محمد بن ابراهيم المراكشي
شاعر الحمراء
ولد السيد محمد بن الحاج إبراهيم السراج زيد بمدينة مراكش عاصمة المملكة المغربية سنة1897 ومراكش يقال
لها مراكش الحمراء لذا لقب شاعرنا ب(شاعر الحمراء)وأبوه كان يعمل بالسراجة ،لذا لقب بالسراج وقد تعلم القرآن الكريم بمراكش، ثم درس وتخرج من جامعة القرويين سنة 1901
ولم يخاط محلات أُخـَر معدة للقراءة،ذو قريحة متفتحة للادب والثقافة ، وله ميلان للشعر،ونال في أقرب وقت بعض الشهرة لدى أهل العلم من رجال الدين بقصائده الشعرية ، ودرس على
يد السيد الحاج السباعي التونسي الوكيل الشرعي الفقه الشرعي والادب بما فيه الشعر مدة أربعة أعوام،أو خمسة، بحيث كان يتكفل بنشر قصائد تلميذه الشاعر محمد بن ابراهيم المراكشي في الصحف التونسية لعلاقاته مع محرريها وبعد وفاة السيد الحاج السباعي دخل السيد محمد بن الحاج إبراهيم السراج عند سيادة الباشا السيد الحاج التهامي المزواري الملقب ( الأكلاوي ) بصفته معلم لصبيانه ، ثم بعد شهور، طرد منها، وبسبب ذلك، أشاع شعراً فادحاًُ في جانب سيادة الباشا، وخليفته السيد أحمد البياز حتى ألزمه ذلك الخروج مؤقتاً فالتجأ الى مينة( فاس)وقد جاء في كتاب ( شاعرالحمراء في الغربال ) للشرقاوي ذاكرا هذه الحادثة مايلي زيادة في الايضاح \
(جواباً عن كتابكم نمرة 344 المؤرخ 24 مارس الجاري، المتعلق بقصيدة مبيدة وطاعنة لسيادة باشا فاس، من مشيعها عبد الرحمان المعروفي، أتشرف بأن أخبركم أنه حقيقة ينسب العموم بـ مراكش للشاعر المحلي السيد محمد بن الحاج إبراهيم السراج الذي ذكر على ملإ من الناس، بأن له غرضاً في ذلك، وهو أخذ ثأر أحد أصدقائه بـ فاس الذي أسيء به عند حركة الهيجان الواقع ضد جريان الظهير المتعلق بـ البرابر)
وقد مدح السيد التهامي ببعض القصائد منها قصيدته ( الدمعة الخالدة ) التي نقتطف منها هذه الابيات \
أسال من الأجفان عن صدره نهرا
ليطفئ ما بالقلب مشتعلاً جمرا
فما نكد مثل الرعاة تراهمُ
غدا نهبهم نهباً وأمرهمُ أمرا!
وذا الأرعن المشدود بالحبل نصفه
منى ساس غير الضأن جاز به وعرا!
