عبد الرحمن بن حسان الانصاري
وهو ابو محمد وقيل ابو سعيد عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري هو تابعي وشاعر و أبوه هو الصحابي الجليل شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت .
وأمه سيرين بنت شمعون وكان المقوقس ملك الاسكندرية والنائب العام الدولة البيزنطية في مصر قد أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريتين هما: مارية القبطية وأختها سيرين بنت شمعون فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم مارية فولدت له ابنه ابراهيم وأهدى الى حسان بن ثابت اختها سيرين بنت شمعون فأسلمت وتزوجها وأنجب منها عبد الرحمن فوالدته خالة ابراهيم ابن النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وُلد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة .
وكان عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري شاعرا مقيما في المدينة المنورة اشتهر بالشعر في زمن أبيه.وقال حسان :
فمن للقوافي بعد حسان وابنه
ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
ولَدَ لعبدُ الرحمن: الوليدَ وإسماعيلَ وأمّ فِراس وأمّهم أمّ شَيْبة بنت السائب بن يزيد وحسّانَ والفُريعة وسعيد وكان شاعرا
وقال محمد بن سعد: هو من شعراء الطبقة الثانية من تابعي أَهْل المدينة.
وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كان عبد الرحمن شاعرًا ذَكَرَهُ ابْنُ معينٍ في تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
ومن شعره :
أيها الشاتمي لتجيبَ مثلي
إنما أنت في ضَلال تَهيم
لا تسبّنَني فلستَ ببَذِّي
إن بَذِّي من الرجال الكريم
إنّ سبَّ الكريمِ فيه شفاء
إنما الموتُ أن يُسبَّ الزنيم
ما أبالي أنبَّ بالحَزن تيس
أم هجاني بظهر غيب لئيم
وقيل شببَ عبد الرحمن بن حَسَّان بَرْملَة بنت مُعَاوِية فقال:
رَمْلُ هَلْ تَذْكُرِينَ يَوْمَ
غَـزَالٍ إِذْ قَطَعْنَا مَسيرَنَا بِالتَّمنِّي
إِذْ تَقُوْلِيْنَ: عَمْرَكَ اللّهَ هَلْ شَيْءُ
وَإِنْ جُلَّ سَوْفَ يُسْلِيكَ عَنِّي
أُمْ هَلَ اطْعَمْتُ مِنْكُمُ يَا ابْنَ
حَسَّانَ كَمَا قَدْ أَرَاكَ أَطْعَمْتَ مِنِّي
فبلغ شعرُه يزيد فغضِب ودخل على معاوية فقال:
- يا أَمير المؤمنين أَلم تر إِلى هذا العِلْجِ من أَهل يثرب كيف يَتَهَكَّمُ بأَعراضِنا ويُشَبِّبُ بنسائنا؟!
فقال: من هو؟
قال: عبد الرحمن بن حَسَّان . وأَنشده ما قال.
فقال: يا يزيد ليس العُقُوبةُ من أَحد أَقبحَ منها من ذوي القدرة فأَمْهلْ حتى يقدم وفدُ الأَنصار ثم َذكِرْني به .
فلما قدم وفد الانصارالى َذكَرَه به فلما دخلوا عليه قال:
- يا عبد الرحمن أَلم يبلغني أَنك تُشَبِّبُ برَمْلَة بنت أَمير المؤْمنين؟
قال: بلى يا أَمير المؤْمنين ولو علمت أَن أَحَدًا أَشرفُ منها لشعري لشببت بها
قال: فأَين أَنت عن أُختها هند؟
قال: وإِن لها لأُختًا يقال لها: هند؟
قال: نعم .
وإِنما أَراد معاوية أَن يُشَبِّبَ بهما جميعًا فيكذِّبَ نفسه فلم يرد يزيد ما كان من ذلك فأَرسل إِلى كعب بن جُعَيْل فقال:
- اهْجُ الأَنصار ..
فقال: أَفْرَقُ من أَمير المؤْمنين! ولكني أَدلك على الشاعر الكافر الماهر قال: من هو؟
قال: الأَخطل
فدعاه فقال: أَهْجُ الأَنصار
فقال: أَفْرَقُ من أَمير المؤْمنين!
قال: لا تَخَفْ، أَنَا لَكَ بهذا
فهجاهم فقال:
وَإِذَا نَسَبْتَ ابْنَ الْفُرَيْعَةِ خِلْتَهُ
كَالجَحْشِ بَيْنَ حِمَارَةٍ وَحِمَارِ
لَعَنَ الاِلَهُ مِنَ الْيَهُوْدِ عِصَابَةً
بِالْجِزْعِ بَيْنَ صُلَيْصِلٍ وَصِرَارِ
خَلُّوا الْمَكَارِمَ لَسْتُمُ مِنْ أَهْلِهَا
وَخُذُوا مَسَاحِيَكُم بَنِي الْنَّجَّارِ
ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بِالْمَكَارِمِ وَالْعُلَى
وَالْلُّؤْمُ تَحْتَ عَمَائِمِ الْأَنْصَارِ
فبلغ الشعرُ النعمانَ بن بَشِير فدخل على معاوية فحسَر عن رأْسه عمامتَه وقال:
- يا أَمير المؤْمنين أَترى لُؤْمًا؟
قال: بل أَرى كَرَمًا وخَيْرًا وما ذاك؟
قال: زعم الأَخْطَلُ أَن اللُّؤْمَ تحت عمائمنا!
