ماذا قدمت الكيانات الرسمية وغيرالرسمية للادب والادباء
بقلم : د. فالح الكيــــلاني
.
الثقافة والادب نبراس الحياة وديمومتها للمثقف والاديب وتمثل الميادين المفتوحة التي تزينها الاقلام الحرة وترتفع في سمائها . فالكاتب او الشاعر او الفنان يسعى الى بحور اللغة ليغرف منها ما شاء وكيفما يشاء فيعمد على صياغتها فينتج ذهبا او فضة اوما شاكلها او لا ينتج شيئا ..
ولكثرة الادباء والشعراء والكتاب تشكلت كيانات اواتحادات لتقدم افضل الخدمات لهؤلاء الصفوة من الناس او هكذا تبدو عند تشكيلها فينتسب الاديب اليها يحدوه الامل انها تكون لسان حاله وتحقق له ما تصبو اليه نفسه من امان وطموحات واحلام وردية .
وقد عايشت الكثير من هذه الكيانات منذ ستينات القرن الماضي ولا ازال منها كيانات رسمية مرتبطة ببعضها مثل كيان في المدينة الواحدة وتجتمع هذه الكيانات لتشكل اتحادا لكل بلد او قطرعربي وقد تكبر هذه لتشكل تنظيما اوسع فتكون اتحادات دولية مثل اتحاد الادباء العرب على سبيل المثال .
لورجعنا الى ما اكتسبه الاديب العراقي اوالعربي من هذه المنظمات نلاحظ انها افادت رؤساء هذه المنظمات او المقربين من الدولة في كل حين وزمن ممن له ارتباط بالدولة او قريبا منها او يسير وفق نهجها مهما كان . اما الادباء والكتاب الاخرون فانهم فقط يمثلون رقما في جسم هذا الكيان او ذاك ليصعد على اكتافهم الرؤساء ومن اكثر من الساسة وما يخدم مصالحهم في هذه الكيانات بغض النظر عن مقدرة وما انتجه هذا الاديب من نتاج ادبي او ثقافي فالاديب المنتج الذي انتج كتابا واحدا او اثنين ليست كمثل الاديب الذي افنى عمره في الكتابة والتاليف وانتج عشرات الكتب والمجلدات المعتبرة والذي تشكلت هذه الكيانات لاجل خدمته والاخذ بيده ليزداد انتاجا ويتقدم على اقرانه وزملائه الادباء ويقدم الكثير لبلده وامته يبقي اعرجا في مسيرته الا دبية ويحتفظ بما يكتبه او ينظمه من شعرفي بيته ولا يرى النورحتى تنتهي حياته فتموت بموته كل ثقافته وكتاباته . وقد غلبه الذي لا ينتج الا نزرا قليلا او ضحلا او ربما يتعرض للطرد من هذه الكيانات . وهذا الذي ينتج القليل من ارتقى سنام الامور فتهول له وتفتح له المسالك والسبل ويحضى بكل امر مهم وتحقق له كل احلامه فتطبع له كل ما كتبه وعلى نفقة الدولة ولو كان غثا لا يسمن و لايغني من جوع ويظل صاحب الكلمة الحقة والادب الرفيع مبعدا . وربما لايملك هذا حتى اجور طبع ما كتب او نظم . وبمرورالزمن يضمحل انتاجه ثم ينتهي كان لم يكتب شيئا .
فماذا قدمت هذه المنظمات سواء كانت رسمية او غير رسمية - وما اكثرها - للادباء الفاعلين ... وهذا مصير اغلب الادباء العرب وهذه الحقيقة المرة سواء رضي رؤساء هذه الكيانات ام لو يرضوا .
اعتذاري ان كنت قاسيا بعض الشيء فقد كتبت الكثير حول هذا الموضوع قبل عشرات السنين .
راجع كتابي دراسات في الشعرالمعاصر وقصيدة النثر طبع ونشر دار دجلة - عمان - الاردن عام 2017 وراجع مجلة النيل والفرات المصرية في هددها 32 ايضا
امير البيـــــان العربي
د . فالح نصيف الكيلاني
بقلم : د. فالح الكيــــلاني
.
