الكميت الاسدي
هو ابو المستهل الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد بن ذؤيبة بن قيس بن عمرو بن سبيع بن مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد من مضر .
ولد الكميت بن يزيد الاسدي سنة \60 هجرية في الكوفة وما ادراك ما كانت عليه الكوفة عند ولادته وطفولته وشبابه فقد كانت مسرحا لصرا ع سياسي بين الاحزاب المتنافسة وصراع ديني بين الفرق الدينية والمذاهب المختلفة وصراع قبلي شديد بين القحطانية والعدنانية وصراع رابع بين الكوفين والبصريين حول مسائل النحو واللغة .
في هذا الخضم من الصراعات العنيفة المليئة بالاحدات نشأ الكميت الاسدي وتربى تربية حسنة طيبة فدرس اللغة العربية وادابها وقواعدها وألم بكل التواريخ والانساب وتأثر بكل الخصومات التي كانت موجودة انذاك وخاض غمارها.
وقيل كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر :
كان خطيب اسد وكان فقيها وحافظا للقرآن وثبت الجنان كاتباً حسن الخط وكان نسابة وكان جدلاً وهو اول من ناظر في الشعر وكان رامياً لم يكن في اسد أرمى منه وكان فارساً وكان سخياً دينّاً
فقد تعصب للمضرية على القحطانية ورد على الشاعر الاعور الكلبي عندما هجا المضريين وسعى خالد القيسي عليه لدى الخلفاء الامويين للنيل منه فامرالخليفة الاموي عبد الملك بن مروان بقتل الكميت فسجن بالكوفة الا انه هرب من السجن قبل ان يقتل ثم ذهب
الى الشام ليستجير بالاموين منهم فمدحهم فعفى الخليفة عبد الملك بن مروان عنه واكرمه .
أظهر الكيمت منذ صباه ذكاءاً نادرا ًوقد شهد له بذلك الشاعر الفرزدق البصري حين التقاه في الكوفة وعرض عليه بواكير شعره فأثنى عليه اذ أن الكميت .
قال محمد بن علي النوفلي قال سمعت ابي يقول :
- لما قال الكميت بن زيد الشعر وكان اول ما قال ( الهاشميات ) فسترها ثم أتى الفرزدق بن غالب فقال له :
- يا أبا فراس انك شيخ مضر و شاعرها وأنا ابن اخيك الكميت بن زيد الأسدي
- قال له : صدقت انت ابن اخي فما حاجتك؟
- قال : نفث على لساني فقلت شعراً فأحببت أن أعرضه عليك فإن كان حسناً أمرتني باذاعته وإن كان قبيحا امرتني بستره وكنتَ اول من ستره علي.
- فقال له الفرزدق أما عقلك فحسن واني لأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك فأنشدني ما قلت.
- فأنشده :
طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب
فقال الفرزدق : فيم تطربت يا ابن اخي.
فقال :
ولا لعباً مني وذ و الشيب يلعب
قال بلى يابن أخي فالعب فإنك في أوان اللعب.
فقال :
ولم يلهني دار ولا رسم منزل
ولم يتطرّبني بناتُ مخضَّب
فقال: ما يطربك يابن أخي
فقال :ولا السانحات البارحات عشية
أمرّ سليم القرن أم مرّ اعضب
فقال : اجل لا تتطير
فقال :ولكن الى اهل الفضائل والتقى
وخير بني حوّاء والخيرُ يطلب
فقال : و من هؤلاء ويحك
قال :الى النفر البيض الذين بحبّهم
الى الله فيما نابني أتقرب
قال أرحني ويحك من هؤلاء ؟
قال : بني هاشم رهط الـنبي فانني خفضت لهم مني جناحي مودة وكـنت لهم من هؤلاء وهؤلا وأرمي بالعداوة أهلها يعيّرني جُـهّال قومي بحبـهم فقال:
بأيّ كـتـاب أم بأيـة سـنة ستقرعُ
منها سنّ خزيان نـادم وأغضب
الى كنف عـطـفاه أهل ومرحب
مجناً علـى أني أذم وأغضـب
وانـي لأوذي فيـهـم وأؤنـبُ
وبغضهم ادنـى لعـار وأعـطبُ
يرى العدل جوراً لا الى اين يذهبُ
ترى حبّهم عاراً عليك و تـحسب
إذا اليوم ضم الناكثين العصبصب
ومالي الا مذهب الـحق مذهـبُ
فقال له الفرزدق : يابن أخي والله لو جزتهم الى سواهم لذهب قولك باطلاً .
