عروة بن زيد الطائي.
هو عروة بن زيد الخيل بن مهلهل بن يَزِيد بن منهب بن عبد رضا - ورضا: صنَم كان لطيِّئ - ابن محلس بن ثَوْر بن عديِّ بن كنَانة بن مالك بن نائِل بن نَبْهان - النبهاني الغوثي الطائي فارس وشاعر . من المخضرمين .عاش في الجاهلية وشهد مع أبيه يوم (محجر) . وفي يوم (محجر) حيث يقول عروة :
لنا فيما يعد من الـعـقـاب
وهو صحابي مشهور وأنه اجتمع بالنبيّ محمد صَلَّى الله عليه وسلم.
وقيل ان له بنتا اسمها ليلى بنت عُرْوة بن زيد قالت:
- قلت لابي أنشد ني قَوْلَ أبيك:
بَنِي عَامِرٍ هَلْ تَعْــــــــرِفُونَ إِذَا غَدَا
أَبَا مِكْنَفٍ قَدْ شَدَّ عَقْــــــــدَ الدَّوَائرِ
بجيش تظل البلق في حجراته
ترى الأكم فيها سجدا ً للحوافر
وجمع كمثل الليل مرتجز الوغى
كثير حواشيه سريع البوادر
فانشدها الابيات ثم قالت له :
- يا أبه . أشهدت ذالك اليوم مع أبيك ؟ وتصد به يوم محجر
- إي والله يابنيه . لقد شهدت
- كم كانت خيل أبيك هذه التي وصفت ؟
- ثلاثة أفراس
هل شهدتَ هذه الغزاة مع أبيك؟
قال: نعم.
ثم سالته : ابن كم كنت؟
قال: غلامًا
شهد معركة القادسية بين العرب والفرس فحسن فيها بلاؤه و تجوهرت بطولته وفي ذلك يقول :
برزت لأهل القـادسـية مـعـلـمـاً
وما كل من يغشى الكـريهة يعـلـم
ويوم بأكناف الـنـخـيلة قـبـلـهـا
شهدت فلـم أبـرح أدمـي وأكـلـم
وأقعصت منهم فارساً بـعـد فـارس
وما كال من يلقى الفـوارس يسـلـم
ونجانـي الـلـه الأجـل وجـيرتـي
وسيف لأطراف المـرازب مـخـذم
وأيقـنـت يوم الـديلـمـيين أنـنـي
متى ينصرف وجهي عن القوم يهزموا
فما رمت حتى مزقوا بـرمـاحـهـم
ثيابي وحتى بـل أخـمـصـي الـدم
محافـظة إنـي امـرؤ ذو حـفـيظة
إذا لم أجـد مـسـتـأخـراً أتـقـدم
وقيل في صور جهاده :
أن عُمَر بْن الخطاب كتب إِلَى عمار بْن ياسر وكان عامله عَلَى الكوفة بعد شهرين من وقعة (نهاوند) يأمره أن يبعث عُرْوَة بْن زيد الطائي إِلَى (الري) و ( دستبى) في ثمانية آلاف ففعل وسار عُرْوَة إِلَى هناك فجمعت له الديلم وأمدهم أهل الري فقاتلوه فأظهره اللَّه عليهم
فبينا عروة بن زيد الخيل يحرض أصحابه على الجهاد وهو في ساحة المعركة ويرغبهم فيما عند الله عز وجل إذا برجل من عظماء أهل الري يقال له ( فرخنداد بن فرناذ ) برز من بين صفوف الأعاجم فجعل يجول ويطلب البراز فخرج إليه (شبل بن معبد البجلي) فجاوله ساعة ثم التقيا بطعنتين طعنه البجلي وجندله قتيلا ثم حمل في جميع أهل الري فطعن فيهم طعنا وجيعا جرح منهم جماعة ثم رجع إلى صفوف المسلمين فوقف.
ثم تقدم عروة حتى وقف أمام المسلمين على برذون له أصفر فجعل ينادي:
1. يا معشر طيء! إنه لا عطر بعد عروس ولست أريدكم لبعد اليوم وأنشدكم الله عز وجل أن لا تفضحوني و تشمتوا بي عدوي .
فنادته قبائل طيء من كل ناحية:
أيها الأمير! احمل رحمك الله حتى ترى منا ما يسرك إن شاء الله
فجعل عروة بن زيد الخيل يرتجز ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل من القوم جماعة وحمل المسلمون بأجمعهم على أهل الري والديلم فقتلوا منهم في المعركة زهاء سبعمائة رجل وولى الباقون أدبارهم يتبعون صاحبهم فرخنداد بن يزدا مهر حتى دخلوا المدينة مفلولين واستولى المسلمون على غنائمهم وأسلابهم.
ثم بعث ملك الري إلى عروة بن زيد يسأله الصلح على أنه يقره في بلده ويؤدي الجزية إليه في كل سنة ثلاثين ألف درهم ويعجل إليه بمائتي ألف درهم.
فرضي عروة بن زيد بذلك .ثم كتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب وقدم على عمّار فسأله أن يوجهه إِلَى عُمَربن الخطاب وذلك أنه كان القادم عَلَيْهِ بخبر الجسر فأحب أن يأتيه بما يسره فلما رآه عُمَر قَالَ :
- إنا لله وإنا إليه راجعون .
فقال عُرْوَة : بل أَحْمَد اللَّه فقد نصرنا وأظهرنا .
وحدثه بحديثه
فقال : هلا أقمت وأرسلت ؟
قَالَ : قَد استخلفت أخي وأحببت أن آتيك بنفسي
فسماه عمر بن الخطاب (البشير ).
توفي عروة بن زيد عام\ 37 هجرية \ عام 657 ميلادية وفي رواية اخرى عمّر لخلافة معاوية بن ابي سفيان وشهد معركة صفين مع علي بن ابي طالب ومما انشده فيها : .
( يحاولُني معاويةُ بن حَربٍ
وليس إلى الذي يَهوى سبيلُ )
( على جَحْدي أبا حَسنٍ عليّاً
وحظِّي من أبي حَسنٍ جليلُ )
ومن شعره هذه الابيات :
هاجت لعروة دار الحي أحزانا
واستبدلت بعد عبد القيس همدانا
وقد أرانا بها ولشمل مجتمع
إذ بالنخيلة قتلى جند مهرانا
أيام سار المثنى بالجنود لهم,
فقتل القوم من رجل وركبانا
***************************
الحمد لله :
انتهيت من تاليف كتاب ( شعراء صد ر الاسلام ) صبيحة
هذا اليوم الاحد الحادي عشر من شوال \ 1434 هجرية الموافق 18\ 8\2013 ميلادية .
وبالله التوفيق ومنه الفضل والسداد