اصحاب الجنة في القرآن الكريم
بقلم- فالح الحجية
بسم الله الرحمن الرحيم
اصحاب الجنة هم صفوة الخالق من خلقه هداهم لعبادته وانار لهم الطريق المستقيم بعد ان عرفهم به فهم الذين يفوزون بجنته في الاخرة ويوم يقوم الحانساب فيوفيهم تعالى اجورهم جزاء استقامتهم واطاعتهم لله تعالى فيظلهم بظله يوم لا ظل الا ظله فانهم على الهدى والتقى فلم يضل الله تعالى قلوبهم .وانفسهم بعيدة عن الضلال وقد وصفهم القران الكريم في مواطن عديدة واسهب في وصفهم في كثير من الايات المباركة الكريمة كما ستجدون ذلك مفصلا في شرح ايات اصحاب الجنة من هذا الكتاب لكي تعم الفائدة اذكر بعض صفاتهم التي وردت في القران الكريم بايجاز ولا اخرج عنها لغيرها .
اصحاب الجنة هم المتقون الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقهم الله تعالى ينفقون والذين هم يؤمنون بما انزل على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في القران الكريم وما انزل الله تعالى على الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ويؤمنون ايمانا تاما باليوم االاخر وبالقضاء والقدر وبالبعث والنشو ر من بعد الموت والحساب كل على قدر ما عمل في دنياه الاولى يوم القيامة وبالجنة ا والنار.
ووصفهم الله تعالى بانهم الصابرون في السراء والضراء والذين هم اذا اصابتهم مصيبة او خوف او فقر او عوز او فقد ولد او فقد عزيز عليهم قالوا انا لله وانا اليه راجعون اي اوكلوا الامور كلها الى الله تعالى وانهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ولا يفرقون بين احد من رسله ويطيعون الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ويبتهلون الى الله تعالى في كل امورهم يدعونه سبحانه : ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطاءنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به او لا تتحمله انفسنا ونساءلك اللهم العفو والعافية وغفران زلاتنا وان تحمينا من الخطأ و من الزلل برحمتك يا ارحم الراحمين فانت مولانا ونسألك ان تنصرنا على القوم الكافرين .
ومن صفاتهم انهم يسلمون وجوهم لله تعالى فهم محسنون ويتبعون الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فهم على ملة ابيه ابرا هيم خليل الله فهم قوامون لله شهداء بالقسط يقيمون والصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول تفيض اعينهم من الدمع مما عرفوا من الحق ولليونة قلوبهم وخشوعها ورقة نفوسهم ويقولون ربنا سمعنا واطعنا فاكتبنا مع الشاهدين فقد نزع الله تعالى من قلوبهم الغل والحقد والكراهية والانانية والحسد والبغض والغضب والمين والاخلاف فلا فلم يبق فيها غير حب الله تعالى و حب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب المؤمنين فقلوبهم وجلة في ذكر الله تعالى خاشعة واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون في امورهم واعمالهم وافعالهم وافكارهم .
ومن صفاتهم ان قلوبهم وانفسهم معلقة في المساجد يحضرون الصلاة ويعمرون المساجد لله تعالى شاهدين على انفسهم بالايمان وعمارة المساجد تكون بكثرة الحضور فيها او ببنائها او صيانتها او تأثيثها او انارتها او الدعوة اليها او رفدها بكل مايقوي حضور الاخرين اليها وفي كل ما يحي الايمان في القلوب .
