اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

معاضة قصيدة ابن زيدون المخزومي ومعارضصتها من قبل احمد شوقي وقصيدة الحصري وعارضتها

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

واخيرا اذكر قصيدة ابن زيدون المخزومي في حبيبته ولادة بنت الخليفة المستكفي فقد عارضها الشاعر احمد شوقي اميرالشعراء


ابن زيدون المخزومي



هو ابو الوليد احمد بن عبد الله بن احمد بن غالب بن زيدون المخزومي .

ولد في جانب الرصافة من مدينة قرطبة بتاريخ الاول من رجب سنة\ 394 هجرية \ الخامس من ابريل (نيسان) سنة 1003 ميلادية وكانت قرطبة انذاك عاصمة البلاد ومنارة ا لعلم والادب والثقافة قرطبة نشأ في مدينة الرصافة وهي جزء من قرطبة ومجاورة لها وقد بناها عبد الرحمن الداخل عندما دخل الاندلس وحكمها وتعلم علومه الأولى بها ومات والده وهو فتى صغير فكفله جده وتولى تربيته وأكمل تعليمه في قرطبة فدرس الشعر والادب العربي حتى برع فيه وتمرس عليه وهو من أسرة من فقهاء قرطبة من بني مخزوم ، أبوه فقيه من بني مخزوم القرشية ، وجده لأمه صاحب الأحكام الوزير أبو بكر محمد ،وهو من بيت حسب ونسب كان والده ذا جاه عريض ومال وضياع .. وله المشورة المحترمة العالية في قرطبة وتولى جده لأمه القضاء بمدينة( سالم) ثم أحكام الشرطة والسوق في قرطبة . تعلَّم ابن زيدون في جامعة قرطبة التي كانت أهم جامعات الأندلس يَفِدُ إليها طلاب العلم من الممالك الإسلامية والنصرانية على السواء.. ولمع بين أقرانه كشاعر وكاتب .. وكان الشعر بداية تعرُّفه بولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي الضعيف المعروف بالتخلف والركاكة الذي يقاول فيه ابو حيان التوحيدي ( كان مشتهرًا بالشرب والبطالة، سقيم السر والعلانية، أسير الشهوة، عاهر الخلوة). .

احب ابن زيدون الشاعر ة والاديبة ولادة ابنة الخليفة المستكفي التي كانت شاعرة اديبة تعقد الندوات والمجالس الادبية والشعرية في بيتها وبادلته حبا بحب وقد انشد في حبها الشعر الكثير شعرا فياضا عاطفة وحنانا وشوقا ولوعة وولها . الامرالذي جعلنا نتغنى في شعره الى وقتنا هذا وسيبقى خالدا للاجيال بعدنا حبا صادقا
فراح يتقرب منها حتى نال منزلة في قلبها فبادلته الحب
وكتبت له تقول :-

ترقب إذا جـــــن الظـــلام زيارتي
فإني رأيت الليــل أكتــم للســر

وبي منك ما لو كان للبدر ما بدا
وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسر.


وتواصلت لقا آتهما حتى دخل الوشاة بينهما و فرقت بينهما الأيام ففاض الوجد والحنين بعشيقته فكتبت إليه تقول:

ألا هــل لنا من بعـد هذا الــتــفرق
سبـــيل فيشكو كل صب بما لقي

وقد كنت أوقاتالتزاور في الشتا
أبـيـت على جمر من الشوق المحرق

ولما علمت ولادة بإن حبيبها قد تولع بغيرها او هكذاصوره لها الوشاة والحاقدين عليهما فمالت عنه كل الميل فأحبت الوزير ابي عامر ابن عبدوس فندم ابن زيدون وراح يتوسل بغير جدوى وينظم الشعر مهددا الوزير ابا عامر شاكيا إلى ولادة تباريح الهوى ، وكتب إلى الوزير ابن زيدون رسالته المعروفة بالرسالة الهزلية سخر فيها منه على لسان حبيبته، فلم يلبث الوزير أن عمل على سجن الشاعر، فتم سجنه . فراح ابن زيدون في سجنه يكتب الشعر مسترحما ،و كتب إلى أبي حزم رسالته المعروفه بالرسالة الجدية مستعطفا ولكن لم يجد اذنا تصغي ولا قلبا يرحم قلبه فصمم على الهرب ، ففر من السجن في ليلة عيد الأضحى وظل متخفيا عن الانظار حتى عفا عنه ابو حزم فبعث إلى ولادة بقصيدته المشهورة بالنونية والتي تعتبر من روائع الشعر العربي وعيونه في الادب و التي من أجلها كتبت عنه وجمعت مااستطعت جمعه من عدة مؤلفات والتي يقول في مطلعها:-

أضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا

الغزل عند ابن زيدون حاجة في النفس يلبي القلب نداءها ، وشوق جامح يسير في ركابه ،وثورة في الفؤاد يندفع في تيارها، فهو رجل المرأة الغاوية يهواها إلى حد الجنون والوله ويريدها ابدا طوع هواه ، ويوجه نحوها جميع ذاته وقواه ، في ترف أندلسي ، وجماح نواسي ، وقد عانى من لوعة الحب الوانا من الألم والشوق العظيم ، وقاسى في سبيل حبها أمرّ العذاب ، فعرفها رفيقة حياة، ولقي في أس هواها الف حرارة ومرارة ، فراح يسكب نفسه حسرات ، ويعصرلباب قلبه ويرسله تأوّهات وزفرات ، وإذا قصائد ه مزيج من شوق ، وذكرى , وألم ، وأمل وإذا غزله حافل بالاستعطاف والاسترحام، حافل بالمناجيات الحرّى ، والنداءات السكرى ، وإذا الأقوال منثورة مع كل نسيم ، مرددة مع كل صدى ، وإذا كل كلمة فيها رسالة حبّ وغرام ، وكل لفظة لوعة واطلاقة فهو شاعر الاندلس وبلبلها الغرّيد كان شاعر العبقرية التي تعطي النفس من خلال الطبيعة التى تصف سناءها وشذاها ،وتعصر القلب في كؤوس الحب التي ترتشفه خالصا ، وتصعّد الزفرات والآمال أنغام سحر وروعة ،وتعتصر اللغة لتستخرج منها كل ممكناتها الشعرية والموسيقية لتشدو الحانها الشجية وقد ملكت على العرب ألبابهم في عصورهم القديمة والحديثة .

اما في حياته العامة ومناصبه :
كان ابن زيدون من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة ؛ ومن ثم كان من الطبيعيّ أن يشارك في مسيرة الأحداث التي تمر بها .وقد ساهم بدور رئيسي في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة ، و شارك في تأسيس حكومة جمهورية بزعامة ( ابن جهور) وإن كان لم يشارك في ذلك بالسيف والقتال فقد كان دوره رئيسيا في توجيه السياسة وتحريك الجماهير وذلك باعتباره شاعراً معروفا ً ذائع الصيت وأحد أعلام مدينة (قرطبة ) ومن أبرز أدبائها المعروفين ، فسخر جاهه وثراءه وبيانه في توجيه الرأي العام وتحريك الناس نحو الوجهة التي يريد.

حظي ابن زيدون بمنصب الوزارة في عند ( ابن جهور ) واعتمد عليه الحاكم الجديد في سفارته بينه وبين الملوك المجاورين ، إلا أن هذا لم يشف طموح ( ابن زيدون ) بحيث يكون ظلاً للحاكم اذ كان طموحا. فاستغل اعداؤه هذا الطموح فأوغروا عليه صدر صديقه القديم ونجحوا في الوقيعة بينهما حتى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم . يقول في قصيدته :

وَيَــهـتـاجُ قَــصــرُ الـفـارِسِـيِّ صَـبـابَـةً
لِـقَـلـبِيَ لاتَــألـو زِنـــادَ الأَســـى قَــدحـا

وَلَــيـسَ ذَمـيـماً عَـهـدُ مَـجـلِسِ نـاصِـحٍ
فَـأَقـبَلَ فــي فَــرطِ الـوَلـوعِ بِــهِ نُـصحا