فقال له: قد طربتَ إلى شيءٍ ما طرب إليه أحد قبلك.
وقال :
ولم يُلْهني دارٌ ولا رسم منزل
ولم يتطـربني بَنان مخـضَّبُ
قال: ما يطربك يا ابن أخي ؟
قال: ولا السـانحـات البارحات عشيةً
أمرَّ سليمُ القرن أم مرَّ أعضبُ
فقال: أجل لا تتطير.
فقال : ولكن إلى أهل الفضائل والنُّهى
وخير بني حوّاء والخيرُ يُطلَبُ
قال: مَن هؤلاء ويحك ؟
فقال: إلى النفر البيـض الذين بحبهـم
إلـى الله فيمـا نابنـي أتقـرّبُ
بني هـاشمٍ رهـط النبي محمـدٍ
بهم ولهم أرضى مراراً وأغضبُ
خفضت لهم مني جناحَي مـودةٍ
إلى كنف عِطفاه أهلٌ ومـرحبُ
وكنت لهم مـن هـؤلاء وهـؤلا
مجنّاً علـى أنـي أُذمُّ وأقصـبُ
وأُرمى وأرمي بالعـداوة أهلهـا
وإنـي لأُوذى فيـهـمُ وأُؤنَّـبُ
فاعجب الفرزدق بشاعرية الكميت وقال له:
أذِعْ أذِعْ شعرك فأنت أشعر من مضى ومَن بقي
وقيل لمعاذ : من أشعر الناس؟
قال : أمن الجاهليين أم الاسلاميين؟
قالوا : بل من الجاهليين.
قال : امرؤ القيس وزهير وعبيد بن الابرص.
قالوا : فمن الإسلاميين
قال : الفرزدق وجرير والاخطل والراعي
فقيل له : يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت
قال : ذاك أشعر الاولين والآخرين.
كان الكميت الاسدي علوي الحزب متعصب للعلويين :
وقيل أن الكميت دخل على أبي عبدالله الا مام الصادق رضي الله عنه قائلا :
جُعلت فداك ألا أنشدك
قال: إنها أيام عظام
قال: إنها فيكم.
فقال: هات
فانشده :
يصيبُ به الرامون عن قوس غيرهم
فيا آخـراً أسـدى لـه الغـي أوّلُ
فرفع الصادق يديه وقال:
اللهم اغفر للكميت ما قدّم وأخر، وما أسرّ وأعلن
وكان قد دخل قبل ذلك على الإمام أبي جعفر محمد الباقر رضي الله عنه فأنشده:
من لقلـبٍ متيَّمٍ مُستهـامِ
غير ما صبوةٍ ولا أحلامِ
ولما اعلن زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم ثورته ايدها وكانت حافزاً كبيراً لتدفق شاعرية الكميت فهو قد نظم لاميّته المشهورة مؤيِّداً تلك الثورة هاجياً حكام عصره من بني امية منددا
يقول فيها:
ألا هـل عـمٍ فـي رأيـه متأمـلُ
وهـل مدبـرٌ بعد الإشـاعة مقبـلُ
وهـل أمـة مستيقظـون لرشـدهم
ويكشـف عنـه النعسـة المتزمّـلُ
لقد طال ضد النوم واستخرج الكرى
اوئهم لـو أنّ ذا الميـل يعـدلُ
أرانا على حـب الحيـاة وطولهـا
يُجـدُّ بنا فـي كـل يـوم ونهـزَلُ
رضينـا بـدنيـا لا نريـد فراقهـا
علـى أننـا فيهـا نمـوت ونُقتـلُ
فتلك ملوكُ السوءِ قد طـال ملكهـم
فـحتّـام حتـام العنـاءُ المطـوَّلُ
وما ضربَ الأمثال في الجورِ قبلنا
لأجورَ من حكـامنـا المتمثـلُ