يسوس بـ فاس من بنيه كرامهم
فيقلبهم بطناً ويجلدهم ظهرا
وفي مدينة فاس اقدم الشاعر محمد بن إبراهيم المراكشي على هجاء الباشا البغدادي حاكم فاس\2 بقصيدته الشهيرة حيث ان الحاكم قام بجلد الوطنيين الاحرار المناهضين للحاكم (الظهير البربري ) حيث كانت مراكش تحت الحكم الفرنسي وحاكم مدينة فاس هو الظهير البربري وكان هذا على اثر تقرير سري كتبه كوميسار مدينة مراكش بناء على طلب الحاكم الفرنسي في مراكش بين فيه ان الشاعر متعاون مع الاحرار والوطنيين من شعبه ومؤيدا لهم لاحظه يقول \
أكتم ما بي لو يدوم التكتـــــــــــــــم
ولاكنه هم به القلب مفعـــــــــــــــم
بني وطني إن الشعوب وأهلهــــــــا
قد استيقظت طرا وأنتم نــــــــــــوم
هو الوطن المحبوب يرجو من أهلــه
سماعا لشكواه وأهله أنتـــــــــــــــم
مضى زمن الجهل الذميم زمانـــــــــه
وهذا زمان آن فيه التعلـــــــــــــــــم
فبالعلم شادوا في البحار مساكنــــــا
وفيها مع الحيتان عاموا وعامـــوا
وبالعلم سارت في السماء ركابهـــم
وقد أسرجوا متن الرياح وألجمـــوا
وبالعلم أفنى الفريقان بعضهــــــــم
وما اختلفت بين الفريقين أسهـــم
ومالي أرى هذي العوائد أنهـــــــا
وأضرارها فينا تزيد وتعظــــــــم
فهل من دواء للعوائد أنهـــــــــــا
إذا تركت في الجسم لا شك تعدم
أشدخ رؤوس كلما حان موســــم
ونهش أفاع نهشهن محــــــــرم
قال الكثير من قصائده في المدح لمعارفه والرجال المشهورين والمعروفين بوطنيتهم وحبهم للبلاد وخاصة رجا ل الدين وقصائد اخرى في الهجاء المقذع الشديد وجاء في ديوانه ( ديوان محمد بن ابراهيم المراكشي ) لاحمد شوقي بنبين مايلي
( و يحب العيش الراغد،ولا قدرة له على تعاطي مواصلة ومواظبة خدمة، ويستعمل الأقوال الهجوية اللا ذعة في مذمات الناس، الذين يؤدون له الدراهم أو يتركونه يأوي عندهم،ويستخرج الدراهم من عدة مستخدمين، وأعيان يخافون من هجائه، ويتصنع السيد محمد بن الحاج إبراهيم دائماً باستظهاره غاية الاحترام للحكومة الفرنسوية،وها يصلك طيه، ورقة في ارشاداته( عن استعلامات تتعلق به)
وقد ذكر هذه المقولة ايضا الكاتب اقبال احمد الشرقاوي في كتابه( شاعر الحمراء في الغربال) تحت عنوان في السياسة والتاريخ والاجتماع صفة 112
وفي سنة 1934 عندما تاسست الجمعية الخيرية بمدينة مراكش القى قصيدته المشهورة بهذه الماسبة نذكر منها الابيات التالية \
كيف المآلُ إذا تكون الحالُ
بالجوع تقضي نِسوةٌ ورجالُ؟
هذا الضعيفُ أمامكم مُسترحمً
يرجو النوالَ فهل لديكَ نوال؟
هذا أبو الأيتامِ خلفَكَ سائلاً
وأبو اليتامى دأبُه التَّسآل
فعساكَ تُشفق من أليم عذابهِ
وإذا فعلتَ فربُّنا فَعّال
آهٍ لأرملةٍ تقود صغارَها
والدمعُ من أجفانهم هطّال
آهٍ لها آهٍ لها آهٍ لها
لو كان تُجدي الآهُ حين تُقال
ظلّتْ تطوف على الأكفّ بهم وما
