الشاعر محمد الفيتوري
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،وفيها حفظ القران الكريم
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
يقول الشاعر محمد مصباح الفيتوري عن ولادته وطفولته
: «لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات»‚ هذا هو محمد الفيتوري شاعر إفريقيا‚ وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ «ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها الجنينة‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود السودان‚ والجزء الآخر يقع داخل تشاد‚ وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية‚ والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص»‚
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
‚ يقول: قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
فقير أجل
ودميم‚‚ دميم
بلون الشتاء‚‚ بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر ثم جمعت في ديوان واحد باسم ديوان محمد الفيتوري عام 1972
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي
أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !
طفل القدس
ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر
وقُلْ للموج: إن الموجَ
#1
الشاعر محمد الفيتوري
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،وفيها حفظ القران الكريم
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
يقول الشاعر محمد مصباح الفيتوري عن ولادته وطفولته
: «لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات»‚ هذا هو محمد الفيتوري شاعر إفريقيا‚ وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ «ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها الجنينة‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود السودان‚ والجزء الآخر يقع داخل تشاد‚ وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية‚ والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص»‚
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
‚ يقول: قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
فقير أجل
ودميم‚‚ دميم
بلون الشتاء‚‚ بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر ثم جمعت في ديوان واحد باسم ديوان محمد الفيتوري عام 1972
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي
أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !
طفل القدس
ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر
وقُلْ للموج: إن الموجَ
#1
الشاعر محمد الفيتوري
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،وفيها حفظ القران الكريم
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
يقول الشاعر محمد مصباح الفيتوري عن ولادته وطفولته
: «لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات»‚ هذا هو محمد الفيتوري شاعر إفريقيا‚ وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ «ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها الجنينة‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود السودان‚ والجزء الآخر يقع داخل تشاد‚ وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية‚ والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص»‚
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
‚ يقول: قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
فقير أجل
ودميم‚‚ دميم
بلون الشتاء‚‚ بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر ثم جمعت في ديوان واحد باسم ديوان محمد الفيتوري عام 1972
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي
أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !
طفل القدس
ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر
وقُلْ للموج: إن الموجَ
#1
الشاعر محمد الفيتوري
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،وفيها حفظ القران الكريم
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
يقول الشاعر محمد مصباح الفيتوري عن ولادته وطفولته
: «لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات»‚ هذا هو محمد الفيتوري شاعر إفريقيا‚ وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ «ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها الجنينة‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود السودان‚ والجزء الآخر يقع داخل تشاد‚ وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية‚ والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص»‚
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
‚ يقول: قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
فقير أجل
ودميم‚‚ دميم
بلون الشتاء‚‚ بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر ثم جمعت في ديوان واحد باسم ديوان محمد الفيتوري عام 1972
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي
أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !
طفل القدس
ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر
وقُلْ للموج: إن الموجَ
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،وفيها حفظ القران الكريم
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
يقول الشاعر محمد مصباح الفيتوري عن ولادته وطفولته
: «لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات»‚ هذا هو محمد الفيتوري شاعر إفريقيا‚ وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ «ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها الجنينة‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود السودان‚ والجزء الآخر يقع داخل تشاد‚ وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية‚ والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص»‚
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
‚ يقول: قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
فقير أجل
ودميم‚‚ دميم
بلون الشتاء‚‚ بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر ثم جمعت في ديوان واحد باسم ديوان محمد الفيتوري عام 1972
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي
أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !
طفل القدس
ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر
وقُلْ للموج: إن الموجَ
#1
الشاعر محمد الفيتوري
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،وفيها حفظ القران الكريم
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
يقول الشاعر محمد مصباح الفيتوري عن ولادته وطفولته
: «لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات»‚ هذا هو محمد الفيتوري شاعر إفريقيا‚ وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ «ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها الجنينة‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود السودان‚ والجزء الآخر يقع داخل تشاد‚ وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية‚ والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص»‚
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
‚ يقول: قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
فقير أجل
ودميم‚‚ دميم
بلون الشتاء‚‚ بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر ثم جمعت في ديوان واحد باسم ديوان محمد الفيتوري عام 1972
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي
أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !
طفل القدس
ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر
وقُلْ للموج: إن الموجَ
#1
الشاعر محمد الفيتوري
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،وفيها حفظ القران الكريم
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
يقول الشاعر محمد مصباح الفيتوري عن ولادته وطفولته
: «لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات»‚ هذا هو محمد الفيتوري شاعر إفريقيا‚ وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ «ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها الجنينة‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود السودان‚ والجزء الآخر يقع داخل تشاد‚ وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية‚ والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص»‚
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
‚ يقول: قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
فقير أجل
ودميم‚‚ دميم
بلون الشتاء‚‚ بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر ثم جمعت في ديوان واحد باسم ديوان محمد الفيتوري عام 1972
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي
أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !
طفل القدس
ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر
وقُلْ للموج: إن الموجَ
#1
الشاعر محمد الفيتوري
ولد عام 1936 بالسودان
نشأ في مدينة الاسكندرية،وفيها حفظ القران الكريم
درس بالمعهد الديني بالاسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
يقول الشاعر محمد مصباح الفيتوري عن ولادته وطفولته
: «لو سألتني في أي أرض ولدت لكانت اجابتي أسهل لانني ممن يؤمنون بوحدة الأرض العربية‚ وهكذا تختلط في عيني الحدود الجغرافية مادامت داخل هذه الأرض‚ وتتداخل التجمعات السكانية مثلما تتداخل الأزمنة والخصائص واللهجات»‚ هذا هو محمد الفيتوري شاعر إفريقيا‚ وقف الى جانب قامات شعرية وأدبية كبرى‚ «ولدت في أقصى الغرب السوداني في مدينة اسمها الجنينة‚ الجزء الأكبر منها يقع داخل حدود السودان‚ والجزء الآخر يقع داخل تشاد‚ وأسرتي بسيطة جدا تتكون من أب وأم وشقيقة‚ الوالد هو شيخ صوفي كبير‚ الشيخ مفتاح رجب الشيخي الفيتوري خليفة من خلفاء الطريقة العروسية الشاذلية الأسمرية‚ أو كما يسمونها شيخ السجادة الصوفية‚ والوالدة السيدة فاضلة‚ وفي جذور القبيلة تتداخل دماء كثيرة لقبائل بعضها ليبي والآخر مصري والثالث افريقي‚ هذه المركبات المتداخلة فيها امتدادي في أجساد وأرواح الاخرين‚ ومنذ دب الوعي في وجداني‚ وبدأت أدرك معنى بعض الكلمات التي كان يرددها والدي ليلا مع بعض زواره من أدعية وترانيم دينية‚ تعلقت بما أسمع وبدأت أفكر تفكيرا عميقا‚ لدرجة أنني تركت رفاقي في اللعب وانا طفل لأنضم الى رفاق أبي في فناء البيت مستمعا ومستمتعا بآيات الذكر الحكيم والتواشيح الصوفية والاوراد والقصص»‚
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعتبر الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية السودانية
‚ يقول: قصيدتي الاولى من حيث احساسي الشخصي بنضجها الفني كانت في مدينة الاسكندرية‚ حينذاك كنت طالبا في السنوات الأولى من الدراسة الثانوية معهد الاسكندرية الديني أظن أنها كانت قصيدة (خطوط) أو ربما كانت قصيدتي التي أقول في مطلعها:
فقير أجل
ودميم‚‚ دميم
بلون الشتاء‚‚ بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبدا حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
دواوينه الشعرية
أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - إذكريني يا افريقيا
البطل والثورة والمشنقة- شرق الشمس .. غرب القمر ثم جمعت في ديوان واحد باسم ديوان محمد الفيتوري عام 1972
حصل علىجائزة الوسام الرفيع - وسام الفاتح- 1988
وجائزة الوسام الأذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان
ومن شعره قصيدة تحت المطر منها مايلي
أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة
قف...
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه
هكذا كان يغني الموت حول العربة
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربة!
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول..
فتلوت
وتهاوت
ثم سارت في ذهول !
طفل القدس
ليس طفلاً‚ ذلك الخارجُ من أزمنة الموتى
إلهيُّ الإشارة
ليس طفلاً وحجارة
ليس شمساً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس
محلى بالسوادْ
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلادْ
إنه العصر يُغطي عُريَهُ‚ في ظل موسيقى الحدادْ
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلاً وتمائم
إنه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم
إنه التاريخُ مسقوفاً بأزهار الجماجم
إنه روح فلسطين المقاوم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيشُ
إنه الحقُّ‚ الذي لم يخُن الحقَّ
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
فانتزع نفسك من نفسك
واسكب أيُّها الزَّيت المقدسي أقمارك‚‚
واحضن ذاتكَ الكُبرى وقاوم
وأضئ نافذةَ البحر على البحر
وقُلْ للموج: إن الموجَ