فلما بلغت هذه الأبيات مسامع خالد بن عبدالله وكان والياً على العراق من قِبَل هشام بن عبدالملك _ وكان هذا الوالي حاقداً على الكميت- فعمد إلى جوارٍ حِسان من وجوه الكمال والأدب فروّاهن هذه القصائد وأرسل بهن إلى هشام بن عبدالملك فاستنشدهنّ الشعر فأنشدنه اياه فغضب واشتدّ غيظه واستنكر ذلك. وأرسل إلى خالد يأمره بأن يُحضِر الكميت ويقطع لسانه ويده. فلم يشعر الكميت إلاّ والخيل محدقة بداره فأُخذوه إلى السجن ولكنه استطاع الإفلات منه وذلك أنه بعث إلى زوجته واسمها حُبّي وكانت تحمل عاطفة الولاء لبني هاشم فزارته في سجنه وألبسته ثيابها وتنقّب بناقبها وخرج حراً طليقاً وقد أبصره بعض الفتية لدى خروجه فقال متفرساً:
- ما ننكر من هذه المرأة إلا يبساً في كتفيها ولكن لم يفطن إليه وتابع الكميت سيره منشداً :
خرجت خروج القدح قـدح ابن مقبـلٍ
على الرغم من تلك النوابـح والمشلـي
علَـيّ ثيـاب الغـانيـات وتـحتـهـا
عزيمة امرئٍ الوالي أشبهت سِلِّة النصّلِ
فعمد الوالي إلى زوجة الكميت ليعاقبها فتدخل قومها من بني أسد قائلين للوالي:
- ما سبيلك على امرأة حرّة فَدَت بعلها بنفسها فخشي من سوء العاقبة وخلّى سبيلها .
وفي قصيدته الميمية يقول:
بل هـواي الـذي أجـنُّ وأبـدي
لبـنـي هـاشـم فـروع الأنـامِ
الغيوث الليوث إن أمحـل الناس
فـمـأوى حـواضــن الأيتـامِ
ساسةٌ لا كمن يَرى رعية النـاس
لـواءً ورعـيـة الأنــعــامِ
لا كـعبـد المليـك أو كـوليـدٍ
أو سـليمـان بعـدُ أو كـهشـامِ
مَن يمت لا يـمت فقيـراً ومـن
َ حيى فلا ذو إلٍّ ولا ذو ذمام
وقد جرّت عليه هذه القصيدة عتاباً ووعيداً من الخليفة هشام بن عبد الملك الذي أحضره إليه واستفسر عن الأبيات السالفة حيث اضطُرّ الكميت خوفاً من القتل صبراً وهو لا يجدي العمل الرسالي الذي نذر الكميت نفسه من أجله ظن بعض الباحثين ان الكميت قد خالف نهجه الأول ولكن الحقيقة أن الكميت قد اشترى حياته ولو إلى حين بهذه الأبيات اليسيرة. وهو الذي قال فيهم من قبل أقذع الهجاء وأمرّه:
فقل لبنـي أمية حيث حلّـوا
وإن خفتَ المهنّدَ والقطيعا
أجـاع الله مـن أشبعتمـوه
وأشبع مَن بجوركـمُ أُجيعـا
بمرضيّ السياسـة هاشمـي
يكون حياً لأمتـه ربيعـا
لكنه لما ضيقوا عليه الخناق وامر الخليفة هشام بن عبد الملك بقتله مدحهم حفاظا على نفسه ( تقية ) حيث أقام الكميت مدة في الكوفة متواريا وأيقن ان الطلب قد خف عليه سار في جماعة من بني أسد إلى الشام وقدم اعتذاره إلى الخليفة هشام بن عبد الملك وطلب منه الامان من القتل ولم يزل به حتى أجاره.
وقيل لما دخل الكميت على هشام سلم ثم قال :
- يا امير المؤمنين غائب آب. ومذنب تاب. محا بالانابة ذنبه. وبالصدق كذبه. والتوبة تذهب الحوبة ومثلك حلم عن ذي الجريمة. وصفح عن ذي الريبة.
فقال له : ما الذي نجاك من خالد القسري ؟
قال: صدق النية في التوبة.
قال : ومن سن لك الغي وأورطك فيه ؟
قال : الذي أغوى آدم فنسى ولم يجد له عزما فان رأيت يا امير المؤمنين تأذن لي بمحو الباطل بالحق. بالاستماع لما قلته فأنشده :
ذكر القلب إلفه المهجورا
وتلافي من الشباب أخيرا
أورثته الحصان أم هشام
حسبا ثاقبا ووجها نضيرا
وكساه أبو الخلائف مروان
سني المكارم المأثورا
لم تجهم له البطاح ولكن
وجدتها له معانا ودورا
وكان هشام متكئا فاستوى جالسا وقال هكذا فليكن الشعر.
ثم قال : رضيت عنك يا كميت.
فقال الكميت : يا امير المؤمنين ان اردت ان تزيد في تشريفي لا تجعل لخالد علي امارة.
قال : قد فعلت
وكتب له بذلك وأمر له بجوائز وعطايا جزيلة. وكتب إلى خالد ان يخلي سبيل امرأته ويعطيها العطايا الجزيلة.
وقيل للكميت : انك قلت في بني هاشم فأحسنت وقلت في بني أمية أفضل.
قال : اني إذا قلت احببت ان احسن.
من اهم الاغراض التي اشتهر فيها الكميت الاسدي الشعر السياسي في المدح والهجاء مدح العلويين وهجاء الامويين وكذلك له قصائد في فنون اخرى:
قال مادحاً علي بن ابي طالب رضي الله عنه :
فنعـم طبيـب النـاس مِن أمـر أُمةٍ
تـواكلهـا ذو الطـبّ والمـتطبّـبُ
ونـعـم ولـيُّ الأمـر بعـد وليـه
ومنتجـع التقـوى ونعـم المـؤدِّبُ
لـه ستـرتا بسـطٍ فكـفٌّ بـهـذه
بكفُّ وبالأُخرى العوالـي تُخضَّـبُ
محـاسن مـن دنيـا وديـنٍ كأنّمـا
بها حلّقت بالأمس عنقاء مُعِربُ
وقال يهجو الامويين :
فقل لبني أُمية حيثُ كانوا
وإن خفت المهنّد والقطيعا
اجاعَ الله من اشبعتموه
واشبع من بجوركم أُجيعا
بمرضيَّ السياسة هاشميّ
يكون حياً لامته ربيعا
عا د الى العراق مرة ثانية بعد ان عفى عنه الخليفة هشام بن عبد الملك . وبقي الى ان تولى يوسف بن عمر ولاية الكوفة بعد ان عزل خالد القسري فقتله وجماعة من اشياعه العلويين عام \ 126 هجرية في خلافة مروان بن محمد الاموي وقبره في العراق- محافظة العمارة في مزارع ناحية كميت .
وقيل في رواية اخرى :
وإذا بالكميت في مجلس يوسف بُعَيد قتله خالداً القسري الوالي السابق وكان جنود من اليمانية وقوفاً على رأس يوسف بن عمر والي الكوفة بعد عزل خالد عنها وكان يتحين فرصة للتخلص من الكميت فأشار إليهم أن يضعوا سيوفهم في بطنه ففعلوا ووجأوه فمات لساعته بعد نزف شديد.
