1- جرير بن عطية
------------------
هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي من قبيلة يربوع ومن رهط كليب
ولد في خلافة عثمانعثمان بن عفان ونشء قي بيت فقيرقضى طفولته وصباه يرعى الاغنام وقال الشعر منذ صغره متحديا كل الظروف الملمة به
قضى جرير فترة شبابه باليمامة وتهاجى في الشعر مع الفردق ثم انتقل الى البصرة عند سيطرة الاموين عليها بعد القضاء على ثورة مصعب بن الزبير وظل يتهاجى مع الفرزدق الذي كان ساكنا فيها وقد مدح جرير فيها بشر بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهما وكانا هذين من ولاة الامويين عليها وكان الحجاج سببا في وصول جرير الى الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان لمدحه ثم مدح الخلفاء الامويين الوليد وسليمان ابنا عبد الملك بن مروان وعمربن عبد العزيز ويزيد بن عبدالملك وهشام بن عبد الملك وعد من شعراء الخلافة والبيت الاموي في الوقت الذي كانت قبيلته ضد الحكم الاموي
بقي جرير يمنافس الاخطل والفرزدق بمدحه لخلفاء بني امية الا ان نشبت بين الفريقين مهاجاة عنيفة ازدادت عنفا بمرور الزمن حتى توفي سنة 114 هجرية
اشتهر جرير بالهجاء والمديح حتى عد من اشهر شعراء العصر الاموي واشهر شعراء الرهجاء في العربية ويتميز هجاؤه بالذاءة والسب والمهاترة وتقصي عيوب خصومه ومثالبهم ومثالب اقوامهم وفضحها والخرية منهم سخرية لاذعة وتهكم مقذع ولعل ذلك يرجع الى نشوئه في بيت وضيع حقير واشتداد العصبية القلبية والخصوما ت السياسية في زمنه والتي كان طرفا في كل منها اضافة الى شاعريته الفذة
وقد خص في هجائه الشاعرين الاخطل والفرزدق اكثر من غيرهما لهذه الاسباب ولوجود المنافسة بينهم على مدح الخلافة والتقرب منها فكان يعيب على الفرزدق تهكمه وفسقه ومجونه وعلى الاخطل نصرانيته وشربه الخمرة وانتصار قيس على تغلب وما صب عليهما في النقائض من سباب وهجاء مقذع وشديد
بالاضافة الى الهجاء برع جرير في المدح وخص به الخلافة الاموية وامرائها وكان مدحه للتكسب والحصول على المال لفقر حالته كما برع في الغزل التقليدي الذي افتتح به قصائده وكذلك اشتهر بالفخر والرثاء والوصف
ومن خلال تتبعي لشعر جرير لاحظت ثلاثة امور لم اجدها عند غيره من الشعراء الاول ان جرير قال بيتين في شعر الغزل يعدان افضل ماقيل في الغزل بالعربية- رغم كونه ليست من شعراء الغزل ولم يتوله باحد اويعشق احدا- ولم يقل الشعراء مثليهما في الشعرالعربي على مدى العصور والثاني انه تكالب عليه الشعراء فافحمهم واسكتهم ونقض قصائدهم بافضل منها واشد واقوى وكان سببا من وجود شعر النقائض في العربية
والاخر طيبة نفس جرير التي جعلته ينسى كل ماقاله فيه الفرزدق من هجاء مقذع في قصائده اذ قام برثاء الفرزدق اجمل رثاء في قصيدة رائعة تعد من روائع الشعر العربي والتي تنم عن الخلق العربي الاصيل
شعر جرير من الطبقة الاولى واني لاعتبره من اشهر شعراء العربية في العصر الاموي كان شعره مفهوم اللفظ سهل العبارة واضح المعاني جيد المباني خال من التعقيد عندما تقراءه تنسجم معه كانه قاله الان او ينشدك به حاضرا يقول في قصيدة في مدح الخليفة شارحا حالته المالية
مستجديا \
اشكو اليك فاشتكي ذرية
لا يشبعون وامهم لاتشبع
كثر و اعلي فما يموت كبيرهم
حتى الحساب ولا الصغير المرضع
واذا نظرت يريبني من امهم
عين مهججة وخد اسفع
من روائع شعره في الغزل –
ياأم عمـرو جـزاك الله مغفـرة
ردي علي فؤادي كالـذي كحانـا
ألست أملح من يمشي علـى قـدم
يا أملح الناس كل النـاس انسانـا
يلقى غريمكم من غير عسرتكـم
بالبذل بخلا وبالاحسـان حرمانـا
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم
ماكنت أول موثـوق بـه خانـا
لقد كتمت الهوى حتـى تهيجنـي