أجداهمُ الإدبارُ والإقبال
حتى إذا ما الليلُ أقبلَ كاشرًا
مُتبيّنًا مَن منهمُ يغتال
وجرتْ دموعُ اليأسِ فوق خدودهم
واليأسُ تعلم أنه قتّال
نظروا السماءَ بأعينٍ مُبتلّةٍ
وعلى التراب لهم فِراشٌ مالوا
عارٌ علينا أن تموتَ ضعافُنا
جوعًا وتفضلَ عندنا الأموال
جمعٌ لنور الهدي نورٌ واهتِدا
ولذي الضلال مَسبّةٌ وضلال
حقّقتمُ الآمالَ في إخوانكم
حاشا تخيب لديكمُ الآمال
سألوا فلبّيتم سؤالَ ذويكم
ما ضاعَ بين المسلمين سؤال
توفي الشاعر محمد بن ابراهيم المراكشي ( شاعر الحمراء) في سنة\ 1955
يمتاز شعره ببلاغته و سهولة لفظه وذو امكانية تعبيرية جيدة هو الاقرب لما يقع في النفس ويجيب على التساؤلات النفسية ونقد الاوضاع الاجتماعية صد ر ديوان الشعري بعنوان
( روض الزيتون ) في عام \ 2000 وفي الختام نطالع قصيدته المعروفة المسماة ( المطعم البلدي ) \
إن كان في كل أرض ما تشان بــــــه
فإن طنجة فيها المطعم البلدي
أخلاق أربابها كالمسك فــــــــي أرج
بعكس أخلاق رب المطعم البلدي
يأتيك بالأكل والذباب يتبـــــــــــــــعه
وكالضباب ذباب المطعم البــلدي
والبق كالفول إن جهلت بـــــــــــــــه
فعشه في فراش المطعم البلدي
ما بالبراغيث إن تثاءبت عجـــــــب
لما ترى حجمها بالمطعم البـــــلدي
تلقاك راقصة بالباب قائلـــــــــــــــــة
يامرحبا بضيوف المطعم البلــــــــــــدي
تبيت روحك بالأحلام في رعــــــــب
إن نمت فوق سرير المطعم البلـــــدي
وفي السقوف من الجدران خشخشة
فأي نوم ترى بالمطعم البلـــــــــــدي
ولا تعج فيه ابان المصيف ففـــــــي
المصيف نار لظى بالمطعم البلـــــــدي
وفي الشتاء من الثلج الفراش به
ومن حديد جدار المطعم البـــــــلـــــدي
أما الطبيب فعجل بالذهاب ـــــــــله
إذا أكلت طعام المطعم البــــــــــــــلدي
الطرف في أرق والقلب في خنق
والنفس في قلق بالمطعم البلــــــــدي
الصدر منقبض والمرء ممتعض
والشر معترض بالمطعم البـــــــــلدي
يا من مناه المكان الرحب في سفر
كالقبر في الضيق بيت المطعم البلدي
وليلة زارني في الفجر صاحبـــــه
ياشقوتي بنزول المطعم البـــــــــلدي
وكالمدافع خلف الباب سعلتـــــــــه
يهتز منها جدار المطعم البلـــــــــــدي
دق ، فمن قلت قال افتح فقلت لمن
قال افتحن أنا رب المطعم البلـــــــــدي
أشر من رؤية الجلاد رؤيتــــــــه
لما يزورك رب المطعم البلـــــــــــــــدي
وكم ثقيل رأت عيني وما نظرت
فيهم مثيلا لرب المطعم البلـــــــــــــدي
طاب الحديث له فجاء يسألنــــي
وقال:ماذا ترى في المطعم البلـــــــدي
فقلت خيرافقال:الخير أعرفــــــه
ويعرف الناس خير المطعم البلــــــــدي
إن كان عندك قل لي من ملاحظة
مثل الضباب بأفق المطعم البلـــــــــــدي
فقال: إن فضول الناس يقلقنـــي
هذا الذباب ذباب المطعم البلـــــــــــــدي