ومن صفاتهم انهم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويجاهدون في سبيل الله تعالى حق جهاده باموالهم وانفسهم والجهاد يكون في مجاهدة النفس عن الهوى بالعبادة والاخلاص او مجاهدة الكافرين والمشركين وقتالهم ان استوجب ذلك والمشاركة فيه بالمال والنفس او بتهيئة الاجواء اليه وذلك لان المؤمنين الصادقين الايمان اشترى الله تعالى منهم انفسهم واموالهم بان لهم الجنة- وتلك والله صفقة رابحة - فهم لا يملكون شيئا لان اموالهم وانفسهم قد باعوها الى الله تعالى مقابل ثمن سيحصلون عليه يوم القيامة الا وهو الجنة فهو يقاتلون باموالهم وانفسهم وكل ما يملكون فيقتلون الاعداء ويقا تلون في سبيل الله تعالى محبة منهم لله ورسوله خالصة فهم يحبون الله تعالى ورسوله ويؤثرون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على انفسهم وابنائهم واموالهم ويفضلونه على ابائهم وابنائهم فآجرهم الله تعالى انهم لايصيبهم ظمأاو عطش او نصب اوتعب او مخمصة او مجاعة في سبيل الله تعالى ولا يطؤون موطئا او يعملون عملا اوفعلا او قولا يغيظ الكفار ولا ينفقون من نفقة صغيرة او كبيرة او يخطون خطوة واحدة في سبيل الله وحتى الشوكة التي تشك ارجلهم الا كتب الله تعالى لهم به عمل صالح وحسنات مضاعفة جزاء فعلهم .
وهم يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه الله تعالى و اذا سمعوا ذكر الله تعالى او تلى عليهم القران الكريم او بعض اياته فهم يخرون للاذقان سجدا لله تعالى يبكون فيزيدهم الله تعالى خشوعا وايمانا فهم في صلاتهم خاشعون وعن اللغو معرضون لا يحبون الكلام في غير موضعه وهم للزكاة فاعلون ولفروجهم حافظون الا على ازواجهم اوماملكت ايمانهم وهم على اماناتهم يحافظون ولعهدهم راعون وهم من خشية ربهم مشفقون وبآياته يؤمنون وبالله تعالى لايشركون ويؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة خائفة لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكرالله وعن اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه . تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا من عذابه و طمعا في ثوابه .
ومن صفاتهم انهم هم المسلمون والمؤمنون والقانتون والصادقون والصابرون والخاشعون والمتصدقون والتائبون الحامدون والمنفقون والمستغفرون بالاسحار والصائمون والعابدون والسائحون والحافظون فروجهم والذاكرون الله كثيرا وكذلك هم الحامدون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله تعالى .
والمؤمنون وصفهم الله تعالى ايضا وجوهم نضرة ظاهرة عليها نضرة النعيم نورهم يسعى بين ايديهم وبأيمانهم وفي وجوههم . فهي منورة بنور الايمان . لايرهقها قتر ولا ذلة وهم اولياء الله تعالى لاخوف عليهم ولا هم يحزنون فهم في سعادة دائمة وانهم اخبتوا لله تعالى فاصابهم الله تعالى برحمة منه وفضل لم يمسسهم سوء وهم يوفون بعهد الله تعالى ولا ينقضون الميثاق ويصلون ما امرالله تعالى به ان يوصل ويخشون الله تعالى ابتغاء وجهه فاقاموا الصلاة وآتو الزكاة وانفقوا سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة وتطمئن قلوبهم لذكر الله تعالى ودعواهم سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام
واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين . بيّض الله تعالى وجوههم فهم كالشجرة السامقة المترامية الاطراف والاغصان اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي ا كلها كل حين باذن ربها دائمة الظل يانعة الثمر .
ومن صفاتهم انهم رحماء بينهم يبتغون فضلا من الله تعالى ونعمة ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود وكثرته وحبب الله تعالى اليهم الايمان وزينه في قلوبهم فهم نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم .وتعرف في وجوهم نضرة النعيم فهي وجود ناضرة الى ربها ناظرة ناعمة مسفرة ضاحكة مستبشرة . ومن صفاتهم ايضا انهم تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة وتواصوا بالحق . هذه هي صفات المؤمنين في في الحياة الدنيا
اما صفاتهم في الاخرة فهي ايضا كثيرة كثيرة فقد وصفهم الله تعالى بكل صفة حسنة واغدق عليهم نعمه ظاهرة وباطنة فهم كلما رزقوا منها من ثمرة من ثمار الجنة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل اي في الحياة الدنيا واوتوا به او تصوروه متشابها ولهم فيها اي في الجنة ازواج مطهرة وهم فيها خالدون لهم عند ربهم دار السلام جزاء بماكانوا يعملون .
