عبد المحسن الكاظمي
هو ابو المكارم عبد المحسن بن محمد بن على بن محسن بن محمد بن صالح بن علي بن هادي النخعي من سلالة الأشتر النخعي وقيل أنه ينتسب لأسرة علمية يتصل نسبها بالإمام موسى الكاظم رضي الله عنه
ولد في بغداد عام 1871 ، وتوفي عام 1935
درس في الكاظمية والنجف الاشرف
انه شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ورغبه والده في العمل في التجارة والزراعة، الاانه لم يرغب بالعمل باي منهما وترك العمل بهما. واستهواه الأدب والشعر فقرأ علومه وحفظ الكثير من ابيات الشعر لفحول الشعراء ثم تعلم نظم الشعر فنظم. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. وعندما مر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، اتصل به، فاتجهت إليه أنظار رجال الحكومة والجواسسيس وكتبوا عنه الوشايات ، الى الباب العالي وذلك في عهد عبد الحميد الثاني ، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. فحجبته عن الانظار الا انه
خاف النفي أو الاعتقال، فسافر الى الجنوب وساح نحو سنتين في عشائر العراق الجنوبية و سافر الى إمارات الخليج العربي والى ايرا ن والهند، ثم سافر الى مصر سنة 1911ميلادية 1316هـ، على امل أن يواصل سيره إلى أوروبا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي في مصر من الشيخ محمد عبده العون والمساعدة وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.
ومات محمد عبده ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم وعزة نفس عالية ، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. سنة 1935 ميلادية
لقب بشاعر (البديهيه والارتجا ل)لانه من اهم مميزات شخصيته مقدرته العظيمة في ارتجاله الشعر ، فقد كان يلقي القصائد في مناسبات متعدده فيرتجل القصائد الطوال من خمسين او ستين بيتا دون اي ركاكه او ضعـــف. بل كان في احيان أخرى يرتجل المائه والمائه والخمسون مشـرقا في الفاظه ومعانيه .
ولقب ايضا بشاعر العرب ؛وبشاعر الكفاح الخالد وكان شعره شعر البداوة لكثرة حفظه للشعر القديم وقيل انه كان يحفظ اثني عشرالف بيت من الشعر وشعره يمتاز بمتانة التعبير بعذوبة الالفاظ و وقوة المعاني وفصاحة البيان وفيه ابتعاد عن المدح الكاذب وتجنب الاقوال الهزيلة .كان شاعر العروبة حيث تغنى بأمجاد العراق والشام ومصر والحجاز وشحذ الهمم العربية ...وحارب الاستعمار والاستبداد وشعره فيه ثورة عارمة شديدة تحس بها وانت تقرا شعره.
نعم لقد اثر تأثيــرا مباشرا على النهضه الادبيه بكتبه وشعره وهو خير اديب تفخــر به العروبة وتعتـــز به الضــاد . كان يرتدي العمامه البيضاء والجبه الفضفاضه .
عاش اكثر حياته في مصر.
ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.
في الحلقات الدينية في الكاظمية والنجف .
دواوينه : طبع المجموعة الأولى من ديوان الكاظمي عام 1940 والمجموعة الثانية عام 1948 والمجموعتان الثالثة والرابعة عام 1987 ، وله قصائد الكاظمي 1919 ، معلقات الكاظمي 1924 عراقيات الكاظمي 1960 .
ونعم ما قال :
سيروا بنا عبقاً وشـــدّا ... سيروا بنا ممســـا ومغدا
سيروا نــذب عن الحمـى ... ونردّ عنــه المـستبـــدا
نحمي حمــى أوطاننــا ... ونصونهـا غورا ونجــــدا
سيــروا نؤلف شملهــا . .. ونعيــدها عقدا وعقــــدا
تالله لا ارتضـــي الحياة ... أرى لديها الخســـف وردا
سيروا نشــد لديارنـــا .. . عـــدلا يهد الظلم هــــدّا
لاحظه ينشد بثورية \ :
جليَّ المعالي أيُّ يومَيْكَ أعظمُ
أيومَ تشدّ الرحلَ أم يوم تُقدِمُ؟
أجدّكَ ما يوماكَ إلا صحيفةٌ
يُخَطّ بها فخرُ الرجالِ ويُرْقَم
وليس كلا يومَيْكَ إلا عزيمةً
يُشاد بها مجدُ البلادِ ويُدعَم
فيومُكَ إن ترحل ويومكَ إن تَؤُبْ
سبيلٌ إلى نَيْل الأماني وسُلَّم
إذا صحّ لليومين وصفٌ له اقتفوا
وجُدّوا على آثاره وتَرسَّموا
فيوماكَ جِدٌّ للحياة وجِدّةٌ
ويوماكَ شَهْدٌ في المذاق وعلقم
....