فقلت والبق قال : البق ليس به
بأس إذا كان بق المطعم البلـــــــــــــدي
فقلت:هذي البراغيث التي كثرت
مابالها كبرت في المطعم البــــــــــــلدي
فهزني كصديق لي يداعبنـــــــي
وقال:تلك جيوش المطعم البلــــــــــــدي
فقلت: عفوا فما لي من ملاحظة
وإنني معجب بالمطعم البلـــــــــــــــــــدي
فقال:ها أنت للحق اهتديت فقل
إذن متى ستزور المطعم البـــــــــــــــلدي
فقلت:إن قدر الله الشقاوة لـــي
فإنني سأزور المطعم البلــــــــــــــــــــدي
ينسى الفتى كل مقدور يمر به
إلا مبيت الفتى بالمطعم البلــــــــــــــــــــدي
يامن قضى الله أن يرمي به سفر
إياك إياك قرب المطعم البلـــــــــــــــــــدي
********************************************************
شاعر الحمراء
ولد السيد محمد بن الحاج إبراهيم السراج زيد بمدينة مراكش عاصمة المملكة المغربية سنة1897 ومراكش يقال
لها مراكش الحمراء لذا لقب شاعرنا ب(شاعر الحمراء)وأبوه كان يعمل بالسراجة ،لذا لقب بالسراج وقد تعلم القرآن الكريم بمراكش، ثم درس وتخرج من جامعة القرويين سنة 1901
ولم يخاط محلات أُخـَر معدة للقراءة،ذو قريحة متفتحة للادب والثقافة ، وله ميلان للشعر،ونال في أقرب وقت بعض الشهرة لدى أهل العلم من رجال الدين بقصائده الشعرية ، ودرس على
يد السيد الحاج السباعي التونسي الوكيل الشرعي الفقه الشرعي والادب بما فيه الشعر مدة أربعة أعوام،أو خمسة، بحيث كان يتكفل بنشر قصائد تلميذه الشاعر محمد بن ابراهيم المراكشي في الصحف التونسية لعلاقاته مع محرريها وبعد وفاة السيد الحاج السباعي دخل السيد محمد بن الحاج إبراهيم السراج عند سيادة الباشا السيد الحاج التهامي المزواري الملقب ( الأكلاوي ) بصفته معلم لصبيانه ، ثم بعد شهور، طرد منها، وبسبب ذلك، أشاع شعراً فادحاًُ في جانب سيادة الباشا، وخليفته السيد أحمد البياز حتى ألزمه ذلك الخروج مؤقتاً فالتجأ الى مينة( فاس)وقد جاء في كتاب ( شاعرالحمراء في الغربال ) للشرقاوي ذاكرا هذه الحادثة مايلي زيادة في الايضاح \
(جواباً عن كتابكم نمرة 344 المؤرخ 24 مارس الجاري، المتعلق بقصيدة مبيدة وطاعنة لسيادة باشا فاس، من مشيعها عبد الرحمان المعروفي، أتشرف بأن أخبركم أنه حقيقة ينسب العموم بـ مراكش للشاعر المحلي السيد محمد بن الحاج إبراهيم السراج الذي ذكر على ملإ من الناس، بأن له غرضاً في ذلك، وهو أخذ ثأر أحد أصدقائه بـ فاس الذي أسيء به عند حركة الهيجان الواقع ضد جريان الظهير المتعلق بـ البرابر)
وقد مدح السيد التهامي ببعض القصائد منها قصيدته ( الدمعة الخالدة ) التي نقتطف منها هذه الابيات \
أسال من الأجفان عن صدره نهرا
ليطفئ ما بالقلب مشتعلاً جمرا
فما نكد مثل الرعاة تراهمُ
غدا نهبهم نهباً وأمرهمُ أمرا!
وذا الأرعن المشدود بالحبل نصفه
منى ساس غير الضأن جاز به وعرا!
