هولاكو خان (1217 - 1265 م). هولاكو خان، حفيد جنكيز خان،أبيه تولوي خان (أصغر أبناء جنكيز خان) وأمه سرخقتاني بكي, التي كانت من إحدى قبائل الترك التي كانت تعتنق المذهب النسطوري من الديانة المسيحية في منغوليا. كان الحاكم المنغولي الذي نجح في فتح معظم بلاد جنوب غرب آسيا. ولقد توسع جيشه كثيرا بالجزء الجنوبي الغربي للامبراطورية المنغولية، مؤسسا سلالة الخانات بفارس، وتوالت السلالات بعد ذلك الي ان انتهت الي دولة إيران الحديثة.
تحت قيادة هولاكو، أجتاح المنغوليين بغداد مركز الإسلام، وأضعف دمشق، وتسبب في تغيير الحكم إلى المماليك بمصر والذين تلقي جيشه الهزيمة على ايديهم في موقعة عين جالوت. كما تحول المؤرخين من الكتابة العربية للفارسية بعهده.
العمليات العسكرية
قام مونكو خان حفيد جنكيز خان الذي أصبح خان عظيم في 1251. بتكليف اخاه هولاكو في 1255 بقيادة الجيش المنغولي الهائل لغزو أَو تحطيم الدول الإسلامية الباقية في جنوب غرب آسيا. أرادت حملة هولاكو إخضاع اللور وهم جماعة يستوطنوا جنوب إيران؛ القضاء على طائفة الحشاشين؛ الاستسلام أو دمار الخلافة العباسية ومقرها بغداد؛ الاستسلام أو دمار الايوبيين في سوريا
خرج هولاكو مع ما يقال انه أكبر جيش منغولي تم تكوينه على الإطلاق فبأمر من مونكو خان، اثنان في كل عشرة مقاتلين في كامل الإمبراطورية جمعوا لجيش هولاكو. وبدات العمليات العسكرية بهزيمة اللور بسهولة، ونتيجة لسمعته اصاب الحشاشين خوف كبير لذا قاموا بتسليم قلعتهم الحصينة ألموت إليه بدون معركة.
قام جيش هولاكو بعد انتصاره على اللور والحشاشين بالانطلاق الي بغداد وارسل رسالة تهديد الي الخليفة يطالبه فيها بالاستسلام ,الا ان الخليفة رفض ذلك وبدلا من هذا ارسل رسالة الي هولاكو ينذره فيها بعقاب الله ان هو هاجم خليفة المسلمين.
انطلق الجيش المنغولي بعد رد الخليفة الي بغداد بقيادة هولاكو وعندما اقترب من المدينة، قسم قواته، لكي يحاصروا كلا الجانبين من المدينة على شرق وغرب نهر دجلة. نجح جيش الخليفة في رد بعض القوات التي هاجمت من الغرب، لكنه انهزم في النهاية، وفي 10 فبراير عام 1258 إستسلمت بغداد
دمار بغداد
ومقرها دمشق؛ وأخيرا، الاستسلام أو دمار سلطنة المماليك البحرية في مصر.مونكو امر هولاكو بمعاملة من يستسلمون برحمة، والقضاء تماما علي من يقاوموا. وقام هولاكو بتنفيذ الجزء الاخير من هذه الاوامر بمنتهي الشدة والقسوة. قوات هولاكو تهاجم بغداد
* كانت المكتبة الكبيرة ببغداد تحتوي على وثائق تاريخية ثمينة وكتب علمية كثيرة تتراوح مواضيعها من الطب لعلم الفلك وقد تم تدميرها كاملة وقال المتبقون على قيد الحياة ان مياة نهر دجلة أصبحت سوداء نتيجة لحبر الكم الهائلة من الكتب التي القي بها بالنهر.
* حاول العديد من مواطني بغداد الهرب ولكن تم اعتراضهم من قبل قوات المغول وتراوحت اعداد القتلي من مائتي الف حتي المليون قتيل [1].
* المساجد، القصور، المكتبات العامة، المستشفيات والبنايات الضخمة التي استغرق بنائها وقت كبير نهبها المغول جميعا ثم احرقوها بعد ذلك.
* تم اسر الخليفة واجبر على مشاهدة دمار المدينة ثم امر هولاكو جنوده فقاموا بلف الخليفة بسجاد واوسعوه ضربا ودهسا بالخيول حتي مات لانهم كانوا يعتقدون انه لا ينبغي ان يتم اراقة دماء ملكية.
* اضطر هولاكو لتحريك معسكره بعيدا عن المدينة نتيجة للرائحة الكريهة التي كانت تتصاعد من الموتي والمدينة المدمرة.
* ظلت المدينة بعد ذلك مدمرة وخالية من السكان لعدة قرون.