يقول المستهل بن الكميت: حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه فكان يفتح عينيه قائلاً:
- اللهم آل محمد، اللهم آل محمد، اللهم آل محمد .
. وهكذا قضى هذا الشاعر الكبير نتيجة التعصب الديني الطائفي وكذلك الصراع السياسي وكان ضحية لهذه الصراعات والتناحرات والاحزاب المتطاحنة بينها فكان ان قتل حتف لسانه وشعره ..
ومن هاشمياته هذه الابيات :
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب
ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
ولم يلهني دارا ولا رسم منزل
ولم يتطرّبني بنان مخضّب
ولا أنا ممن يزجر الطير همه
أصاح غراب أم تعرض ثعلب
ولا السانحات البارحات عشية
أمر سليم القرن أم مر أغضب
ولكن إلى أهل الفضائل والنهى
وخير بني حواء والخير يطلب
إلى النفر البيض الذين بحبهم
إلى الله فيما نالني أتقرب
بني هاشم رهط النبي فإنني
بهم ولهم مرارا أرضى وأغضب
خفضت لهم مني جناحي مودة
إلى كنف عطفاه أهل ومرحب
وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا
محبا على إني أذم وأغضب
وأرمي وأرمي بالعداوة أهلها
واني لأوذى فيهم وأؤنب
فما ساءني قول امرئ ذي عداوة
بعوراء فيهم يتحديني فاجذب
فقل للذي في ظل عمياء جونة
ترى الجور عدلا أين لا أين تذهب
بأي كتاب أم بأية سنة ترى
حبهم عارا علي وتحسب
أأسلم ما تأتي به من عداوة
وبغض لهم لا جبر بل هو أشجب
ستقرع منها سن خزيان نادم
إذا اليوم ضم الناكثين العصبصب
أريب رجالا منهم وتريبني
خلائق مما أحدثوهن أريب
إليكم ذوي آل النبي تطلعت
نوازع من قلبي ظماء واليب
فاني عن الأمر الذي تكرهونه
بقولي وفعلي ما استطعت لا جنب
يشيرون إلي بالأيدي وقولهم
ألا خاب هذا والمشيرون أخيب
فطائفة قد كفرتني بحبكم
وطائفة قالوا مسيء ومذنب
فما ساءني تكفير هاتيك منهم
ولا عيب هاتيك التي هي أعيب
يعيبوني من خبّهم وضلالهم
على حبكم بل يسخرون وأعجب
وقالوا ترابي هواه ورأيه
بذلك أدعى فيهم وألقب
على ذاك إجريّاي فيكم ضريبتي
ولو جمعوا طرا علي واجلبوا
وأحمل أحقاد الأقارب فيكم
وينصب لي في الأبعدين فانصب
بخاتمكم غصبا تجور أمورهم
فلم أر غصبا مثله يتغصب
وجدنا لكم في آل حاميم آية
تأولها منا تقي ومعرب
وفي غيرها آيا وآيا تتابعت
لكم نصب فيها لذي الشك منصب
بحقكم أمست قريش تقودنا
وبالفذ منها والرّديفين نركب
إذا اتـَّضَعُونا كارهين لِبَيْعَةٍ
أناخوا لأُخرى والأزِمَّة ُ تـُجْذ َبُ
رِدافاً علينا لم يُسِيموا رَعِيَّةً
وهمُّهموا أن يَمْتـَرُوها فيَحْلِبوا
لينتتجوها فتنة ً بعد فتنةٍ
فيفتصلوا أفلاءها ثم يَرْكبوا
لنا قائدٌ منهم عنيفٌ وسائقٌ
يُقـَحِّمنا تلك الجراثيم مُتعِبُ
وقالوا ورثناها أبانا وأُمَّنا
وما ورَّثـَتـْهم ذاك أمٌّ ولا أبُ
يرون لهم حقاً على الناس واجباً
سِفاهاً وحقُّ الهاشميين أوْجَبُ
*********************