يسوس بـ فاس من بنيه كرامهم
فيقلبهم بطناً ويجلدهم ظهرا
وفي مدينة فاس اقدم الشاعر محمد بن إبراهيم المراكشي على هجاء الباشا البغدادي حاكم فاس\2 بقصيدته الشهيرة حيث ان الحاكم قام بجلد الوطنيين الاحرار المناهضين للحاكم (الظهير البربري ) حيث كانت مراكش تحت الحكم الفرنسي وحاكم مدينة فاس هو الظهير البربري وكان هذا على اثر تقرير سري كتبه كوميسار مدينة مراكش بناء على طلب الحاكم الفرنسي في مراكش بين فيه ان الشاعر متعاون مع الاحرار والوطنيين من شعبه ومؤيدا لهم لاحظه يقول \
أكتم ما بي لو يدوم التكتـــــــــــــــم
ولاكنه هم به القلب مفعـــــــــــــــم
بني وطني إن الشعوب وأهلهــــــــا
قد استيقظت طرا وأنتم نــــــــــــوم
هو الوطن المحبوب يرجو من أهلــه
سماعا لشكواه وأهله أنتـــــــــــــــم
مضى زمن الجهل الذميم زمانـــــــــه
وهذا زمان آن فيه التعلـــــــــــــــــم
فبالعلم شادوا في البحار مساكنــــــا
وفيها مع الحيتان عاموا وعامـــوا
وبالعلم سارت في السماء ركابهـــم
وقد أسرجوا متن الرياح وألجمـــوا
وبالعلم أفنى الفريقان بعضهــــــــم
وما اختلفت بين الفريقين أسهـــم
ومالي أرى هذي العوائد أنهـــــــا
وأضرارها فينا تزيد وتعظــــــــم
فهل من دواء للعوائد أنهـــــــــــا
إذا تركت في الجسم لا شك تعدم
أشدخ رؤوس كلما حان موســــم
ونهش أفاع نهشهن محــــــــرم
قال الكثير من قصائده في المدح لمعارفه والرجال المشهورين والمعروفين بوطنيتهم وحبهم للبلاد وخاصة رجا ل الدين وقصائد اخرى في الهجاء المقذع الشديد وجاء في ديوانه ( ديوان محمد بن ابراهيم المراكشي ) لاحمد شوقي بنبين مايلي
( و يحب العيش الراغد،ولا قدرة له على تعاطي مواصلة ومواظبة خدمة، ويستعمل الأقوال الهجوية اللا ذعة في مذمات الناس، الذين يؤدون له الدراهم أو يتركونه يأوي عندهم،ويستخرج الدراهم من عدة مستخدمين، وأعيان يخافون من هجائه، ويتصنع السيد محمد بن الحاج إبراهيم دائماً باستظهاره غاية الاحترام للحكومة الفرنسوية،وها يصلك طيه، ورقة في ارشاداته( عن استعلامات تتعلق به)
وقد ذكر هذه المقولة ايضا الكاتب اقبال احمد الشرقاوي في كتابه( شاعر الحمراء في الغربال) تحت عنوان في السياسة والتاريخ والاجتماع صفة 112
وفي سنة 1934 عندما تاسست الجمعية الخيرية بمدينة مراكش القى قصيدته المشهورة بهذه الماسبة نذكر منها الابيات التالية \
كيف المآلُ إذا تكون الحالُ
بالجوع تقضي نِسوةٌ ورجالُ؟
هذا الضعيفُ أمامكم مُسترحمً
يرجو النوالَ فهل لديكَ نوال؟
هذا أبو الأيتامِ خلفَكَ سائلاً
وأبو اليتامى دأبُه التَّسآل
فعساكَ تُشفق من أليم عذابهِ
وإذا فعلتَ فربُّنا فَعّال
آهٍ لأرملةٍ تقود صغارَها
والدمعُ من أجفانهم هطّال
آهٍ لها آهٍ لها آهٍ لها
لو كان تُجدي الآهُ حين تُقال
ظلّتْ تطوف على الأكفّ بهم وما
أجداهمُ الإدبارُ والإقبال
حتى إذا ما الليلُ أقبلَ كاشرًا
مُتبيّنًا مَن منهمُ يغتال
وجرتْ دموعُ اليأسِ فوق خدودهم
واليأسُ تعلم أنه قتّال
نظروا السماءَ بأعينٍ مُبتلّةٍ
وعلى التراب لهم فِراشٌ مالوا
عارٌ علينا أن تموتَ ضعافُنا
جوعًا وتفضلَ عندنا الأموال
جمعٌ لنور الهدي نورٌ واهتِدا
ولذي الضلال مَسبّةٌ وضلال