لاأستطيـع لهـذا الحـب كتمانـا
كاد الهوى يوم سلمانيـن يقتلنـي
وكـاد يقتلنـي يومـا ببيـدانـا
لابارك الله في من كان يحسبكـم
الا على العهد حتى كانـا ماكانـا
لابارك الله في الدنيا اذا انقطعـت
أسباب دنياك من اسبـاب دنيانـا
مااحدث الدهـر مماتعلميـن لكـم
للحبل صرما ولا للعهـد نسيانـا
ان العيون التي في طرفها حـور
قتلننـا ثـم لـم يحيـن قتـلانـا*
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به
وهن اضعـف خلـق الله انسانا *
ياحبذا جبل الريـان مـن جبـل
وحبذا ساكن الريـان مـن كانـا
* وهذين البيتين من اجود ماقالته العرب في الغزل
اما في رثاء الفرزدق فقد قال -
لعمري لقد أشجى تميمـاً وهدهـا
على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشيـة راحـوا للفـراق بنعشـه
إلى جدثٍ في هوة الأرض معمـقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي
إلى كل نجم فـي السمـاء محلـقِ
ثوى حامل الأثقال عن كل مُغـرمٍ
ودامغ شيطان الغشـوم السملـقِ
عمـاد تميـم كلهـا ولسانـهـا
وناطقها البذاخ فـي كـل منطـقِ
فمن لذوي الأرحام بعد أبن غالبٍ
لجارٍ وعانٍ في السلاسـل موثـقِ
ومن ليتيم بعد موت ابـن غالـب
وأم عـيـال ساغبـيـن ودردقِ
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما
يداه ويشفي صدر حـران مُحنَـقِ
وكم من دمٍ غـالٍ تحمـل ثقلـه
وكان حمولاً في وفـاءٍ ومصـدقِ
وكم حصن جبار هُمـامٍ وسوقـةٍ
إذا مـا أتـى أبوابـه لـم تغلـق
تفتـح أبـواب الملـوك لوجهـه
بغيـر حجـاب دونـه أو تملُـقِ
لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثـوى
فتى مُضرٍ في كل غربٍ ومشـرقِ
فتىً عاش يبني المجد تسعين حجـةً
وكان إلى الخيرات والمجـد يرتقـي
فما مات حتى لـم يُخلـف وراءه
بحيـة وادٍ صولـةً غيـر مصعـقِ
________________________________________
------------------
هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي من قبيلة يربوع ومن رهط كليب
ولد في خلافة عثمانعثمان بن عفان ونشء قي بيت فقيرقضى طفولته وصباه يرعى الاغنام وقال الشعر منذ صغره متحديا كل الظروف الملمة به
قضى جرير فترة شبابه باليمامة وتهاجى في الشعر مع الفردق ثم انتقل الى البصرة عند سيطرة الاموين عليها بعد القضاء على ثورة مصعب بن الزبير وظل يتهاجى مع الفرزدق الذي كان ساكنا فيها وقد مدح جرير فيها بشر بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهما وكانا هذين من ولاة الامويين عليها وكان الحجاج سببا في وصول جرير الى الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان لمدحه ثم مدح الخلفاء الامويين الوليد وسليمان ابنا عبد الملك بن مروان وعمربن عبد العزيز ويزيد بن عبدالملك وهشام بن عبد الملك وعد من شعراء الخلافة والبيت الاموي في الوقت الذي كانت قبيلته ضد الحكم الاموي
بقي جرير يمنافس الاخطل والفرزدق بمدحه لخلفاء بني امية الا ان نشبت بين الفريقين مهاجاة عنيفة ازدادت عنفا بمرور الزمن حتى توفي سنة 114 هجرية
اشتهر جرير بالهجاء والمديح حتى عد من اشهر شعراء العصر الاموي واشهر شعراء الرهجاء في العربية ويتميز هجاؤه بالذاءة والسب والمهاترة وتقصي عيوب خصومه ومثالبهم ومثالب اقوامهم وفضحها والخرية منهم سخرية لاذعة وتهكم مقذع ولعل ذلك يرجع الى نشوئه في بيت وضيع حقير واشتداد العصبية القلبية والخصوما ت السياسية في زمنه والتي كان طرفا في كل منها اضافة الى شاعريته الفذة
وقد خص في هجائه الشاعرين الاخطل والفرزدق اكثر من غيرهما لهذه الاسباب ولوجود المنافسة بينهم على مدح الخلافة والتقرب منها فكان يعيب على الفرزدق تهكمه وفسقه ومجونه وعلى الاخطل نصرانيته وشربه الخمرة وانتصار قيس على تغلب وما صب عليهما في النقائض من سباب وهجاء مقذع وشديد