الشاعر الشيخ عبد المحسن الكاظمي الشهير بالارتجال والشاعر الذي أجمع العديد من النقاد على قدرته بارتجال الشعر، والذي كذاك يذهب في شعره مذهب الشعراء الأقدمين..
وأهم صفة في الكاظمي الاعتداد بنفسه والحافظة العجيبة وارتجاله الشعر فقد روى المرحوم الدكتور عز الدين آل ياسين الذين كان يطلب العلم في مصر- الكنانة، ان الكاظمي دعى مرة الى حفل أقيم في مصر حيث قدمه عريف الحفل لالقاء قصيدة فما كان الا ارتجال قصيدة غراء عصماء، جاوزت أبياتها مئة بيت وبيت، بين دهشة واستغراب حضور ذلك الحفل الحاشد..
ومن الذين أبدوا قدرة ارتجال الكاظمي، وعباس محمود العقاد، ، وعبد القادر المغربي، وحليم سركس، وأسعد داغر، وكمال ابراهيم، ومحمد مهدي البصير، وأحمد الصافي النجفي، وآخرون.
عاش الكاظمي في أرض الكنانة أكثر من (39)عاما، وهناك طحنته الحاجة حيث اشتغل كما روى آل ياسين انه اشتغل في نقل الحجارة والجص، ولم يمد يده لا الى القريب والى الى البعيد، إباء واعتداء وكان لا يرضى أبدا أن يكون موضع عطف الآخرين، وفي أخريات أيامه كان يروي المقربون اليه.. أنه كان يحدث حضار مجلسه عن أمراضه وأحزانه، فقد كان قد امتد به العمر ((70) عاما وضعف بصره وصار لا يميز وجوه مجلسه، الذين كان قبلا حافل بالمداعبات والأفاكيه والمطايبات والمستملحة غير المخدشة.
صال وجال الشيخ الكاظمي، في شعره طارقا شتى الأغراض، المديح والغزل، والرقاء والسياسة.
سيروا بنا عبقاً وشـــدّا ... سيروا بنا ممســـى ومغدى
سيروانــذب عن الحمـى .. . ونردّ عنــه المـستبـــدا
نحمي حمــى أوطاننــا . .. ونصونهـا غورا ونجــــدا
سيــروا نؤلف شملهــا ... ونعيــدها عقدا وعقــــدا
تالله لا ارتضـــي الحيـا ... ة ارى لديها الخســـف وردا
سيروا نشــد لديارنـــا . .. عـــدلا يهد الظلم هــــدّا
كما. انه كان يعتنى في مأكله وملبسه وقيافته حيث كان يرتدي “الجبة” و”الزبون” و”الزخمة”.. والعمة العمامة.
ويقول الدكتور يوسف عز الدين:
(شاعر العرب الأكبر الشيخ عبد المحسن الكاظمي، لم يكن كاظميا أو عراقيا فحسب، وانما كان عربيا شرقيا، وقف شعره على أمته وشرقه وتغنى فيهما بأجمل الأغاريد وأعذب الألحان، وتاريخ حياته معروف فقد وصل مصر هاربا من الجور ليغرد أغاني المجد على أفنان الحرية وينشد أناشيد الاستقلال، التي زخر شعره بألوانها.. )
وديوانه الأول والثاني خير دليل وأنصع برهان، وعلى الرغم من أن مصر كانت وطنه الثاني الا ان الحنين كان يعاوده الى العراق فنحس حنينه الذي يعتري كل غريب فتنتابه الذكريات الى أهله وعشيرته
إلا خبر من ثنايا العراق
يطلع او زورة تطرق
هل الدار بعدي كعهدي بها
يباكرها العارض المغدق
وبعد ان يحرقه الوجد والحنين ينطوي على نفسه ويحز فؤاده الفراق ويدع الحشا تتلظى وجدا وحسرة وتتحرق جفناه على الديار ويسال الدار، ولكن هل تتكلم الديار عندما ييد ان يستاف أخبار العراق.