حقّقتمُ الآمالَ في إخوانكم
حاشا تخيب لديكمُ الآمال
سألوا فلبّيتم سؤالَ ذويكم
ما ضاعَ بين المسلمين سؤال
توفي الشاعر محمد بن ابراهيم المراكشي ( شاعر الحمراء) في سنة\ 1955
يمتاز شعره ببلاغته و سهولة لفظه وذو امكانية تعبيرية جيدة هو الاقرب لما يقع في النفس ويجيب على التساؤلات النفسية ونقد الاوضاع الاجتماعية صد ر ديوان الشعري بعنوان
( روض الزيتون ) في عام \ 2000 وفي الختام نطالع قصيدته المعروفة المسماة ( المطعم البلدي ) \
إن كان في كل أرض ما تشان بــــــه
فإن طنجة فيها المطعم البلدي
أخلاق أربابها كالمسك فــــــــي أرج
بعكس أخلاق رب المطعم البلدي
يأتيك بالأكل والذباب يتبـــــــــــــــعه
وكالضباب ذباب المطعم البــلدي
والبق كالفول إن جهلت بـــــــــــــــه
فعشه في فراش المطعم البلدي
ما بالبراغيث إن تثاءبت عجـــــــب
لما ترى حجمها بالمطعم البـــــلدي
تلقاك راقصة بالباب قائلـــــــــــــــــة
يامرحبا بضيوف المطعم البلــــــــــــدي
تبيت روحك بالأحلام في رعــــــــب
إن نمت فوق سرير المطعم البلـــــدي
وفي السقوف من الجدران خشخشة
فأي نوم ترى بالمطعم البلـــــــــــدي
ولا تعج فيه ابان المصيف ففـــــــي
المصيف نار لظى بالمطعم البلـــــــدي
وفي الشتاء من الثلج الفراش به
ومن حديد جدار المطعم البـــــــلـــــدي
أما الطبيب فعجل بالذهاب ـــــــــله
إذا أكلت طعام المطعم البــــــــــــــلدي
الطرف في أرق والقلب في خنق
والنفس في قلق بالمطعم البلــــــــدي
الصدر منقبض والمرء ممتعض
والشر معترض بالمطعم البـــــــــلدي
يا من مناه المكان الرحب في سفر
كالقبر في الضيق بيت المطعم البلدي
وليلة زارني في الفجر صاحبـــــه
ياشقوتي بنزول المطعم البـــــــــلدي
وكالمدافع خلف الباب سعلتـــــــــه
يهتز منها جدار المطعم البلـــــــــــدي
دق ، فمن قلت قال افتح فقلت لمن
قال افتحن أنا رب المطعم البلـــــــــدي
أشر من رؤية الجلاد رؤيتــــــــه
لما يزورك رب المطعم البلـــــــــــــــدي
وكم ثقيل رأت عيني وما نظرت
فيهم مثيلا لرب المطعم البلـــــــــــــدي
طاب الحديث له فجاء يسألنــــي
وقال:ماذا ترى في المطعم البلـــــــدي
فقلت خيرافقال:الخير أعرفــــــه
ويعرف الناس خير المطعم البلــــــــدي
إن كان عندك قل لي من ملاحظة
مثل الضباب بأفق المطعم البلـــــــــــدي
فقال: إن فضول الناس يقلقنـــي
هذا الذباب ذباب المطعم البلـــــــــــــدي
فقلت والبق قال : البق ليس به
بأس إذا كان بق المطعم البلـــــــــــــدي
فقلت:هذي البراغيث التي كثرت
مابالها كبرت في المطعم البــــــــــــلدي
فهزني كصديق لي يداعبنـــــــي
وقال:تلك جيوش المطعم البلــــــــــــدي
فقلت: عفوا فما لي من ملاحظة
وإنني معجب بالمطعم البلـــــــــــــــــــدي
فقال:ها أنت للحق اهتديت فقل
إذن متى ستزور المطعم البـــــــــــــــلدي
فقلت:إن قدر الله الشقاوة لـــي
فإنني سأزور المطعم البلــــــــــــــــــــدي
ينسى الفتى كل مقدور يمر به
إلا مبيت الفتى بالمطعم البلــــــــــــــــــــدي
يامن قضى الله أن يرمي به سفر
إياك إياك قرب المطعم البلـــــــــــــــــــدي
********************************************************