بجير بن زهير
هو بجير بن زهير بن أبي سلمى وابو سلمىهو ربيعة بن رياح
بن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة من مزينة .
أسلم بجير قبل أخيه كعب وكل منهما شاعر مجيد وكان أبوهما زهير من فحول الشعراء المجيدين المبرزين. ( راجع سيرة الشاعر كعب بن زهير في كتابي هذا )
وجاء في اخباره عن حفيده الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير عن أبيه عن جده قال:
- خرج كعب وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف فقال بجير لكعب:
- اثبت في غنمنا في هذا المكان حتى آتي هذا الرجل يعني (النبي ) صلى الله عليه وسلم فأسمع ما يقول.
فثبت كعب وخرج بجير فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فأسلم فبلغ ذلك كعباً فقال:
ألا أبلغا عني بـجـيراً رسـالة
على أي شيء ويب غيرك دلكا
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطائف بعد القتال والحصار ، قال بجير بن زهير بن أبي سلمى يذكر حنيناً والطائف :
كانت علالة يوم بطن حنين
وغداة أوطاس ويوم الأبرق
جمعت بإغواء هوازن جمعها
فتبددوا كالطائر المتمزق
لم يمنعوا منا مقاما واحداً
إلا جدارهم وبطن الخندق
ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا
فتحصنوا منا بباب مغلق
ترتد حسرانا إلى رجراجة
شهباء تلمع بالمنايا فيلق
ملمومة خضراء لو قذفوا بها
حضنا لظل كأنه لم يخلق
مشى الضراء على الهراس كأننا
قدر تفرق في القياد وتلتقى
في كل سابغة إذا ما استحصنت
كالنهي هبت ريحه المترقرق
جدل تمس فضولهن نعالنا
من نسج داود وآل محرق
وبجير هو القائل يوم الطائف:
كانت علالة بطن حنـينكم
وغزاة أوطاس ويوم الأبرق
جمعت هوازن جمعها فتبددوا
كالطير تنجو من قطام أزرق
لم يمنعوا منا مقاماً واحداً
إلا جدارهم وبطن الخندق
ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا
فتحصنوا منا بباب مغـلـق
ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف كتب بجير إلى اخيه كعب:
- إن كانت لك في نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً .
فبعث إليه بجير وكان في الشام بهذه الابيات :
من مبلغ كعباً فهل لك في الـتـي
تلوم عليها باطـلاً وهـي أحـزم
إلى الله، لا العزى ولا اللات، وحده
فتنجو إذا كان النجـاء وتـسـلـم
لدى يوم لا ينجو وليس بمـفـلـت
من النار إلا طاهر القلب مسـلـم
فدين زهير وهو لا شيء عـنـده
ودين أبي سلمى علـي مـحـرم
ومن جيد شعره هذه الابيات :
نَفَى أهل الحَبَلَّقِ يَومَ وَجّ
مُزَينةُ جَهرةً وبنُو خِفَافِ
ضَرَبنا بِمَكةَ يومَ فَتحِ النَّبِيِّ الخ
ير بالبيضِ الخِفَافِ
صَبَحناكم بألفٍ مِن سُلَيمٍ
وألفٍ مِن بَني عُثَمانَ وافِي
حَدَوا أكتافَهُم ضرباً وَطَعناً
د ورمياً بالمُرَيَّشَة اللِّطَافِ
رَمَيناهُم بشُبانٍ وشيبٍ
تُكفكِفُ كُلَّ مُمتنعِ العِطافِ
تَرَى بينَ الصفوف لهُنَّ رَشقاً
كما انصاعَ الفُواقُ من الرصافِ
تَرى الجُردَ الجيادَ تلُوحُ فِيهم
بارماحٍ مُقَوَّمةِ الثِّقَافِ
ورُحنا غانِمينَ بِما أردَنا
وراحُوا نادِمينَ عَلى الخِلافِ
وأعطينا رَسُول اللَهِ مِنَّا
مَواثِيقاً عَلى حُسنِ التصافِي
فَجُزنَا بَطنِ مَكَّةَ وامتنعنَا
بِتَقوى اللَهِ في البيض الخِفافِ
وَقَد سَمِعُوا مَقَالَتَنا فهَمُّوا
غَداةَ الرَّوعِ منَّا بِانصِراف
وحلَّ عَمودُنا حَجَرات نَجدٍ
ف أَليةَ فالقَدُوسِ إلى شرافِ
أرادُوا اللاتَ والعُزَّى إلهاً
كفى باللَهِ دُون اللاتِ كَافِي
*********************************