قال: وفعل؟
قال: نعم
قال: فلك لِسَانُه .
وكتب معاوية أَن يؤْتى به فلَمَّا أُوتِيَ به قال للرسول:
- أَدخِلْنِي على يزيدَ . فأَدخله عليه
فقال: هذا الذي كنت أَخاف
قال: فلا تَخَفْ شيئًا
ودخل يزيد على معاوية
فقال: عَلاَمَ أَرْسَلْتَ إِلى هذا الرجل الذي يمدحنا ويرمي من وراءَ جمرتنا؟
قال: هجا الأنَصار!
قال: ومن يعلم ذلك؟
قال: النعمان بن بَشِير .
قال: لا يُقْبَلُ قولُه وهو يدَّعِي لنفسه ولكن تَدْعُوه بالبينة فإِن أَثْبَتَ بينة أَخَذْتَ لَه
فدعاه بها فلم يأتِ بشيءٍ فخَلاَّه.
و قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كان عبد الرحمن شاعرًا قليل الحديث قال:.
ألا أبلغ معاوية بن حرب
فقد أبلغتم الحنق الصدورا
تقونَ بنا صدوركمُ المنايا
عست بكم الدوائرُ أن تدورا
بحربٍ لاترى الأمويِّ فيها
ولا الثقفي إلا مستجيرا
روى محمد بن إِسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسَّان عن أَبيه قال: مر حسان برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ومعه الحارث المرّي فلما عرفه حَسَّان قال:
يَا حَارِ مَنْ يَغْدُرْ بِذِمَّةِ جَارِهِ
مِنْكُمْ فَإِنَّ مُحَمَّدًا لاَ يَغْدُرُ
وَأَمَانَةُ الْمُرِّي حَيْثُ لَقِيْتَهَ
مِثْلُ الْزُّجَاجَةِ صَدْعُهَا لاَ يُجْبَرُ
إِنْ تَغْدُرُوا فَالغَدْرُ مِنْ عَادَاتِكُمْ
وَالغَدْرُ يَنْبُتُ فِي أُصُولِ الْسَّخْبَرِ
قَالَ خَلِيفَةُ وَابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُمَا: مات سنة أربع ومائة.
قال ابن عساكر: لا أراه محفوظًا لأنه قيل إنه عاش ثمانية وأربعين ومقتضاه أنه ما أدرك أباه لأنه مات بعد الخمسين بأربع أو نحوها
توفي عبد الرحمن بن حسان الانصاري سنة مائة واربع للهجرة في المدينة المنورة وعمره ثمانية وتسعين سنة حيث تثبت المصادرانه ولد في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وانه كان رجلا في زمن والده ويقول الشعر وقد قال حسان:
فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانَ وَابْنِهِ
وَمَنْ لِلْمَثَانِي بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ
من شعر عبدالرحمن هذه الابيات :
ليت شعري أغائب ليس بالشا
م خليلي أم حاضر نَعمان
أيّةً ما يكن فقد يرجعُ الغا
ئبُ يوماً ويوقَظ الوسنان
إنّ عمرا وعامرا أبوانا
وحراما قِدماً على العهد كانوا
إنهم مانعوك أم قلة الكُتّاب
أنت عاتب غضبان
أم جفاء أم أعوزتك القراطي
سُ أم أمري به عليك هوان
يوم أيقنت أن ساقيَّ رُضّت
وأتاكم بذاكم الرُكبان
ثم قالوا إنّ ابنَ عمك في بلو
ى أمورٍ أتى بها الحَدثان
فتئطُ الأرحام والودُ والصحبة
فيما أتت به الأزمان
أو ترى إنما الكتابُ بلاغٌ
ليس فيه لبيِّعٍ أثمان
إنما تُنبتُ الفروعَ أروم
أمّا فيها فتنضر الأفنان
لا ترى النبع والشريجَ من الشوحط
في حيثُ يَنبُت الضيمَران
إنما الرمحُ فاعلمنّ قناةَ
أو كبعض العيدان لولا السِّنان
فإذا رُكب السِّنانُ عليه
صار رُمحاً لِمتنه خطران
فبه يدفَعُ المدجِّجُ عنه
وبه يقتل الحريِّ الجبان
لا تهيني عليك بأني ضمن
الساق قد يصحُ الضمان
واعلم أني أنا أخوك وأني
ليس مثلي يزري به الإخوان
واعلم أني بتلتُ مني يميناً
وقليل في ذلك الأيمان
لا ترى ما حييتَ مني كتاباً
غير هذا يزول أبان
أو يزول السبطيُّ من جبل
الثلج ويضحى صحاريّاً لبنان
أو يرى القور عبائر بالشام
ويضحى مكانها حوران
أو آوي في الكتاب منك
ثلاثا مدرجات لشدّهن قران
إنما الود والنصيحةُ في
القلب وليست بما يصوغ اللسان
إنّ شرّ الصفاء ما ورق
الحبُّ فيبدو تحته الشنآن
************************