فقد ترقى ابن زيدون في الادارة الى ان تمكن من ادارة الدولة سياسيا واصبح مشرفا على الديوان فيها فقد تولى ابن زيدون الوزارة لأبي الوليد بن جهور صاحب قرطبة، وكان سفيره إلى أمراء الطوائف في الأندلس ثم اتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد صاحب إشبيلية، فحبسه حاول ابن زيدون استعطاف ابن جهور برسائله فلم يعطف عليه. وفي عام \441 هـجرية \ 1050 ميلادية ، تمكن ابن زيدون من الهرب من سجنه ولحق ببلاط المعتضد بالله .

انتقل الى مدينة بلنسية ثم الى الزهراء ثم استقر به المقام في مدينة اشبيلية فتلقاه اميرها المعتضد بالله بلقاء حسن فاكرمه ونعمه واستوزه فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً ولقب بذي الوزارتين واقر بقاءه في منصبه ثم اثبته المعتمد بن عباد في حكمه ايضا ثم زادت مكانته وارتفعت في عهد المعتمد بن المعتضد، ودان له السرور وأصبحت حياته كلها أفراحًا لا يشوبها سوى حساده في بلاط المعتمد مثل (ابن عمار) و (ابن مرتين) اللذين كانا سببًا في هلاكه إذ ثارت العامة في أشبيلية على اليهود فاقترحا على المعتمد بن عباد إرسال ابن زيدون لتهدئة الموقف، واضطر ابن زيدون لتنفيذ أمر المعتمد رغم مرضه وكبر سنه، فأجهده ذلك وزاد المرض عليه فدهمه الموت وبقي في اشبيلية حتى وافاه الاجل.

توفي الشاعر ابن زيدون في الخامس عشر من رجب سنة \ 463 هجرية \1078ميلادية عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما .

يمتاز شعره بسلاسة النظم وعذوبته وسهولة اللفظ ورقة المعاني وحسن الصناعة الشعرية وبراعتها ويعتبر متنبي بلاد الاندلس لتماثل شعره بشعرالمتنبي وتقليده اياه وقد نظم في اغلب الاغراض الشعرية وخاصة في الغزل .
اما قصيدته موضوعة البحث والتي نظمها في حينه وعارضها الشاعر احمد شوقي اميرالشعراء فهي :

أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينـــــــــا

مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ
حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا

أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينـــــــا

غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهــــــرُ آمينا

فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا

وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا

يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم
هَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينا

لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم
رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينـــــــــا

ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ
بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فينا

كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ
وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا

بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَـــــوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا

حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَـــــدَت
سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا

إِذ جانِبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا
وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا

وَإِذ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً
قِطافُها فَجَنَينا مِنهُ ما شينا

لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما
كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينـــــــا

لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا
أَن طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا

وَاللَهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلاً
مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم أَمانينا

يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ
مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدُّ يَسقينا

وَاِسأَل هُنالِكَ هَل عَنّى تَذَكُّرُنا
إِلفاً تَذَكُّرُهُ أَمـــــسى يُعَنّينا

وَيا نَسيمَ الصَبا بَلِّغ تَحِيَّتَنا
مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا

فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً
مِنهُ وَإِن لَم يَكُن غِبّاً تَقاضينا

رَبيبُ مُلكٍ كَأَنَّ اللَهَ أَنشَــــــــــــــأَهُ
مِسكاً وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طينا

أَو صاغَهُ وَرِقاً مَحضاً وَتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعاً وَتَحسينا

إِذا تَأَوَّدَ آدَتـــــهُ رَفاهِيــــــــَةً
تومُ العُقودِ وَأَدمَتهُ البُرى لينا

كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئراً في أَكِلَّتِه
بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايينـــــــــــا

كَأَنَّما أُثبِتَت في صَحنِ وَجنَتِهِ
زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذاً وَتَزيينا

ما ضَرَّ أَن لَم نَكُن أَكفاءَهُ شَرَفاً
وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا

يا رَوضَةً طالَما أَجنَت لَواحِظَنا
وَرداً جَلاهُ الصِبا غَضّاً وَنَسرينا

وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِهــــــا
مُنىً ضُروباً وَلَذّاتٍ أَفانينــــــا

وَيا نَعيماً خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ
في وَشيِ نُعمى سَحَبنا ذَيلَهُ حينا

لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا

إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ
َفحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاًّ وَتَبيينا

يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها
وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّوماً وَغِسلينا

كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا
وَالسَعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشينا

إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا

سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا

لا غَروَ في أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت
عَنهُ النُهى وَتَرَكنا الصَبرَ ناسينا

إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَوى سُوَراً
مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَبرَ تَلقينــــــــــــا

أَمّا هَواكِ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ
شُرَباً وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا

لَم نَجفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتِ كَوكَبُهُ
سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا

وَلا اِختِياراً تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ
لَكِن عَدَتنا عَلى كُرهٍ عَوادينا

نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً
فينا الشَـــــمولُ وَغَنّانا مُغَنّينا

لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا
سِــــــيَما اِرتِياحٍ وَلا الأَوتارُ تُلهينا

دومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً
فالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دينا

فَما اِستَعَضنا خَليلاً مِنكِ يَحبِسُنا
وَلا اِستَفَدنا حَبيباً عَنكِ يَثنينا

وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ
بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا

أَبكي وَفاءً وَإِن لَم تَبذُلي صِلَةً
فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا

وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ
بيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تولينا

عَلَيكِ مِنّا سَـــــلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينــــــــــا


فقد عارضها الشاعر احمد شوقي امير الشعراء بقصيدته التي قال فيها :


يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا نَشجى لِواديكَ أَم نَأسى لِوادينا



اما اذا اردنا متابعة المعارضات الاندلسية للشعراء الاندلسيين فيما بينهم فانها كثيرة واكثر من ان تحصى في معارضة الأندلسيين فيما بينهم ويدخل ضمن هذه المعارضات ما يسمى ( بالممحصّات ) والممحصّات : هي قصائد تعارض فيها قصائد اخرى تقدمت في نظمها فياتي شاعر اخر فيعارض هذه ىالقصيدةاو تلك حسب رغبته النفسية ثم يحمصها ويتاكد من قصيدته انها مطابقة للاصول فيلتزم الوزن والقافية وحرف الروي ولكنَّه ينقض نزعته المتساهلة وقد حتى شملت هذه المعارضات حتى الموشحات الاندلسية والازجال وما اليها وتعدتها الى المقامات وهي نثر مرسل .


ومن اشتهر بالعارضات الشاعر أبو إسحاق علي بن عبد الغني الفهري الحصري الضرير أبو الحسن (420 هـ - 488 هـ / 1029 - 1095 م) ولد في حي الفهريين بمدينة القيروان عام 420 هجرية - 1029 ميلادية .


فهو شاعر تونسي من مدينة القيروان يتّصل نسبه بعقبة بن نافع الفهري مؤسس القيروان وفاتح أفريقيا أما نسبة الحصري فيقال: إلى صناعة الحصر وقيل نسبة الى مدينة حصر الدارسة والتي كانت قريباً من القيروان وفي مقتبل شبابه حدثت فتنة بني هلال في القيروان سنةد 449 هجرية التي شتَّتت أهل القيروان حفاةً عراةً في الفيافي والوديان وشردتهم عن مدينتهم ، فرحلت أسرة الحصري إلى مدينة ( سبتة ) بالمغرب، فبقي فيها زهاء عشر سنوات.

ثم ترك الحصري مدينة ( سبتة ) وسافر إلى ( إشبيلية) ملتمساً الحظوة عند الامير الشاعر (المعتمد بن عباد) ، ثم تركها إلى مدينة (دانية ) .