بالاضافة الى الهجاء برع جرير في المدح وخص به الخلافة الاموية وامرائها وكان مدحه للتكسب والحصول على المال لفقر حالته كما برع في الغزل التقليدي الذي افتتح به قصائده وكذلك اشتهر بالفخر والرثاء والوصف
ومن خلال تتبعي لشعر جرير لاحظت ثلاثة امور لم اجدها عند غيره من الشعراء الاول ان جرير قال بيتين في شعر الغزل يعدان افضل ماقيل في الغزل بالعربية- رغم كونه ليست من شعراء الغزل ولم يتوله باحد اويعشق احدا- ولم يقل الشعراء مثليهما في الشعرالعربي على مدى العصور والثاني انه تكالب عليه الشعراء فافحمهم واسكتهم ونقض قصائدهم بافضل منها واشد واقوى وكان سببا من وجود شعر النقائض في العربية
والاخر طيبة نفس جرير التي جعلته ينسى كل ماقاله فيه الفرزدق من هجاء مقذع في قصائده اذ قام برثاء الفرزدق اجمل رثاء في قصيدة رائعة تعد من روائع الشعر العربي والتي تنم عن الخلق العربي الاصيل
شعر جرير من الطبقة الاولى واني لاعتبره من اشهر شعراء العربية في العصر الاموي كان شعره مفهوم اللفظ سهل العبارة واضح المعاني جيد المباني خال من التعقيد عندما تقراءه تنسجم معه كانه قاله الان او ينشدك به حاضرا يقول في قصيدة في مدح الخليفة شارحا حالته المالية
مستجديا \
اشكو اليك فاشتكي ذرية
لا يشبعون وامهم لاتشبع
كثر و اعلي فما يموت كبيرهم
حتى الحساب ولا الصغير المرضع
واذا نظرت يريبني من امهم
عين مهججة وخد اسفع
من روائع شعره في الغزل –
ياأم عمـرو جـزاك الله مغفـرة
ردي علي فؤادي كالـذي كحانـا
ألست أملح من يمشي علـى قـدم
يا أملح الناس كل النـاس انسانـا
يلقى غريمكم من غير عسرتكـم
بالبذل بخلا وبالاحسـان حرمانـا
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم
ماكنت أول موثـوق بـه خانـا
لقد كتمت الهوى حتـى تهيجنـي
لاأستطيـع لهـذا الحـب كتمانـا
كاد الهوى يوم سلمانيـن يقتلنـي
وكـاد يقتلنـي يومـا ببيـدانـا
لابارك الله في من كان يحسبكـم
الا على العهد حتى كانـا ماكانـا
لابارك الله في الدنيا اذا انقطعـت
أسباب دنياك من اسبـاب دنيانـا
مااحدث الدهـر مماتعلميـن لكـم
للحبل صرما ولا للعهـد نسيانـا
ان العيون التي في طرفها حـور
قتلننـا ثـم لـم يحيـن قتـلانـا*
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به
وهن اضعـف خلـق الله انسانا *
ياحبذا جبل الريـان مـن جبـل
وحبذا ساكن الريـان مـن كانـا
* وهذين البيتين من اجود ماقالته العرب في الغزل
اما في رثاء الفرزدق فقد قال -
لعمري لقد أشجى تميمـاً وهدهـا
على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشيـة راحـوا للفـراق بنعشـه
إلى جدثٍ في هوة الأرض معمـقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي
إلى كل نجم فـي السمـاء محلـقِ
ثوى حامل الأثقال عن كل مُغـرمٍ
ودامغ شيطان الغشـوم السملـقِ
عمـاد تميـم كلهـا ولسانـهـا
وناطقها البذاخ فـي كـل منطـقِ
فمن لذوي الأرحام بعد أبن غالبٍ
لجارٍ وعانٍ في السلاسـل موثـقِ
ومن ليتيم بعد موت ابـن غالـب
وأم عـيـال ساغبـيـن ودردقِ
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما
يداه ويشفي صدر حـران مُحنَـقِ
وكم من دمٍ غـالٍ تحمـل ثقلـه
وكان حمولاً في وفـاءٍ ومصـدقِ
وكم حصن جبار هُمـامٍ وسوقـةٍ
إذا مـا أتـى أبوابـه لـم تغلـق
تفتـح أبـواب الملـوك لوجهـه
بغيـر حجـاب دونـه أو تملُـقِ
لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثـوى
فتى مُضرٍ في كل غربٍ ومشـرقِ
فتىً عاش يبني المجد تسعين حجـةً
وكان إلى الخيرات والمجـد يرتقـي
فما مات حتى لـم يُخلـف وراءه
بحيـة وادٍ صولـةً غيـر مصعـقِ
________________________________________