الثقافة والادب نبراس الحياة وديمومتها للمثقف والاديب وتمثل الميادين المفتوحة التي تزينها الاقلام الحرة وترتفع في سمائها . فالكاتب او الشاعر او الفنان يسعى الى بحور اللغة ليغرف منها ما شاء وكيفما يشاء فيعمد على صياغتها فينتج ذهبا او فضة اوما شاكلها او لا ينتج شيئا ..
ولكثرة الادباء والشعراء والكتاب تشكلت كيانات اواتحادات لتقدم افضل الخدمات لهؤلاء الصفوة من الناس او هكذا تبدو عند تشكيلها فينتسب الاديب اليها يحدوه الامل انها تكون لسان حاله وتحقق له ما تصبو اليه نفسه من امان وطموحات واحلام وردية .
وقد عايشت الكثير من هذه الكيانات منذ ستينات القرن الماضي ولا ازال منها كيانات رسمية مرتبطة ببعضها مثل كيان في المدينة الواحدة وتجتمع هذه الكيانات لتشكل اتحادا لكل بلد او قطرعربي وقد تكبر هذه لتشكل تنظيما اوسع فتكون اتحادات دولية مثل اتحاد الادباء العرب على سبيل المثال .
لورجعنا الى ما اكتسبه الاديب العراقي اوالعربي من هذه المنظمات نلاحظ انها افادت رؤساء هذه المنظمات او المقربين من الدولة في كل حين وزمن ممن له ارتباط بالدولة او قريبا منها او يسير وفق نهجها مهما كان . اما الادباء والكتاب الاخرون فانهم فقط يمثلون رقما في جسم هذا الكيان او ذاك ليصعد على اكتافهم الرؤساء ومن اكثر من الساسة وما يخدم مصالحهم في هذه الكيانات بغض النظر عن مقدرة وما انتجه هذا الاديب من نتاج ادبي او ثقافي فالاديب المنتج الذي انتج كتابا واحدا او اثنين ليست كمثل الاديب الذي افنى عمره في الكتابة والتاليف وانتج عشرات الكتب والمجلدات المعتبرة والذي تشكلت هذه الكيانات لاجل خدمته والاخذ بيده ليزداد انتاجا ويتقدم على اقرانه وزملائه الادباء ويقدم الكثير لبلده وامته يبقي اعرجا في مسيرته الا دبية ويحتفظ بما يكتبه او ينظمه من شعرفي بيته ولا يرى النورحتى تنتهي حياته فتموت بموته كل ثقافته وكتاباته . وقد غلبه الذي لا ينتج الا نزرا قليلا او ضحلا او ربما يتعرض للطرد من هذه الكيانات . وهذا الذي ينتج القليل من ارتقى سنام الامور فتهول له وتفتح له المسالك والسبل ويحضى بكل امر مهم وتحقق له كل احلامه فتطبع له كل ما كتبه وعلى نفقة الدولة ولو كان غثا لا يسمن و لايغني من جوع ويظل صاحب الكلمة الحقة والادب الرفيع مبعدا . وربما لايملك هذا حتى اجور طبع ما كتب او نظم . وبمرورالزمن يضمحل انتاجه ثم ينتهي كان لم يكتب شيئا .
فماذا قدمت هذه المنظمات سواء كانت رسمية او غير رسمية - وما اكثرها - للادباء الفاعلين ... وهذا مصير اغلب الادباء العرب وهذه الحقيقة المرة سواء رضي رؤساء هذه الكيانات ام لو يرضوا .
اعتذاري ان كنت قاسيا بعض الشيء فقد كتبت الكثير حول هذا الموضوع قبل عشرات السنين .
راجع كتابي دراسات في الشعرالمعاصر وقصيدة النثر طبع ونشر دار دجلة - عمان - الاردن عام 2017 وراجع مجلة النيل والفرات المصرية في هددها 32 ايضا
امير البيـــــان العربي
د . فالح نصيف الكيلاني