كعب بن زهير المزني
هو كعب بن زهير بن (ابي سلمى) ربيعة بن رياح بن العوام بن قُرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هرمة بن عثمان من مزينة.
أمه امرأة من بني عبد الله بن غطفان يقال لها كبشة بنت عمار بن عدي بن سحيم .
تلقن كعب الشعر عن أبيه حيث كان ابوه شاعرا من فحول الشعراء الجاهليين فكان زهير يعلم ولديه كعب وبجير الشعر وكيف يقولانه ويحفظانه وقيل عن كعب أنه كان يخرج به أبوه إلى الفلاة فيلقي عليه بيتاً أو شطراً ويطلب منه اجازته تمريناُ حتى تدرب وقال الشعر بطلاقة .
كعب بن زهير شاعر مخضرم فقد قال الشعر في الجاهلية والاسلام والمعلوم ان زهير بن ابي سلمى كان ينظم الشعر منذ حداثته فردعه أبوه مخافة أن يأتي بالضعيف فيشوّه مجد الأسرة وما زال يهذّب لسانه ويجهّز شاعريته برواية الشعر حتى استقام له النظم.
والمعروف ان زهير بن ابي سلمى المزني كان شاعرا وابوه شاعرا وزوج امه شاعرا وخاله شاعرا وكذلك ولداه كعب وبجير وولد كعب وحفيده كلهم شعراء فحول في قوله لهم منزلة راقية ومكانة عالية فيه .
( لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف في شهر ربيع الاخرة من السنة التاسعة للهجرة المباركة كتب بجير بن زهير بن ابي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير يخبره أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قتل رجالاً بمكة ممن كانوا يهجونه ويؤذونه ولم يبق من شعراء قريش الا ابن الزبعري وهبيرة ابن أبي وهب و قد هربوا في كل وجه ( فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك ) وكان كعب قد قال:
ألا أبلغا عني بجيراً رسالة
فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا
فبين لنا إن كنت لست بفاعل
على أي شيء غير ذلك دلكا
على خلق لم تلف أماً ولا أباً
عليه ولم تدرك عليه أخا ً لكا
فإن كنت لم تفعل فلست بآسف
ولا قائل إما عثرت لعاً لكا
سقاك بها المأمون كأساً روية
فأنهلك المأمون منها وعلكا
وبعث بشعره هذا الى اخيه بجير فلما أتت بجيراً كره أن يكتمها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاتى اليه فأنشده إياها فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
-( سقاك بها المأمون صدق وإنه لكذوب وأنا المأمون ولما سمع على خلق لم تلف أماً ولا أباً عليه)
قال : أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه .
ثم قال بجير بن زهير هذه الابيات وارسلها الى اخيه كعب:
من مبلغ كعبا فهل لك في التي
تلوم عليها باطلا وهي احزم
إلى الله لا العزى ولا اللات وحده
فتنجو إذ ا كان النجاء وتسلم
لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت
من النار إلا طاهر القلب مسلم
فدين زهير هو لا شيء دينه
ودين أبي سلمى علي محرم
فلما بلغ الشعر كعبا ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان ارجف حضور من عدوه فقالوا هو مقتول فلما لم يجد من شيء بداً قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويذكر خوفه وإرجاف الوشاة به من عدوه ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة فغدا به إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين صلى الصبح فصلى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم أشار له إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال الجهيني :
- هذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقم إليه واستأمنه
فقام كعب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى جلس إليه فوضع يده في يده وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يعرفه فقال:
- يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائباً مسلماً فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:( نعم )
- فقال : أنا يا رسول الله كعب بن زهير.
وقيل أنه وثب عليه رجل من الأنصار فقال:
- يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
- ( دعه عنك فإنه قد جاء تائباً نازعاً ).
فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير.
فقال قصيدته في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقصيدته هذه تسمى البردة لان النبي صلى الله عليه وسلم البسه بردته الشريفة وهم ينشدها ومطلعها:
بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ
مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وذكر عاصم بن عمر بن قتادة فلما قال كعب (إذا عرّد السود التنابيل )وإنما يريد معشر الأنصار لما كان صاحبنا صنع به وخص المهاجرين من قريش من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمدحته غضبت عليه الأنصار فقال بعد أن أسلم يمدح الأنصار ويذكر بلاءهم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وموضعهم من اليمن:
من سره كرم الحياة فلا يزل
في مقنب من صالحي الأنصار
ورثوا المكارم كابراً عن كابر
إن الخيار هم بنو الأخيار
الباذلين نفوسهم لنبيهم
يوم الهياج وفتية الأحبار
والذائدين الناس عن أديانهم
بالمشرفي وبالقنا الخطار
المكرهين السمهري بأدرع
كسوالف الهندي غير قصار
والناظرين بأعين محمرة
كالجمر غير كليلة الإبصار
والبائعين نفوسهم لنبيهم
للموت يوم تعانق وكرار
يتطهرون يرونه نكساً لهم
بدماء من علقوا من الكفار
دربوا كما دربت ببطن خفية
غلب الرقاب من الأسود ضوار
لو يعلم الأقوام علمي كله
فيهم لصدقني الذين أماري
قوم إذا خوت النجوم فإنهم
للطارقين النازلين مقاري
في العز من غسان في جرثومة
أعيت محافرها على المنقار
وكذلك ابنه عقبة بن كعب كان شاعرا وابن عقبة بن كعب كان شاعرا وهو القائل:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا
ملاحة عيني أم عمرو وجيدها
وهل بليت أثوابها بعد جدة
ألا حبذا أخلاقها وجديدها
ومن جيد شعر كعب قوله:
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني
سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها
فالنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل
لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر
ومن قوله في مدح النبي صلّى الله عليه وسلّم:
تخدي به الناقة الأدماء معتجر
بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم
للبرد كالبدر جلي ليلة الظلم
ما يعلم الله من دين ومن كرم
لقد أنقذ الله تعالى كعب بن زهير من الكفر إلى الإسلام ومن الجاهلية إلى النور المبين، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وفاز بشرف صحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو شرف ما بعده من شرف و رفعة ما بعدها رفعة .) لاحظ كتابي: ( شذرات من السيرة النبوية المعطرة ) الشذرة\35 صفحة 260- 270
توفي كعب بن زهير بن أبي سلمى نحو سنة اربع وعشرين هجرية الموافق تاريخها سنة\662 ميلادية وهذه بردته:
بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ
مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا
اّلا أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً
لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ
كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ
صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمولُ
تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ
مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّها صَدَقَتْ
مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها
فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ
فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها
كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ
إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ
فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ
إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ
كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا
وما مواعيدها الا الاباطيل
أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها
ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْ
أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لا يُـبَلِّغُها
إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ
ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاَّ غُـذافِـرَةٌ
لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ
مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ ع عـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ
إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ
ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْمٌ مُـقَيَّدُها
فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكومٌ مُـذَكَّرْةٌ
فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ
وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ
طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ
لاوعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ
مِنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ
عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ
مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْها ومَـذْبَحَها
مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ
فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها
عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ
ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً
لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ
وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً
كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ
و ُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ
قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ
نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها
لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها
مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ
إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ
لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ
فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ
يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني
والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً
والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ
الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاةولَـمْ
اُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه
أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ
الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ
فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ
وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ
م مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما
ل َـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ
أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّ ضامِزَةً
ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثـقَةٍ
مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ
مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ
بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ
عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ
مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ
كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ
ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ
قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ
ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ
*****************************