ومن صفاتهم في الجنة ان الله تعالى نزع مافي قلوبهم من غل وحقد وحسد تجري من تحتهم الانهار ويقولون الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله تعالى ولقد جاءت رسل ربنا بالحق وتحيتهم في الجنة سلام اي السلام عليكم وهو سلام الاسلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين وهم الذي احسنوا الحسنى وزيادة فلا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة قد حكم الله تعالى لهم بالجنة ولا تبديل لكلمات الله وذلك هوالفوز العظيم فهم الذين امنوا وعملوا الصالحات واخبتوا لله تعالى لذلك اصبحوا سعداء في الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض عطاءا من الله تعالى غير مجذوذ فهم اخوان على سرر متقابلين لا يمسهم نصب في الجنة ولا هم منها مخرجين تتلقاهم الملائكة فيها طيبين يقولون لهم سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون الصالحات في الحياة الدنيا
وفيها يحلون من اساور من ذهب ولؤلؤا ويلبسون ملابس خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الارائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا لهم جنات الفردوس نزلا او سكنا وموطنا دائما خالدين فيها لا يبغون عنها حولا لا يسمعون فيها لغوا ولا تاثيما الا قيلا سلاما سلاما لهم رزقهم فيها بكرة واصيلا يحبهم الله تعالى ويجعل لهم ودا ومحبة بينهم .
ومن صفاتهم في الجنة النهم لايجوعون ولا يعرون ولا يضمؤون ولا يضحون ولا يتغوطون لا يتبولون ولا يخرج من اجسادهم ما يكرهون و عند دخولهم الجنة تتالقاهم الملائكة الموكلة بها مسلمين عليهم قائلين لهم هذا يومكم الذي كنتم توعدون . اذهب الله تعالى عنهم الحزن واحلهم دار المقامة من فضله لا يمسهم فيها نصب او تعب ولا يمسهم فيها لغوب وجعلهم من المكرمين لانهم عباده المخلصين فهم فيها لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكؤون لهم فيها حسن ماءب مفتحة لهم الابواب يدعون بكل فاكهة كثيرة وشراب وعندهم قاصرات الطرف اتراب لانهم امروا ليعبدوا الله تعالى فخلصين فاطاعوه وعبدوه حق عبادته في الحياة الدنيا لقد صدقوا بالصدق اذ جاءهم وهو القران الكريم . لذا اصبح لهم ما يشاؤون عند ربهم فرزقهم ربهم الله تعالى الجنة يدخلونها زمرا زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت لهم ابوابها و رحب بهم خزنتها قائلين لهم سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين . فشكروا الله تعالى على هذه النعم العظيمة وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الجنة نتبوء منها حيث نشاء فنعم اجر العاملين فهم ذو حظ عظيم .
ومن صفاتهم فيها ان لهم جنات وعيون فاكهين متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان لانهم خافوا مقام ربهم فمنحهم جزاء ذلك فجعل لهم الجنان وهم في هذه الجنان على درجات كل قدر عمله فمنهم السابقون السابقون الذين يدخلون الجنة بغير حساب واغلبهم من الاولين وقليل منهم من الاخرين ومنهم اصحاب اليمين وهم ثلة من الاولين وثلة من الاخرين وكل من هؤلاء وهؤلاء نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم فاتاهم الله تعالى كفلين من رحمته وجعل لهم نورا ساطعا في الجنة وفي وجوههم نورا اتقوا ربهم في الدنيا فجعل لهم مخرجا ومسارا الى الجنة فهم فيها في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية لا يسمعون فيها لاغية .
ومن صفاتهم في الجنة انهم الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا وسقاهم ربهم شرابا طهورا وكان سعيهم عند الله مشكورا فهم في ظلال وعيون ولهم فواكه مما يشتهون وجوههم ناعمة .و لهم فيها سرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزاربي مبثوثة تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة تجري في الجنة من تحتهم الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانو ا في حياتهم الدنيا يخشون ربهم فاثابهم الله تعالى الجنة بما فعلوا فثقلت حسناتهم في الميزان يوم الحساب فاكرمهم الله تعالى انه هو الكريم الوهاب فاصبحوا من اصحاب الجنة.
اللهم اجعلنا من اصحاب الجنة .
اميـــــــــــــــن
فالح نصيف الحجية
الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز
*******************************