ثم سافر الى مدينة (سرقسطة) وفيها اتصل بالوزير اليهودي ابن حسداي فأسبغ عليه النعم ووفّر له الحماية، ثم قصد ابن صمادح صاحب (المرية ) حيث وجد عنده كل ترحيب وإكرام، ومكث عنده مدةً ثم رحل قاصداً ابن طاهر صاحب (مرسية) ، فعظمت مكانته عنده ومدحه بقصيدته التي اشتهرت وحازت شهرتها وطبقت الآفاق وتنافس المغنون في تلحينها وغنائها والشعراء في معارضتها ومطلعها :
.
ياليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده

اتصل ببعض الملوك ومدح الامير الشاعر المعتمد بن عباد بقصائد عديدة وألف له كتابه ( المستحسن من الأشعار) .

ذاعت شهرته وشغل الناس بشعره، ولفت الأنظار من طلبة العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا عليه ونشروا أدبه.

له ديوان شعر مطبوع بقي بعضه مخطوطاً (اقتراح القريح واجتراح الجريح ) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولده يحي و( معشرات الحصري) في الغزل والنسيب على الحروف و(القصيدة الحصرية) ومتكونة من \ 212 بيتاً في القراآت.

توفي الشاعر الحصري سنة ثمان وثمانين وأربعمائة\ 488 هجرية-\ 1095 ميلادية

ولما كنا نتكلم عن قصائد المعارضات فا لمهم في الامر في هذا المجال قصيدته المذكورة اعلاه والتي عارضها العديد من الشعر اء فاذكرها هنا واذكر بعض القصائد التي نظمت في معارضتها :
( يا ليل الصب متى غده)