أمعاهدة الأحباب هل خبر
تسري به الأرواح ما تسري
ويخلص الدكتور يوسف عز الدين الى القول:
وقد كان الكاظمي أول شاعر حمل لواء الوحدة العربية والدعوة اليها والتغني بها يوم كانت الأوطان نور العين وفداء النفس وليست مكانا للهو وقضاء الحياة بدون رسالة او هدف معين.
ومن شعر الكاظمي في حب الوطن والحنين اليه \يقول
أحن اذا قيل العراق وأغني
وأشهق ان قيل الشام وأزفر
وأطرق ان قيل الحجاز على جوى
وأعجب أما قيل مصر وأبهر
منى النفس ان يلقى العراق وغيره
من الخير ما يهوى وما يتخير
جميع بلاد العرب في القدر واحد
اذا وازنوا البلدان يوما وقدروا
ومن شعره
لم يكن بات في الكنانة جسمي
ففؤادي بالكرخ بات رهينا
ارفاق الصبا وليس حراما
ان أنادي رفاقي الأقدمينا
وفي اليوم الثاني من شهر مارس \ 1932 كانت خاتمة حياة الشاعر الكاظمي، في مصر الكنانة حيث ورى التراب هناك، وهكذا احتضنته الكنانة حيا وضمت رفاته ميتا.. رحمه الله على الكاظمي شعر العروبة ومذكي فتيل الثورة ومقارع الاستبداد والاستعمار
وقال ايضا \
بكم يا حماة الدين قد آمن الحمـى ..
. قد هجمـوا شـرّ المغير المهاجـم
خذوا الحذر من نأئي التخوم ونبّهوا .
. . ظبــاكم الى كيد العدو المتــاخم
ولا تعطفنّكم رقّة فـي خدودهـم ..
. فتحنـوا على تلك الخدود النواعـم
*************************************
هو ابو المكارم عبد المحسن بن محمد بن على بن محسن بن محمد بن صالح بن علي بن هادي النخعي من سلالة الأشتر النخعي وقيل أنه ينتسب لأسرة علمية يتصل نسبها بالإمام موسى الكاظم رضي الله عنه
ولد في بغداد عام 1871 ، وتوفي عام 1935
درس في الكاظمية والنجف الاشرف
انه شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ورغبه والده في العمل في التجارة والزراعة، الاانه لم يرغب بالعمل باي منهما وترك العمل بهما. واستهواه الأدب والشعر فقرأ علومه وحفظ الكثير من ابيات الشعر لفحول الشعراء ثم تعلم نظم الشعر فنظم. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. وعندما مر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، اتصل به، فاتجهت إليه أنظار رجال الحكومة والجواسسيس وكتبوا عنه الوشايات ، الى الباب العالي وذلك في عهد عبد الحميد الثاني ، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. فحجبته عن الانظار الا انه
خاف النفي أو الاعتقال، فسافر الى الجنوب وساح نحو سنتين في عشائر العراق الجنوبية و سافر الى إمارات الخليج العربي والى ايرا ن والهند، ثم سافر الى مصر سنة 1911ميلادية 1316هـ، على امل أن يواصل سيره إلى أوروبا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي في مصر من الشيخ محمد عبده العون والمساعدة وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.
ومات محمد عبده ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم وعزة نفس عالية ، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. سنة 1935 ميلادية
لقب بشاعر (البديهيه والارتجا ل)لانه من اهم مميزات شخصيته مقدرته العظيمة في ارتجاله الشعر ، فقد كان يلقي القصائد في مناسبات متعدده فيرتجل القصائد الطوال من خمسين او ستين بيتا دون اي ركاكه او ضعـــف. بل كان في احيان أخرى يرتجل المائه والمائه والخمسون مشـرقا في الفاظه ومعانيه .
