سورة الزلزلة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
((إِذَا زُلْزِلَتِ الارْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الارْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الانْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ()
سورة الزلزلة \كاملة
الحمد لله :
في هذه السورة المباركة يبين الله تعالى كل ما يجري في يوم القيامة حيث يبدأ بنفخة الملك اسرافيل عليه السلام في البوق او الصور وهو موكل بالنفخ فيه وقيل ملتقمه اي واضعه في فيه استعدادا للنفخ فيه فاذا حان موعدها وساعتها ولا يعلمها الله تعالى ونفخ في الصور تتزلزل الارض وتتحرك تحركا شديدا وتندك الجبال التي عليها فتتساوى فيها تكون كثيبا مهيلا او هباءا منثورا فتخرج الارض مافي دواخلها من مخفيات وكنوز واثقال وتكون قاعا صفصفا بما فيها من بحار وانهار وجبال لتكون ارضا مستوية مسطحة منبسطة بامرالله تعالى ويتساءل الانسان من الموجودين في ذلك الحين ولم يمت بعد يتساءل ما لهذه الارض تكون هكذا وتزلزل هذا الزلزال العظيم الذي لم يعهده الانسان قبل خائفا مرتجفا لما يدهمه من الامر ويبهره خطبها وزلزالها ثم يموت الجميع .
.
اما السماء فتكون بنتيجة زلزلة الارض وانبعاث مياه البحار في الارتفاع بحيث تكون بحرا واحدا واسعا ثم الى الاعلى نتيجة لسخونة الماء فيها وسجورها فتتخلخل جاذبية الكواكب والنجوم والشموس والاقمار فتختلف وتنطفي اضواؤها وتنكدر وتتهاوى ويتلصق القمر في الشمس اذ تنعدم جاذبيته فتجذبه جاذبية الشمس اليها فيرتطم بها ليكون جزءا منها .
فيومئذ اي في الوقت المحدد تحدث الارض اخبارها بان ينطقها الله تعالى فتاتي هي والسماء طواعية مأمورة مستجيبة بان الله تعالى امرها او سخرها وامرها ان تحدث اخبارها وتتحدث بما عمل عليها من خير وشر .
ثم تاتي بعد ذلك النفخة الثانية وقيل ان بين النفختين اربعين كما اخبر الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم المروي عن
ابي هريرة رضي الله عنه ولا نعرف اهي اربعين سنة او اربعين شهرا اربعين يوما وقد سبق ذكرها حيث يصدر الناس من قبورهم افواجا خائفين مذعورين من قبورهم يركضون مسرعين يصدرون اشتاتا اي جماعات جماعات لايعلمون الى اي جهة يذهبون في كل الجهات بعضهم الى جهة اليمين وبعضهم الى جهة الشمال مع تفرقهم في الاديان والمعتقدات واختلاف الاعمال التي عملوها خلال حياتهم الاولى فيتجمعون في ساحة العرض الواسعة المنبسطة كما اخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والملائكة متصففون صفافا صفافا وجبريل عليه السلام واقف امامهم ويحشرون يومئذ كل نبي وجماعته ليكون شاهدا عليهم وليروا اعمالهم اي ليحاسبوا عليها فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره اي يراه اذ تشهد عليه الارض كما جاء اعلاه وتشهد عليه اعضاؤه كما انطقها الله تعالى وتشهد عليه الملائكة الكاتبون لاعماله فيرى اعماله واضحة بينه مهما دقت في الصغر كالذرة والذرة هي ذرة التراب التي ترى اثناء النظر في الضوء الوارد من كوة في الاعلى في غرفة ضؤها اقل من الفضاء الخارج وقيل انها اي الذرة النملة الصغيرة الحمراء حيث لايقبلها الميزان فلا توزن شيئا الا انها تدخل في حساب يوم القيامة وفيثاب العبد المؤمن عليها وكذلك من يعمل مثقال ذرة من شر او سوء فيراه حاضرا وبام عينيه ويعاقب عليه .
والله تعالى اعلم .
*****************