ياليل الصب متى غده أقيام الساعة موعدهُ؟

رقد السُّـــــمَّارُ وأرّقهُ أســــــفٌ للبين يردِّدُّهُ

فبكاه النّجم ورق لهُ مما يرعاه ويرصدهُ

كلفٌ بغزالٍ ذي هيفٍ خوف الواشين يشرِّدهُ

نصبت عيناي له شركاً في النوم فعزّ تصيدهُ

وكفى عجباً أني قنصٌ للسِّرب سباني أغيدهُ

ينضو من مقلته سيفاً وكأن نعاســــاً يغمدهُ

فيريق دم العشاق به والويل لمن يتقلَّــــدهُ

كلا لا ذنب لمن قتلت عيناه ولم تقتل يــــدهُ

يا من جحدت عيناه دمي وعلى خدَّيـــــهِ تورُّدهُ

خداك قد اعترفا بدمي فعلام جفونك تجحدهُ..؟

إنّي لأعيذك من قتلي وأظنك لا تتعمــــــدهُ

بالله هب المشتاق كرىً فلعلَّ خيالك يسعدهُ

ما ضرَّك لا داويت ضنى صبٍّ يدنيك وتبعدهُ

لم يبقِ هواك له رمقاً فليبكِ عليه عُوَّدُهُ

وغداً يقضي أو بعد غدٍ هل من نظرٍ يتزودهُ ..؟

يا أهل الشوق لنا شرقٌ بالدمع يفيض مورّدهٌ

ما أحلى الوصل وأعذبه لولا الأيام تنكــــدهُ

بالبين وبالهجران فيا لفؤادي كيف تجلُّدهُ

الحُبُّ أعَفُّ ذَويهِ أنا غيرِي بالباطِلِ يُفْسِدهُ

كالدَّهْر أَجلُّ بَنِيهِ أبو عَبْدِ الرَّحْمنِ مُحَمَّدهُ

العفُّ الطاهِرُ مِئْزرُهُ والحرُّ الطَّيَّبُ مَوْلِدُهُ

شفَعَتْ في الأَصْلِ وزارَتُه وزكا فتفَوَّقَ سُؤْددُهُ

كَسَبَ الشَّرَفَ السامِي فغدا فوْقَ الجوزاءِ يُشَيِّدُهُ

وكفاه غلامٌ أَوْرَثَهُ إِسْحَاق المَجْدِ وأَحْمَدهُ

ما زالَ يجولُ مَدىً فَمَدىً ويحلُّ الأَمْرَ وَيَعْقِدهُ

حتّى أَعطَتهُ رئاسَتُه وسياسَتُه ومهُنَّدهُ

فاليومَ هو الملِكُ الأَعْلَى مولَى مَنْ شَاءَ وسَيّدُهُ

ميمونُ العُمْرِ مبارَكُهُ منصورُ المُلكِ مُؤيَّدهُ

هَيْنٌ لَيْنٌ في عِزَّتِهِ لكن في الحرْبِ تَشَدُّدُهُ

يطوِي الأيّامَ وَينْشُرُها ويُقيمُ الدهرَ ويُقْعِدهُ

شُهِرَتْ كالشّمسِ فضائِلُهُ فأقرّ عداهُ وحُسَّدهُ

لا يُطرِبُهُ التَّغْريدُ ولَوْ غَنَّى بالأَرْغُنِ مَعْبَدهُ

والخَمْرُ فلَيْسَتْ مِنْهُ ولا لعبُ الشَّيْطانِ ولا دَدُهُ

تركَ اللَّذَّاتِ فهِمَّتُهُ عِلْمٌ يَرْويهِ ويُسْنِدهُ

وبداً في المُلْكِ تُرَغِّبُه وبُقىً في المالِ تُزهّدهُ

وذكاءٌ مثل النَّارِ جَلا ظُلَمَ الشُّبُهاتِ تَوقُّدهُ

وهُدَىً في الخيرِ يُرَغِّبُه وتُقىً في المُلك يزهّدهُ

وحَواشٍ رقَّتْ مِنْ أَدَبِ حتّى فَضَحت من يِنشدهُ

لا عُذرَ لمادِحِهِ إن لَمْ يدفق بغرِيبٍ يَنْقُدهُ

غَيْلانُ الشِّعْر قُدَامَتُه جَرْمِيُّ النَّحْو مُبَرّدُهُ

وخَليلُ لُغاتِ الْعُرْبِ يق فِي كتابَ الْعَيْنِ وَيَسْرُدهُ

لما خاطبتُ وخاطَبَنِي لم يخفَ عَلَيَّ تَعَبُّدهُ

فنزلتُ له عن طرف السَّبْ قِ وقلتُ بكَفِّكَ مِقْوَدهُ

لو يعدَم عِلْمٌ أو كَرَم أيقنتُ بِأَنَّكَ تُوجِـــــدهُ

من ذَمَّ الدهْرَ وزاركَ يا مَلِكَ الدُّنْيا فَسَيَحْمَدهُ

إن ذَلَّ فجيْشُك ينْصرُهُ أو ضَلَّ فرأْيُكَ يُرْشِدهُ

أو راحَ إلى أُمنيتِهِ ظمآن فحَوْضُكَ يُورِدُهُ

أنتَ الدنيا والدينُ لنا وكريمُ العَصر وأَوحَدُهُ