ولقب ايضا بشاعر العرب ؛وبشاعر الكفاح الخالد وكان شعره شعر البداوة لكثرة حفظه للشعر القديم وقيل انه كان يحفظ اثني عشرالف بيت من الشعر وشعره يمتاز بمتانة التعبير بعذوبة الالفاظ و وقوة المعاني وفصاحة البيان وفيه ابتعاد عن المدح الكاذب وتجنب الاقوال الهزيلة .كان شاعر العروبة حيث تغنى بأمجاد العراق والشام ومصر والحجاز وشحذ الهمم العربية ...وحارب الاستعمار والاستبداد وشعره فيه ثورة عارمة شديدة تحس بها وانت تقرا شعره.
نعم لقد اثر تأثيــرا مباشرا على النهضه الادبيه بكتبه وشعره وهو خير اديب تفخــر به العروبة وتعتـــز به الضــاد . كان يرتدي العمامه البيضاء والجبه الفضفاضه .
عاش اكثر حياته في مصر.
ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.
في الحلقات الدينية في الكاظمية والنجف .
دواوينه : طبع المجموعة الأولى من ديوان الكاظمي عام 1940 والمجموعة الثانية عام 1948 والمجموعتان الثالثة والرابعة عام 1987 ، وله قصائد الكاظمي 1919 ، معلقات الكاظمي 1924 عراقيات الكاظمي 1960 .
ونعم ما قال :
سيروا بنا عبقاً وشـــدّا ... سيروا بنا ممســـا ومغدا
سيروا نــذب عن الحمـى ... ونردّ عنــه المـستبـــدا
نحمي حمــى أوطاننــا ... ونصونهـا غورا ونجــــدا
سيــروا نؤلف شملهــا . .. ونعيــدها عقدا وعقــــدا
تالله لا ارتضـــي الحياة ... أرى لديها الخســـف وردا
سيروا نشــد لديارنـــا .. . عـــدلا يهد الظلم هــــدّا
لاحظه ينشد بثورية \ :
جليَّ المعالي أيُّ يومَيْكَ أعظمُ
أيومَ تشدّ الرحلَ أم يوم تُقدِمُ؟
أجدّكَ ما يوماكَ إلا صحيفةٌ
يُخَطّ بها فخرُ الرجالِ ويُرْقَم
وليس كلا يومَيْكَ إلا عزيمةً
يُشاد بها مجدُ البلادِ ويُدعَم
فيومُكَ إن ترحل ويومكَ إن تَؤُبْ
سبيلٌ إلى نَيْل الأماني وسُلَّم
إذا صحّ لليومين وصفٌ له اقتفوا
وجُدّوا على آثاره وتَرسَّموا
فيوماكَ جِدٌّ للحياة وجِدّةٌ
ويوماكَ شَهْدٌ في المذاق وعلقم
....
الشاعر الشيخ عبد المحسن الكاظمي الشهير بالارتجال والشاعر الذي أجمع العديد من النقاد على قدرته بارتجال الشعر، والذي كذاك يذهب في شعره مذهب الشعراء الأقدمين..
وأهم صفة في الكاظمي الاعتداد بنفسه والحافظة العجيبة وارتجاله الشعر فقد روى المرحوم الدكتور عز الدين آل ياسين الذين كان يطلب العلم في مصر- الكنانة، ان الكاظمي دعى مرة الى حفل أقيم في مصر حيث قدمه عريف الحفل لالقاء قصيدة فما كان الا ارتجال قصيدة غراء عصماء، جاوزت أبياتها مئة بيت وبيت، بين دهشة واستغراب حضور ذلك الحفل الحاشد..
ومن الذين أبدوا قدرة ارتجال الكاظمي، وعباس محمود العقاد، ، وعبد القادر المغربي، وحليم سركس، وأسعد داغر، وكمال ابراهيم، ومحمد مهدي البصير، وأحمد الصافي النجفي، وآخرون.
عاش الكاظمي في أرض الكنانة أكثر من (39)عاما، وهناك طحنته الحاجة حيث اشتغل كما روى آل ياسين انه اشتغل في نقل الحجارة والجص، ولم يمد يده لا الى القريب والى الى البعيد، إباء واعتداء وكان لا يرضى أبدا أن يكون موضع عطف الآخرين، وفي أخريات أيامه كان يروي المقربون اليه.. أنه كان يحدث حضار مجلسه عن أمراضه وأحزانه، فقد كان قد امتد به العمر ((70) عاما وضعف بصره وصار لا يميز وجوه مجلسه، الذين كان قبلا حافل بالمداعبات والأفاكيه والمطايبات والمستملحة غير المخدشة.