غالبا ما كان المغول يدمرون المدينة اذا ما وجدوا مقاومة فقط، المدن التي تستسلم على الفور عادة ما تمنح الرأفة. يعتقد ان تدمير بغداد كان يعتبر الي حد ما وسيلة عسكرية لاجبار المدن الاخري على الاستسلام وعدم التفكير في المقاومة وهو ما نجح مع دمشق الا انه فشل مع المماليك بمصر إذ اصروا على القتال ونجحوا في هزيمة المغول بموقعة عين جالوت.ويؤكد الباحث جمال الدين فالح الكيلاني ان احتلال المغول لبغداد كان ضربة حقيقية للحضارة الإسلامية وبقى اثرها واضحا وحتى العصر الحديث والمعاصر
الهجوم على دمشق
بعد بغداد تحالفت قوات المغول مع الصليبيين وتوجهوا الي حلب فسيطروا عليها ثم دمشق حيث تمكنوا في 1 مارس 1260 من احتلالها ولقد أدي هذا للقضاء على سلالة الايوبيين تماما [2].
ولقد اراد هولاكو استكمال المسير بعد ذلك عبر الشام الي مصر الا ان بلوغه خبر موت مونكو خان جعله يعود سريعا الي قراقورم لانتخاب الخان العظيم القادم فغادر بمعظم القوات تاركا كتبغا قائد على باقي الجند وامره بالمسير الي مصر.
معركة عين جالوت
حصل المماليك على مكاسب كبيرة نتيجة لقلة القوات التي تركها هولاكو مع كتبغا.
بعد ذلك نجح المماليك في تحقيق انتصار كبير على المغول بموقعة عين جالوت وقتلوا قائدهم كتبغا. ولقد حاول المغول كثيرا استعادة مملكتهم مرة اخري ولكنهم لم يستطيعوا قط الانتقام لخسارتهم بعين جالوت. ولبقية القرن كان المغول يشنون حملات متواصلة محاولين اعادة غزو سوريا ولكنهم لم يستطيعوا ابدا الاحتفاظ بها أكثر من بضعة أشهر يبششيق.
الحرب الاهلية
عاد هولاكو إلى أراضيه بحلول عام 1262، وبعد ان وقع الاختيار على اخيه قوبلاي خان كخان عظيم. حشد هولاكو جيوشه لمهاجمة المماليك وينتقم للهزيمة في عين جالوت، الا انه بدلا من ذلك انشغل بحربه الاهلية مع بيرك خان وهو قائد مغولي مسلم وعد بالانتقام من هولاكو بعد ما فعله ببغداد وتحالف مع المماليك لتبدا أول حرب اهلية بين المغول والتي ادت في النهاية للقضاء على الامبراطورية المغولية الموحدة.
اتصالاته مع أوروبا
حاول هولاكو إنشاء تحالف مع أوروبا ضد المسلمين، ففي 10 ابريل 1262 ارسل رسالة للملك لويس عن طريق جون الهنغاري. أذ كانت الرسالة قد وصلت للملك لويس، كما أن النسخة الوحيدة المعروفة من الرسالة بقيت في فيينا بالنمسا. على اية حال فلقد اظهرت الرسالة نية هولاكو في ان يقوم بغزو القدس من اجل البابا، وطلب من لويس ان يهاجم مصر عن طريق البحر المتوسط
على الرغم من كثرة محاولاتهم للإنتقام من المماليك نجح هولاكو في اقناع الصليبين بمهاجمة مصر ووقعوا في الفخ في المنصوره وضعه القائد الأكبر سلطان المماليك قطز لها ثم هاجمت دمياط وإنسحبت بعد مواجهه حاميه دارت بينهم وبين كتيبه عربيه آتيه من غزه تابعه لجيش جزيرة العرب لمسانده السلطان للإنتقام من المغول علي سقوط الخلافه الإسلاميه (وبعدها وفي واقعت عين جالوت وإنشغال سلطان المماليك الأكبر قطزفي مواجهته مع المغولي هولاكو العظيم هاجم الصليبيين الملكه جولنار في المنصوره ودافعت الملكه جولنار عن عرشها وقادت الجيش ضد الصليبيين وحين بلغ الخبر سلطان المماليك الأكبر امر باربعين الف من الفرسان العرب الاشداء ترك المعركه على الفور والتوجه إلي حرب الصليبيين بأسرع وقت لمساندة الملكه حيث استطاعوا دحر نفوذ الصليبيين والدفاع عن عرشها[بحاجة لمصدر]). وقد استشهدت (جلنار) أو (جهاد) في موقعة (عين جالوت)وهي تتفادى ضربة مصوبة لزوجها وابنة عمتها (قطز)، ومن اشهر مقولاتها فبل استشهادها "لا تقل وازوجتاه ولا تقل واحبيبتاه ولكن قل وإسلاماه"
مماته
في عام 1265 م، مات هولاكو ودفن في جزيرة كابودي في بحيرة أورميا. وكانت جنازته هي الجنازة الوحيدة لأحد الخانات التي شهدت التضحية بنفس بشرية. وخلفه ابن عمه المسلم ثم خرج ابن هولاكو أباقا عنه وبذالك اعلن عن سقوط عرش المغول وسيطر المسلمين في اراضيهم.
بواسطة اسطوله.