطوش ) بمدينة (بريكة ) حيث حصل على شهادة الباكالوريا (آداب ) 79: المدرسة الوطنية للفنون الجميلة ثم معهد اللغة والأدب العربي بجامعة باتنة) دراسة متقطعة ثم درس تخصص الادارة العامة في المدرسة الوطنية للادارة وحصل على شهادة الدبلوم) وعلى اثر ذلك عين رئيس المكتب الجهوي لصحيفة الشعب بمدينة ( سطيف ) ثم رئيسا لتحريرها ثم عين المؤسسة للانتاج الاعلامي والفني في (سطيف) ثم عين مديرا للاخبارفي التلفزيزن الوطني الجزائري ثم اصبح نائبا في البرلمان الجزائري عن حزب التجمع الوكني الديمقراطي ثم درس بجامعة الجزائر للدراسات العليا –تخصص ستراتيجي ) عام2006-2007).
وبعد اكمال دراسته العليا عين مديرا عاما لمؤسسة الاذاعة الوطنية ثم مديرا عاما للمكتبة الوطنية الجزائرية ثم رئيسا للمجلس الاعلى للغة العربية بالجزائر واخيرا شغل منصب وزير الثقافة الجزائرية عام 2015.
وكان خلال ذلك قد شغل رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين خلال السنوات 2001 وحتى 2005
وعضو مجلس الامناء في مؤسسة البابطين الكويتية ونائب الامين العام لاتحاد للادباء والكتاب العرب ثم رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب من 2003 وحتى عام 2006-
يتسم شعره بجمالية الصورة الشعرية والخيال الواسع لما فيه من التزاوج بين الفكرالعربي والاوربي وخاصة الفرنسي واسلوبيته الراقية واختياره لمفردات لغوية قريبة من قلب المتلقي يقول في قصيدته ( روما ) :
وتطِلُّ كالحسناء من شُرفاتها
والهامُ يشمخُ عالياً بالغارِ
تحنو على البحر النديّ بقلبه
وتُزِين معصَمَها بكل نُضار
ظلت تغازلُ عاشقيها فاكتوتْ
في لحظةٍ - حمقى - بلفحة نار
حتى استحالت كالرّماد فجمَّعت
أشلاءها.. وتجمَّلت بالعار
ويقول في مقطوعته الشعرية (بيروت ):
تأتي لتكْبُر في مدى الجرح الصموتْ
لتمدَّ قامتها فتنكرها البيوتْ
كلُّ الأحبَّة يلْعقُون دماءها
ويضمِّدون جراحها والعُمْرُ توت
كتبوا بنار الحقد سرَّ فنائها
ثم استباحوا عزَّها ملء السُّكوت
كل المدائن أعلنت أحزانها
وعلى رصيف الأرض عاشقة تموت
وفي مقطوعة غزلية يقول :
رأتهُ يُحدِّثها صامتاً
ويقرأُ بالصَّمت أقمارَها
أشاحتْ بوجه الهوى عن فتى
يُفسِّرُ بالصمت أسرارها
مشتْ خطوة فارتخى ظلُّها
وألهَبَ صمتُ الهوى نارها
مشت خطوتين ولم تلتفت
وظلَّ يحاصرُ أسوارها
وقد نظم الشعرالعمودي وكذلك الشعرالحر وقصيدة النثر فهو قد ابدع في كل فنون الشعر والوانه ومن قصيدة له من الشعر المنثور يقول فيها:
من قصيدة: بكائية بختي
أستحي
أن أمد يدي ليدٍ صافحَتْني
صباحاً
وعند المسا..
ذبحَتْني
أستحي
أن أرى وجه أمي التي علّمتني
حروف الهجاء..
ومن صبرها أرضعَتْني
وحين انتبذتُ مكاناً من الإثم
ناديتها..
أنكرتْني
استحي
أن أمنح النّاس ظلالاً وأماني
ومواويل احتراقٍ وأغاني
يا عصافير زماني
امنحي قلبي مفاتيح الرؤى
وانثري عطرك
وشْمًا في الثواني
امنحيني
مطراً أو عاصفه
أو وروداً نازفه
يسقُطُ العُمرُ وأبقى
مثلما النخلة
دوماً واقفه
امنحيني
ساعةً من دفء عينيك
لأحيا ساعتين
وارسميني قمراً
يقطرُ نوراً ولُجينْ
امنحيني
وطناً أو زنبقه
كفناً أو مشنقه
امنحيني أي شيء
كلُّ ما بين يديْ
فَرَحٌ تحمله هذي المساءات إليْ
اما نتاجه الثقافي والفكري والابداعي فكان غزيرا
ففي مجال الشعر اصدر الدواوين التالية :
في البدء كان أوراس 1985
- اللعنة والغفران 1996
- النخلة والمجداف 1996 –
- خيرية 1996
- شيء كالشعر 1997
الرباعيات 1998
- الشمس والجلاد 1998.
أعماله الإبداعية الأخرى:
فقد كتب الأوبيريت والمسرحية واذكر منها:
ستيفيس
- ماسينيا
- زابانا
- قال الشهيد
- الدالية.
واختم بحثي بهذه القصيدة الطائية :
قل أيَّ شيءٍ صديقي لا تقف وسطا
واخترْ مكانك.. صحّاً كان أو غلطا
قل أي شيء.. فإني لا أرى وطنًا
للمرء غير الذي في قلبه ارتبطا
قل أي شيء فإن الصمت أتعبنا
والصمت موت إذا ما زدته شططا
قل أي شيء فإن الصمت أتعبنا
والصمت أصبح للمأساة خير غطا
قل أي شيء فإن الصمت أتعبنا
ورحلة النصر. نبداها ببضع خطى
إن الجزائر ليست لعبة.. وكذا
فأر يلاعب - من جهْلائه - قططا
إن الجزائر من دمعي ومن دمكم
وألف ألف شهيد باسماً. سقطا
الشعب قال فهل من بعد قولته
قول يقال, وهل ما قال كان خَطَا?
إن الجزائر يا أحباب .. ما انكسرت
لكنها انتصرت والعِقْد ما انفرطا
**************************