صال وجال الشيخ الكاظمي، في شعره طارقا شتى الأغراض، المديح والغزل، والرقاء والسياسة.
سيروا بنا عبقاً وشـــدّا ... سيروا بنا ممســـى ومغدى
سيروانــذب عن الحمـى .. . ونردّ عنــه المـستبـــدا
نحمي حمــى أوطاننــا . .. ونصونهـا غورا ونجــــدا
سيــروا نؤلف شملهــا ... ونعيــدها عقدا وعقــــدا
تالله لا ارتضـــي الحيـا ... ة ارى لديها الخســـف وردا
سيروا نشــد لديارنـــا . .. عـــدلا يهد الظلم هــــدّا
كما. انه كان يعتنى في مأكله وملبسه وقيافته حيث كان يرتدي “الجبة” و”الزبون” و”الزخمة”.. والعمة العمامة.
ويقول الدكتور يوسف عز الدين:
(شاعر العرب الأكبر الشيخ عبد المحسن الكاظمي، لم يكن كاظميا أو عراقيا فحسب، وانما كان عربيا شرقيا، وقف شعره على أمته وشرقه وتغنى فيهما بأجمل الأغاريد وأعذب الألحان، وتاريخ حياته معروف فقد وصل مصر هاربا من الجور ليغرد أغاني المجد على أفنان الحرية وينشد أناشيد الاستقلال، التي زخر شعره بألوانها.. )
وديوانه الأول والثاني خير دليل وأنصع برهان، وعلى الرغم من أن مصر كانت وطنه الثاني الا ان الحنين كان يعاوده الى العراق فنحس حنينه الذي يعتري كل غريب فتنتابه الذكريات الى أهله وعشيرته
إلا خبر من ثنايا العراق
يطلع او زورة تطرق
هل الدار بعدي كعهدي بها
يباكرها العارض المغدق
وبعد ان يحرقه الوجد والحنين ينطوي على نفسه ويحز فؤاده الفراق ويدع الحشا تتلظى وجدا وحسرة وتتحرق جفناه على الديار ويسال الدار، ولكن هل تتكلم الديار عندما ييد ان يستاف أخبار العراق.
أمعاهدة الأحباب هل خبر
تسري به الأرواح ما تسري
ويخلص الدكتور يوسف عز الدين الى القول:
وقد كان الكاظمي أول شاعر حمل لواء الوحدة العربية والدعوة اليها والتغني بها يوم كانت الأوطان نور العين وفداء النفس وليست مكانا للهو وقضاء الحياة بدون رسالة او هدف معين.
ومن شعر الكاظمي في حب الوطن والحنين اليه \يقول
أحن اذا قيل العراق وأغني
وأشهق ان قيل الشام وأزفر
وأطرق ان قيل الحجاز على جوى
وأعجب أما قيل مصر وأبهر
منى النفس ان يلقى العراق وغيره
من الخير ما يهوى وما يتخير
جميع بلاد العرب في القدر واحد
اذا وازنوا البلدان يوما وقدروا
ومن شعره
لم يكن بات في الكنانة جسمي
ففؤادي بالكرخ بات رهينا
ارفاق الصبا وليس حراما
ان أنادي رفاقي الأقدمينا
وفي اليوم الثاني من شهر مارس \ 1932 كانت خاتمة حياة الشاعر الكاظمي، في مصر الكنانة حيث ورى التراب هناك، وهكذا احتضنته الكنانة حيا وضمت رفاته ميتا.. رحمه الله على الكاظمي شعر العروبة ومذكي فتيل الثورة ومقارع الاستبداد والاستعمار
وقال ايضا \
بكم يا حماة الدين قد آمن الحمـى ..
. قد هجمـوا شـرّ المغير المهاجـم
خذوا الحذر من نأئي التخوم ونبّهوا .
. . ظبــاكم الى كيد العدو المتــاخم
ولا تعطفنّكم رقّة فـي خدودهـم ..
. فتحنـوا على تلك الخدود النواعـم
*************************************