لو أنَّ الصَّخْرَ سقاهُ نَدَى كَفَّيْكَ لأَوْرَقَ جَلْمَدهُ

والرُّكْنُ لو اِنّك لامِسُهُ لاِبيَضّ بكفّكَ أَسْوَدُهُ

يَطوي السُّفّارُ إليكَ مَدىً باللَّيْلِ فَيسْهَرُ أَرمدُهُ

ويهونُ عَلَيهِم شَحطُ نَوىً يُطْوَى بِحَديثكَ فَدْفَدُهُ

والمَشرِقُ أنبأ ء بالفضلِ عليكَ وَمُنْجِدُهُ

والعينُ تراك فيُسْتَشْفَى مطروفُ الجَفْنِ وَأَرْمَدُهُ

سعِدَتْ أيَّامُ الشَّرْقِ وما طَلَعَتْ إِلّا بِكَ أَسْعُدُهُ

وأَضَاءَ الحَقُّ لِمُرسِيةٍ لَمَّا أَورَت بك أَزْنُدُهُ

بالعدْلِ قمعتَ مظالِمَها وَبِحُسنِ الرأَيِ تُسَدِّدهُ

وجلبتَ لها العُلَمَاءَ تَترُك عِلما تَتَزَيَّدُهُ

وزرعتَ من المعروف لها ما عند اللّه ستَحْصُدهُ

واِهتَزَّ لإسْمِكَ مِنبَرُها فليدعُ به من يَصْعَدهُ

قد كان الشيخُ أخا كرم ينهلُّ عَلَى من يَقْصِدهُ

فمضى وبقِيتَ لنا خَلَفاً من كُلِّ كريم نَفْقِدهُ

فاللّه يقيكَ السّوءَ لنا وبرحمتِهِ يتَغَمَّدهُ

ولقد ذَهَبَتْ نُعْمَى عَيْشِي وطريفُ المالِ ومُتْلَدهُ

أمُحِبُّكَ يدخُلُ مَجْلسه فيقال أهَذَا مَسْجدُهُ

لا بُسْط به إلا حُصرٌ فعسى نعماكَ تمَهِّدهُ

فاِبعَث لمُصَلٍّ أَبْسِطَةً في الصَّفِّ لِيحْسُن مَقْعَدُهُ

وَعساك إذا أنعَمْتَ به من صاحِبِهِ لا تُفْرِدُهُ

باِثنين يُغَطّى البَيتُ ولا يُكْسَي بالفرْدِ مُجَرَّدُهُ

صلني بهما واِغنَم شُكرِي فثنائِي عليكَ أُخَلِّدهُ

أَتُراكَ غَضِبتَ لما زَعموا وطمَى من بحركَ مُزْبدهُ

وَبَدا من سيفِكَ مُبرِقُه وَعلا من صوتك مُرْعِدهُ

هَل تأتِي الرّيحُ على رَضْوَى فتقوّيه وتُصَعِّدهُ

أَنتَ المولى والعبدُ أنا فبأَيِّ وَعيدِك تُوعِدهُ

ما لِي ذنبٌ فتعاقبُنِي كذب الواشِي تَبَّتْ يدهُ

ولو اِستَحقَقتُ مُعاقَبَةً لأبى كرمٌ تَتَعَوَّدهُ

عَن غير رضايَ جَرَتْ أشيا ءُ تُغيضُ سواكَ وتُجْمِدهُ

واللّهُ بذاك قضى لا أنْ تَ فلَسْتُ عليكَ أعدِّدهُ

لا تغد عليَّ بمُجْتَرِمٍ لم يثْبُتْ عندك شُهَّدهُ

فوزيرُ العَصرِ وَكاتِبُه ومرسِّلُه ومُقَصِّدهُ

يُبْدِي ما قلتُ بمجلِسِهِ أَيضاً ولسوفَ يُفَنِّدُهُ

إِن كنتُ سببتكُ فُضَّ فمِي وَكفرتُ برَبٍّ أَعْبُدهُ

حاشا أدبي وسنا حسبِي من ذَمِّ كريم أَحْمَدهُ

سَتجودُ لعبدِكَ بالعفو فيذيبُ الغَيْظَ ويطردُهُ

وقديمُ الوُدِّ ستذكرُهُ وتجدِّدُهُ وتؤَكــــِدُهُ

أوَليس قديمُ فخارِكَ ـشيِني وَعَلاكَ يُشَيِّدُهُ

يا بدرَ التَّمِّ نَكَحتَ الشَّمـ سَ فذاك بُنيّكَ فَرْقَدُهُ

فَاسلَم للدين تُـمَهِّدُهُ ولِشَـمْلِ الكـفْرِ تُبَـدِّدُهُ

لو أَنَّ جميلاً أَنشَدَها فـي الحيِّ لذابتْ خُرَّدُهُ

أهديتُ الشِّعْرَ على شَحَطٍ ونداك قريبٌ مَوْلِـدُهُ

ما أَجوَدَ شِعرِي في خَبَبٍ والشعرُ قليلٌ جَيِّدهُ

لولاك تساوَى بَـهْرَجُهُ في سُوقِ الصَّرْفِ وعسْجَدُهُ

وَلَضاع الشعرُ لذِي أدبٍ أو ينفقهَ من يَنْقُدهُ

فَعَليك سلامُ الله مَتى غنَّى بالأيك مُغَرِّدهُ



وقد عارضها الكثيرمن الشعراء منهم :

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى