النابغة الذ بياني
هو ابو امامة زياد بن معاوية الذبياني من قبيلة قيس المضرية ولقب بالنابغة لأنه لم يقل الشعر في صغره بل نبغ به نبوغا عند الكبر وهو من اشراف ذبيان وكان محبا للمال وكان يفد على النعمان بن المنذر ملك الحيرة ليمدحه فقربه الملك منه واجزل اليه لعطاء.
وقد غضب الملك عليه مرة فهرب الى الملك عمرو بن الحارث الاصغر ملك الغسا سنة بالشام فمدحه ثم تصالح معه الملك النعمان فرجع ليمدحه مجددا متوسلا فيه يقول :
فلا تتركني بالوعيد كانني
الى الناس مطلي به القار اجرب
الم تر ان الله اعطاك سورة
ترى كل ملك دونها يتذبذب
والنابغة يعد من الشعراء المشهورين الذين اختيرت قصائدهم وعلقت في باطن الكعبة وقصيدته من المعلقات العشر ومطلعها:
يادار مية بالعلياء فالسند
اقوت وطال عليها سالف الامد
والعلياء والسند اماكن او مواقع معروفة لدي الشاعر
توفي النابغة الذبياني قبل الاسلام ويغلب على شعره المد ح الى حد المبالغة وقد خص فيه الملك النعمان بن المنذر الا قليلا وقد تكسب بشعره حتى اشتهر بذلك
يقول في الغزل :
نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ
أحوى ، أحمَّ المقلتينِ ، مقلدِ
و النظمُ في سلكٍ يزينُ نحرها
ذهبٌ توقَّدُ ، كالشّهابِ المُوقَدِ
صَفراءُ كالسِّيرَاءِ ، أكْمِلَ خَلقُها
كالغُصنِ ، في غُلَوائِهِ ، المتأوِّدِ
قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلةٍ
كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ
أوْ دُرّةٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها
بَهِجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ
أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ ، مرفوعة ٍ
بنيتْ بآجرٍ ، تشادُ ، وقرمدِ
سَقَطَ النّصيفُ ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ
فتناولتهُ ، واتقتنا باليدِ
بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ ، كأنّ بنانَهُ
عنمٌ ، يكادُ من اللطافةِ يُعقدِ
نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها
نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العُوَّدِ
تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامة أيكَةٍ
برداً أسفّ لثاتهُ بالإثمدِ
كالأقحوانِ ، غَداة َ غِبّ سَمائِه
جفتْ أعاليهِ ، وأسفلهُ ندي
أخذ العذارى عِقدَها ، فنَظَمْنَهُ
مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ ، مُتَسَرِّدِ
لو أنها عرضتْ لأشمطَ راهبٍ
عبدَ الإلهِ ، صرورةٍ ، متعبدِ
لرنا لبهجتها ، وحسنِ حديثها
و لخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ !